الناتو يتهم الصين بدعم آلة الحرب الروسية ضد أوكرانيا
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
لأول مرة، وجه قادة دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" اتهامات مباشرة إلى الصين بتقديم دعم عسكري لصالح الجيش الروسي الذي يشن حرباً عنيفة على أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وبعد عقود من النظر إلى الصين كتهديد بعيد، اتهم قادة "الناتو" بكين بأنها أصبحت "من أهم داعمي روسيا في حربها ضد أوكرانيا"، وطالبها بوقف شحنات "مكونات الأسلحة" وغيرها من التكنولوجيات الحيوية للجيش الروسي، مهدداً بأن لهذا الدعم "ثمن"، فيما اعتبرت الحكومة الصينية البيان "خطاباً عدائياً".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن البيان الختامي لقمة الناتو الذي وافق عليه زعماء الحلف البالغ عددهم 32، يعد خروجاً كبيراً عن تقاليد "الناتو"، الذي لم يبدأ الإشارة إلى الصين كمصدر قلق سوى في عام 2019، ولكن فقط من خلال استخدام لغة لطيفة، ومن دون أي اتهامات مباشرة.
وجاء في مسودة البيان، أن الصين "لا يمكنها أن تسمح بشن أكبر حرب في أوروبا في التاريخ الحديث دون أن يؤثر ذلك سلباً على مصالحها وسمعتها"، زاعماً بشكل خاص أن الصين تقدم "دعماً واسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية".
ولم يحدد إعلان حلف شمال الأطلسي ما هو هذا "الثمن"، على الرغم من أن الخطوة الأولى الطبيعية والمرتقبة، هي فرض عقوبات اقتصادية تمنع الصين من الوصول إلى بعض الأسواق العالمية.
من جانبه متحدث البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، أكد إن بيان قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، مليء "بالخطاب العدائي"، وإن المحتوى المتعلق بالصين "يتضمن استفزازات وأكاذيب".
وأضاف المتحدث، وفقاً لبيان أصدرته البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، الخميس: "كما نعلم جميعاً، فإن الصين ليست هي سبب الأزمة في أوكرانيا". مذكراً إن إعلان قمة الناتو في واشنطن مليء بعقلية الحرب الباردة والخطاب العدائي، والمحتوى المتعلق بالصين مليء بالاستفزازات والأكاذيب والتحريض والتشهير".
وشدد على أن "الموقف الأساسي للصين بشأن القضية الأوكرانية هو تعزيز محادثات السلام والتسوية السياسية، وهو الأمر الذي حظي باعتراف وتقدير واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي".
وكشف تقرير لـ"نيويورك تايمز" أن إدارة بايدن قدّمت معلومات استخباراتية إلى دول الناتو، في محاولة لكسب المتشككين الذين جادلوا بأن الصين ليست لاعباً مركزياً في الحرب. وقد نجح ذلك، ولكن فقط بعد أن نشرت الولايات المتحدة أسماء الشركات والمصنعين الواجهة في الصين، الذين كانوا ينقلون التكنولوجيا إلى روسيا.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، الأربعاء، في إشارة إلى الصين: "يوضّح الإعلان أن حلفاء الناتو يفهمون الآن بشكل جماعي هذا التحدي، ويدعون جمهورية الصين الشعبية إلى وقف هذا النشاط".
وأضاف: "إذا استمر هذا الدعم من الصين، فسوف يؤدي إلى تدهور علاقاتها في جميع أنحاء أوروبا، وستواصل الولايات المتحدة فرض عقوبات على الكيانات الصينية المشاركة في هذا النشاط، بالتنسيق مع حلفائنا الأوروبيين".
وتتهم الدول الغربية بكين بتوفير رقائق الكمبيوتر، والبرمجيات المتقدمة، والمكونات اللازمة لروسيا لإعادة بناء قاعدتها الصناعية الدفاعية، وتجديدها. كما أن البيان الختامي يلقي، باللوم على الصين في "الأنشطة السيبرانية، بما في ذلك المعلومات المضللة" التي تستهدف الولايات المتحدة وأوروبا.
ونفت الصين أنها تستعد لهجمات إلكترونية، أو أن تكون عاملاً رئيسياً في الحرب في أوكرانيا.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: إلى الصین
إقرأ أيضاً:
من تكساس إلى دونباس.. قصة مقاتل أميركي في خنادق الحرب الروسية
ويحكي راسل بنتلي، المعروف أيضا باسمه الحركي "تكساس" في برنامج "يوميات مقاتل" رحلته من حياة الرفاهية في الولايات المتحدة إلى ميادين القتال، حيث وجد في المعركة قضيته الخاصة.
ويتتبع الفيلم حياة "تكساس" الصاخبة، منذ ولادته ونشأته وأثر التطورات التي مرت بها البلاد كحرب فيتنام واغتيال جون كينيدي، ثم قتاله مع الجيش الأميركي، وبعد ذلك سجنه 5 سنوات إثر عمله مروج مخدرات، وأخيرا وصوله إلى روسيا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الجزيرة 360" تروي قصة اختفاء أميركي يقاتل مع الروس في دونيتسكlist 2 of 4لماذا لم تنتصر روسيا ولماذا لم تُهزم أوكرانيا؟list 3 of 4"الجزيرة 360" التقته قبيل اختفائه.. الغموض يلف مصير الأميركي "تكساس" في دونباسlist 4 of 4خطط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانياend of listويستعيد بنتلي ذكرياته عن نشأته في تكساس وسط عائلة ميسورة، حيث كان مولعا بالأدب والشعر، لكنه كان مختلفا عن بيئته حيث انجذب في شبابه إلى النضال ضد الظلم، متأثرا بأحداث مثل حرب فيتنام وحركات الحقوق المدنية، لكنه لم يجد طريقه السياسي حتى اندلاع النزاع في أوكرانيا عام 2014.
وبعد مشاهدة صور مروعة عن قصف المدنيين في لوغانسك وأوديسا، قرر بنتلي أن عليه التحرك، فجمع مدخراته وغادر الولايات المتحدة إلى روسيا، حيث حصل على تأشيرة دخول لمرة واحدة، واضعا نصب عينيه هدفا واحدا، وهو الانضمام إلى القوات التي تدافع عن دونباس.
دون سابق خبرةوفي ديسمبر/كانون الأول 2014، عبر بنتلي الحدود نحو دونيتسك شرقي أوكرانيا، ليجد نفسه على مشارف حرب شرسة، يتذكر لحظة وصوله عندما كان يسمع دوي المدفعية، مدركا أنه أصبح جزءا من معركة لم يكن له سابق خبرة مباشرة بها.
إعلانومع ذلك، سرعان ما تأقلم مع الحياة العسكرية، وانضم بنتلي إلى وحدات المقاتلين الذين كانوا يدافعون عن المدينة، ويصف معارك دامية خاضها، أبرزها "معركة مطار دونيتسك الثانية"، التي شهد فيها فقدان العديد من رفاقه، لكنه يؤكد أن تلك الخسائر زادته إصرارا على مواصلة القتال.
ويقول بنتلي "حين ترى الظلم، لا يمكنك الوقوف مكتوف الأيدي" مشيرا إلى أن الدافع وراء نضاله هو الدفاع عن المدنيين الذين يتعرضون للقصف المستمر.
وعلى مدى سنوات الحرب، تحول بنتلي من مجرد مقاتل إلى شخصية بارزة في دونباس، حيث لم يقتصر دوره على حمل السلاح، بل أصبح أيضا صوتا إعلاميا ينقل رواية سكان المنطقة إلى العالم.
ويرى بنتلي أن الولايات المتحدة اليوم "محكومة بمجموعة من الفاشيين الأصليين والشركات الأوليغاركية، أعداء روسيا والإنسانية ككل"، ولذا كرس حياته للقتال ضدهم خصوصا بعد الغزو الأميركي في أفغانستان والعراق "بناء على كذبات، وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية هناك"، بحسب تعبيره.
لقاء زوجته لودميلاوضمن ما ورد في حلقة "يوميات مقاتل" تحكي لودميلا بنتلي زوجة راسل التي تنحدر من دونيتسك، كيف قابلته لأول مرة عبر الإنترنت عندما كانت تعمل في الترجمة.
وعلى الرغم من الاختلافات الثقافية بينهما، وجدت فيه شخصا ملتزما بقضية آمن بها حتى النهاية، وتعترف بأن العيش مع شخصية مشهورة في منطقة نزاع لم يكن سهلا، لكن إيمانها بمسيرته جعلها تدعمه بلا تردد.
ويروي بنتلي تفاصيل المعارك الطاحنة التي خاضها، وكيف واجه الموت أكثر من مرة، مؤكدا أنه لا يخشى المصير المحتوم، وفي هذا السياق يقول "أعرف أني سأموت.. لكنني أفضل أن أموت وأنا أدافع عن قضية أؤمن بها، بدلا من أن أعيش حياة فارغة بلا معنى".
ويربط بنتلي بين نضال سكان دونباس والقضية الفلسطينية، معتبرا أن المعركة التي يخوضها ليست محلية فحسب، بل هي جزء من صراع عالمي على الحرية والعدالة.
إعلانويرى أن القوى التي تحارب شعبه هي نفسها التي تستهدف شعوبا أخرى حول العالم، مؤكدا أن من يدافع عن دونباس، يدافع عن مستقبل البشرية.
الانتقال للعمل الصحفيوكان راسل الذي يعد نفسه شيوعيا قد انضم لجانب القوات الروسية لقتال أوكرانيا عام 2014، إلا أنه بعد ذلك قرر الانتقال للعمل الصحفي، وعمل مع وكالة "سبوتنيك" الرسمية وحصل على الجنسية الروسية.
وكانت رئيسة تلفزيون "روسيا اليوم" التابع للكرملين مارغريتا سيمونيان قالت في أبريل/نيسان الماضي عقب اختفائه إن "راسل بنتلي، قد قتل في دونيتسك وهو يقاتل مع رجالنا"، دون أن تقدم أي معلومات إضافية حول تفاصيل مقتله.
كما أكدت كتيبة "فوستوك" التي كان راسل يقاتل في صفوفها مقتل راسل، داعية "للانتقام من أولئك الذين قتلوه"، في إشارة إلى أنهم لم يكونوا من القوات الأوكرانية الذين كان "تكساس" يقاتلهم.
وبينما يستمر الصراع في أوكرانيا، تبقى قصة راسل بنتلي شاهدا على تقاطع المصائر، حيث يختار بعض الأفراد ترك حياتهم خلفهم والانضمام إلى قضايا يرونها حسب تصوراتهم أكبر من ذواتهم، في رحلة تتحدى كل التوقعات.
9/2/2025