عربي21:
2025-04-22@11:41:58 GMT

فكرة من دار الهجرة .!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

أتضايق أحيانا حينما أستمع إلى أحفادي وهم يتحدثون فيما بينهم بالإنجليزية ولا يتحدثون باللغة العربية رغم أنهم يتقنونها. ثم أتذكر أنهم جميعا ولدوا هنا في بريطانيا. وتلقوا تعليمهم كله من الروضة إلى الجامعة هنا في بريطانيا. وأنهم يفكرون ويتصرفون كما يتحدث ويتصرف الإنجليز وكما تعلموا.!

حرصت منذ الأشهر الأولى للهجرة على أن يتلقى إبني الأصغر حينها هاني وكل أحفادي بعد ذلك دروس اللغة العربية والدين الإسلامي عن طريق مدرسين خصوصيين كان معظمهم من مصر الشقيقة من المقيمين في بريطانيا،  كان من بينهم مدرس مصري عرفته عن طريق صديق عربي مقيم هنا في بريطانيا.



بدأ ذلك المدرس القدير. تعليم هاني الكتابة باللغة العربية فكتب له كلمةُ "باب" وطلب منه أن يملأ الصفحة بتكرار كتابة تلك الكلمة لكي يتعود الكتابة باللغة العربية. فوجئ المدرس بأنً التلميذ هاني قد أكمل تلك المهمة في وقت قياسي لم يصدقه وجاء يبشرني بعبقرية ابني العزيز وسرعته في التعلم.!

سألت هاني: كيف أكملت الكتابة بهذه السرعة.!؟ فكانت المفاجأة .!! كان الأستاذ قد علم هاني كيف يكتب كلمة باب من اليمين إلى اليسار حسب الأصول العربية، تعب هاني في كتابة الكلمة الأولى من اليمين إلى اليسار كما طلب المدرس ولكنه سرعان ما وجد الحلـ، فبدأ يكتب تلك الكلمة من اليسار إلى اليمين مبتدئا بالباء الأخيرة بدلا من الباء الأولى في كلمة باب.!

وهكذا تمكن من ملء الصفحة بتلك الكلمة وبتلك الطريقة التي تعود بها كتابة الكلمات باللغة الإنجليزية من اليسار إلى اليمين وليس العكس في ذلك الوقت القياسي الذي أذهل مدرس هاني. ! ولم يصدق مدرس هاني أن هاني كان على ذلك القدر من الذكاء.! ومن معرفة مثل تلك الحيل وهو في تلك السن المبكرة.!!

كانت المدرسة القريبة من بيتنا في ضاحية ويمبلدون جنوب غرب لندن مدرسة تابعة للكنيسة فسجلت إبني هاني فيها دون أن أعلم ما كان يجري فيها. وبعد عدة أسابيع لاحظت أن هاني يستعمل علامة الصليب قبل الأكل.! و عندما سألته لماذا يفعل ذلك قال لي بالإنجليزية القحة إن ذلك ما تعلموه في المدرسة عن طريق القسيس الذي يعلمهم  دروس الدين كل يوم خميس.!

مشكلة الجيل الجديد من المهاجرين الليبيين والعرب الذين ولدوا و تربوا ويعيشون في بيئة مختلفة قد تكون متقدمة و لكنها قد تؤثر في طريقة حياتهم وتفصلهم عن بيئتهم الوطنية الأصلية وقد تبعدهم قليلا عن القيم والتقاليد التي نشأ عليها آباؤهم وأمهاتهم.!شرحت لهاني أننا نحن معشر المسلمين لا نستعمل  الصليب ولكننا نقول: بسم الله. وعلمته أن المسيح هو رسول من رسل الله وليس هو الرب كما يقول أتباعه.! وكما قيل  لهاني.

ويبدو أن الطفل هاني قد اقتنع بما قلته له وقال لي بعد أول خميس إنه قد ذكر ذلك للقسيس الذي يأتي للمدرسة كل خميس لتقديم درس الدين للتلاميذ وقال هاني للقسيس إن المسيح هو رسول الله و ليس هو الله.!!

قال لي هاني إن القسيس قال له إنه يحترم رأيه في السيد المسيح ولكنه أي القسيس يعتقد أنه هو الرب،
ولم يصدق هاني ذلك.!

وحتى لا تتطور الأمور إلى الأسوأ بين هاني والقسيس قررت الذهاب إلى مدرسة هاني يوم الخميس التالي و طلبت من القسيس إعفاء هاني من درس الدين لأنه تلميذ مسلم ولا داعي لتشويش أفكاره.!

وافق القسيس على ذلك ولم يعد هاني يحضر درسه كل يوم خميس، ولم يعد يستعمل علامة الصليب عند الأكل وصار يقول مثلنا بسم الله.!

مشكلة الجيل الجديد من المهاجرين الليبيين والعرب الذين ولدوا وتربوا و يعيشون في بيئة مختلفة قد تكون متقدمة ولكنها قد تؤثر في طريقة حياتهم وتفصلهم عن بيئتهم  الوطنية الأصلية وقد تبعدهم قليلا عن القيم  والتقاليد التي نشأ عليها آباؤهم وامهاتهم.!

هذه المشكلة جديرة بلفت النظر إليها ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها من ذوي الاختصاص من علمائنا وأهل الفكر فينا. ومن هنا جاءت هذه الفكرة. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا سواء السبيل.

والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته.

*كاتب وباحث ليبي مقيم في بريطانيا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الغرب مخاوف مهاجرون هوية سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بریطانیا

إقرأ أيضاً:

Ooredoo شريك الطبعة الرابعة للقافلة الوطنية “شاب – فكرة”

ترافق Ooredoo الطبعة الرابعة من القافلة الوطنية “شاب - فكرة”، التي انطلقت يوم السبت 19 أفريل 2025 من الجزائر العاصمة. بحضور كل من وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغّرة. نور الدين واضح ووزير الثقافة والفنون زهير بللو.
وتُعدّ هذه المبادرة الطموحة منصةً لدعم الشباب حاملي الأفكار. ومرافقتهم في تجسيد مشاريعهم على أرض الواقع.

ستجوب هذه القافلة عدة ولايات عبر التراب الوطني، بهدف شرح وتبسيط مفهوم ريادة الأعمال للشباب الجزائري. وتسليط الضوء على قدراتهم الإبداعية. وتثمين أفكارهم المبتكرة، وتوجيههم نحو تحويل هذه الأفكار إلى مشاريع ملموسة. كما تمثل هذه القافلة فضاءً ديناميكياً للتبادل والتكوين والتوجيه، وتساهم بفعالية في تنويع النسيج الاقتصادي الوطني من خلال بروز مؤسسات ناشئة مبتكرة.

وبهذه المناسبة، صرّح المدير العام لـ Ooredoo،  روني طعمه:
في”أريدُ”نؤمن بشدة بأن الشباب الجزائري يزخر بالمواهب، والأفكار المبتكرة، والطاقة الريادية. ومن خلال دعمنا لهذه القافلة الوطنية. نرغب في منحهم الوسائل، والموارد، والمرافقة اللازمة لتحويل أحلامهم إلى واقع اقتصادي. وبهذا، نُسهم في بناء اقتصاد أقوى، أكثر تنوعًا، وموجّه نحو المستقبل. ”

من جهته، صرّح المنسق العام للقافلة  أنيس بن طيب:
يمثل إطلاق الطبعة الرابعة من قافلة “شاب – فكرة” مرحلة جديدة في التزامنا بدعم روح المقاولاتية لدى الشباب عبر كامل التراب الوطني. نحن فخورون بشكل خاص بشراكتنا مع مؤسسة مرجعية مثل Ooredoo، التي يُشكّل التزامها الدائم بالابتكار ودعم المواهب الشابة رافعة حقيقية للتحول الإيجابي. وباسم فريق “شاب – فكرة”، أودّ أن أتقدّم بجزيل الشكر إلى Ooredoo على الثقة التي أولتنا إيّاها”.

 

مقالات مشابهة

  • بعد تأجيلات وأزمات.. هاني سلامة يبدأ تصوير “الحارس”
  • «المؤسسة العلاجية» تعلن تعيين الدكتور هاني إمبابي مديرًا عامًا للشؤون الطبية والفنية
  • ???? زينب المهدي: قصة ان حزب الأمة سلّح القبائل العربية،، إنها كذبة
  • العاهل الأردني يتسلم من العراق الدعوة لحضور القمة العربية
  • فكرة دمج مقاتلي حزب الله بالجيش اللبناني تصطدم بالواقع
  • هاني الدقاق: مابقتش أخاف يوثق رحلة مسار إجباري وإحنا محظوظين |خاص
  • Ooredoo شريك الطبعة الرابعة للقافلة الوطنية “شاب – فكرة”
  • الحكم على طارق الشناوي بتهمة إزعاج الفنان هاني شاكر.. في هذا الموعد
  • كاتب صحفى: مصر حريصة على دعم فكرة التعاون العربى
  • من فكرة إلى شركة.. انطلاق معسكر ريادة الأعمال بجامعة سمنود التكنولوجية