بالأرقام.. كيف ينظر الكويتيون لقضية فلسطين
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
أجرى الباروميتر العربي في دولة الكويت دراسة حديثة – تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي – وقد شاركت فيها جامعتا برنستون، وهارفارد، ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت، ومركز السلام، وشملت 1210 من الكويتيين في المنازل من كلا الجنسين.
تتناول السطور التالية النتائج التي خرجت بها الدراسة التي ستنشر نتائجها على موقع: https://www.
يعتبر مفهوم الإرهاب، وما يندرج تحته من أعمال، موضوعًا مثيرًا للجدل والخلاف، وذلك بسبب تنوّع وجهات النظر حول تعريفه وأسبابه وأهدافه، بين الكيانات والدول والمؤسَّسات الدولية، وحتى بين الباحثين، حيث يتأثر التعريف بالسياق السياسي والثقافي والتاريخي.
تباين كبيروفي سياق الصراع العربي الإسرائيلي، تعتبر إسرائيل، ومِن ورائها حلفاؤها، أن ما تقوم به من أفعال مندرجٌ في خانة الدفاع عن النفس، أو ضمان الأمن، بينما تصنِّف المقاومة في خانة الإرهاب.
وقد عُرضت على المستجيبين قائمة من الإجراءات التي اتخذتها مختلف الجهات الفاعلة في حرب غزة، وطلب منهم تحديد ما يرونه منها "عملًا إرهابيًا.
وقد كشفت هذه الدراسة التي ساهمت في إعدادها مجموعة من المؤشرات، أنّ هناك تباينًا كبيرًا فيما يعتبره المستجيبون عملًا إرهابيًا، فقد جاء قصف إسرائيل لغزة الذي أدى إلى قتل المدنيين" في الصدارة بنسبة 35.5%، تلاه " قطع إسرائيل الماء والكهرباء، وتدمير البنى الأساسية فيها" بنسبة 31.3%، ثم "طلب إسرائيل مغادرة أكثر من مليون مدني في غزة، المدنَ الشمالية من القطاع" بنسبة 31.1%، واعتبر 28.8%، أنّ "الحصار الإسرائيلي على غزة منذ 2007" يأتي في نفس السياق.
بماذا يصف الكويتيون الأحداث في غزة؟وعلى الصعيد ذاته، فإن هناك جدلًا وافتراقًا حول تعريف وتصنيف الأعمال العسكرية المتصلة بالصراع، ففي الوقت الذي يصف فيه الإعلام الإسرائيلي والغربي ما يجري بالحرب، فإن إعلام المقاومة والإعلام العربي يصفه بالعدوان، وتجلى هذا الجدل في التصريحات المتبادلة بين مختلف الفاعلين في الصراع، حيث طرحت اتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، في مقابل تبريرات تتعلق بالدفاع عن النفس والأمن القومي.
لقد أظهرت الدراسة أن أغلبية ساحقة من الكويتيين، أظهرت التضامن مع غزة بطرق متنوعة، كانت أكثرها تفاعلًا مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل!
فمنذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهر الشعب الكويتي بمختلف شرائحه حالة بارزة من التضامن مع أهالي غزة، والتأكيد على أهمية الوقوف بجانب الأشقاء في محنتهم؛ حيث شهدت الكويت جهودًا مكثفة من قبل الأفراد والجمعيات الخيرية والمبادرات المجتمعية؛ لتقديم المساعدة والدعم لسكان غزة، سواء من خلال حملات التبرع، أو تنظيم الفعاليات التضامنية، أو توفير الإغاثة العاجلة، بما عكس عمق الروابط الإنسانية والأخوية بين الشعبَين: الكويتي، والفلسطيني.
وقد سئل المستجيبون عن الطريقة التي تضامنوا بها مع غزة، سواء كانت مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، أو المتابعة المستمرة لأخبار الحرب، والمشاركة في فعاليات تضامنية عامة وغيرها، حيث تبين من النتائج أن "مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل" أكثر طرق التضامن بنسبة كبيرة، وصلت إلى 83.6% لتحلّ بعدها "متابعة أخبار الحرب باستمرار" 64.8%، ثم التبرع النقدي لإغاثة قطاع غزة 62.6%، تلاه بث رسائل تضامنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي 44.1%، والمشاركة في فعاليات تضامنية عامة 21.5%.
نظرة تشاؤمية لحل الدولتينوفيما يتعلق بنظرة الكويتيين إلى إمكانية تحقيق حل الدولتين، كانت الأغلبية متشائمة حول مدى التزام الإسرائيليين حكومة وشعبًا بحل الدولتين.
وأشار المؤشّر إلى أنه تم سؤال المستجيبين عن مدى اعتقادهم بأن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بحلّ الدولتين الذي يحفظ بالتساوي حقوق وأمن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، حيث تبين أن 79.2% لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، و8.0% يعتقدون إلى حد قليل، و1.0% إلى حد متوسط، و6.2% إلى حد كبير.
وفيما يتعلق بمدى الاعتقاد بأن الجمهور الإسرائيلي ملتزم بحل الدولتين بالصورة السابقة، فقد قال 72.9% إنهم لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، 10.5% يعتقدون إلى حد قليل، 3.4% يعتقدون إلى حد متوسط، و7.2% إلى حد كبير.
تشير هذه النسب الكبيرة التي لا تعتقد بالتزام الحكومة والجمهور الإسرائيلي بحل الدولتين بين الكويتيين إلى تشاؤمهم العميق بشأن نوايا الجانب الإسرائيلي، ومدى جديته في تحقيق السلام الذي يعيد حقوق الفلسطينيين.
ففي عام 1993، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو مع إسرائيل، والذي اعترفت بموجبه بحق الأخيرة في الوجود ونبذ الكفاح المسلح ضدها، وأقيمت بموجب الاتفاق سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تماطل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم كل صور التعاون التي أبدتها السلطة الفلسطينية، بل واتخذت من الإجراءات ما يجعل قيام هذه الدولة في حكم المستحيل.
موقف صريحلقد كان الموقف الشعبي الفلسطيني واضحًا في تبني خيار مقاومة الاحتلال، وعدم الاعتراف بشرعيته، وتجلى ذلك في انتخابه حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006.
وعلى شاكلة السؤالين السابقين، تم سؤال المستجيبين كذلك عن مدى اعتقادهم بأن القيادة الفلسطينية ملتزمة بحل الدولتين، حيث كشفت نتائج المؤشر أن 30.9% لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، و11.1% يعتقدون إلى حد قليل، و10.8% إلى حد متوسط، و38.1% إلى حد كبير.
في المقابل، عند السؤال عن مدى الاعتقاد بالتزام الجمهور الفلسطيني بحل الدولتين بالصورة السابقة، قال 25.3% إنهم لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، و11.7% يعتقدون إلى حد قليل، و16.9% إلى حد متوسط، و37.8% إلى حد كبير.
تعكس هذه النتائج التي أظهرها الاستطلاع، انقسامًا واضحًا في الآراء حول مدى التزام كل من القيادة الفلسطينية والجمهور الفلسطيني بحل الدولتين.
وتبدو نتائج السؤالين الأخيرين متوافقة مع نتائج السؤالين المتعلقين بمدى التزام إسرائيل حكومة وشعبًا بحل الدولتين؛ حيث إن الإجراءات والسياسات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية، التي تعتبر الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، والتي شملت الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وقطاع غزة، وقضم أراضي الضفة الغربية والاستمرار في بناء المستوطنات وغيرها، قد قادت شريحة لا يستهان بها من الفلسطينيين إلى اليأس من إمكانية تحقيق حل الدولتين.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بحل الدولتین إلى حد کبیر
إقرأ أيضاً:
وسط الحرب.. كيف ينظر الإعلام اللبناني للانتخابات الأميركية؟
تتجه أنظار العالم نحو البيت الأبيض مع اقتراب صدور نتائج الانتخابات الأميركية، التي تعد واحدة من أبرز الأحداث السياسية على الساحة الدولية. هذه الانتخابات لا تقتصر أهميتها على الداخل الأميركي فحسب، بل تمثل مرحلة جديدة في السياسة الأميركية قد تكون لها انعكاسات مباشرة على قضايا إقليمية وعالمية، مما يجعلها محط متابعة واهتمام من قبل وسائل الإعلام الدولية، بما فيها الإعلام اللبناني.
وفي وقت يتعامل لبنان مع تحديات أمنية وسياسية جسيمة، جراء الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، تكتسب تغطية هذه الانتخابات أهمية خاصة، إذ تعتبر ضرورية لفهم النتائج واستشراف تداعياتها المحتملة على المنطقة.
في هذا السياق، يبرز السؤال حول مدى اهتمام وسائل الإعلام اللبنانية بمتابعة الحدث العالمي. هل خصصت المساحة الكافية لمتابعة نتائج الانتخابات وما يرتبط بها من تداعيات على الساحة اللبنانية؟ وما موقفها: هل تمسّكت بالحياد، أم اتخذت جانباً في دعم مرشح معين؟
تقارير: احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان خلال أسبوعين أفادت وسائل إعلام اسرائيلية (القناة 12 و13 وهيئة البث الإسرائيلية) أن تقدما كبيرا قد طرأ على المحادثات بين إسرائيل ولبنان، لافتة إلى أنه المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين. اهتمام عابر أو معمّق؟"الإعلام اللبناني بمختلف وسائله – المرئية والمسموعة والمكتوبة، إضافة إلى المواقع الإلكترونية – أولى اهتماماً كبيراً بالانتخابات الأميركية الحالية مقارنة بالانتخابات السابقة"، كما يؤكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال في معهد الدكتوراه بالجامعة اللبنانية، البروفسور إياد عبيد، مرجعاً ذلك إلى سببين رئيسيين.
السبب الأول كما يقول عبيد في حديث لموقع "الحرة" هو "سخونة السباق الانتخابي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والتنافس بين المرشحين الرئيسيين، دونالد ترامب وكامالا هاريس، في مشهد غير مسبوق. هذه الحماسة امتدت تأثيراتها من الساحة الأميركية إلى الساحات الدولية والعربية، بما في ذلك لبنان"، أما السبب الثاني فيتعلق بالأزمات المتفاقمة في لبنان، لا سيما الحرب مع إسرائيل".
ويشدد عبيد على أن الإعلام اللبناني "يراقب عن كثب ما قد تفضي إليه نتائج الانتخابات الأميركية من جهود التهدئة المحتملة في لبنان، في ظل الدور الأميركي في المفاوضات الإقليمية".
من جانبه، يؤكد المدير التنفيذي لشركة "ستاتيستكس ليبانون" للإحصاءات، ربيع الهبر، أن التغطية الإعلامية اللبنانية للانتخابات الأميركية "مكثفة بشكل ملحوظ، وانطلقت فعلياً قبل نحو شهرين، حيث تابعت القنوات التلفزيونية الحدث بشكل يومي من خلال تقديم أخبار وتقارير حول الحملات الانتخابية للمرشحين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وسير العملية الانتخابية وآليات التصويت وتوقعات النتائج، مما يعكس اهتماماً إعلامياً بارزاً بالشأن الانتخابي الأميركي".
ويضيف الهبر أن "النشرات الإخبارية في القنوات التلفزيونية اللبنانية خصصت افتتاحياتها مساء الاثنين لمتابعة مجريات هذه الانتخابات. وبعد أن كانت السفارة الأميركية في بيروت تنظم سهرة انتخابية يوم الاقتراع (في انتخابات سابقة)، تمت الاستعاضة عن ذلك بتغطية مباشرة على الشاشات المحلية اللبنانية، التي خصصت مساحات كبيرة لمواكبة الحدث على الهواء مباشرة ليل الثلاثاء".
ويرجع الهبر في حديثه مع "الحرة" هذا الاهتمام الكبير من الإعلام اللبناني بالانتخابات لكونها "تشكل حدثاً مفصلياً، إضافة إلى توفر مساحة واسعة للتغطية، حيث أن القنوات التلفزيونية اللبنانية تبث باستمرار البرامج الإخبارية لتغطية الأحداث المحلية، خاصة ما يجري في جنوب لبنان".
جيل ستاين.. المرأة التي قد تحدد الفائز بانتخابات الرئاسة الأميركية مع احتدام المنافسة في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يحدد بضع مئات من الأصوات هوية الساكن الجديد للبيت الأبيض. هذا الأمر حدث من قبل وقد يتكرر هذا العام في سيناريو ستكون بطلته مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين (75 عاما).كذلك يشير الإعلامي سام منسى إلى أن "الإعلام اللبناني أبدى اهتماماً كبيراً بتغطية الانتخابات الأميركية، في انعكاس لسياسات الإعلام المحلي الذي يعاني من نقص في التقنية والمهنية العالية".
ويشرح لـ"الحرة": "سياسياً، يميل الإعلام اللبناني إلى تأطير أخباره بناء على الانتماءات السياسية لكل وسيلة، ليصبح إعلام رأي أكثر منه إعلاماً موضوعياً، فلا توجد محطة تلفزيونية مستقلة بالكامل في لبنان، والإذاعات والصحف تواجه مشكلات مماثلة وإن بدرجات متفاوتة".
وتشير بيانات مرصد ملكية وسائل الإعلام في لبنان، التي حدّثها مركز "سكايز" في مايو الماضي، إلى أن نحو 80% من وسائل الإعلام في البلاد ترتبط بالطبقة السياسية اللبنانية من خلال الأسهم والملكية، يتضمن ذلك أولئك الذين يتولون مناصب في السلطتين التشريعية أو التنفيذية.
علاوة على ذلك، تظهر بيانات المرصد، أن أكثر من 70% من مالكي وسائل الإعلام لهم صلات مباشرة بسياسيين منتخبين أو معينين، بما في ذلك أعضاء البرلمان والوزراء وقادة الأحزاب.
يتابع منسى أن "الإعلام اللبناني يركز في تغطيته للانتخابات الأميركية على مواقف المرشحين تجاه لبنان. فبينما استخدم ترامب خطاباً ضبابياً حول حل الأزمة اللبنانية، تناولت هاريس قضية غزة دون التطرق إلى لبنان. ورغم أن الإعلام القريب من محور الممانعة، مثل قناة الجديد، يتخذ موقفاً وسطياً من كلا المرشحين، إلا أن هناك تلميحات غير معلنة بتفضيل خسارة هاريس، نظراً لدعم إدارة بايدن المستمر لإسرائيل في صراعاتها مع لبنان وغزة".
في السياق نفسه، يرى الباحث في الشأن السياسي نضال السبع، أن تغطية الإعلام اللبناني للانتخابات الأميركية، تأتي في ظل التركيز على التطورات الميدانية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، ويقول إن "الخبر الانتخابي الأميركي يكاد يضيع وسط الأحداث الساخنة نتيجة الحرب في لبنان، حيث يظل موضوع الحرب الشغل الشاغل للبنانيين".
ويقول لـ"الحرة" إن التغطية الإعلامية للانتخابات الأميركية في لبنان تقتصر على النشرات الإخبارية، لافتاً إلى أنه لم يلحظ أي برنامج تلفزيوني لبناني متخصص بالانتخابات الأميركية، معللاً ذلك بأن "اهتمام اللبنانيين بهذه الانتخابات ينبع من احتمالية تأثيرها على الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، لكنه يظل اهتماماً ثانوياً مقارنة بالأحداث المأساوية التي تشهدها البلاد، ولولا القصف اليومي على لبنان، لكانت الانتخابات الأميركية حدثاً رئيسياً".
أميركيون من أصل لبناني يدعمون هاريس في انتخابات الرئاسة أعلن بعض الأميركيين البارزين من أصل لبناني الجمعة تأييدهم للمرشحة الديمقراطية للرئاسة كاملا هاريس في رسالة قالوا فيها إن الولايات المتحدة كانت تدعم لبنان "بشكل كبير" في ظل إدارة بايدن وإنهم يتوقعون دعما إضافيا إذا فازت هاريس في نوفمبر تشرين الثاني. "حصان طروادة"تحظى الانتخابات الأميركية الحالية بمتابعة مكثفة من قبل اللبنانيين وسكان غزة، كما يقول السبع، "حيث تُعقد عليها آمال كبيرة"، موضحاً أن "هناك قناعة سائدة في لبنان بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعاق جميع المفاوضات والتسويات بانتظار تغيير محتمل في الإدارة الأميركية، حيث يبدو أن نتانياهو لم يكن مستعداً لاتخاذ قرار بوقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية مع الإدارة الأميركية الحالية، التي قد تتغير عقب الانتخابات".
والسؤال الأبرز الذي يشغل اللبنانيين هو بحسب عبيد "من سيفوز في الانتخابات؟" مشيراً إلى أن "هذا السؤال ينعكس على تغطية الإعلام اللبناني وإستراتيجياته في تقديم الآراء المختلفة، في ظل عدم القدرة على التنبؤ بالنتائج بسبب حدة التنافس".
كما يوضح أن حجم التغطية الإعلامية اللبنانية للانتخابات الأميركية "يختلف حسب تطورات الحدث، لكن مع اقتراب موعد الاقتراع، شهدت التغطية تكثيفاً ملحوظاً".
وعن برامج التغطية، يذكر عبيد أن "التغطية المباشرة تبدأ اليوم الثلاثاء، لكن الاتصالات مع المراسلين والمحللين السياسيين، خاصة المعنيين بالشؤون الأميركية والعلاقات الشرق أوسطية، سواء كانوا من الأميركيين العرب أو المقيمين في المنطقة، تكثفت مع اقتراب موعد الانتخابات للمشاركة في النقاشات حول هذا الحدث".
ويشير إلى أن "الإعلام اللبناني، خاصة المرئي والمسموع، ركز على التأثيرات المحتملة لصوت الناخبين العرب والمسلمين في الداخل الأميركي، الذين أصبحوا بمثابة حصان طروادة في المنافسة بين الجمهوريين والديمقراطيين".
يذكر أن لبنان شهد تراجعاً كبيراً في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2024، حيث انخفض ترتيبه 21 مرتبة، ليحتل المرتبة 140 بعد أن كان في المرتبة 119 خلال عام 2023، و130 في عام 2022.
ويشمل المؤشر العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة "مراسلون بلا حدود"، 180 دولة، وهو يقيّم حالة حرية الصحافة سنوياً استناداً إلى خمسة مؤشرات رئيسية: السياق السياسي، الإطار القانوني، السياق الاقتصادي، السياق الاجتماعي والثقافي، والسياق الأمني. ويهدف المؤشر إلى مقارنة مستوى الحرية التي يتمتع بها الصحفيون ووسائل الإعلام في الدول المشمولة بالتحليل.
حرب غزة غيّرت مواقفهم.. لمن سيصوت عرب أميركا في الرئاسيات؟ بين ديترويت وديربورن ومدن ولاية ميشغان الأخرى، يعيش قرابة 300 ألف أميركي من أصول عربية مختلفة. ومع اندلاع الحرب في غزة بات الجميع يبحث عن مرشح يوقفها. بين الحياد والانحيازلا يرى السبع انحيازاً في الإعلام اللبناني لأي من المرشحين الأميركيين، مرجعاً ذلك إلى "قناعة اللبنانيين بأن السياسة الأميركية تجاه إسرائيل لن تتغير، بغض النظر عن الحزب الحاكم في واشنطن"، كذلك يعتبر الهبر أن "الإعلام المستقل في لبنان هو الذي ينقل الانتخابات الأميركية بموضوعية، بعيداً عن أي انحياز."
كما أن عبيد لم يلمس أي انحياز واضح من قبل الإعلام اللبناني نحو مرشح معين، مشيراً إلى أن "ما يهم لبنان والمنطقة هو السياسة الخارجية الأميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي، الذي يشمل النزاع اللبناني-الإسرائيلي".
ويختتم حديثه لـ"الحرة" بالقول إن "السياسة الأميركية سواء كانت تحت إدارة جمهورية أو ديمقراطية، تميل دائماً إلى دعم إسرائيل على حساب المصالح العربية".
وعلى العكس من ذلك، يقول منسى أن "الإعلام اللبناني بشكل عام يظهر تأييداً لترامب، وهو توجه يمتد إلى الساحة العربية، حيث يرى البعض أن سياسات ترامب تتلاقى مع المصالح العربية أكثر من تلك التي تطرحها هاريس".
ويضيف منسى "على سبيل المثال، استمعت قبل أيام لمقابلة استمرت نحو 40 دقيقة مع مستشار ترامب للشؤون العربية على إحدى القنوات اللبنانية، وهي مساحة غير معتادة لمستشار أميركي".
يُكمل: "يبدو أن هذا الدعم الإعلامي له دوافع مالية أو سياسية، خاصة أن بعض اللبنانيين يرون في ترامب حليفاً إستراتيجياً للبنان في مواجهة النفوذ الإيراني، لا سيما بعد مقتل قاسم سليماني في فترة حكمه".
وعن قدرة ترامب على إنهاء الأزمة اللبنانية كما وعد، يشكك منسى في جدية هذه الوعود، مؤكداً أن "الأزمة اللبنانية مستمرة منذ عام 1969، ولم تستطع أي إدارة أميركية حلّها، حتى في عهد الرئيس رونالد ريغان الذي أرسل قوات إلى بيروت".
ويقول منسى "خلال فترة حكمه، لم يظهر ترامب اهتماماً واضحاً بلبنان، بل إن الحديث عن لبنان في سياق حملته الانتخابية جاء لجذب أصوات المسلمين والعرب، خاصة في ظل مواقف الرئيس بايدن تجاه إسرائيل".