شمسان بوست / متابعات:

اختفى سيف أسطوري يسمى “دوراندال” من مكانه الذي كان مثبتا فيه، منذ ما يقارب 1300 عام وفقا لتقديرات المؤرخين، حيث استيقظ سكان قرية روكامادور الفرنسية ليجدوا أن السيف اختفى من مكان وجوده في الجدار الصخري منذ مئات الأعوام.

وغالبًا ما يوصف دوراندال بأنه المعادل الفرنسي لسيف إكسكاليبور الأكثر شهرة، وهو سيف الملك آرثر الأسطوري.

وتقول الأسطورة أن “ملاكًا” أعطى السيف دوراندال إلى الإمبراطور الروماني شارلمان، الذي عهد به بدوره إلى فارسه المخلص، رولاند. وهو ما تذكره قصيدة من القرن الحادي عشر تسمى “أغنية رولاند”، تتحدث عن قوة السيف السحرية.

ويقال إن الفارس رولاند حاول كسر سيفه الموثوق به بعد إصابته في معركة ممر رونسيفو، لمنعه من الوقوع في أيدي الخصوم، وقذفه نحو السماء فاخترق السيف صخرة عملاقة، حيث يُزعم أنه ظل هناك منذ ذلك الحين.

ولكن السيف الآن اختفى، على الرغم من تقييده بالسلاسل إلى صخرة على ارتفاع عشرة أمتار تقريبا فوق سطح الأرض، حيث من المرجح أنه سُرق.

وقال عمدة المدينة دومينيك لينفانت لصحيفة لا ديبيش الفرنسية: “تشعر روكامادور بأنها سُلبت جزءًا من نفسها، فحتى لو كانت القصة أسطورة، فإن مصير قريتنا وهذا السيف متشابكان” وأضاف “سوف نفتقد دوراندال. لقد كان جزءًا من (قرية) روكامادور لعدة قرون، ولا يوجد مرشد (سياحي) إلا ويشير إليه عندما يزورها.”

ويأمل السكان المحليون الآن أن تتم إعادة سيفهم الثمين إلى مكانه الصحيح، في الجدار الصخري الذي تقول الأسطورة أن الفارس رولاند ألقاه عليه، ولكن حتى الآن لا خبر عن عودته.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

«التانجو الأخير» في واشنطن: كيف يكون بايدن هو الذي يضحك أخيرا؟

ترجمة: أحمد شافعي -

تخيلوا شيخا جالسا لوحده في مطعم كئيب يفتح أبوابه طيلة الليل في وسط مدينة واشنطن، مولّيا ظهره إلى النافذة، منحني الكتفين، شأن ذلك الرجل في لوحة (نايت هوكس) الشهيرة لإدوارد هوبر. يبدو جو ـ وهذا هو اسم الشيخ ـ منهكا وحزينا. لعله يفكر فيما كان، أو ربما ما كان يمكن أن يكون. إنه يعيش كابوسا.

لكن حتى لو أن ذلك الشيخ كان الرئيس، وحتى لو أن الخدمة السرية الكريهة سمحت له بلحظة خصوصية خيالية، لا ينبغي أن يشعر جو بالحزن أو بالوحدة. ذلك أن ستة أشهر لا تزال متبقية له في الحكم. وهو نظريا لا يزال أقوى رجل في العالم. وليس له الآن أن يساوره القلق بشأن إعادة الانتخاب، والأصوات، والاقتراع، والمناظرات التلفزيونية. ومن ذا الذي يكترث الآن بما يقوله الخبراء؟

هو الآن ينعم بحرية لم يَعرف لها مثيلا منذ أن التحق بالحياة العامة قبل أكثر من خمسين عاما. ملعونُ الجمهوريين. وملعون الكونجرس. بوسعه الآن، إلى حد معين، أن يفعل ما يحلو له. وبدلا من أن يختفي في الظلام، موصوما بخيال المآتة، بوسع بايدن الآن أن يكون صاحب القول الفصل، ويكون هو الذي يضحك أخيرا، ويمضي في ذلك إلى أقصى الحدود. فيلتقي «تانجو واشنطن الأخير» بنبيذ الصيف الأخير.

في نوفمبر من عام 1992، وبعد الخسارة أمام بيل كلينتون، وجد جورج بوش الأب نفسه في موقف مماثل، برغم أنه لم يكن متبقيا له في الحكم إلا شهران. وشأن بايدن، كان بوش داهية في السياسة الخارجية، والرئيس لا الكونجرس هو الذي يوجه السياسة الخارجية. وهكذا، لأنه رأى أن ما يعتزمه الصواب، ولأنه في المقام الأكبر كان قادرا على أن ينفذ ما يعتزم، فقد قام بوش، وسط دهشة عظيمة، بغزو الصومال.

والحق أنه لم يحقق نجاحا عظيما. فقد أدى تدخل أمريكا العسكري دعما للأمم المتحدة في الإغاثة من المجاعة وبناء البلد بتأجيج الحرب الأهلية الصومالية، وأدى إلى معركة مقديشو وإلى أكبر مذلة عسكرية للولايات المتحدة منذ فيتنام. فتخلفت عن ذلك مشكلة جسيمة لكلينتون. لكن بوش أوضح رأيه. ومن يتعجل استبعاد رئيس إنما يخاطر.

وبرغم أنه بدا مستنفد الطاقة في ظهور شبه غافل في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، لا يزال لدى بايدن الوقت ليستغل سلطاته في وضع إطار لمستقبل أمريكا، ومستقبل العالم بدرجة ما. سوف تنشأ أزمات غير متوقعة، مطالبة بإجراءات. وقد ترغم قرارات سياسية من يأتي بعده، سواء أكان كمالا هاريس أم دونالد ترامب، ويتغير مسار التاريخ. فهو شهر عسل معكوس.

فهل ينتهز بايدن الفرصة ليزيد وضوح بصمته وحجم إرثه؟ لقد وعد في خطابه المتلفز بالمضي قدما في أجندته الداخلية: وهي عبارة عن اقتصاد أقوى، وتكاليف معايشة أقل، وحقوق مدنية. وأكد على «إنقاذ الديمقراطية» من تهديد ترامب. وقال إن «فكرة أمريكا أمانة في أيدينا. علينا أن نبقى على إيماننا...ونتذكر من نحن».

غير أن الزيارة التي قام بها خلال الأسبوع الماضي بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل كانت تذكرة قسرية بأن بايدن لم يكمل عمله في الشرق الأوسط. جاءت الزيارة وسط مذبحة مستمرة للمدنيين الفلسطينيين في غزة وأعقبت حكما تاريخيا من محكمة العدل الدولية بأن احتلال إسرائيل ومصادرتها للأراضي الفلسطينية أمر غير قانوني ويجب أن ينتهي.

فهل يمكن لبايدن الذي تحرر أخيرا أن يصحح أخطاء سابقة؟ لا يجب أن نغفل عن أن هاريس لم تجد غضاضة في التشدد مع نتانياهو. وإن من شأن اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية، وهو ما تدعمه هاريس نظريا، إذا ما توازى مع وقف لإمداد إسرائيل بالأسلحة، أن يغير دينامية الشرق الأوسط كاملة.

لقد وضع خطاب نتانياهو الديماغوجي أمام الكونجرس الصراع مع حماس ضمن حرب أكبر بالوكالة مع إيران وهي «العدو الأخطر الأشد تطرفا» لأمريكا. وتلك كانت الجعجعة المعهودة. فقد حرص نتانياهو على أن يتناسى أن بايدن عند انتخابه كان يريد التعامل مع إيران.

لقد تولى السلطة في إيران هذا الشهر رئيس أشد لطفا. وبوسع بايدن إن شاء أن يجرب مرة أخرى إحياء المسار الدبلوماسي الذي أجهز عليه ترامب. ولقد اتخذت المملكة العربية السعودية وإيران بالفعل خطوات أولية. وقد يكون وقف لإطلاق النار في غزة، واتفاق سعودي إسرائيلي، وعملية دولتين تنخرط فيها فلسطين وإسرائيل، هي الجوائز المغرية.

ثمة فرصة أخيرة سانحة لبايدن أيضا لتصحيح خطأ فادح آخر هو عدم مواجهته لروسيا مواجهة فعالة مباشرة بشأن غزو أوكرانيا. ولا يطيق فلاديمير بوتين صبرا لكي يشهد عودة ترامب. فهو يتوقع من زميله المتنمر أن يتخلى عن أوكرانيا ويهبه نصرا عمليا.

وستكون هذه كارثة. من المؤكد أن هاريس سوف تدعم إجراء أشد صرامة تجاه روسيا إذا ما بدأ بايدن هذا المسار. ابتداء، عليه أن يحذر بوتين من أن الهجمات الجوية وبالمسيرات وبالصواريخ على أهداف مدنية تتجاوز الجبهات كثيرا لا بد أن تتوقف على الفور، وإن لم يحدث ذلك، فسوف تصدها القوات الجوية والبحرية الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي المنتشرة للدفاع. ولا يفوت أبدا الأوان لوضع خط أحمر.

ولسوف يرسخ إرث بايدن بوصفه مناصرا للديمقراطية والنظام الدولي القائم على القواعد رسوخا كبيرا إن هو شرع في إصلاح مجلس الأمن الأممي، ونطق باسم حقوق الإنسان، وجدَّد جهود مكافحة الانتشار النووي في العالم، في الوقت الذي لا يزال فيه قادرا على ذلك. ويجب أن يضمن بايدن صراحة الدفاع عن تايوان.

ليست الأشهر الستة بالوقت الطويل لتغيير العالم. ومن يحظى بفرصة ثانية فقد أسعده الحظ سعادة مضاعفة. وقد يجد بايدن العون في بعض الضربات السياسية الوداعية فتقل التحديات، الداخلية والخارجية، التي تنتظر الرئيسة هاريس. وقد تساعد في إحباط عودة ترامب.

ولعل الأهم في هذا الوقت الخطير المليء بالانقسامات أن بايدن قادر على ضبط النغمة. لقد تساءل وهو يستهل خطاب وداعه الطويل «هل لا نزال مؤمنين بالصدق واللياقة والاحترام والحرية والعدالة والديمقراطية؟ هل لا تزال للشخصية أهمية في الحياة العامة؟» والإجابة هي «نعم» مدوية، ولكن في غمار صخب العاصفة الانتخابية المتقدمة، يتطلب الأمر تكرارا متواترا من شخص يفرض الاحترام.

هذه رسالة إلى جو في هزيعه الأخير، وهو شاخص في مطعم إلى فنجان قهوته الباردة: لم ينته الأمر بعد. وأمريكا لا تزال بحاجة إليك.

سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة ذي جارديان

مقالات مشابهة

  • سقوط تشكيل عصابي للسرقة في القاهرة
  • "مستشار كبير في حزب الله".. من هو فؤاد شكر الذي حاولت إسرائيل اغتياله؟
  • سعر جرام الذهب الآن في مصر
  • سرقة هاتف عداء سوداني في أولمبياد باريس
  • مرة آخرى.. بيومي فؤاد يتعرض لانتقادات لأذعة
  • زوجة شقيق أمير قطر تتعرض للسرقة في أولمبياد باريس
  • أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر يتعرض للسرقة في باريس
  • اختفاء غامض للناطق العسكري الحوثي.. أين اختفى ”يحيى سريع”؟
  • «التانجو الأخير» في واشنطن: كيف يكون بايدن هو الذي يضحك أخيرا؟
  • شاهد| السيف يروي حكايته في الأحساء.. دورة تدريبية لإحياء فنون العرضة