شبكة انباء العراق:
2024-10-08@09:09:47 GMT

ماذا وراء أسطول الظل الروسي

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تمتلك روسيا أعداداً هائلة من السفن التجارية وناقلات النفط العملاقة، لكنها وبعد الحرب الاوكرانية، وما ترتب عليها من عقوبات اقتصادية مشددة فرضتها بلدان النيتو، فكرت في كسر الحصار، واعتمدت على مئات السفن والناقلات التجارية لنقل منتجاتها النفطية تحت عناوين واعلام دولية غير مشمولة بالحصار.

فالذين يعيشون على سواحل الدنمارك يشاهدون التحركات المعتادة لتلك الناقلات بمعدل خمس ناقلات نفط تتحرك كل يوم من والى الموانئ الروسية عبر المياه الدنماركية. وهكذا واصلت روسيا جني المليارات من صادراتها النفطية بالاستعانة بأسطول الظل. .
يتألف هذا الأسطول من ناقلات نفط متهالكة وصدئة ومهترئة وقديمة. غير خاضعة لعمليات التفتيش، ولديها تأمين مشكوك فيه، وتحوم حول ملكيتها الشبهات، ومسجلة في بلدان ذات لوائح متساهلة. يقدر تعدادها بنحو 600 سفينة، على الرغم من أن بعض التقديرات أعلى من ذلك بكثير. يثير هذا الأسطول قلقا متزايدا ليس فقط بسبب الإيرادات التي تجلبها شحنات النفط إلى موسكو، وانما بسبب طبيعة السفن نفسها. .
يقول (Erik Broekhuizen)، رئيس أبحاث الناقلات في شركة Poten & Partners، وهي شركة استشارات في مجال النفط والغاز. يقول: ان معظم الناقلات تبدو اكبر بكثير من أعمارها الافتراضية، فهي غير خاضعة للصيانة الدورية، تقودها طواقم غير مؤهلة. .
وبالتالي فإن هذا الأسطول يشكل تهديداً خطيراً للسواحل الدنماركية. وينذر بحوادث بيئية باتت وشيكة الوقوع. مثال على ذلك: حادث التصادم الذي وقع هذا العام في الثاني من مارس / آذار للناقلة (Andromeda Star) التي كانت تدور حول الطرف الشمالي للدنمارك، حيث اصطدمت بسفينة أخرى. ولحسن الحظ، كانت الناقلة فارغة وقتذاك، علما ان حمولتها تبلغ 700 ألف برميل، لكنها كانت في طريقها إلى روسيا لشحن النفط من هناك. ولو كانت في طريق عودتها، وكانت خزاناتها مليئة بالنفط الخام، لتسببت بحادث بحري مروّع. .
مما لا ريب فيه إن اعتماد المجتمع الدولي على النفط هو السبب الرئيس وراء العقوبات الغامضة. فمهدت الطريق لظهور أسطول الظل الذي يغذي روسيا ويدعم اقتصادها. .
تتزود سفن هذا الأسطول بالوقود والمؤن من سفينة روسية محصنة، تحمل أسم (Zircone) تعمل كمحطة عائمة، وتقف على مسافة بعيدة من سواحل جزيرة جوتلاند السويدية. .
وهنا لابد من طرح التساؤلات التالية:

هل تفكر الولايات المتحدة بمنع تحركات الناقلات التابعة لأسطول الظل بغية إنهاء الحرب الاوكرانية ؟. . وهل ستكون نهاية هذه المشكلة بمنع مرور الناقلات الصدئة والمراوغة بأعداد كبيرة عبر الممرات الملاحية الدنماركية ؟. .
الحقيقة ان الإجابة على هذه التساؤلات تبقى مؤجلة بانتظار ما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية، وربما لها علاقة بحركة السفن الأوروبية عبر مضيق باب المندب. . وبالتالي فان قرار منع تحركات أسطول الظل قد يتسبب بتعطيل الملاحة في أماكن اخرى من العالم، فقد تعددت الجبهات، وتقاطعت المصالح الدولية. . د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذا الأسطول

إقرأ أيضاً:

أزمة قناة السويس المصرية

لا شك أن نشاط قناة السويس أكثر الأنشطة تضرّرًا بالتوتّرات الچيوسياسيّة بالـمنطقة، حيث سجّل انكماشًا بنسبة 30% خلال عام 23/2024 قياسًا بالعام السابق، بينما سجل انكماشاً بنسبة 68% خلال الربع الأخير من هذا العام، حيث انعكست توترات حركة الملاحة في البحر الأحمر على إيرادات رسوم المرور في قناة السويس لتتراجع 24.3% مسجلة 6.6 مليار دولار مقابل 8.8 مليار دولار في العام السابق له، وفقاً لبيانات البنك المركزي المصري، حيث سجّل مُعدّل النمو الحقيقي للناتج الـمحلي الإجمالي تراجُعًا إلى 2.4% ليصل معدل النمو السنوي إلى 2,4% بالـمُقارنة بمُعدّل نمو بَلَغ 3.8% في العام الـمالي السابق 2022/2023، وجاء تباطؤ النمو على خلفيّة تبِعات الأزمات الاقتصاديّة العالـميّة، والتوتّرات الچيوسياسيّة بمنطقة الشرق الأوسط، والتي انعكست تأثيراتها على الأداء الاقتصادي للدولة المصرية، وأرجع المركزي المصري هبوط إيرادات قناة السويس، أحد أهم مصادر الدخل الأجنبي للبلاد المثقلة بالديون، لانخفاض الحمولة الصافية 29.6% لتسجل 1.1 مليار طن، وكذلك انخفاض عدد السفن العابرة بنحو 22.2% خلال العام المالي الماضي، صرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بأن الدولة فقدت 6 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس نتيجة هذه التوترات الجيوسياسية، والجدير بالذكر تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات جيوسياسية متصاعدة منذ 7 أكتوبر ٢٠٢٣، والتي زادت مؤخرًا مع تفاقم الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، والتي كان إحدى حلقاتها اغتيال الكثير من قيادات الحزب بمن فيهم زعيمه حسن نصرالله وكان مقالى السابق لهذا مباشرة تحدثت فيه عن هذه القضية تحت عنوان (اغتيال نصرالله.. وماذا بعد؟)، وبناءً على ما سبق أرى ضرورة أن يكون توجّه الدولة نحو تكثيف الاستثمارات في مجال تنمية وتطوير الطاقات الـمُتجدّدة لتكون جزءًا من استراتيجيّة الحكومة المصرية للانتقال نحو قطاع طاقة أكثر استدامة ومرونة، بالإضافة إلى تحفيز مزيدٍ من الاستثمارات الخاصة،  وكما استمعت عبر وسائل الإعلام مؤخرا أن هناك مسافة تبلغ حوالي 80 كيلومتراً بالقناة ليس بها ازدواج، تتوزع بواقع 50 كيلومتراً في الشمال و30 في الجنوب، وأن دراسة جدوى تتم حالياً بشأن مشروع الازدواج الكامل، وهو ما يُتوقع أن يرفع معدلات أمان عبور السفن إلي 100%، فهل سيتم تنفيذ ازدواج بطول 10 كيلومترات لتنضم إلى قناة السويس الجديدة ليصبح طولها 82 كيلومتراً بدلاً من 72 كيلومتراً، مما يزيد أعداد السفن العابرة بالقناة، كما سيسهم في تقليل زمن الانتظار للسفن ليكون 3 ساعات بدلاً من حوالي 11 ساعة، والتساؤل المهم الذى أطرحه للمهندسين وخبراء قناة السويس هل هذا المشروع الجديد يستحق كل هذا العناء وهذه النفقات لإقامته بالفعل؟ الإجابة أكيد ستكون عن دراسة ووعى ينعكس بالإيجاب على اقتصاد قناة السويس، وللحديث بقية إن شاء الله.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • رئيس كونفدرالية الصيادين الإسبان في حوار مع Rue20 : أولوية المحكمة الأوربية يجب أن تكون حماية صيادينا والمغرب شريك مهم لنا
  • ماذا وراء الحرب الكلامية الأخيرة بين نتانياهو وماكرون؟
  • وزير المالية: روسيا تعمل على تقليل اعتماد ميزانيتها على عائدات النفط والغاز
  • أزمة قناة السويس المصرية
  • كيف تتمكن إيران من تهريب الذهب الأسود إلى الصين عبر أسطول الظل؟
  • بحوث أسطول لتداول الأوراق المالية يتوقع تباطئاً في التضخم خلال سبتمبر2024
  • ماذا وراء إنشاءات الاحتلال الإسرائيلي الجديدة على محور فيلادلفيا؟
  • وزيرة الإقتصاد في حكومة الأندلس لـRue20 : نرفض قرار المحكمة الأوربية لأنه يضر بمصالح الصيادين الإسبان
  • إسرائيل اعترضت مسار طائرة فوق دولة عربيّة.. ماذا كانت تحمل لـحزب الله؟
  • كارنيغي: روسيا تحتفظ بقوات بمنشآت النفط، وتستعد لـ”مرحلة ما بعد حفتر”