عين ليبيا:
2024-07-31@06:26:48 GMT

هل الاكتئاب معدٍ.. وما هي طرق انتقاله؟

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

تُظهر أحدث أرقام مسح، أجراه مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، ارتفاعا حادا في معدلات الإصابة بأعراض الاكتئاب بنسبة أعلى 60% من السنوات الثلاث السابقة، إذ أن واحدًا من كل ستة يبلغ عن أعراض اكتئاب معتدلة أو شديدة، وتم إلقاء اللوم على هذا الارتفاع الهائل بشكل مختلف على الضغوط العقلية المتزايدة الناجمة عن عمليات الإغلاق بسبب كوفيد-19 وأزمة تكلفة المعيشة اللاحقة.

ولكن يرجح علماء نفس في فنلندا أنه يمكن أن يكون لمعدلات الاكتئاب المتصاعدة سببًا آخرًا وهو أن الاكتئاب يمكن أن يكون معديًا، تمامًا مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا.

تفشي العدوى

فريق من العلماء، بقيادة الفنلندي كريستيان هاكولينين، أستاذ مشارك في علم النفس بجامعة هلسنكي، قاموا بتتبع السجلات الصحية لأكثر من 700 ألف طفل لمدة 11 عامًا، بدءًا من سن 16 عامًا.

وكشفت الدراسة التحليلية أنه إذا أظهر طالب واحد في الفصل علامات واضحة للاكتئاب، فإن هناك فرصة أعلى بنسبة 9% على الأقل أن يصاب زملاؤه أيضًا به. وكان لدى أولئك، الذين لديهم أكثر من زميل مصاب بالاكتئاب أو القلق، خطر أعلى بنسبة 18% على الأقل لتشخيصهم بنفس الحالة خلال الدراسة التي استمرت 11 عامًا.

وحتى عندما تم تعديل الأرقام لمراعاة العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير، مثل مستوى الدخل، ظل الارتباط بين الطالب المكتئب وزيادة الاكتئاب بين زملائه في الفصل قائمًا بل إن الأكثر من ذلك هو أنه في حين انخفضت قوة التأثير بمرور الوقت، إلا أنها استمرت لمدة تصل إلى 11 عامًا بعد مغادرة الطلاب للمدرسة.

ضعف عدد أعراض الاكتئاب

واكتشف الباحثون أنه إذا بدأ أحد زملاء السكن أيامه الجامعية بالتأمل بشكل معتاد، فإن زميله الذي لم يكن يتأمل من قبل سوف يلتقط هذه العادة غالباً. كما كان لديهم أكثر من ضعف عدد أعراض الاكتئاب لدى الطلاب الذين لم يتأملوا.

ظاهرة التفكير السلبي والتهويل

كما يوضح دكتور جاك أندروز، عالم النفس التنموي في جامعة أكسفورد، والذي يبحث في ظاهرة العدوى الاجتماعية: “قد ينتشر الاكتئاب بالفعل من خلال التأمل المشترك – مشاركة عملية الانغماس بشكل متكرر في عمليات التفكير السلبية والتهويل، دون التوصل إلى حل”.

خريطة شبكة اجتماعية

يقول دكتور أندروز: “جمع الباحثون معلومات عن الأعراض الاكتئابية، مثل انخفاض الحالة المزاجية واليأس – وطلبوا من الأفراد تسمية أصدقائهم المقربين وعائلاتهم”. في عام 2012، رسم الباحثون خريطة للشبكة الاجتماعية للمدينة – لتتبع الأشخاص الذين يقضون وقتًا معًا – ثم فحصوا ما إذا كانت مستويات الأعراض الاكتئابية بين الأصدقاء مرتبطة”.

اكتئاب أو سعادة صديق مقرب

في مقال كتبه أطباء نفسيون من كلية الطب بجامعة هارفارد في عام 2010، أظهروا أن سكان فرامنغهام كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب إذا كان أحد الأصدقاء المقربين يعاني منها أيضًا. ولا يزال العلماء يتجادلون حول الآليات التي قد يكون الاكتئاب معديًا من خلالها.

انخفاض الحالة المزاجية

في العام الماضي، نشر دكتور أندروز وزملاؤه نظرية “تضخم الانتشار”، والتي تشير إلى أن زيادة المناقشة في المجتمع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حول مشاكل الصحة العقلية ربما تؤدي إلى اعتقاد المزيد من الأشخاص بأنهم مصابون بأمراض عقلية.

يقول دكتور أندروز إن النتائج تعني أن “المزيد من الأشخاص يمكن أن ينجحوا في تحديد الأعراض الحقيقية ويطلبون المساعدة. ولكن في الوقت نفسه يمكن أن تعني أن بعض الأشخاص يمكن أن يحدث لديهم خلط بين المزاج المنخفض الطبيعي اليومي ويقوموا بتشخيصه على أنه اكتئاب – ويعتقدون أنهم مرضى في حين أنهم لا يعانون من أي اكتئاب. لذا فإن الفرضية مازالت بحاجة لمزيد من الاختبار”.

الخلايا المرآتية

كما توجد نظريات أخرى كثيرة. في عام 2022، رجح باحثون في البرازيل أن البشر مُصممون لالتقاط المشاعر الاكتئابية من بعضهم البعض من خلال خلايا دماغية متخصصة تسمى الخلايا العصبية المرآتية.

شم الاكتئاب

وتشير أبحاث أخرى إلى أن البشر يمكن أن يكونوا قادرين على التقاط الاكتئاب من بعضهم البعض من خلال حاسة الشم. وأثبت العلماء بالفعل أن المشاعر الأخرى، مثل الخوف والاشمئزاز، ربما تكون معدية بنفس الطريقة.

فيرومونات البشر

تأتي فكرة أن الفيرومونات، أي الإشارات الكيميائية التي يطلقها البشر والحيوانات للتواصل مع بعضهم البعض، يمكن أن تنشر المزاج الاكتئابي من بحث أولي على الموقع العلمي “Research Square”.

ويزعم الباحثون أن البشر لديهم فيرومون، وهو بروتين بطانة الرحم المرتبط بالبروجيستوجين البشري hPAEP، والذي يمكن أن يكون مرتبطًا بالسلوك غير الاجتماعي لدى البعض. لكن يجب مراعاة أن النتائج لبحث أولي لم يقم الخبراء بفحصه ومراجعته بشكل مستقل.

المرونة والإيجابية

ولكن تقول الأستاذة فيفيان هيل، مديرة التدريب المهني لعلم النفس التربوي في معهد التعليم بجامعة لندن، إنه بغض النظر عن كيفية انتشار المشاعر الاكتئابية، يجب أن يسعى الشخص جاهدًا لبناء المرونة ضدها.

وفي تعليقها على أحدث الأبحاث الفنلندية، تقول: “يبدو أن هناك تأثيرًا للتسرب في المجموعات، حيث يمكن أن تنتشر المشاعر”. وتود أستاذة فيفيان أن تتضمن المناهج الدراسية للصحة العقلية واستراتيجيات التأقلم ما يساعد البالغين على بناء المرونة وكيفية التعامل مع الأمور السلبية بطريقة إيجابية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: یمکن أن یکون من خلال

إقرأ أيضاً:

ليست الشمس وحدها .. القمر يؤثر كذلك على صحة البشر

اعتقد كثيرون قديمًا بأن القمر المكتمل يمكن أن يؤثر على جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال، ظن البعض بأنه يدفع البشر نحو سلوك أكثر عنفًا وعصبية. ويشير مصطلح ”مجنون" Lunatic إلى ذلك النوع من الأفكار حيث يأتي من المصطلح اللاتيني Lunar، والذي يعني القمر.

وعلى الرغم من ذلك، رفض الباحثون لسنوات طويلة هذا النوع من الأفكار، خاصة مع تضارب النتائج التي توصلت لها الدراسات بهذا الشأن.

ولكن توصلت عدة أبحاث مؤخرًا، حسبما يذكر موقع ناشيونال جيوغرافيك، إلى أن الدورة القمرية ”لها تأثير خفي" على بعض الأشخاص عندما يتعلق الأمر بالظواهر الدورية مثل النوم والدورة الشهرية عند النساء والتقلبات المزاجية للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب.

ففي دراسة حديثة منشورة على موقع المكتبة القومية للطب بالولايات المتحدة، قام باحثون بتتبع أنماط النوم باستخدام ساعات المعصم لدى مجموعتين مختلفتين تمامًا من المشاركين. وتتكون المجموعة الأولى من 100 فرد من قبائل توبا/ قوم بالمناطق الريفية في الأرجنتين والتي لا يستخدم الكثير منها الكهرباء، بينما تتكون المجموعة الثانية من مئات الطلبة بجامعة واشنطن في سياتل الأمريكية.

ووجد الباحثون أن في الليالي التي تسبق اكتمال القمر ذهب أفراد قبائل توبا/ قوم في الأرجنتين إلى النوم متأخرين 40 دقيقة في المتوسط، كما أنهم ناموا لمدة أقل بشكل عام. لكن ما لم يتوقعه الباحثون أن ذات الأمر تكرر لدى العديد من الطلاب الجامعيين في سياتل، وهي مدينة كبيرة يحجب الضوء الاصطناعي فيها ضوء القمر وغالباً ما لا يكون لدى الطلاب هناك أي فكرة عن موعد اكتمال القمر.

ويتوقع الباحث في مجال النوم بجامعة واشنطن والمشارك في الدراسة، هوراسيو دي لا إغليسيا، أن الأمر قد يعود إلى جاذبية القمر التي تكون أقوى لدى اكتماله بما يؤثر على أنماط النوم.

أما فيما يتعلق بالتقلبات المزاجية، أجرى باحثون في المعهد القومي للصحة النفسية بولاية ماريلاند الأمريكية دراسة تتبعوا خلالها مجموعة من مرضى الاكتئاب ثنائي القطب لمدة 37 عامًا. ووجد الباحثون أن التقلبات المزاجية لدى المرضى ما بين الهوس والاكتئاب ”تتزامن مع دورة القمر حول الأرض".

وفي دراسة أخرى امتدت لنحو 15 عاماً، توصل علماء إلى أن الدورة الشهرية لدى بعض الإناث تتطابق مع دورات القمر. ومع تقدم النساء في السن وزيادة تعرضهن للضوء الاصطناعي ليلاً، قصرت دوراتهن واختفى التطابق، وفقا للدراسة المنشورة على موقع ساينس العلمي.

ويرى الطبيب النفسي بالمعهد الوطني للصحة النفسية والمشارك في الدراستين، توماس وير، أن العديد من الدراسات السابقة بحثت الأمر فقط ”من خلال لقطات لأشخاص مختلفين في نقاط مختلفة من الدورة القمرية، بدلاً من تتبع المرضى على مر الزمن لاكتشاف الأنماط الدورية الدقيقة".

ويوضح وير أن هذا النوع من الدراسات يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق لصحة الإنسان حيث يقول: ”في كثير من الحالات أعتقد أنه يمكننا الاستفادة من هذه المعرفة لمنع بعض أعراض المرض التي تعتمد بشكل كبير على مقدار النوم الذي تحصل عليه. أعرف أن بعض الباحثين الآخرين يبحثون في هذا الأمر الآن وبجدية".

مقالات مشابهة

  • 3 أشياء لا ينبغي تركها في السيارة أثناء موجة الحر
  • أول تعليق من محمد النني بعد انتقاله رسميًا إلى الجزيرة الإماراتي
  • هول جديد في حرب غزة ينذر بعصر بلا أخلاق
  • أسباب الاكتئاب وكيفية علاجه.. أنماط التفكير السلبية
  • الأديان والشرائع
  • نجم الأهلي يصدم محمد النني بشأن انتقاله للأحمر
  • دراسة : اكتمال القمر له تأثير خفي على نوم بعض البشر !!
  • نيكو ويليامز يحسم قراره من انتقاله لبرشلونة
  • ليست الشمس وحدها .. القمر يؤثر كذلك على صحة البشر
  • إيدرسون يعلق على انتقاله للدوري السعودي في الميركاتو