أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ، الخميس 11 تموز 2024، إعادة تشغيل مستشفيين في مدينة غزة بعد أن أخرجتهما إسرائيل عن الخدمة.

وقال المكتب في بيان: "سيتم إعادة تشغيل المستشفى الأهلي العربي المعمداني ومستشفى الخدمة العامة الخميس، بعد أن أخرجهما الاحتلال الإسرائيلي عن الخدمة، في إطار خطة الاحتلال لتدمير القطاع الصحي وإخراج المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة".

وأضاف: "نثمن الجهود الكبيرة والاستثنائية للطواقم الطبية التي تعمل على مدار الساعة ولم تتوقف منذ بدء حرب الإبادة الجماعية لخدمة شعبنا الفلسطيني العظيم".

والثلاثاء، أُجبر المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" شرقي مدينة غزة، على الإغلاق تحت تهديد الجيش الإسرائيلي وإطلاق النار في محيطه.

وقالت إدارة المستشفى في بيان: "الجيش الإسرائيلي أجبرنا على إغلاق المستشفى بعد تعرض محيطه لإطلاق نار كثيف من طائرات مسيرة إسرائيلية".

وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ سلسلة غارات عنيفة جوية ومدفعية على محيط المستشفى المعمداني ومستشفى الخدمة العامة بمدينة غزة، مما جعل من المستحيل وصول الجرحى والمرضى إليهما.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

«قصـص تُوجـع القلـب».. النساء الفلسطينيات والأطفال في غزة يتجرعون مرارة الحرب

بصعوبة بالغة وصلت مستشفى ناصر بخان يونس، الأمر استغرق وقتًا طويلًا في ظل صعوبة المواصلات وانعدامها في كثير من الأحيان، بعد عناء كبير يمكنك الحصول على سيارة نقل أو عربة يجرها حيوان لتأخذك إلى قِبلتك، الشمس ساطعة والحرارة على أشدها إنه شهر «يوليو»، كان أخي خالد برفقتي هذه المرة، وصلنا المستشفى مع دخول عقارب الساعة للعاشرة صباحًا، أجريت بعض الاتصالات السريعة وتوجهت حسب الإرشادات إلى داخل المستشفى، مستشفى ناصر هو المستشفى الحكومي الوحيد الذي يعمل في جنوب قطاع غزة، مواطنون كُثر موجودون في كل مكان داخل أروقة المستشفى، بعض النازحين يوجدون برفقة الصحفيين داخل خيام على الرصيف الممتد لشارع المستشفى، سيارات الإسعاف والدفاع المدني تأتي تباعًا تنقل المصابين والشهداء، صعدت الطابق الأول فالثاني ثم الثالث شعرت بألم شديد في قدماي، قلت في نفسي ربما لأنني لم أصعد الدرج منذ أكثر من شهرين تقريبًا تحديدًا بعدما أصبحت الخيام ملاذنا الأخير مع توالي نزوحنا من مكان لآخر. واصلت السير حتى دخلت غرفة العناية المركزة، سألت الممرض عن خولة المصري، أخبرني بأنها ستكون في قسم الجراحة نساء بعد دقائق حيث تحسنت حالتها، عدت أدراجي للطابق الثاني، وقفت انتظر أمام المصعد الكهربائي، ثم ذهبت حيث الشبّاك القريب أنظر إلى الدمار الذي أصاب قسم الكلى والساحة المحيطة أثناء الدخول البري لمدينة خان يونس قبل ثلاثة أشهر تقريبًا، دمار كبير حدث في المكان ورغم كل شيء استطاعت الطواقم الطبية العودة والعمل داخل المستشفى رغم شُح الإمكانيات والمستلزمات الطبية، سمعت صوت أرجل سرير يتحرك خارج المصعد، إنها خولة ممدة دون حراك، أسرعت إليها، نظرت إليها وأخذت أكلمها فكانت دموعها تنهمر بمجرد رؤيتي، توجهنا برفقة الممرضات إلى إحدى الغرف وأنزلناها عن السرير بصعوبة بالغة، لقد كانت إصابتها بالغة في منطقة البطن بينما انتشرت الشظايا في القدم، كانت تئن وتبكي بصمت، أُصيبت في قصف عشوائي لمنطقة العطار بمواصي خان يونس بينما كانت تقف أمام بائع المنظفات بعد عودتها من إحدى النقاط الطبية هناك، كانت ذاهبة لجلب العلاج لزوجها المريض، أُطلق صاروخ بشكل فجائي على سيارة موجودة بالسوق فتحول المكان إلى بقعة من الدماء والشظايا والأشلاء، عندما حاول بعض المارة الإسراع إلى إنقاذ الجرحى سقط صاروخ آخر ما أدى إلى زيادة عدد المصابين والشهداء، بعد فترة ليست بوجيزة نُقلت برفقة المصابين والشهداء إلى المستشفى، دخلتْ غرفة العمليات بشكل عاجل فتم استئصال جزء من القولون وأعطيت العديد من وحدات الدم بعد النزيف الذي تعرّضت له أثناء استلقائها على الأرض فترة من الزمن.

لقد نزحت خولة وهي أم لخمسة أطفال قبل عشرة أشهر من مسقط رأسها بيت لاهيا إلى منطقة دير البلح، استقرت مع زوجها ومجموعة من الأقارب في إحدى مدارس الإيواء هناك ثم انتقلت بسبب الخطر إلى أحد مخيمات النزوح في رفح أو ما يُعرف بمنطقة الحشاشين، ومع قصف المكان وحدوث عدة مجازر جديدة هناك نزحت مرة أخرى إلى مواصي خان يونس على شاطئ البحر تبحث عن حياة آمنة في منطقة ادّعى الاحتلال الإسرائيلي بأنها آمنة بعد أن استشهد أخوها واثنان من أبناء أختها وتم اعتقال اثنين من إخوتها من إحدى مدارس الإيواء في شمال غزة لا يُعرف مصيرهم حتى اللحظة.

خولة شابة تحب الحياة، تعيش مستقرة برفقة عائلتها، انتقلت بأطفالها خوفًا عليهم إلى المنطقة الآمنة ولم تتوقع يوما أن يكون مصيرها النوم على أسرّة المستشفى المتهالكة بسبب الحرب كغيرها من النساء اللاتي يوجدن في قسم الجراحة «نساء» داخل مستشفى ناصر الطبي، أعمارهن تتراوح بين ستة عشر عامًا والعقد الثامن من العمر، يعانين من إصابات مختلفة في حين تنوعت إصابتهن ما بين بتر أطراف وشظايا في كافة أنحاء الجسم إلا أن السمة الأكثر شيوعًا لطبيعة الإصابة هي الحروق الخطيرة، والكثير منهن بحاجة إلى سفر عاجل حيث لا مجال للعلاج داخل مستشفيات قطاع غزة الذي يعاني من قلة الإمكانيات والمستلزمات الطبية.

ويبقى الحال على ما هو عليه يوميا حيث تتجرع النساء الفلسطينيات في غزة مرارة الحرب بقسوة، ويخاطرن بحياتهن في سبيل إطعام أطفالهن، بينما فقدت أخريات الحياة من ألم الولادة في غياب أدنى شروطها الطبية والخوف من القصف والموت حيث لا مكان آمن في غزة.

إن ما حدث في قطاع غزة على مدار الأشهر العشرة من نزوح متكرر من مكان لآخر لأكثر من مليون وتسعمائة ألف نازح جعل حياة المدنيين قاسية ولا تحتمل خصوصًا للنساء والأطفال، وأثقل كاهلهم بأعباء كثيرة وصعبة، لا أصعب من أن تنتقل برفقة عائلتك وأبنائك إلى المجهول من مكان إلى آخر تاركًا كل شيء خلفك؛ ممتلكاتك، ذكرياتك، أهلك، بيتك، تحاول الاستقرار والتكيف مع الحياة غير العادية، ثم تأتي طائرات الاحتلال الإسرائيلي على حين غرة وتقصف الأماكن التي توجد فيها دون سابق إنذار فتجد نفسك تتلقى العلاج بصعوبة إن وجد في ظل المعاناة الكبيرة لوصول الأدوية والمستلزمات الطبية مع استمرار إغلاق معبر رفح البري منذ شهر مايو الماضي، مرضى كُثر دفعوا حياتهم ثمنًا لصمت العالم فكانوا ضحية بسبب عدم حصولهم على العلاج اللازم.

وفي هذا السياق فقد أكد رئيس قسم الكلى الاصطناعية بمجمع الشفاء الطبي الدكتور حاتم أبو ريالة أن استشهاد عدد كبير من مرضى الكلى جراء عدم تمكُّن المرضى من تلقّي العلاج ومواصلة «غسيل الكلى» بالإضافة إلى عدم القدرة على الحصول على الغذاء المناسب جراء تواصل قصف الاحتلال واستهداف المستشفيات ومنع دخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى القطاع.

ارتفعت حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 39 ألفًا و363 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 90 ألفًا و923 فلسطينيا منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، مع العلم أن أكثر من 70% من الضحايا من الأطفال والنساء.

أما منظمة الصحة العالمية فنشرت عبر منصة إكس أنه «لا تزال 10 مراكز صحية تابعة للأونروا من أصل 26 تعمل في غزة فيما أكدت أن الفرق الطبية تواصل المخاطرة بحياتها يوميا لتقديم الرعاية الطبية للعائلات في غزة.

إن استمرار الحرب لليوم الـ288 يستدعي مطالبة الدول المتعاقدة في اتفاقية جنيف لعقد اجتماع عاجل لإعلان دولة إسرائيل دولة غير ملتزمة بقواعد الاقتتال والحرب، والقانون الدولي الإنساني وبحث سبل حماية الفلسطينيين وفرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي.

د. حكمت المصري كاتبة فلسطينية من غزة

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية المكلف يلتقى وفد المقاومة الشعبية بولاية نهر النيل
  • صدامات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم وسط تل أبيب
  • «قصـص تُوجـع القلـب».. النساء الفلسطينيات والأطفال في غزة يتجرعون مرارة الحرب
  • مجلس الخدمة يعلن المصادقة على تعيين نحو 1000 شخص من هذه الفئتين
  • مجلس الخدمة يصادق على تعيين وجبة جديدة من حملة الشهادات العليا والاوائل
  • وزير النفط يعلن إعادة تشغيل وحدة لمحطة توليد الطاقة الكهربائية في الدورة
  • عاجل| استشهاد طفل في مستشفى المعمداني نتيجة سوء التغذية والمجاعة شمال غزة
  • محافظ أسيوط يُحيل مدير مستشفى صدفا المركزي والنوبتجية المسائية للتحقيق
  • مجلس الخدمة يقرر تعيين أكثر من 350 من حملة الشهادات العليا والأوائل
  • المصادقة على وجبة جديدة من التعيينات