الوحدة نيوز/ عشرة أشهر كاملة من الحرب الاسرائيلية المجنونة على قطاع غزة ارتكبت فيها اسرائيل بحق المدنيين الأبرياء ما لم تشهد له البشرية مثيلا من القتل والتخريب والتدمير والاجرام غير المسبوق، وأزهقت قرابة الخمسين الف انسان، مع المطمورين تحت الأنقاض، وأصابت نحو مائة الف آخرين، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، وأبادت مدن سكنية عن بكرة أبيها، وهدمت بيوت وأحياء بأكملها، وقصفت مدارس النازحين وأحرقت مستشفيات على رؤوس الاطباء والمرضى ودفنت المئات في مقابر جماعية، وسجلت أرقاما قياسية في سجلات الاجرام والوحشية.

ومع ذلك لا ترى ولم تجد امريكا وحلفائها ومن يدور فلكها من الدول والانظمة والكيانات والمنظمات المدعومة من قبلها، حول العالم  في كل تلك المجازر   والفظائع والدماء والمشاهد المروعة لجثامين الاطفال والنساء التي صدمت الضمير العالمي دليلا واحدا، أو مؤشرا يدل على انها اقترفت شيئا يمكن تصنيفه في اطار الانتهاك للقانون الدولي والانساني، كما يزعمون على الدوام.

مواقف مخجلة

لم يكن غريبا من أمريكا أن تسارع إلى  مد إسرائيل بالصواريخ الحديثة والقنابل الذكية وغير الذكية وأن تجعل من امكانياتها الحربية الهائلة جسر عبور لا يتوقف، إلى دولة الاحتلال وأن تمثل رأس الحربة الأولى لتنفيذ الجرائم المروعة بحق المدنيين الفلسطينيين، طوال العشرة الأشهر الماضية، وإعطاء تل أبيب من أسلحة الفناء، ما هو كفيل بتدمير دول عظمى ، ومسح قارات عن وجه الأرض فذلك دأبها وسلوكها ونزعاتها الشريرة تجاه الشعوب والمجتمعات.

الأدهى والأمّر من الموقف السياسي والعسكري الأمريكي الداعم لجرائم إسرائيل وسقوطها الاخلاقي في مستنقع دماء ابناء الشعب الفلسطيني بغزة، هو ما بتنا  نسمعه ونراه من مواقف  مخجلة من قبل منظمات حقوقية لطالما رفعت شعارات الدفاع عن حقوق الانسان وتشدقت بمبادئ الانسانية والحريات والمدنية وإذا بها تعلن صراحة تأييدها ودعمها المطلق لإسرائيل وما تقترفه من جرائم ومجازر يشيب لهولها الولدان.

الحديث هنا عن منظمة الرؤية العالمية ، وقيادتها التي صدمت شرفاء العالم بتصريحات رئيسها “دوريكون عائشة” الذي اعلن دعمه للاحتلال الإسرائيلي واتهامه المقاومة الفلسطينية بقتل الاسرائيليين وهو ما جعل المنظمة ورئيسها في مرمى  انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان التي أدانت بشدة ذلك الموقف وممارسات المنظمة في انتهاك حقوق المرأة.

تواطؤ

بعد اندلاع “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”  في السابع من اكتوبر الماضي، نشر دوريكون عائشة ، زعيم مايسمى ” الرؤية العالمية “، وبدعم وتعليمات من الولايات المتحدة والغرب -كما هو واضح- ،  على حسابه الشخصي على منصة “اكس” تاييده لدعم الهجوم الإسرائيلي على منطقة غزة الفلسطينية  وسرد المبررات والذرائع لجرائم الاحتلال ،بل واتهم علنا” حماس ” بقتل الاسرائيلين.

لم يكن ذلك الموقف الغريب شخصيا او زلة لسان من قبل الرئيس وانما توجها عاما للمنظمة الخاضعة لرغبات وأهواء الممولين في واشنطن.

إذ لم يطل الوقت حتى أصدر مؤتمر الرؤية العالمية بيانا يدين الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل ، ويعرب عن قلقه العميق إزاء ما أسماه احتمال تصعيد الصراع والمزيد من الخسائر ، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية أرواح المدنيين الاسرائيليين وممتلكاتهم دون أن يذكر عن المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية وحقيقية بشهادة الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والانسانية في العالم

منظمات حقوق الإنسان وصفت تضامن “الرؤية العالمية” مع الاحتلال الإسرائيلي بنوع من التواطؤ وطالبتها باتخاذ موقف واضح وصريح يدين سياسات إسرائيل وممارساتها غير القانونية ضد الشعب الفلسطيني.كما جددت منظمات حقوق الإنسان دعوتها للمؤتمر العالمي إلى الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي عند التعامل مع المضطهدين ، وأكدت أن الصمت على انتهاكات حقوق الإنسان بغزة سيؤدي إلى استمرار الظلم والقمع. 

-النشطاء الفلسطينيون من جانبهم وجدوا في  منصات التواصل الاجتماعي منابر لدعوة منظمة الرؤية العالمية إلى تبني موقف أكثر جرأة يتناسب مع شعارها والدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية لكن دون جدوى.

تحرش

يرى مراقبون ان موقف ” الرؤية العالمية ” المخزي في دعم اسرائيل وانحيازها الاعمى للموقف الامريكي الاجرامي على صلة وثيقة بالسلوكيات غير الاخلاقية  لزعيمين في منظمة “تركستان الشرقية” هما  دوريكون عائشة رئيس المنظمة ونوري تركلي ، مفوض لجنة الولايات المتحدة المعنية بالحرية الدينية الدولية المتورطين بقضايا تحرش جنسي بحق بعض  العاملات في مجال حقوق الإنسان وهو مااعترفا به  وقدما اعتذارا علنيا على المنصة الاجتماعية “إكس” عن عدة جرائم تحرش .. لكن ذلك الاعتذار الشكلي لم يمنعهما من التعرض للانتقادات الحادة التي طالتهما من منظمات حقوق الانسان الأخرى.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الرؤیة العالمیة حقوق الإنسان منظمات حقوق

إقرأ أيضاً:

لزرق لـRue20: خطاب العرش حدد الرؤية الملكية للأمن المائي للمغاربة وشدد على “المحاسبة” في عدم إنجاز المشاريع المائية

زنقة20ا عبد الرحيم المسكاوي

وجه جلالة الملك محمد السادس، مساء اليوم الإثنين، خطابا ساميا بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين حمل إشارات وتوجيهات وتعليمات سامية تتعلق بإشكالتي الجفاف وندرة المياه.

وفي هذا السياق، قال رشيد لرزق الأستاذ الجامعي ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والابحاث وتقييم السياسيات العمومية، إن” خطاب العرش يعكس التزام المغرب بمواجهة تحديات الأمن المائي بطريقة شاملة ومستدامة، من خلال الجمع بين الاستثمار في البنية التحتية المائية، وتبني التقنيات الحديثة، وترشيد الاستهلاك، يسعى المغرب عبرها إلى ضمان مستقبل مائي آمن لأجياله القادمة”.

وأكد لزرق أنه “هذه الرؤية الاستراتيجية تضع المملكة في موقع ريادي في مجال إدارة الموارد المائية على المستوى الإقليمي والعالمي، ضمن رؤية  شاملة للسياسات الوطنية”

وشدد لزرق أن “موضوع إدارة الموارد المائية برز كأحد المحاور الرئيسية في هذا الخطاب، مما يؤكد على أهميته الحيوية في التنمية المستدامة للمملكة.

الاستراتيجية الملكية للماء:

واعتبر رشيد لرزق الأستاذ الجامعي ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والابحاث وتقييم السياسيات العمومية، أن رؤية الملك محمد السادس تتجلى في وضع استراتيجية شاملة لإدارة الموارد المائية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى ضمان الأمن المائي و الغذائي  للمغرب على المدى الطويل  مع مراعاة التحديات المناخية المتزايدة. وتشمل هذه الاستراتيجية عدة محاور رئيسية:

بناء السدود:

وفي هذا السياق، يضيف لزرق أن خطاب العرش يؤكد على أهمية الاستمرار في سياسة بناء السدود. هذه السياسة، التي بدأها الملك الراحل الحسن الثاني، تعتبر حجر الزاوية في إدارة الموارد المائية في المغرب. تساهم السدود في تخزين المياه، وتنظيم تدفقها، وحماية المناطق من الفيضانات، بالإضافة إلى توفير المياه للزراعة والاستخدام المنزلي.

تحلية مياه البحر:

وأضاف لزرق أنه “في ظل محدودية الموارد المائية العذبة، يشدد الخطاب الملكي على أهمية الاستثمار في تقنيات تحلية مياه البحر. هذا التوجه يعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى تنويع مصادر المياه وضمان استدامتها، خاصة في المناطق الساحلية التي تعاني من الضغط المائي”.

الترشيد والاستخدام المسؤول للمياه:

يؤكد الخطاب، يشدد لزرق، على ضرورة ترشيد استهلاك المياه في جميع القطاعات ويشمل تحديث أنظمة الري في القطاع الزراعي لتقليل الهدر، وتشجيع المواطنين على الاستهلاك المسؤول للمياه في الاستخدامات المنزلية، وتطوير تقنيات إعادة استخدام المياه المعالجة في الصناعة والزراعة.

3. لا تهاون في تنفيذ الاستراتيجية:

واعتبر لزرق أن الخطاب الملكي شدد على أهمية التنفيذ الدقيق والفعال للاستراتيجية المائية و ما يستوجبه ذلك من  تعاون جميع القطاعات  الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. في رصد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع المائية الكبرى. و حرص جلالته على المتابعة دقيقة لتنفيذ المشاريع وتقييم أثرها على الأمن المائي، و هي جزء من المشروع التنموي لجلالة الملك الذي يتضمن  البعد البيئي والتنمية المستدامة، وتؤكد الاستراتيجية المائية على ضرورة الموازنة بين احتياجات التنمية والحفاظ على البيئة باستخدام الطاقات النظيفة

مقالات مشابهة

  • الحكومة العراقية تتهم الأمم المتحدة بالاعتماد على منظمات مشبوهة الأجندات في تقارير حقوق الانسان
  • أكسيوس: “إسرائيل” تنغمس في الاضطراب.. والأحداث الأخيرة تدل على تفكك قيادة جيشها
  • “حقوق الإنسان” تُدين العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان
  • غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف قائدا كبيرا في “حزب الله”
  • “ماكدونالدز” تعاني من انخفاض حاد في الأرباح والمبيعات: تأثير حملات المقاطعة يظهر بوضوح
  • لزرق لـRue20: خطاب العرش حدد الرؤية الملكية للأمن المائي للمغاربة وشدد على “المحاسبة” في عدم إنجاز المشاريع المائية
  • حماس: نتنياهو عاد من جديد إلى استراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب
  • “أحدهم صرخ ساعات قبل أن يأتيه الموت”.. مقتل معتقلين فلسطينيين بـ”طريقة وحشية” في السجون الإسرائيلية
  • لجنة حقوق الإنسان تناقش التصدي لجرائم الاحتلال
  • مصدر إلهام عظيم.. الصحة العالمية: مصر قدمت نموذجاً للعالم في مكافحة فيروس سي