سودانايل:
2025-04-18@16:17:35 GMT

الحركة الإسلامية السودانية إلى أين؟!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

ساحاول كتابة بعض ملاحظاتي عن الحركة الإسلامية التي حدثت لها شروخ كبيرة و عميقة داخل جسدها إبتداءاُ منذ صدور الكتاب الأسود مروراً باستقلال جنوب السودان ثم جاءت القشة التي أخشى أن تكون قاصمة لظهر بعيرها: حرب أبريل ٢٠٢٣ م في الخرطوم.
قبل عام قابلت احد عناصر الحركة الإسلامية حسب معرفتي له فهو عضو فيها منذ كان طالباً حتى تخرج من الجامعة ثم عمل في عدد من حكومات عهد ثورة الإنقاذ الوطني (المسمى الذي ظهر به قائد الانقلاب لأول مرة عمر حسن أحمد البشير عام ١٩٨٩م) و كان أحد الذين ذهبوا إلى معسكر الدكتور حسن عبد الله الترابي في المفاصلة التي أدت إلى انشاء المؤتمر الوطني الشعبي الذي تم تحويله فيما بعد إلى المؤتمر الشعبي، كنت قد سألته مباشرة هل يمكنه المشاركة حوار تجمع إخوانه في الحركة الإسلامية للصلح فكان رده سريعاً قبل إضافتي لأي عبارة فقال: كيف ذلك و هم لهم دولتهم و انا في دولتي المستقلة!!.

. لم اتفوه بأي عبارة بعد ذلك تحاول تفنيد الواقع المتناقض الذي اعرف فيه وجود تواصل قوي بين بعض عناصر نفس الحركة الذين كانوا داخل معسكر المؤتمر الوطني و ذهبوا إلى جنوب السودان بحكم الإعلان السياسي الذي اعترف به العالم بوجود دولة مستقلة إسمها جمهورية جنوب السودان .
بعبارة أخرى مع آصطحاب الرأي السائد لدى الغالبية بأن الفكر لا حدود لها، فإن أعضاء الحركة الإسلامية جناح المؤتمر الشعبي في جنوب السودان يختلفون قليلاُ عن نظراءهم في المؤتمر الوطني بحكم أن السلطة عند الاخير ...
عند إشعال الحروب لا يعرف حرارة النيران إلا المكتوين بها و عندها تظهر القرارات التي تخلق الكثير من المواقف المتباينة....
اعتقد بأن كلمة او وصف (الاسلاميين ) في السودان لم تعد هي الكلمة هي نفسها بنفس المعنى قبل أبريل عام ٢٠٢٣ م. كنت اتحدث مع احد زملائي الذين عملت معه في صحيفة السوداني سابقاً و هو من الذين عرفتهم يكرهون المؤتمر الوطني و أثناء حديثه معي ذكر ما يقوم به علي احد كرتي زعيم الحركة الإسلامية السودانية ... حواري البسيط معه إختصرته في تبسيط المسألة بأن الذي يحدث الان في السودان فيه الكثير من تعقيدات حسب وجهة نظري بدأت إجتماعية ثم تحولت إلى معضلات سياسية ظاهرة لدينا الان في شكل فشل إداري انتج لنا الحروب التي تعيشها السودان حتى اليوم في كل اجزاءها(السودان الكبير من نمولي إلى حلفا و من الجنينة إلى طوكر ) و سألت صديقي الذي اعرفه جيدا عن انتماءه الجغرافي فذكره لي ... فقلت له بما إنك من نهر النيل و علي كرتي من نهر النيل هل تفتكر بأن هناك فرق بينك و علي كرتي لدى بعض أفراد الدعم السريع؟.. يعني لو صادف انت و علي كرتي بقيتوا سوا و جاءت قوة عسكرية من الدعم السريع هل ستقاتل علي كرتي ام تدافع عن نفسك ؟!..
نفس الأمر ماذا يحصل أن قوة عسكرية من الجيش الذي يقودها الفريق البرهان ذهبت إلى قرية بمساندة من أفراد ارسلهم علي كرتي إلى قرية فيها قوة من الدعم السريع و في داخل القرية يقطن هناك نائب الرئيس السوداني السابق حسبو عبد الرحمن ... هل سيقاتل حسبو عبد الرحمن ضد الدعم السريع ام يدافع عن نفسه ضد الجيش ؟!..
على العموم انا اعتقد بأن محاولة تعميم صلابة الاسلاميين خلف البرهان يحتاج إلى مراجعة.
يوجد نفاق سياسي تقوم بها بعض الدول التي تملك الأموال في شكل دعاية يومية تحارب الحركات الموصوفة بالاسلامية و هي نفسها (اي تلك الدول ) في قناعة نفسها تقوم بتمويل عناصر تلك التنظيمات سراُ ...
في الوقت الراهن وهنت و ضعفت فكرة الحركة الإسلامية بسبب الانتماءات الجغرافية العنصرية التي قسمت الأعضاء إلى شماليين و جنوبيين و غرابة و ناس وسط .. إلخ، لكن مهما طال الزمن إذا لم تنهض بعض التنظيمات الأخرى من نومها العميق ... أخشى أن تكون كل مستقبل السودان على يد الحركة الإسلامية عندما تتوحد...
يوجد عنصر أساسي و مهم في الحياة الاجتماعية السياسية السودانية شاركت الحركة الإسلامية السودانية في رسم الصورة القبيحة التي عليها السودان اليوم ... و هي الحركة الشيوعية او الفكرة الشيوعية السودانية التي لم تنزل إلى عامة الشعب بل مجرد فكرة نخبوية حكمت فترة قصيرة ثم إنزوت و لم تتلاشى...
وفق ملاحظاتي توجد تشابه كبير في سلوك أفراد الحركة الشيوعية السودانية و أفراد الحركة الإسلامية السودانية فكلهم إقصائيين فمجرد إنتقادك لسلوك فرد منهم ستكون انت ضد التنظيم (عدو الدين و عدو الدولة ) .. إختلاف الحركتين فقط في الشعارات .

بقلم: قير تور
كاتب و صحافي من جنوب السودان.

geertong2022@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة السودانیة المؤتمر الوطنی جنوب السودان الدعم السریع علی کرتی

إقرأ أيضاً:

مخيمات النازحين في دارفور تحت قصف القوات المسلحة السودانية

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة عشرات الضحايا في غارات إسرائيلية على مدرسة وخيام النازحين في غزة الإمارات تدعو إلى حل أزمة السودان بقيادة أفريقية

منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، تتعرض مخيمات النازحين في إقليم دارفور لاعتداءات وهجمات متكررة من قبل القوات المسلحة السودانية والمجموعات الموالية لها، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، وسط تحذيرات صادرة عن منظمات دولية وأممية تصنفها «جرائم ضد الإنسانية»، محذرةً من خطورة تكرار سيناريو العنف الذي شهده الإقليم في الفترة بين عامي 2003 و2005.
وأمام التصعيد الخطير الذي تشهده مخيمات النازحين في دارفور، تطالب منظمات المجتمع الدولي بحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. 
وفي هذا الإطار، دعت دولة الإمارات، عبر العديد من المنابر الإقليمية والدولية، إلى وقف استهداف السكان العزل والعاملين في المنظمات والوكالات الإنسانية والإغاثية، في ظل تواصل الدور الإنساني الذي تلعبه الدولة لمعالجة تداعيات الأزمة.

جرائم ضد الإنسانية
شدد القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أيمن عثمان، على أن ما يجري الآن في إقليم دارفور، من قصف جوي للأحياء السكنية، واعتداءات على مخيمات النازحين، يُعد من الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى «الجرائم ضد الإنسانية»، موضحاً أن ما يشهده الإقليم يُصنَّف واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العالم.
وذكر عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القصف الجوي الذي تنفذه القوات المسلحة السودانية، المختطفة من قبل جماعة «الإخوان»، يُعيد إلى الأذهان فصول المأساة التي عاشها إقليم دارفور في الفترة بين عامي 2003 و2005، والتي أدت حينها إلى فرض «حظر طيران» فوق المنطقة بقرار من مجلس الأمن الدولي، معرباً عن قلقه من عودة هذه الجرائم من جديد.
وأفاد بأن طائرات تابعة للقوات المسلحة السودانية شنت غارات جوية استهدفت مدينتي طرة ونيالا خلال الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، حسبما ذكر الناطق باسم «تنسيقية النازحين واللاجئين».
وأكد عثمان أن الجرائم والاعتداءات لن تتوقف من دون تحرك دولي حاسم، مطالباً الأمم المتحدة بإصدار قرارات عاجلة ورادعة ضد الاعتداءات والهجمات التي تشهدها المنشآت المدنية، وفرض عقوبات مباشرة على المتورطين، لافتاً إلى أن السودان ظل يعاني لعقود طويلة من ظاهرة إفلات القادة من العقاب، وهو ما شجع على تكرار الجرائم بحق المدنيين.

تمزيق النسيج الاجتماعي
وقال القيادي في حزب المؤتمر السوداني، إن المخيمات لا تضم سوى نازحين فرّوا من جحيم الحرب، وإن ما يُروَّج من قبل القوات المسلحة السودانية حول أن هذه المناطق تُعدّ حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع، ما هو إلا مبرر لاستهداف المدنيين وتمزيق النسيج الاجتماعي. 
ونوه عثمان إلى أن القصف الجوي طال مدنيين من أقارب مسؤولين في الحكومة، حيث قُتلت زوجة أحمد جابر، شقيق الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، جراء غارة جوية على ما سُمي زوراً بالحاضنة الاجتماعية لقوات الدعم السريع.
واعتبر أن الصمت الدولي تجاه جرائم وانتهاكات القوات المسلحة السودانية يُعدّ وصمة عار في جبين الإنسانية، مناشداً المجتمع الدولي، بمنظماته وهيئاته، للتحرك بشكل عاجل لتوفير الحماية لمخيمات النازحين، وضمان تحييدها عن نيران الحرب، التي تصرّ جماعة «الإخوان» على إشعالها فوق جماجم السودانيين والسودانيات العُزَّل.

حرب طاحنة
من جهته، قال المحلل في الشؤون السياسية، أحمد الياسري، إن تصاعد المطالبات الدولية والأممية بحماية المدنيين في السودان، جاء نتيجة مباشرة لتطور الصراع، وتحوله من مجرد عملية عسكرية محدودة إلى حرب طاحنة تُنهك الدولة ومؤسساتها، خاصة بعد خروج نحو 80% من المرافق الصحية عن الخدمة، ونزوح نحو 13 مليون شخص.
وأوضح الياسري، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن المجتمع الدولي بدأ يدرك خطورة المأساة الإنسانية المتصاعدة في السودان، خصوصاً مع تكرار التحذيرات الصادرة عن منظمات أممية من احتمال وقوع مجاعة، مؤكداً أن الصراع لم يعد محصوراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فقط، بل تمدد إلى المجتمع، وتحوّل إلى معركة بلا مكاسب ولا منتصر، وبالتالي فإن الحل الوحيد يكمن في اتفاق سياسي شامل يُنهي النزاع. 
وأضاف أن تعقيدات الأزمة السودانية جعلت من الصعب على المجتمع الدولي احتواءها، بخلاف صراعات أخرى، مثل أوكرانيا أو غزة، التي حظيت برعاية أممية أو دعم إقليمي، محذراً من اتساع رقعة الفوضى واستمرار الانهيار في السودان.
وأشار الياسري إلى أن المخاوف الدولية لا تقتصر فقط على الوضع الإنساني داخل السودان، بل تمتد إلى المحيط الإقليمي، في ظل مخاطر انتقال الصراع إلى الدول المجاورة، مؤكداً أن العامل الإنساني بات كلمة السر التي دفعت العالم للتركيز على هذه الحرب المنسية.

مقالات مشابهة

  • توصيات المؤتمر الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية
  • مخيمات النازحين في دارفور تحت قصف القوات المسلحة السودانية
  • توصيات مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية تعزز مناعة الشباب ضد الأفكار الهدامة
  • فريحات .. هناك من يريد تصفية حساباته مع الحركة الإسلامية
  • بريطانيا تتجاوز الحكومة السودانية.. (مؤتمر لندن).. صفر كبير!!
  • المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية يوصي بتعزيز قيم المواطنة والعيش المشترك
  • بهدف زيادة الحركة التجارية بالسواحل السورية.. تخفيض سعر طن الوقود للسفن التي تؤمها
  • مؤتمر الدراسات الإسلامية يضيء على المواطنة والهوية
  • هكذا تؤدي الحرب السودانية إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة 
  • انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية في أبوظبي