إقالة بين البين..
د.عبدالناصر علي الفكي
إقالة المستشار السياسي لقوات الدعم السريع الاستاذ يوسف عزت الماهري، جاءت كما اظن في سياق شان تنظيمي اعتيادي حسب الدور المرسوم، والفكر الاستراتيجي للدعم السريع وتكتيكات الموقف المطلوب حسب خبرات الشخصية واتجاهاتها وانفعالاتها نحو القضايا العامة التي تخص التنظيم سواء تصعيد ميداني عسكري او تفاوض او تسوية .
وظف المستشار لدور سياسي واعلامي يعميم خطاب تطميني يعمل علي التقارب مع القوي المدنية السياسية والبحث عن مشتركات، بفتح منافذ تتجاوز عتبة العلاقات العسكرية مع الجيش ومجموعة النظام الانقاذي المخلوع . يصاحب ذلك عمل سياسي مرجعيتة مؤسسة ادارة القرار في الدعم السريع.
بناء مكون الشخصية السياسية يتاثر ويؤثر بالمنطلقات النفسية الاجتماعية الثقافية للعضو بحسب حالة القوة او الضعف التنظيمي ويمكن قياس وتقييم تلك العلاقة بالطرق وادوات علميه داخل التنظيمات ، و هو مفيد بالتاكيد وذات تاثير ايجابي لاداء متطلبات الوظيفة المطلوبة ويطبق ذلك علي كل مجالات العمل المهنية .
ان الثقافة الاجتماعية المنتشرة في المجتمع تعظم من ادوار الفرد والقائد وتنحت له تمثال يتضخم ذاتيا بما يجعل العلاقة مع التنظيم تتسم بالتارجح وعدم الثبات المؤسسي والمخرجات المطلوبة، وغالبا يحدث الارتباط الوجداني الاجتماعي الذي يوطد ويدعم الاستمرار الوظيفي .
الذي يوجب علي الشخص العضو اتباع قسري ، الا يغادر المكان الوظيفي الا بالترقي والتدرج الي الاعلي او الموت .
تلك ثقافة البداوة في العمل العام ، وهذا ليس تقليل وانما توصيف حركة قانون التطور الاجتماعي والسمات المكتسبة للمجتمعات واشكالها من ريف حضر بدو وصحراوي، اختلاف تلك المجتمعات يوجد قواعد ونظام ضبط اجتماعي يكتسب عبرها الفرد عمليات واليات تطبيع تنشيء وتطالب بالاداء والانصياع وفقا للقيم الجماعة المسيطرة .
الملاحظة المحيرة عند اقالة الاستاذ يوسف عزت المستشار السياسي للدعم السريع ، رأي النخب والمثقفين وقادة الرأي من المدنيين فالغالبية منهم فسر الامر باستغراب محير، والبعض استهجان مستطبن، والبعض الاخر استهزاء، كانما التغيير او القرار هو شيء مستهجن او غريب. وهو ما يشير بوضوح الى ازمة بنوية عميقة بين الفكر والممارسة لدي قادة الراي وصناع الثقافة والوعي، عند مسألة التداول والتدرج ، وهذا ربما سيصبح حاجز امام مستقبل الثقافة المدنية الديمقراطية .
اعتقد ان المستغرب لم ينحصر في الفعل والقرار ليوسف عزت وانما المشكلة في تناقض التفكير والسلوك في ضرورة وضع لبنات للبناء المؤسسي للمكونات الفاعلة في العمل العام بتراتيبية وادارة سلمية للتداول الوظيفي ..
العمل المدني الديمقراطي الحقيقي يتطلب مجاهدة السلوك. الجماعة في العقل الجمعي التقليدي الوراثي والانتقال الي مفاهيم الدور والمكانة والوظيفة في البني الديمقراطية بشكل مؤسسي.
*استاذ جامعي مدير مركز تنمية التعايش السلم الاجتماعي
الوسومالدعم السريع يوسف عزتالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع يوسف عزت
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الناجح: وقف التعيينات محاولة لكبح الفساد الإداري والتكدس الوظيفي
ليبيا – محامٍ ليبي: وقف التعيينات محاولة للحد من الفساد في التوظيف الحكومي
قرار وقف التعيينات.. خطوة لمواجهة الفساد الإداريأكد المحامي الليبي إبراهيم الناجح أن قرار وقف إجراءات التعيين والتعاقد في الجهات الحكومية جاء في إطار محاولة السلطات السيطرة على الفساد المستشري في ملف التوظيف، والذي تسبب في إرهاق ميزانية الدولة بسبب التوظيف العشوائي غير المدروس.
تكدس وظيفي يفوق حاجة المؤسساتوفي تصريح لموقع العربي الجديد، أوضح الناجح أن العديد من المؤسسات الحكومية شهدت تكدسًا وظيفيًا يفوق احتياجاتها الفعلية، في مخالفة واضحة للتشريعات التي تشترط أن يتم التوظيف وفق دراسات تحدد الحاجة الفعلية للموارد البشرية.
عجز في متابعة المخالفات وتراكم الشكاوىوأشار الناجح إلى أن القرار له علاقة مباشرة بعجز هيئة الرقابة الإدارية عن التعامل مع الكم الكبير من الشكاوى الواردة من الموظفين الجدد الذين لم يتم إدراج أسمائهم في منظومة الرواتب الشهرية بسبب المخالفات الكبيرة التي شابت إجراءات تعيينهم.
خطوة إصلاحية أم تعقيد إضافي؟ويرى الناجح أن هذا الإجراء قد يكون خطوة إصلاحية ضرورية، لكنه قد يفتح المجال أمام تعقيدات أخرى، لا سيما إذا لم يتم اتخاذ خطوات واضحة لمعالجة مشكلة البطالة واستحداث بدائل للشباب الباحثين عن فرص عمل في القطاع العام.