عرفت المبادلات التجارية بين المغرب والصين، قفزات هامة منذ الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس للصين سنة 2016. وتبرز الأرقام التطور الملحوظ على مستوى حجم التبادل التجاري بين البلدين، إذ تبين رغبة بكين في التموقع بشكل كبير في البلد المطلة على المتوسط والأطلسي، بما يعزز رؤيتها وخطتها نحو أفريقيا. وحققت الصادرات المغربية إلى الصين رقما قياسيا بما يقارب 910 ملايين دولار 2022، مقابل 824 مليون دولار في سنة 2021 بنسبة زيادة قدرها 9.

41. بالأمس أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات مع المبعوث الخاص للحكومة الصينية إلى الشرق الأوسط، تشاي جيون. أكد جيون، الذي يزور المغرب في إطار الاستعدادات لعقد منتدى التعاون الصيني الأفريقي ببكين في شتنبر، أن الصين تأمل في الاعتماد على المشاركة الفعالة للمغرب في هذا المنتدى، وعلى ريادة المملكة في أفريقيا، قصد إنجاح هذا الحدث الهام الذي ينعقد هذه السنة على مستوى القمة. فيما أكد بوريطة التزام المغرب وانخراطه في العمل المشترك مع الصين والبلدان الأفريقية الشقيقة من أجل إنجاح المنتدى، بغية تعزيز مؤهلات القارة وإمكانياتها ومجابهة تحدياتها. وارتفعت المبادلات التجارية بين الرباط وبكين بأكثر من 50 في المائة سنة 2022 لتصل إلى حجم إجمالي بلغ 7.6 مليارات دولار، مما جعل الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة. يقول رشيد ساري، الخبير الاقتصادي المغربي، إن هناك محطات فارقة في تاريخ العلاقة بين البلدين، كان انطلاقها في 2016، خلال التوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين أثناء زيارة الملك محمد السادس. وأضاف في حديثه مع « سبوتنيك »، أن حجم المبادلات التجارية وصلت 7 مليارات و600 مليون دولار، بارتفاع بنسبة 52%، في ظل توقعات بزيادة كبيرة خلال الفترة المقبلة، والاستثمارات المرتقبة بنحو مليار دولار في مجال البطاريات الكهربائية. ولفت إلى أن التاريخ الثاني في محطات العلاقة بين البلدين، كان من خلال اتفاقية « الحزام والطريق »، حيث اعتمدت الصين على المغرب كنقطة انطلاق نحو أفريقيا، ما يشير إلى مضاعفة حجم المبادلات التجارية في الفترة المقبلة. ويرى أن الصين تستفيد بشكل كبير من العمق الأفريقي عبر المغرب وميناء « الداخلة » وما يوفره من وصول للعديد من الدول الأفريقية، بالإضافة للاستثمارات في أنبوب « الغاز النيجيري، وكذلك الطاقات المتجددة والمناجم. وتابع: « هناك مجموعة من المقاولات الصينية تريد الاستثمار في المغرب في ظل رغبة مغربية لتعزيز التعاون بين البلدين، وتسهيل كافة العمليات الخاصة بالاستثمار أمام الشركات الصينية وغيرها من الاستثمارات الأجنبية ». يقول البرلماني المغربي نور الدين كربال، إن العلاقة بين الصين والمغرب قديمة، وتتخذ أبعادا متعددة. وأضاف في حديثه مع « سبوتنيك »، أن التعاون بين البلدين يشمل جميع المجالات بما فيها الطاقات المتجددة وصناعة السيارات والصناعات الحديثة. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تعززت بشكل كبير عقب الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس 2016، بالإضافة إلى خطة الحزام والطريق. وأشار إلى أن هناك العديد من مذكرات التفاهم بين البلدين التي وقعت في الآونة الأخيرة، كما أن المغرب يعد أول دولة أفريقية انخرطت ووقعت بشأن مبادرة « الحزام والطريق ». ويرى أن العلاقات بين الصين والمغرب، لا تتأثر بالشكل التقليدي للحرب الباردة بين الشرق والغرب، حيث أصبحت اليوم بشكل صامت ومرتكزها قاعدة « رابح-رابح »، وهو ما يمكن الاستناد إليه في بناء العلاقات الاقتصادية. وشدد على أن المغرب لديه علاقاته المتوازنة مع روسيا والصين وجميع الدول، فضلا عن موقعه الجغرافي المطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. وفقا للبرلماني المغربي، فإن العلاقات بين الصين والمغرب تطورت بشكل كبير، كما شهدت محطة تعاون هامة خلال أزمة « كوفيد-19″، ظهر خلالها عمق العلاقات. وكانت الرباط أول عاصمة في منطقة شمال أفريقيا توقع مذكرة تفاهم مع الصين في سياق مبادرة الحزام والطريق. وتضاعفت الاستثمارات الصينية في المغرب إلى أكثر من أربع مرات منذ 2016 وحتى 2022. كما ارتفع حجم الصادرات المغربية إلى الصين 2023 بنسبة قدرها 7.81%؜، حيث حققت ما يناهز مليار دولار أمريكي، وهو رقم قياسي منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتوقيع أول اتفاقية تجارية عام 1958. (سبوتنيك)

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المبادلات التجاریة الحزام والطریق بین البلدین بشکل کبیر

إقرأ أيضاً:

ترامب يفرض رسومًا جمركية على جزر غير مأهولة بالقرب من القارة القطبية الجنوبية

أبريل 3, 2025آخر تحديث: أبريل 3, 2025

المستقلة/- فرض دونالد ترامب، خلال حربه التجارية، مجموعة من الجزر البركانية القاحلة غير المأهولة بالسكان قرب القارة القطبية الجنوبية، المغطاة بالأنهار الجليدية وموطن لطيور البطريق.

تُعد جزيرتا هيرد وماكدونالد، التابعتان لأستراليا، من بين أبعد الأماكن على وجه الأرض، ولا يمكن الوصول إليهما إلا عبر رحلة بحرية لمدة أسبوعين من بيرث على الساحل الغربي لأستراليا. وهما غير مأهولتين بالسكان تمامًا، ويُعتقد أن آخر زيارة لهما كانت قبل ما يقرب من عشر سنوات.

ومع ذلك، وردت جزيرتا هيرد وماكدونالد في قائمة أصدرها البيت الأبيض للدول التي ستُفرض عليها تعريفات تجارية جديدة.

وصرح رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، يوم الخميس: “لا يوجد مكان آمن على وجه الأرض”.

تُعدّ جزيرتا هيرد وماكدونالد من بين عدة “أقاليم خارجية” تابعة لأستراليا مُدرجة بشكل منفصل في قائمة التعريفات الجمركية المفروضة على أستراليا، والتي ستُفرض عليها تعريفة جمركية بنسبة 10% على سلعها.

الأقاليم الخارجية جزء من أستراليا وليست ذاتية الحكم، ولكنها ترتبط بعلاقة فريدة مع الحكومة الفيدرالية. ومن بين هذه الأقاليم المدرجة في قائمة البيت الأبيض: جزر كوكوس (كيلينغ)، وجزيرة كريسماس، وجزيرة نورفولك.

فُرضت على جزيرة نورفولك، التي يبلغ عدد سكانها 2188 نسمة وتقع على بُعد 1600 كيلومتر (1000 ميل) شمال شرق سيدني، تعريفة جمركية بنسبة 29%، أي أعلى بـ 19 نقطة مئوية من بقية أستراليا.

في عام 2023، صدّرت جزيرة نورفولك بضائع بقيمة 655 ألف دولار أمريكي إلى الولايات المتحدة، وكان أبرز صادراتها أحذية جلدية بقيمة 413 ألف دولار أمريكي، وفقًا لبيانات مرصد التعقيد الاقتصادي.

لكن جورج بلانت، مدير جزيرة نورفولك، نفى هذه البيانات. وصرح لصحيفة الغارديان: “لا توجد صادرات معروفة من جزيرة نورفولك إلى الولايات المتحدة، ولا توجد تعريفات جمركية أو حواجز تجارية غير جمركية معروفة على البضائع الواردة إلى جزيرة نورفولك”.

صرح ألبانيز يوم الخميس: “تُفرض على جزيرة نورفولك تعريفة جمركية بنسبة 29%. لست متأكدًا تمامًا من أن جزيرة نورفولك، في نظرها، تُعتبر منافسًا تجاريًا للاقتصاد العملاق للولايات المتحدة، لكن هذا يُظهر ويُجسد حقيقة أنه لا يوجد مكان في العالم بمنأى عن هذا الأمر”.

تضم جزيرتي هيرد وماكدونالد مصايد أسماك، لكن لا توجد فيه أي مبانٍ أو مساكن بشرية على الإطلاق.

ومع ذلك، ووفقًا لبيانات التصدير الصادرة عن البنك الدولي، استوردت الولايات المتحدة منتجات بقيمة 1.4 مليون دولار أمريكي من جزيرتي هيرد وماكدونالد في عام 2022، وكانت جميعها تقريبًا من واردات “الآلات والأجهزة الكهربائية”. ولم تتضح على الفور ماهية تلك السلع.

في السنوات الخمس السابقة، تراوحت قيمة الواردات من جزيرتي هيرد وماكدونالد بين 15,000 دولار أمريكي و325,000 دولار أمريكي سنويًا.

 

مقالات مشابهة

  • تعزيز العلاقات مع الاتحاد الإفريقي.. تبنّي استراتيجيات شاملة تدعم المصالحة
  • مدير وكالة التنمية الرقمية لـRue20: معرض جيتكس محطة استراتيجية للمغرب الرقمي
  • وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر الأحد.. الهدف طي صفحة التوتر بين البلدين
  • بيان مشترك بالعيون يعزز التعاون والشراكة بين المغرب وبرلمان الأنديز
  • مبعوث لبوتين في واشنطن لتحسين العلاقات بين البلدين
  • ترامب يفرض رسومًا جمركية على جزر غير مأهولة بالقرب من القارة القطبية الجنوبية
  • هل يصمد اتفاق الهدنة بين فرنسا والجزائر؟ خبراء يجيبون
  • هيئة الدواء تفوز بمقعد نائب رئيس المنتدى الإفريقي للمستلزمات الطبية "AMDF"
  • هيئة الدواء تفوز بمقعد نائب رئيس المنتدى الإفريقي للمستلزمات الطبية
  • هيئة الدواء تفوز بمقعد نائب رئيس المنتدى الإفريقي للمستلزمات الطبية AMDF