«الصحة العالمية» تكثف الجهود لمواجهة حالة الطوارئ الإنسانية في السودان
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت منظمة الصحة العالمية، اجتماعًا ضم قيادات عُلْيَا من إقليمَيْ أفريقيا وشرق المتوسط التابعَيْن للمنظمة في تشادَ، الذي يستضيفُ أكبر عددٍ من اللاجئين السودانيين، من أجل تقييم الاحتياجات الصحية العاجلة للمتضررين من هذه الأزمة الإنسانية المعقَّدة والآخذة في التدهور، وذلك بالتزامن مع فرار الملايين هربًا من الحرب والجوع في السودان.
وتهدفُ البعثة إلى تحسين عمليات المنظمة في تشادَ والسودان والمكاتب التابعة للمكتب الإقليمي لأفريقيا والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط من أجل خدمة المجتمعات المتضررة بتقديم الرعاية الطبية الحاسمة وتوسيع نطاق العمليات العابرة للحدود للمساعدات الإنسانية في ولايات دارفور في السودان.
وقالَ الدكتور شبل صهباني: "بصفتي ممثلًا لمنظمة الصحة العالمية في السودان، فإنه لمن الصعب جدًا رؤية هذا المستوى من المعاناة بين اللاجئينَ، فلقد شاركوا قصصًا عما قاسوه من عنفٍ وفقدانٍ وجوعٍ، ومع تدهور النظام الصحي بشدَّةٍ - حيثُ لحقتْ أضرارٌ بجميع المرافق الصحية البالغ عددُها 241 في وسط دارفور - وانتشار الأمراض، واقتراب المجاعة، يصبح تحدي تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة أكثر صعوبة وتحديًا، وإذا لمْ نتخذْ خُطوات فاعلة على وجه السرعة، فسنشهدُ ارتفاعًا في معدلات الأمراض والوفاة والتأثير عبرَ الأجيال جراءَ الصراع الحاليّ.
وأوضح، إنَّ معدلات الجوع ترتفعُ بمعدلاتٍ مروعةٍ، وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو المرجعيةُ العالميةُ المعنيةُ بالمجاعة، فإنَّ السودان يواجهُ أسوأ مستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد التي سجَّلَها التصنيفُ في البلاد على الإطلاق، ومن ذلكَ مثلًا ما شهدته الأشهر الستة الماضية من ارتفاع عدد الأشخاص الذين يواجهونَ مستوياتٍ عاليةً من انعدام الأمن الغذائي الحاد بنسبة 45% ليرتفعَ العددُ منْ 17.7 مليونَ شخصٍ إلى 25.6 مليونَ شخصٍ.
وأضاف، أن الأولوياتُ العابرةُ للأقاليم لمنظمة الصحة العالمية تضم توسيعَ نطاق العمليات عبر الحدود إلى السودان، وخاصةً إلى دارفور، التي حُرمت بشكلٍ كبيرٍ من المساعدات الإنسانية، وثمة ما يُعرقلُ الاستجابةَ بشدَّةٍ، ومن ذلك مثلًا ما تفرضُهُ أطرافُ النزاع من معوقات على إيصال المساعدات وإتاحتها، علاوة على انخفاض الموارد - إذْ لمْ يُموَّلْ سوى 18% منَ الاستجابة الإنسانية في السودان، ولذلك فإنَّ فتحَ معبر أدري الحدودي بين تشادَ والسودان للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية من شأنه إنقاذُ الأرواح.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في تشادَ، الدكتورة آنيا بلانش: “لقدْ كانَ شعب تشادَ شديدَ الكرم وبالغَ الضيافة، وقدَّمَ الطعام والماء والمأوى للاجئين القادمين، ولكنَّ الاحتياجات هائلة وأولويتُنا هي إنشاءُ أنظمة صحية متكاملة للاجئين والسكان المضيفين، بحيثُ لا ينتهي دور هذه النظم على تقديم الاحتياجات الطبية الفورية، وإنما تطورُ هذه النظم القدرةَ الصحيةَ لتشادَ على المدى الطويل لكيْ لا يعتمدَ مستقبلُ الناس على المساعدات".
ولفتت إلى أدري بلدةٌ صغيرةٌ في شرق تشادَ، ولكنَّ الظروف الأخيرة تسببتْ في زيادة عدد قاطنيها إلى ست مراتٍ عدد سكانها الأصلي البالغ 40 ألفَ شخصٍ فمنذ بداية النزاع في نيسان/ أبريل 2023، وصلَ إلى أدري أكثرُ منْ 600 ألف سودانيٍّ و180 ألفَ تشاديٍّ عائدٍ.
لقد نجا معظمُ اللاجئين من النزوح عدةَ مراتٍ في ظل تصاعد العنف الذي بدأ في الخرطوم وامتدَّ إلى أجزاءٍ مختلفةٍ من السودان، ولقد عبروا الحدود مصابين بجروح ناجمةٍ عنْ طلقات نارية، بعد أنْ نجوا من الاغتصاب والعنف الجنسي، واضطرُّوا للسير لأيامٍ دونَ طعامٍ كافٍ في معاناةٍ استمرتْ لشهورٍ.
وأشارت إلى أنه بحلول منتصف نيسان/ أبريل، ومع مرور عامٍ على اندلاع النزاع، بلغ عدد النازحين بسبب النزاع ما يقرب من 8.7 ملايين شخصٍ وفي غضون ثلاثة أشهرٍ فقطْ، ارتفعَ هذا العددُ بأكثرَ منْ 45%، حيثُ يقدَّرُ عددُ النازحينَ اليومَ بنحو 12.7 مليون شخصٍ؛ ولقد نزحَ أكثرُ من 10 ملايين شخصٍ داخل السودان، بينما لجأَ مليونا شخصٍ إلى ست دولٍ مجاورةٍ.
وقالَ الدكتور ثيرنو بالدي، منسق مركز منظمة الصحة العالمية الإقليمي للطوارئ في غرب ووسط أفريقيا: "لقد شهدنا معاناةَ الناس هنا؛ فهم لا يملكون شيئًا ومعرَّضون للإصابة بالعديد من الأمراض، وخاصةً الأمراضَ التي قدْ تتحوَّل إلى أوبئة، والجهاتُ الفاعلةُ في مجال المساعدات الإنسانية موجودةٌ، لكنَ التمويل ضئيل للغاية، ونحن في منظمة الصحة العالمية، نتعاون بينَ الإقليمين لجعل عملياتنا تتسمُ بأقصى قدرٍ ممكنٍ منَ الكفاءة في استخدام الموارد.
وأوضح أنه مع بدء هطول الأمطار الموسمية هنا، وتدني توفُّر المأوى، والظروف المعيشية السيئة، تتزايد المخاوفُ من تفشي أمراضٍ كالملاريا والكوليرا، التي يمكن أن تؤديَ إلى مستوًى آخرَ أشد وطأة من المعاناة.
وشدَّد الدكتور ريتشارد برينان، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، على الحاجة إلى التضامن والاهتمام العالميَّين، قائلا، "إنَّ هذه اﻷزمةَ الكارثيةَ ذات الطبيعة المتغيرة وغير المتوقَّعة ﻻ تحظى إﻻ بقدرٍ ضئيلٍ من اهتمام المجتمع الدولي وبوسعنا وعلينا - بكل تأكيدٍ - أنْ نفعلَ المزيدَ، فالسلامُ وإتاحةُ المساعدات والموارد أمور حيويَّة لحماية حياة الشعب السوداني وسبل عيشه".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الازمة الانسانية الجهود المشتركة الرعاية الطبية الصحة العالمية اللاجئين السودانيين المرافق الصحية منظمة الصحة العالمیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
ست ولايات أمريكية تعلن حالة الطوارئ بسبب العاصفة الثلجية
سرايا - يواجه أكثر من 60 مليون أمريكي خطر عواصف ثلجية عاتية، تنذر بسقوط كميات ضخمة من الجليد وبدرجات حرارة هي الأكثر انخفاضاً منذ أكثر من عشر سنوات.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية إن معظم كندا و30 ولاية أمريكية تواجه تحذيرات من الطقس في منطقة تمتد 2400 كيلومتر من كانساس إلى الساحل الشرقي.
ومن المتوقع تساقط ثلوج يتراوح ارتفاعها بين 6 و12 بوصة (15-30 سم) من أوهايو إلى واشنطن العاصمة.
وأعلِنت حالة الطوارئ في كنتاكي وفيرجينيا ووست فرجينيا وكانساس وأركنساس وميسوري.
وجرى تحذير مناطق من الولايات المتحدة غير المعتادة على البرد القارس، من بينها ميسيسيبي وتكساس وفلوريدا، من توقع ظروف جوية قاسية.
ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن الطقس العاتي ناتج عن الدوامة القطبية، وهي منطقة من الهواء البارد تدور حول القطب الشمالي، وتكتسح كندا.
وضربت العاصفة بالفعل السهول الوسطى، ومن المتوقع أن تصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بحلول مساء الأحد.
وشهدت أجزاء من شمال ولاية نيويورك تساقط ثلوج بلغ ارتفاعها ثلاثة أقدام، أي نحو 90 سم على الأقل حتى الآن.
وتستعد واشنطن العاصمة لتساقط ثلوج بارتفاع يتراوح بين 5 و9 بوصات، وأعلن عمدة المدينة حالة الطوارئ بسبب الثلوج حتى مساء الأحد على الأقل.
ويواجه نحو أربعة ملايين نسمة تحذيرات من العواصف الثلجية في كانساس وميسوري، وقد تصل سرعة الرياح إلى 40 ميلا في الساعة.
ومن المتوقع أن تشهد أجزاء من كانساس وميسوري تساقط ثلوج بارتفاع يتراوح بين 4 و14 بوصة، وقد تشهد إنديانا ثلوجاً بارتفاع يصل إلى 9 بوصات.
وقالت الهيئة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: "بالنسبة للبعض، قد يكون هذا أشد تساقط للثلوج منذ أكثر من عشر سنوات".
وقال دان ديبودوين، خبير الأرصاد الجوية في أكيو ويذر، الشركة الأمريكية المعنية بالتنبؤ بالطقس: "قد يؤدي هذا إلى أبرد شهر يناير يمر على الولايات المتحدة منذ عام 2011".
وأضاف أن "درجات الحرارة التي تقل كثيراً عن المتوسط التاريخي" قد تستمر لمدة أسبوع.
ومن المتوقع حدوث تأخيرات شديدة في السفر الجوي.
وبحسب موقع FlightAware.com، ألغيت نحو ثلاثة آلاف رحلة جوية من وإلى الولايات المتحدة.
وتعفي شركات الطيران الأمريكية ودلتا وساوث ويست ويونايتد الركاب من رسوم تغيير تذاكر الطيران، بسبب الاضطرابات المحتملة في الرحلات الجوية.
كما تدهورت حالة الطرق، مع وقوع حوادث اصطدام بين شاحنات وسيارات، فضلاً عن انقلاب سيارة إطفاء بالقرب من سالينا بولاية كانساس.
وفي وسط الولايات المتحدة، ستكون هناك "اضطرابات كبيرة في الحياة اليومية" و"ظروف قيادة خطيرة أو مستحيلة وإغلاقات واسعة النطاق" يوم الأحد، وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن "ظروف الضباب ستجعل السفر خطيراً للغاية، مع طرق أغلقها الجليد وخطر كبير لتعطل السائقين".
وقد تشهد أجزاء من جنوب الولايات المتحدة، منها أركنساس ولويزيانا وميسيسيبي عواصف رعدية شديدة.
وقال عالم الأرصاد الجوية ريان ماوي: "ستحدث فوضى، وكارثة محتملة. هذا أمر لم نشهده منذ فترة طويلة".
ومن المقرر أن يجتمع الكونغرس بعد ظهر يوم الاثنين للتصديق على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل ثلاثة أشهر، لكن من غير الواضح إن كان الطقس السيئ قد يؤخر عودة بعض أعضاء الكونغرس إلى العاصمة من دوائرهم الانتخابية.
وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن تشهد منطقة أنابوليس بالقرب من بالتيمور بولاية ماريلاند تساقط ثلوج بارتفاع يتراوح بين 8 و12 بوصة.
وفي الشمال، يشعر الكنديون أيضًا بتأثير الدوامة القطبية.
وتخضع أجزاء كبيرة من كندا لتحذير بشأن الطقس الحاد هذا الأسبوع، مع درجات حرارة شديدة البرودة تمتد عبر البلاد.
وتشهد بعض المناطق أيضاً زخات ثلجية، بما يعني تساقط ثلوج كثيفة بشكل مفاجئ، مصحوب برياح قوية.
وفي مقاطعة مانيتوبا وسط البلاد، قد تؤدي برودة الرياح إلى انخفاض درجات الحرارة إلى سالب 40 درجة مئوية.
في الوقت نفسه، قد تشهد أجزاء من أونتاريو ما يصل إلى 15 بوصة من الثلوج يوم الأحد.
بي بي سي
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 434
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 06-01-2025 08:35 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...