في الوقت الذي ما زالت فيه دولة الاحتلال تحاول إصلاح توترها مع الولايات المتحدة عقب تجميدها لتوريد أسلحة وذخيرة إليها، فقد أعلنت المزيد من الدول ذات الموقف، لاسيما إيطاليا وكندا وبلجيكا، فيما وضعت إسبانيا مزيدا من الصعوبات لوصول شحنة أسلحة كبيرة من الهند، وكلها تطورات دفعت المؤسسة الأمنية بدولة الاحتلال للشعور بالقلق بشأن احتمال نقص الذخيرة.

 

يوفال ساد الكاتب في صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية، ذكر أنه "على خلفية الخلافات المتزايدة بين تل أبيب وواشنطن بسبب تأخير شحنات الأسلحة، فإن جيش الاحتلال يشعر هذه الأيام بالقلق إزاء واقع آخر في طور التشكل، مفاده احتمال نقص الذخيرة بعد أن أوقفت عدة دول في العالم التجارة بشكل غير رسمي مع الاحتلال، كاشفاً أن مورّدي الأسلحة من الدول الأوروبية توقفوا عن الرد على نظرائهم الإسرائيليين، وأن قوة أجنبية غير الولايات المتحدة، التي تاجرت سابقًا مع الاحتلال، رفضت منذ السابع من أكتوبر تزويده بالمواد الخام التي يمكن للذخيرة أن تستخدمها".  


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "دولة الاحتلال تواجه نقصا في قذائف الدبابات من عيار 120 ملم إلى حدّ أن بعض الدبابات المتمركزة في غزة أصبحت الآن في حالة تأهب جزئي، وتحمل كمية أقل من القذائف، رغبة منه بتوفيرها في حالة اشتعال الحرب في الجبهة الشمالية، مما دفع كبار جنرالات الجيش للادعاء أن هناك بالفعل "اقتصادًا في التسلح"، في ظل ما يواجهه من نقص في قطع غيار الدبابات وجرافات D9 والعربات المدرعة وغيرها من الذخائر الأرضية الخفيفة".  

وأوضح أن "الحل الرئيسي الذي يروج له جيش الاحتلال فيما يتعلق بنقص الذخيرة هو الترويج للصناعة المحلية، وتقليل الاعتماد على استيراد القذائف والذخيرة من الدول الأجنبية، ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوة عواقب اقتصادية سلبية، فالذخيرة المنتجة في دولة الاحتلال تعتبر أغلى بعشرات بالمائة مما يمكن استيراده من الخارج، وإنشاء وصيانة مصانع الذخيرة "البسيطة" التي تنتج قذائف المدفعية والدبابات، باهظة الثمن بشكل خاص، بجانب عواقب أخرى مثل تأجيل إخلاء مجمع رمات هشارون، للسماح لشركة "إلبيت" لمواصلة إنتاج الذخيرة هناك".  

ورجح أن "تتمكن دولة الاحتلال من إنتاج كل ما تحتاجه من الذخيرة، حتى في حالة حدوث زيادة كبيرة في الطاقة الإنتاجية، ولا يزال متوقعا أن يأتي جزء كبير من الذخيرة من دول أجنبية بسبب إمكانات الإنتاج المحدودة هذه الأيام، وأن تقدم لحلفائها، بما في ذلك إسرائيل وأوكرانيا، كل القذائف التي يحتاجونها، وكي تتمكن الصناعات الدفاعية الإسرائيلية من إنتاج مواد أسلحة بكميات كبيرة، هناك حاجة لكمية كبيرة من المواد الخام التي يمكن صنع القنابل منها، ولا يمكن استخراجها في دولة الاحتلال، لأنها تأتي في النهاية من دول أجنبية". 

وأوضح أنه "بصرف النظر عن المقاطعة غير الرسمية التي يفرضها بعض الموردين فيما يتعلق ببيع الذخيرة للاحتلال، فإن الموردين الرئيسيين للمواد الخام التي تصنع منها القنابل توقفوا عن البيع للاحتلال منذ اندلاع حرب غزة، والحل الذي يطرحه جيش الاحتلال لهذه المقاطعة هو تنويع الموردين، والشراء المسبق لمخزون من المواد الخام التي ستستخدم في المستقبل لصنع القنابل، وخلق احتياطيات ضخمة من المواد الخام في دولة الاحتلال".  


وأشار أن "جيش الاحتلال ووزارة الحرب يتعاملان مع هذه القضية بشكل مباشر أمر غير معتاد، وفي الماضي كانت الصناعات الدفاعية تتأكد من تزويد نفسها بالمواد الخام دون تدخل مباشر من المستوى العسكري والسياسي منذ اندلاع حرب غزة، تم تلقي المزيد والمزيد من التقارير حول الدول والشركات التي ترغب بتقليل أو الحد من التجارة الدفاعية مع الاحتلال، وتم الإبلاغ عن مشكلة في توريد قطع غيار طائرات إف35 مع الموردين الهولنديين".  

وأضاف أن "كندا وبلجيكا أعلنتا وقف الصادرات العسكرية للاحتلال، ومنعت إسبانيا سفينة تحمل 27 طناً من المتفجرات من الهند إلى دولة الاحتلال من الرسوّ على شواطئها عبر ميناء قرطاجنة، مع العلم أن دولة الاحتلال تسعى دائماً لتنويع مصادرها التسلحية، فالهند مثلا هي المستورد الأول من الأسلحة الإسرائيلية، فيما بدأت دولة أخرى ببيع المواد الخام التي تستخدمها صناعة الأسلحة الإسرائيلية، وقامت صربيا بتزويد الاحتلال بقطار جوي تسلّحي منذ اندلاع حرب غزة".  

تكشف هذه الأرقام أن العدوان الإسرائيلي على غزة، وما سبّبه من عزلة دولية للاحتلال حول العالم، أدى إلى نقص غير عادي في ذخيرة جيشه بكافة أنواعها، بجانب عوامل دولية أخرى مثل حرب أوكرانيا، مما أدى لزيادة الأسعار والمنافسة بين مختلف الدول على الذخيرة والمواد الخام، مما دفع جيش الاحتلال للتحكم في وتيرة القصف بسبب النقص العالمي في الذخيرة، والاستخدام المكثف لها في بداية الحرب. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة اسبانيا فلسطين غزة واشنطن الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المواد الخام التی دولة الاحتلال جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

فلسطين ترحب بتصريح ماكرون بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بتأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بضرورة وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة، والتركيز على إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع.
واعتبرت الوزارة- في بيان، اليوم /الأحد/، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"- أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي أمس، تتسق تماما مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتدعم حل الدولتين ومبادئ حقوق الإنسان.
وطالبت الدول التي ما زالت تدعم إسرائيل في حربها باحترام وتطبيق القانون الدولي والضغط على إسرائيل سلطة الاحتلال غير الشرعي لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة بما فيها القدس المحتلة ولبنان، وإجبارها على الانصياع للقانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان لأرض دولة فلسطين استنادا لقرار الجمعية العامة باعتماد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.
وحملت الخارجية الفلسطينية، الدول التي توفر الوسائل القتالية والحربية لإسرائيل المسؤولية في تشجيعها على المضي بجرائمها وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، داعية الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة إلى التصرف بشكل حاسم لوضع حد لاستخدام إسرائيل للأسلحة والمعدات العسكرية لارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان وضد المدنيين الفلسطينيين، من خلال فرض حل شامل على الفور وحظر الأسلحة على إسرائيل، خاصة وأن الدول الأطراف تعهدت بعدم الإذن بأي نقل للأسلحة التقليدية، إذا كانت لديها علم باستخدام الأسلحة أو أصنافها في ارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف.
 

مقالات مشابهة

  • قفزة في أسعار النفط على وقع مخاوف من ضربة إسرائيلية محتملة لإيران
  • خبير: الجماعات المتطرفة تستغل القضية الفلسطينية لتنفيذ عمليات إرهابية
  • مواقف الغرب من حرب الإبادة الجماعية في غزة.. دليل صارخ على ازدواجية المعايير
  • ضربة إسرائيلية قرب معابد بعلبك في لبنان تثير مخاوف على سلامة الآثار الرومانية التاريخية
  • فلسطين ترحب بتصريح ماكرون حول ضرورة وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل
  • فلسطين ترحب بتصريح ماكرون بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل
  • باحث سياسي: أمريكا خسرت مكانتها العالمية بسبب الدعم اللا محدود لإسرائيل
  • الرئيس الفرنسي يحث على وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • ماكرون: يجب وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • من هي الدول التي أجلت رعاياها من لبنان؟