سر محبة الشيخ مصطفي عبد الرازق لـ أم كلثوم.. فيلسوف الأزهر وأستاذه الأكبر، هكذا اشتهر الشيخ مصطفى عبد الرازق، شيخ الأزهر الأسبق، ورائد الفكر الفلسفي الإسلامي، والذي يُعد أحد أبرز رجال الدين الذين حملوا مشعل التنوير والإصلاح والتجديد الديني في تاريخ مصر المعاصر.

من هو الشيخ مصطفي عبد الرازق؟

وُلد الشيخ مصطفى عبد الرازق، عام 1885 في قرية «أبي جرج» إحدى قرى محافظة المنيا، وحفظ القرآن الكريم في سن صغير، ثم أرسله والده إلى الأزهر للتعلم، حتى حصل على الشهادة العالمية في 29 يوليو سنة 1908، وفي 23 يونية سنة 1909م سافر إلى فرنسا لدراسة اللغة الفرنسية والفلسفة في جامعة السوربون حيث تخصص في علم الفلسفة.

الشيخ مصطفي عبد الرازق

ويعد الشيخ مصطفى عبد الرازق، رائد الدرس الفلسفي في مصر المعاصرة، وأول أستاذ جامعي يقوم بتدريس الفلسفة الإسلامية من وجهة نظر إسلامية خالصة، حيث كانت تدرس من قبل في الجامعة المصرية من خلال الدرس الاستشراقي الذي ربط الفلسفة الإسلامية بالتراث اليوناني، وأنكر أي دور للعقل المسلم في تطوير الفكر الفلسفي عامة.

تولي الشيخ مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر

تولى الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق، مشيخة الأزهر في 27 من ديسمبر سنة 1945، وسط موجة عارمة من معارضة كبار العلماء في الأزهر، بسبب أنه لم يكن عضوًا في هيئة جماعة كبار العلماء، إضافة إلى أنه لم يكن قد باشر التدريس بالأزهر، وكان مدرسًا بالجامعة المصرية.

وفي 15 فبراير 1947 م، ذهب الشيخ إلى مكتبة بمشيخة الأزهر، وترأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر، ثم عاد إلى بيته فتناول طعامه ونام قليلًا، ثم استيقظ فتوضأ وصلى، وشعر بإعياء شديد فاستدعى أهل بيته الطبيب فوجد أن الشيخ قد وافته المنية.

رأي الشيخ مصطفي عبد الرازق في أم كلثوم

بحسب ما نشرته له صحيفة السياسة، في 3 ديسمبر 1925، وصف الشيخ مصطفى عبد الرازق، كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، قائلًا: «تظهر أم كلثوم بادىء الأمر رزينة ساكنة، تشدو وتشدو بصوتها الحلو شدوا لينا من غير أن يتحرك طرف من أطرافها إلا هزة لطيفة تنبض بها رجلها اليسرى أحيانا، ثم ينبعث الطرب في هيكلها كله فتنهض قائمة، وترسل الكلمات متعالية تذهب في الآفاق هتافا مرددا، أو تترجع رويدا حتى تتلاشى حنينا خافتا، وتهزها أريحية الشباب والطرب فتساير النغمات في حركاتها مندفعة بوثبات الشعور وراء مذهب الفن، وتتلوى عن يمينها وشمالها أعناق الشيوخ (إشارة إلى تختها المكون من الشيوخ بعمائمهم، عن اليمين شيخان وعن اليسار شيخان)، أم كلثوم نعمة من نعم الدنيا فما بالها تأبى إلا أن تتجلى على الناس في ظهر الآخرة».

الست
الصفات التي أشتهر بها الشيخ مصطفي عبد الرازق

يرى الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، أن هناك ثلاث خصال لازمت الشيخ عبد الرازق طيلة حياته، وهي: أنه لا يعرف محبًّا لطلب العلم مخلصاً في هذا الحب إلا سعى إليه واتصل به وقرّبه منه وفتح له قلبه وعقله وداره أيضاً، وإذا كان حب العلم وطلابه المخلصين هو الخصلة الأولى من الخصال التي لازمته حياته كلها، فخصلة الوفاء هي الخصلة الثانية من خصاله، والبر بطلاب العلم خاصة وبكل من كان يحتاج إلى البر عامة كان الخصلة الثالثة من خصاله، والذين سبقوا الشيخ عبد الرازق في تدريس الفلسفة والفلسفة الإسلامية في الجامعة المصرية كانوا مجموعة من المستشرقين الأجانب، وهم الإيطاليان سانتلانا ونلينو، والإنجليزيان أرنولد توماس ووكر وآرثر آربري، والفرنسيان لويس ماسينيون وبول كراوس، والبلجيكي أرمند آبل.

الشيخ مصطفي عبد الرازق

ويشرح الكاتب المصري حسين أحمد أمين، طريقة الشيخ عبد الرازق في التعليم، قائلًا: كان لهذا الشيخ الأزهري المعمم أسلوب خاص في التعليم الجامعي، لا يكاد ينهجه غيره من الأساتذة في مصر، فالتعليم عنده لم يكن مجرد إلقاء الدرس على الطلاب وتلقينهم إياه، ولكنه عبارة عن صلة عقلية ينشئها بينه وبين طلابه. فهو يشركهم معه في بحث المواضيع واستخراجها من مظانها، وفي مناقشته المسائل وفهم النصوص وتحرير الآراء. وهو في كل ذلك يراجعهم ويراجعونه، ويعينهم ويعينونه. كلهم لكلهم أساتذة، وكلهم لكلهم طلاب! وهكذا يصير درسه عبارة عن مجتمع تتقارب فيه الأرواح وتتآلف النفوس، وتنبت في جنباته عواطف الصدق والإخلاص، وبهذا المنهج الجامعي كان يربي طلبة يحبهم ويحبونه، وينشؤون على ما عودهم إياه من سنن العلماء وآدابهم.

وعن علاقته بطلبته وتلامذته، يقول عنه الدكتور إبراهيم مدكور، الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية: اتسع قلبه لتلاميذه، وشملهم جميعاً برعايته، فكان يلقاهم في درسه وبيته، ويستمع إليهم في العلم وشؤون الحياة، وكانوا يسرون إليه بما يشغلهم، ويعرضون عليه مشاكلهم، ولم يكن يدخر وسعاً في معونتهم والأخذ بيدهم، فكان منهم بمثابة الأب من أبنائه، أو شيخ الطريقة من مريديه، وتلك هي القيادة الروحية التي تنقصنا، وما أحوجنا إليها.

اقرأ أيضاًصابرين تكشف عن رأيها في تجسيد منى زكي لشخصية «أم كلثوم» بعمل سينمائي

صابرين تكشف عن رأيها في تجسيد منى زكي لشخصية «أم كلثوم» بعمل سينمائي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور عبد الكافي الشيخ الشيخ ابو بكر الشيخ سعيد الشيخ عمر الشيخ محمد أبو بكر الشيخ محمد ابو بكر العراق تركي آل الشيخ درس الشيخ صاحبة السعادة عبد الفتاح السيسي عبدالله الشريف عمر عبد الكافي كريم عبد العزيز مصطفى بكري مصطفى متولي أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

عرض مقتنيات نادرة لكوكب الشرق أم كلثوم للسرقة بعد رهنها!

تعرضت مقتنيات نادرة وثمينة لكوكب الشرق أم كلثوم للسرقة بعد رهنها، بحسب ما أفادت أسرة سيدة الغناء العربي .

ووفق صحيفة الوطن “المحلية”، بدأت القصة عندما تعرضت أسرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، لعملية نصب في مسقط رأسها بقرية طماي الزهايرة التابعة لمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في مصر.

وقالت بثينة محمد البلتاجي، ابنة شقيق سيدة الغناء العربي أم كلثوم، إنها كانت تمتلك مجموعة من المقتنيات الخاصة بـ”كوكب الشرق”، التي حصلت عليها منها شخصيًا حيث عاشت معها فترة تجاوزت 13 عامًا.

وتضمنت هذه المقتنيات قلادة ذهبية نادرة، وحقيبة خاصة، وعددًا من الصور النادرة، ومع ذلك، تعرضت لعملية نصب من أحد الأشخاص بعد أن رهنت هذه المقتنيات مقابل دين بقيمة 50 ألف جنيه.

أوضحت بثينة: “بعد أن جمعت مبلغ الدين وقدّمته لصاحب الرهن، فوجئت برفضه إعادة المقتنيات ونصبه عليّ، حيث طلب نصف مليون جنيه لاستردادها، كما بدأ في الترويج لبيعها بمبالغ كبيرة، ورغم محاولاتي المتكررة للتفاوض معه، أكد لي أنها لم تعد بحوزته”.

طالبت بثينة المسؤولين بالتدخل لاستعادة مقتنيات أم كلثوم، قائلة: “عرضت عليه مبلغ 100 ألف جنيه لاسترداد المقتنيات، لكنه رفض، وأناشد المسؤولين المساعدة في استرجاع هذه القطع النادرة التي لا تُقدّر بثمن، قائلة: “لجأت لرهنها لأنني كنت في حاجة ماسة للمبلغ، وكان هو قد تعهّد بالحفاظ عليها وإعادتها بمجرد سداد الدين، لكنه أخل بوعده”.

وأم كلثوم، أو سيدة الغناء العربي أو كوكب الشرق، تعد من أعظم أيقونات الفن في العالم العربي على مر العصور، وقدمت إرثًا موسيقيًا خالدًا لا يمكن نسيانه .

الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأزهر للفتوى يحيي ذكرى وفاة الشيخ محمود خليل الحصري.. أهم قراء مصر والعالم
  • ريم مصطفي تشعل السوشيال ميديا بإطلالات مميزة.. وتستعد لمسلسل "سيد الناس"
  • ليلة محمد رحيم.. عمرو مصطفى يعلن عن مفاجأة برعاية تركي آل الشيخ (تفاصيل)
  • تكريمًا لروح محمد رحيم.. عمرو مصطفى يعلن عن إقامة ليلة موسيقية بالتعاون مع تركي آل الشيخ
  • بالتعاون مع تركي آل الشيخ.. ليلة لـ محمد رحيم تخليدا لمسيرته الحافلة
  • عرض مقتنيات نادرة لكوكب الشرق أم كلثوم للسرقة بعد رهنها!
  • 135 عاما على ميلاد طه حسين.. «المستنير» الذى حــــــــــاربه الأزهر ونصفه الإمام الأكبر
  • إقبال كثيف على التقديم للعمل بنظام الحصة بمسابقة الأزهر في كفر الشيخ
  • اخبار التوك شو| مصطفى بكري يزف بشري.. ومفاجآت في عقار الاغتصاب.. وصدمة لـ هدير عبد الرازق
  • نور فكرك.. مركز الأزهر للفتوى يحاضر شباب كفر الشيخ عن «قيمة الحياة» |صور