منظمات الدجل والنفاق.. “الرؤية العالمية” نموذجا!
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
الوحدة نيوز/ عشرة أشهر كاملة من الحرب الاسرائيلية المجنونة على قطاع غزة ارتكبت فيها اسرائيل بحق المدنيين الأبرياء ما لم تشهد له البشرية مثيلا من القتل والتخريب والتدمير والاجرام غير المسبوق، وأزهقت قرابة الخمسين الف انسان، مع المطمورين تحت الأنقاض، وأصابت نحو مائة الف آخرين، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، وأبادت مدن سكنية عن بكرة أبيها، وهدمت بيوت وأحياء بأكملها، وقصفت مدارس النازحين وأحرقت مستشفيات على رؤوس الاطباء والمرضى ودفنت المئات في مقابر جماعية، وسجلت أرقاما قياسية في سجلات الاجرام والوحشية.
ومع ذلك لا ترى ولم تجد امريكا وحلفائها ومن يدور فلكها من الدول والانظمة والكيانات والمنظمات المدعومة من قبلها، حول العالم في كل تلك المجازر والفظائع والدماء والمشاهد المروعة لجثامين الاطفال والنساء التي صدمت الضمير العالمي دليلا واحدا، أو مؤشرا يدل على انها اقترفت شيئا يمكن تصنيفه في اطار الانتهاك للقانون الدولي والانساني، كما يزعمون على الدوام.
مواقف مخجلة
لم يكن غريبا من أمريكا أن تسارع إلى مد إسرائيل بالصواريخ الحديثة والقنابل الذكية وغير الذكية وأن تجعل من امكانياتها الحربية الهائلة جسر عبور لا يتوقف، إلى دولة الاحتلال وأن تمثل رأس الحربة الأولى لتنفيذ الجرائم المروعة بحق المدنيين الفلسطينيين، طوال العشرة الأشهر الماضية، وإعطاء تل أبيب من أسلحة الفناء، ما هو كفيل بتدمير دول عظمى ، ومسح قارات عن وجه الأرض فذلك دأبها وسلوكها ونزعاتها الشريرة تجاه الشعوب والمجتمعات.
الأدهى والأمّر من الموقف السياسي والعسكري الأمريكي الداعم لجرائم إسرائيل وسقوطها الاخلاقي في مستنقع دماء ابناء الشعب الفلسطيني بغزة، هو ما بتنا نسمعه ونراه من مواقف مخجلة من قبل منظمات حقوقية لطالما رفعت شعارات الدفاع عن حقوق الانسان وتشدقت بمبادئ الانسانية والحريات والمدنية وإذا بها تعلن صراحة تأييدها ودعمها المطلق لإسرائيل وما تقترفه من جرائم ومجازر يشيب لهولها الولدان.
الحديث هنا عن منظمة الرؤية العالمية ، وقيادتها التي صدمت شرفاء العالم بتصريحات رئيسها “دوريكون عائشة” الذي اعلن دعمه للاحتلال الإسرائيلي واتهامه المقاومة الفلسطينية بقتل الاسرائيليين وهو ما جعل المنظمة ورئيسها في مرمى انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان التي أدانت بشدة ذلك الموقف وممارسات المنظمة في انتهاك حقوق المرأة.
تواطؤ
بعد اندلاع “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” في السابع من اكتوبر الماضي، نشر دوريكون عائشة ، زعيم مايسمى ” الرؤية العالمية “، وبدعم وتعليمات من الولايات المتحدة والغرب -كما هو واضح- ، على حسابه الشخصي على منصة “اكس” تاييده لدعم الهجوم الإسرائيلي على منطقة غزة الفلسطينية وسرد المبررات والذرائع لجرائم الاحتلال ،بل واتهم علنا” حماس ” بقتل الاسرائيلين.
لم يكن ذلك الموقف الغريب شخصيا او زلة لسان من قبل الرئيس وانما توجها عاما للمنظمة الخاضعة لرغبات وأهواء الممولين في واشنطن.
إذ لم يطل الوقت حتى أصدر مؤتمر الرؤية العالمية بيانا يدين الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل ، ويعرب عن قلقه العميق إزاء ما أسماه احتمال تصعيد الصراع والمزيد من الخسائر ، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية أرواح المدنيين الاسرائيليين وممتلكاتهم دون أن يذكر عن المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية وحقيقية بشهادة الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والانسانية في العالم
منظمات حقوق الإنسان وصفت تضامن “الرؤية العالمية” مع الاحتلال الإسرائيلي بنوع من التواطؤ وطالبتها باتخاذ موقف واضح وصريح يدين سياسات إسرائيل وممارساتها غير القانونية ضد الشعب الفلسطيني.كما جددت منظمات حقوق الإنسان دعوتها للمؤتمر العالمي إلى الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي عند التعامل مع المضطهدين ، وأكدت أن الصمت على انتهاكات حقوق الإنسان بغزة سيؤدي إلى استمرار الظلم والقمع.
-النشطاء الفلسطينيون من جانبهم وجدوا في منصات التواصل الاجتماعي منابر لدعوة منظمة الرؤية العالمية إلى تبني موقف أكثر جرأة يتناسب مع شعارها والدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية لكن دون جدوى.
تحرش
يرى مراقبون ان موقف ” الرؤية العالمية ” المخزي في دعم اسرائيل وانحيازها الاعمى للموقف الامريكي الاجرامي على صلة وثيقة بالسلوكيات غير الاخلاقية لزعيمين في منظمة “تركستان الشرقية” هما دوريكون عائشة رئيس المنظمة ونوري تركلي ، مفوض لجنة الولايات المتحدة المعنية بالحرية الدينية الدولية المتورطين بقضايا تحرش جنسي بحق بعض العاملات في مجال حقوق الإنسان وهو مااعترفا به وقدما اعتذارا علنيا على المنصة الاجتماعية “إكس” عن عدة جرائم تحرش .. لكن ذلك الاعتذار الشكلي لم يمنعهما من التعرض للانتقادات الحادة التي طالتهما من منظمات حقوق الانسان الأخرى.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الرؤیة العالمیة حقوق الإنسان منظمات حقوق
إقرأ أيضاً:
ترامب بين “أمريكا أولاً” و”إسرائيل أولاً”: كيف سيتعامل مع حلفائه الخليجيين؟
يمانيون – متابعات
تواجه سياسة “الضغط الأقصى” التي ينوي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إعادة تطبيقها على إيران تحديات كبيرة في ظل التغيرات العميقة في المشهد السياسي في الشرق الأوسط. ووفقًا لصحيفة “التلغراف” البريطانية، فإنّ التحولات الأخيرة في العلاقات الإقليمية وتراجع الثقة في واشنطن يهددان قدرة الإدارة الأمريكية على حشد الدعم لاستراتيجيتها الصارمة تجاه طهران.
تغيرات إقليمية وتحولات في التحالفات
شهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات جذرية خلال السنوات الأخيرة، أبرزها تقارب السعودية مع إيران بوساطة صينية، مما يعكس انفتاحًا على سياسات جديدة بعيدة عن الاعتماد المطلق على واشنطن. الاتفاق السعودي الإيراني لاستعادة العلاقات الدبلوماسية العام الماضي، الذي رُعِيَ من قبل الصين، يشير إلى ظهور لاعبين دوليين جدد في صياغة التوازنات الإقليمية.
وفي تطور لافت، اجتمع وزراء خارجية دول الخليج لأول مرة ككتلة واحدة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، مما يدل على بدء عهد جديد من الحوار بين الأطراف الإقليمية، بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية التقليدية.
شكوك إزاء إدارة ترامب المقبلة
الدبلوماسيون والمحللون يشيرون إلى أنّ ترامب قد يواجه صعوبة في حشد الحلفاء الخليجيين خلف نهجه تجاه إيران. وأحد أسباب هذه الشكوك هو تزايد الاعتقاد بأنّ إدارة ترامب قد تولي اهتمامًا أكبر لمصالح “إسرائيل”، وهو ما يقلق الشركاء الخليجيين. هذا التوجه برز في تصريحات دبلوماسي غربي ذكر أن دول الخليج تخشى أن “ترامب يختار مسؤولين يبدون أكثر ميلًا إلى (إسرائيل أولاً) من (أمريكا أولاً)”.
العلاقة مع “إسرائيل” والتوتر مع السعودية
الصحيفة لفتت إلى أن السعودية صعّدت انتقاداتها لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، خاصة على خلفية الحرب على غزة. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصف سياسات نتنياهو بأنها “إبادة جماعية”، مما يعكس تحولاً جذريًا في موقف السعودية، التي كانت شريكًا رئيسيًا لترامب خلال فترته الأولى.
وبينما كانت العلاقات بين ترامب ودول الخليج في 2016 قوية، تبدو هذه العلاقة الآن متوترة في ظل المتغيرات الإقليمية واتهامات الرياض لواشنطن بالتغاضي عن مصالحها.
توازنات معقدة وتوقعات متباينة
مع عودة ترامب إلى المشهد السياسي، تبدو سياسته تجاه الشرق الأوسط محاصرة بين تحقيق وعوده المعلنة لدعم “إسرائيل” وتشجيع التصعيد ضد إيران، وبين الالتزام بتوجهاته الانعزالية السابقة التي ترفض التورط في صراعات الشرق الأوسط.
خبيرة الشرق الأوسط في “تشاتام هاوس”، سنام فاكيل، ترى أن ترامب قد يكون أقل ميلًا لمنح “إسرائيل” حرية التصرف المطلقة، محذرة من تداعيات كارثية لمنح تل أبيب “شيكًا مفتوحًا”. وتضيف أن الإدارة القادمة ستوازن بين دعمها التقليدي لـ”إسرائيل” ورغبتها في تجنب الانخراط في حروب جديدة في الشرق الأوسط.
تحديات أمام واشنطن
تشير هذه التطورات إلى أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستواجه مشهدًا إقليميًا أكثر تعقيدًا، حيث تتشابك فيه المصالح الدولية والإقليمية. قدرة واشنطن على إدارة هذا الملف ستكون محدودة ما لم تعالج التصدعات في تحالفاتها التقليدية وتتبنى استراتيجية تراعي الواقع المتغير في الشرق الأوسط.