ماذا وراء أسطول الظل الروسي
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تمتلك روسيا أعداداً هائلة من السفن التجارية وناقلات النفط العملاقة، لكنها وبعد الحرب الاوكرانية، وما ترتب عليها من عقوبات اقتصادية مشددة فرضتها بلدان النيتو، فكرت في كسر الحصار، واعتمدت على مئات السفن والناقلات التجارية لنقل منتجاتها النفطية تحت عناوين واعلام دولية غير مشمولة بالحصار.
يتألف هذا الأسطول من ناقلات نفط متهالكة وصدئة ومهترئة وقديمة. غير خاضعة لعمليات التفتيش، ولديها تأمين مشكوك فيه، وتحوم حول ملكيتها الشبهات، ومسجلة في بلدان ذات لوائح متساهلة. يقدر تعدادها بنحو 600 سفينة، على الرغم من أن بعض التقديرات أعلى من ذلك بكثير. يثير هذا الأسطول قلقا متزايدا ليس فقط بسبب الإيرادات التي تجلبها شحنات النفط إلى موسكو، وانما بسبب طبيعة السفن نفسها. .
يقول (Erik Broekhuizen)، رئيس أبحاث الناقلات في شركة Poten & Partners، وهي شركة استشارات في مجال النفط والغاز. يقول: ان معظم الناقلات تبدو اكبر بكثير من أعمارها الافتراضية، فهي غير خاضعة للصيانة الدورية، تقودها طواقم غير مؤهلة. .
وبالتالي فإن هذا الأسطول يشكل تهديداً خطيراً للسواحل الدنماركية. وينذر بحوادث بيئية باتت وشيكة الوقوع. مثال على ذلك: حادث التصادم الذي وقع هذا العام في الثاني من مارس / آذار للناقلة (Andromeda Star) التي كانت تدور حول الطرف الشمالي للدنمارك، حيث اصطدمت بسفينة أخرى. ولحسن الحظ، كانت الناقلة فارغة وقتذاك، علما ان حمولتها تبلغ 700 ألف برميل، لكنها كانت في طريقها إلى روسيا لشحن النفط من هناك. ولو كانت في طريق عودتها، وكانت خزاناتها مليئة بالنفط الخام، لتسببت بحادث بحري مروّع. .
مما لا ريب فيه إن اعتماد المجتمع الدولي على النفط هو السبب الرئيس وراء العقوبات الغامضة. فمهدت الطريق لظهور أسطول الظل الذي يغذي روسيا ويدعم اقتصادها. .
تتزود سفن هذا الأسطول بالوقود والمؤن من سفينة روسية محصنة، تحمل أسم (Zircone) تعمل كمحطة عائمة، وتقف على مسافة بعيدة من سواحل جزيرة جوتلاند السويدية. .
وهنا لابد من طرح التساؤلات التالية: هل تفكر الولايات المتحدة بمنع تحركات الناقلات التابعة لأسطول الظل بغية إنهاء الحرب الاوكرانية ؟. . وهل ستكون نهاية هذه المشكلة بمنع مرور الناقلات الصدئة والمراوغة بأعداد كبيرة عبر الممرات الملاحية الدنماركية ؟. .
الحقيقة ان الإجابة على هذه التساؤلات تبقى مؤجلة بانتظار ما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية، وربما لها علاقة بحركة السفن الأوروبية عبر مضيق باب المندب. . وبالتالي فان قرار منع تحركات أسطول الظل قد يتسبب بتعطيل الملاحة في أماكن اخرى من العالم، فقد تعددت الجبهات، وتقاطعت المصالح الدولية. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذا الأسطول
إقرأ أيضاً:
يتيح لأوكرانيا استهداف مواقع في روسيا.. ماذا نعرف عن نظام أتاكمز الصاروخي الأميركي؟
قررت إدارة الرئيس جو بايدن رفع الحظر عن استخدام أوكرانيا لأسلحة أميركية لشن هجمات داخل روسيا، لأول مرة، وفق ما نقلته قناة "الحرة".
ويتعلق الأمر، وفق ما أكدته وسائل إعلام، بقرار يسمح باستخدام "أتاكامز" (ATACMS)، وهو نظام صاروخي أميركي يصل أقصى مدى له إلى 300 كيلومتر.
جاء ذلك عقب تصعيد عسكري روسي في أوكرانيا، بعدما شنت القوات الروسية، الأحد، هجوما هو الأعنف منذ نحو ثلاثة أشهر، استخدمت فيه الصواريخ والطائرات المسيرة، مما عن سقوط 10 قتلى ومواقف دولية شاجبة.
ما هو نظام "أتاكمز"؟
"أتاكامز"، وهو اختصار لـ Army Tactical Missile System، هو نظام صاروخي تكتيكي أميركي متطور، تم تصميمه لإطلاق صواريخ بعيدة المدى بدقة عالية.
يعمل هذا النظام عبر قاذفات راجمات صواريخ متعددة مثل "هيمارس"، ويتميز بإمكانية استهداف مواقع حيوية بدقة تصل إلى مدى يتراوح بين 165 إلى 300 كيلومتر.
حاملة صواريخ من أتاكمزووفق موقع شركة "لوكهيد مارتن" المصنعة، فإن هذا النظام الصاروخي مصمم لاستهداف مواقع بدقة متناهية، مما يجعله مثاليًا للضربات الاستراتيجية، كما يمكنه حمل أنواع متعددة من الرؤوس الحربية، بما في ذلك الذخائر العنقودية أو رؤوس الصواريخ تقليدية، ويتيح تنفيذ ضربات من مواقع بعيدة نسبيًا عن ميدان القتال.
BREAKING: We're looking for ways to make ATACMS more modern, affordable and effective. Read more about the recent ATACMS announcement: https://t.co/E5ESQ7JdWM pic.twitter.com/cLYTHHy3jP
— Lockheed Martin (@LockheedMartin) June 25, 2018
وتم نشر النظام منذ التسعينيات في عمليات مختلفة، مثل حرب الخليج والحرب في العراق. وفي الآونة الأخيرة، تم تزويد أوكرانيا بصواريخ من هذا الطراز، لكن لم يؤذن لها باستعماله داخل الأراضي الروسية حتى اليوم، في أعقاب تصعيد عسكري روسي.