عربي21:
2025-03-31@09:33:38 GMT

فكرة من دار الهجرة .!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

أتضايق أحيانا حينما أستمع إلى أحفادي وهم يتحدثون فيما بينهم بالإنجليزية ولا يتحدثون باللغة العربية رغم أنهم يتقنونها. ثم أتذكر أنهم جميعا ولدوا هنا في بريطانيا. وتلقوا تعليمهم كله من الروضة إلى الجامعة هنا في بريطانيا. وأنهم يفكرون ويتصرفون كما يتحدث ويتصرف الإنجليز وكما تعلموا.!

حرصت منذ الأشهر الأولى للهجرة على أن يتلقى إبني الأصغر حينها هاني وكل أحفادي بعد ذلك دروس اللغة العربية والدين الإسلامي عن طريق مدرسين خصوصيين كان معظمهم من مصر الشقيقة من المقيمين في بريطانيا،  كان من بينهم مدرس مصري عرفته عن طريق صديق عربي مقيم هنا في بريطانيا.



بدأ ذلك المدرس القدير. تعليم هاني الكتابة باللغة العربية فكتب له كلمةُ "باب" وطلب منه أن يملأ الصفحة بتكرار كتابة تلك الكلمة لكي يتعود الكتابة باللغة العربية. فوجئ المدرس بأنً التلميذ هاني قد أكمل تلك المهمة في وقت قياسي لم يصدقه وجاء يبشرني بعبقرية ابني العزيز وسرعته في التعلم.!

سألت هاني: كيف أكملت الكتابة بهذه السرعة.!؟ فكانت المفاجأة .!! كان الأستاذ قد علم هاني كيف يكتب كلمة باب من اليمين إلى اليسار حسب الأصول العربية، تعب هاني في كتابة الكلمة الأولى من اليمين إلى اليسار كما طلب المدرس ولكنه سرعان ما وجد الحلـ، فبدأ يكتب تلك الكلمة من اليسار إلى اليمين مبتدئا بالباء الأخيرة بدلا من الباء الأولى في كلمة باب.!

وهكذا تمكن من ملء الصفحة بتلك الكلمة وبتلك الطريقة التي تعود بها كتابة الكلمات باللغة الإنجليزية من اليسار إلى اليمين وليس العكس في ذلك الوقت القياسي الذي أذهل مدرس هاني. ! ولم يصدق مدرس هاني أن هاني كان على ذلك القدر من الذكاء.! ومن معرفة مثل تلك الحيل وهو في تلك السن المبكرة.!!

كانت المدرسة القريبة من بيتنا في ضاحية ويمبلدون جنوب غرب لندن مدرسة تابعة للكنيسة فسجلت إبني هاني فيها دون أن أعلم ما كان يجري فيها. وبعد عدة أسابيع لاحظت أن هاني يستعمل علامة الصليب قبل الأكل.! و عندما سألته لماذا يفعل ذلك قال لي بالإنجليزية القحة إن ذلك ما تعلموه في المدرسة عن طريق القسيس الذي يعلمهم  دروس الدين كل يوم خميس.!

مشكلة الجيل الجديد من المهاجرين الليبيين والعرب الذين ولدوا و تربوا ويعيشون في بيئة مختلفة قد تكون متقدمة و لكنها قد تؤثر في طريقة حياتهم وتفصلهم عن بيئتهم الوطنية الأصلية وقد تبعدهم قليلا عن القيم والتقاليد التي نشأ عليها آباؤهم وأمهاتهم.!شرحت لهاني أننا نحن معشر المسلمين لا نستعمل  الصليب ولكننا نقول: بسم الله. وعلمته أن المسيح هو رسول من رسل الله وليس هو الرب كما يقول أتباعه.! وكما قيل  لهاني.

ويبدو أن الطفل هاني قد اقتنع بما قلته له وقال لي بعد أول خميس إنه قد ذكر ذلك للقسيس الذي يأتي للمدرسة كل خميس لتقديم درس الدين للتلاميذ وقال هاني للقسيس إن المسيح هو رسول الله و ليس هو الله.!!

قال لي هاني إن القسيس قال له إنه يحترم رأيه في السيد المسيح ولكنه أي القسيس يعتقد أنه هو الرب،
ولم يصدق هاني ذلك.!

وحتى لا تتطور الأمور إلى الأسوأ بين هاني والقسيس قررت الذهاب إلى مدرسة هاني يوم الخميس التالي و طلبت من القسيس إعفاء هاني من درس الدين لأنه تلميذ مسلم ولا داعي لتشويش أفكاره.!

وافق القسيس على ذلك ولم يعد هاني يحضر درسه كل يوم خميس، ولم يعد يستعمل علامة الصليب عند الأكل وصار يقول مثلنا بسم الله.!

مشكلة الجيل الجديد من المهاجرين الليبيين والعرب الذين ولدوا وتربوا و يعيشون في بيئة مختلفة قد تكون متقدمة ولكنها قد تؤثر في طريقة حياتهم وتفصلهم عن بيئتهم  الوطنية الأصلية وقد تبعدهم قليلا عن القيم  والتقاليد التي نشأ عليها آباؤهم وامهاتهم.!

هذه المشكلة جديرة بلفت النظر إليها ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها من ذوي الاختصاص من علمائنا وأهل الفكر فينا. ومن هنا جاءت هذه الفكرة. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا سواء السبيل.

والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته.

*كاتب وباحث ليبي مقيم في بريطانيا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الغرب مخاوف مهاجرون هوية سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بریطانیا

إقرأ أيضاً:

هاني حتحوت يهاجم رابطة الأندية: قرار متخبط ووصمة عار في تاريخ الرياضة المصرية

وجّه الإعلامي هاني حتحوت انتقادات حادة لقرار رابطة الأندية المصرية بشأن العقوبات المعدلة المفروضة على النادي الأهلي بعد انسحابه من مباراة القمة أمام الزمالك.

 وعبّر حتحوت عن استيائه من البيان الصادر عن الرابطة، واصفًا إياه بأنه “ركيك ومتخبط ولا يعرف الاتجاه الصحيح”، مشيرًا إلى أنه سيفتح الباب أمام موجة من السخرية بين الجماهير.

وفي تعليق له عبر حسابه على منصة “إكس”، كتب حتحوت: “بيان ركيك لا يعرف كيف يصيغ قراره، وكأن الرابطة تحاول التلاعب بالكلمات دون اتخاذ موقف واضح. هذا القرار أقل ما يوصف به أنه وصمة عار في تاريخ الرياضة المصرية، وأي مشجع أهلاوي في الشارع سيتهكم عليه!”

كما أضاف: “القرار غير قانوني، وأي محامٍ بسيط يستطيع إسقاطه بسهولة، لكن الرابطة اختارت أن تجعل من نفسها أضحوكة للجميع!”.

يأتي هجوم حتحوت بعد إعلان رابطة الأندية عن تعديل العقوبات، حيث اكتفت بخصم نقاط المباراة فقط من الأهلي، دون تنفيذ عقوبة خصم ثلاث نقاط إضافية في نهاية الموسم. هذا القرار أثار جدلًا واسعًا في الشارع الرياضي المصري، حيث انقسمت الجماهير بين مؤيد ومعارض، وسط اتهامات للرابطة بعدم الحيادية في تطبيق اللوائح، والتساهل مع الأهلي مقارنة بحالات سابقة.

ورأى البعض أن القرار يمثل تراجعًا عن تنفيذ اللوائح بحزم، في حين اعتبر آخرون أن العقوبة كانت كافية بالنظر إلى الظروف المحيطة بالمباراة. وبينما تستمر ردود الفعل الغاضبة، يظل السؤال المطروح: هل فقدت رابطة الأندية مصداقيتها أمام الجماهير.

مقالات مشابهة

  • أحمد نخلة: فكرة تشفير الدوري المصري مرفوضة
  • هاني حتحوت يهاجم رابطة الأندية: قرار متخبط ووصمة عار في تاريخ الرياضة المصرية
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم يتلقّى التّهاني من عددٍ من المسؤولين
  • العِيدِيَّةُ.. مجمع اللغة العربية يوضح إجازة استخدامها قديما وحديثا
  • مريم نعوم: لام شمسية فكرة تمس المجتمع
  • رفض هند الزواج من منتصر واستقالة هاني.. أحداث الحلقة الـ 14 من مسلسل حسبة عمري
  • بوتين يطرح فكرة «إدارة انتقالية» في أوكرانيا
  • هاني أبو ريدة: فخور بتصريحات محمد صلاح وهناك مشروع لاكتشاف المواهب
  • محلل إسرائيلي: عجز الجيش في لبنان يجعل من فكرة ضرب إيران خاطئة
  • إعلامي يكشف عن تفاصيل جلسة بين هاني أبو ريدة وحسام حسن