سودانايل:
2025-03-26@06:44:42 GMT

الفريق البرهان بطل قومي! سباحة عكس التيار!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

بقلم حاتم أبوسن

لابد من أن تتغير الثقافة السياسية السودانية و أن يتم تقييم عادل لكل أطراف اللعبة فالسياسي الإنتهازي الذي يميل للتربح الشخصي من المعارضة لا يقل سوءا و وضاعة عن الكوز الفاسد الذي يستبيح المال العام و يستوي مع الأرزقي الذي يسعي للتنفذ عن طريق النفاق و الولاء الكاذب..
و ينبغي أيضا تقييم الأشخاص و المواقف السياسية وفق حقائق و معلومات عوضا عن الأحاديث العامة و السب الرخيص و إتباع عقلية القطيع في الحب و الكراهيه دون هدي أو دليل من عقل و منطق.

.
أعلم تماما أن محاولة إنصاف الرئيس البرهان و صحبه من قيادات الجيش السوداني الوطني كالفريق ياسر عطا و الفريق الكباشي و الفريق إبراهيم جابر و معظم قيادات الجيش السوداني الذي يقاتل الآن أشرس المعارك الوطنية هي سباحة عكس التيار لن يستحسنها الكثيرون و لكني غير مكترث لذلك لأن هدفي من هذه المقالة هو مصلحة الوطن في المقام الأول و المساهمة في تقويم المسار.. إن قناعتي التامة هي أن إنتصار الجيش السوداني الآن هو أمر حتمي لبقاء السودان و كل السفسطة و الثرثرة التي تدور الآن في كل الأوساط لا تعكس شيء سوي حالة التوهان السياسي و الوعي الزائف و انتشار الجهل النشط الذي زين لكثير من السودانين مساومة الوطن بلا مقابل!
ما يحدث في السودان هو ضرب من الجنون أن يقف الناس ضد مصالحهم المباشرة بحجج واهية و قصص مفتعلة و حسابات مختلة تقدم صراعات سياسية و أدوار وهمية و مزعومة لمن إنضموا لموكب الوعي مؤخرًا جدا و بعد فوات الآوان ليصبحوا متطرفين في كل شيءٍ بدعوي عدائهم المتأخر و المتطرف لمن حكموا البلاد ثلاثين عاما في نهايتها و علي فجاءة استبد بهم الغضب ليجعلوا منه ذريعة و مبررا واهيا لضياع الوطن.
لم يكن الفريق البرهان و حتي حدوث التغيير سوي ضابط في الجيش السوداني شأنه شأن كثير من ضباط الجيش السوداني الذين عملوا في هذا الجيش قبل و أثناء و بعد نظام الإنقاذ.. في هذه النقطة ينبغي للقاريء أن يحدد موقف سياسي مبدئي.. هل تدرج أي ضابط في الجيش السوداني و استمرار عمله في الجيش مع نظام الإنقاذ جريمة في حد ذاته و إن كان كذلك فهل كل من إستمر في العمل في الجيش بعد يوم من الإنقلاب يكون مجرما أم أن هنالك تاريخ محدد للضباط الشرفاء لمغادرة الجيش؟
القصد من إثارة هذه النقط هو أن العلاقة بين الجيش و السياسة في السودان علاقة معقدة و من الصعب المحاسبة السياسية لضباط الجيش فقط بسبب إنتمائهم للجيش الذي يسيطر عليه فصيل سياسي معين.. من الأفضل هنا التركيز علي المسئولية الفردية و التي تتركز علي مدي إلتزام ضابط الجيش بالقانون السائد و اتباع تعليمات قادته.
لابد للسياسين السودانين من التعامل مع الجيش السوداني بوعي و الإعتراف بدوره الأساسي و الواقعي في حماية البلاد و الكف عن الإستهتار بهذا الدور فتضحيات الجيش و ما يقدمه أفراده للوطن أكبر بكثير مما قدمه و يقدمه السياسيون و أجد نفسي مضطرا للقول أن مقدرات الجيش السوداني و ضباطه و حتي معرفتهم و ثقافتهم السياسية و استيعابهم لقضايا الوطن تتجاوز مقدرات كثير من السياسين السودانيين و بعض النشطاء الذين يستسهلون النقد و يفتون حتي في اختصاصات العسكريين!
مقارنة بسيطة بين أداء الجيش السوداني و الأحزاب السياسية السودانية توضح أن العسكريين في السودان أفضل أداءا في مجالهم من السياسيين في محيطهم و لذلك فإن علي السياسين الإرتقاء بالعمل السياسي و تطوير منظماتهم لكي يكونوا أكثر تأهيلا و استعداداً لإدارة الدولة و خلق علاقة جيدة مع الجيش ليعملا معا في تناغم و هذا هو السبيل الوحيد لبناء دولة قوية و حكم رشيد .. أفضل الخيارات المنطقية الآن هي رأب الصدع و خلق علاقة جديدة تجعل الجيش علي مسافة واحدة من كل القوي السياسية و لن يتم ذلك بمواصلة تجريم الجيش و الرمي به في أحضان تنظيم واحد .. الجيش جيشنا قوامه أبناء شعبنا و لا جدوي و لا سبب لعداءه..
استنادا علي ما سبق نحاول تقييم دور الفريق البرهان و نحاول أن نرفع بعض الظلم الذي يتعرض له هذا الرجل في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.
أولا المتابع الحاذق للراهن السياسي يجد أن الفريق البرهان ضحية متلازمة حديثة في التجمل السياسي جعلت أن الصحيح سياسيا أن يلعن البرهان متي ما لعن حميدتي .. فاذا كنت في مجلس سوداني و أردت أن تتداري عن تهمة الكوزنة أو تتملص منها في بعض الأحيان أن تلعن حميدتي ممزوجا بالبرهان! لماذا؟ لأن هذا ما يطلبه المستمعون! هذا ضرب من التجمل السياسي Political Correctness لا وجود له إلا في السودان.. لأننا الآن مغيبين تماما نتعاطي مخدرات القروبات و أفيون اللايفات و نتلقي الأفكار من العطالي الفاشلين في كل شيء! إذا لم يكن هذا هو الحال فكيف لنا أن نساوي بين من مجرم و بطل؟ هل قلت بطل؟ نعم رغم كل أنف مكابر فإن البرهان بطل سوداني بكل معني الكلمة كيف لا وهو الذي يقود الجيش السوداني في حرب لا يجهل أبعادها إلا المصابين بالعمش السياسي الذي يجعلهم يتوهمون هذه الحرب صراعا محليا و تعجز رؤاهم عن رؤية أبعادها و مؤثراتها الخارجية إضاف لذلك فإن من ينتقد الجيش السوداني في هذا الوقت فليقارن نفسه و ما قدم للوطن و ما يؤهله لسب رجل حارب و قاتل و من ثم أوكلت له مهمة عسيرة و مسئولية كبيرة معقدة يعمل بكل عزم لأدائها.
لك عزيزي القاريء لكي تكون عادلا تصور الآتي.. تخيل أنك كنت ضابطا في الجيش السوداني و كنت ضابطا مؤهلا تدرجت في المناصب إلي أن وصلت إلي رتبة الفريق و من ثم حدث تغيير في الدولة و أوكلت إليك مهمة قيادة الدولة و كانت المعطيات كالآتي:
سبب أختيارك لهذه المهمة أن هنالك معضلة كبري و هي قوات موازية للجيش تكونت بأخطاء و تقصير سياسي كبير سمح لها أن تنمو بدرجة أصبحت السيطرة عليها صعبة و أن هذه القوي لديها مخطط كبير للسيطرة علي البلاد و استلامها استلاما كاملا..كانت مهمتك كقائد أن تقنع هذه القوات أن تنضم لعملية التغيير و عليك محاولة السيطرة عليها بكل الوسائل! لمن لا يعلم فإن دخول الرئيس البرهان إلي المشهد السياسي هو بشكل أساسي كان لمعالجة مشكلة الدعم السريع! أنت كسياسي أو مواطن عادي قد لا تستوعب صعوبة و تعقيد هذه المهمة لسببين لأن القوات موجودة أصلا بدرجة تجعل السيطرة عليها صعبة و أن بسبب هذا الوجود فإن مهمة وقف نموها أيضا صعب بدون مواجهة عسكرية..
أنت عزيزي القاريء كقائد سوف تجد نفسك في مهمة عسيرة جدا و هي محاولة كبح جماح هذه القوي.. لن يكون الأمر سهل و ستكون مضطرا للتعامل بالحكمة و التخطيط ..
و أعتقد أن ما كان يسعي إليه الرئيس البرهان هو محاولة إحتواء حميدتي و السيطرة علي قوات الدعم السريع و استيعابها في الجيش بصورة أو أخري و هنا أقول أن البرهان خلال سعيه لم تكن لديه صورة مكتملة أو خطة واضحة لتنفيذ ذلك بسبب أنه أوكل مهمة إدارة الدولة علي عجل و أيضا لأن الأحداث كانت تسير بشكل متسارع و أيضا بسبب التوترات المحيطة به من كل جانب و قد حاول ادارة الأمر بالحكمة و الحنكة و الدهاء و لكن الأمور كانت تسير بقوة في الأتجاه المعاكس.
لا يمكن لهذه المقالة أن تكون موضوعية إذا لم تحمل الرئيس البرهان بعض من مسئولية و بعض أخطاء أساسية غير أن اختلافي مع آخرين هو في اعتقادي أن الخطأ وارد في القيادة و الإدارة و القرار غير أني لا اعتقد أن الرجل تنقصه الوطنية و حسن القصد لقيادة البلاد نحو بر الأمان كما أعتقد أن من الإنصاف الإقرار بأن ولاء البرهان الأكبر هو للوطن و للجيش و للشعب و من الممكن جدا أن يتطور لقائد عسكري وطني مستقل.

اذن فإن الخطأيين الرئيسيين للرئيس البرهان هما:

*بطء التحرك في مواجهة الدعم السريع و رفع جاهزية الجيش للتصدي له كجزء من سياسة الإحتواء و كان لابد له وهو يحاول ذلك الإحتواء أن يقوم ببعض الإجراءات الموازية لمعادلة تمدد الدعم السريع.
*السماح بتسريح أعداد كبيرة من الضباط الوطنيين خاصة إذا ما تأكد دور حميدتي في ذلك.. حيث أن تلك الإجراءات أوضحت نوايا حميدتي و ما كان للبرهان التهاون في وقف ذلك منعا لإضعاف الجيش.

قد يتسأل البعض عن أسباب هذه المقالة هل المقصود منها الإطراء النفاقي glazing و تمجيد البرهان..و الإجابة بالطبع لا و إنما هي قناعة الكاتب بأن وجود البرهان علي قيادة الدولة الآن هو ضرورة تحتمها ظروف المرحلة و هو رجل مناسب لإنجاز المهمة و علينا التعامل معه و دعمه حتي ينتصر الجيش في معركته هذه و من ثم التعاون معه و مع الجيش للوصول لاتفاقات لإدارة الدولة يكون للجيش دوره الهام فيها و بما يتطلبه وضع البلاد المعقد جدا و لإفشال المخططات الخارجية التي تستهدف الوطن في الجيش و شخص البرهان المفتري عليه.
و لابد لي في خاتمة هذا المقال و بالتنويه للدور الهام للجيش في ماضي و حاضر و مستقبل الدولة السودانية حيث أن الجيش القوي هو أساس وجود الدولة و هو مقدم علي السياسة و إن اصلاح الجيش و دعمه هما أقصر الطرق لقيادة البلاد إلي بر الأمان و هنا أستشهد بقول أبي الطيب عن حتمية وجود الجيش و قتاله و الحرب كضرورة في بعض الأحيان دفاعا عن الدولة كشرط وجودي للدولة نفسها.

فإن تكن الدولات قسما فهي … لمن ورد الموت الزؤام تدول

إذا اخترنا الطرق السهلة و لم نقف مع من يقاتل دفاعا عن الأرض و العرض فنكون قد أضعنا جيشنا و قادتنا العسكريين فمصير دولتنا الضياع و مصير شعبنا التشرد..
فهل نرتقي و نسمو فوق خلافتنا السياسية و نحرر بلادنا و نستشرف آفاقا جديدة؟

habusin@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجیش السودانی الفریق البرهان الرئیس البرهان الدعم السریع السیطرة علی فی السودان فی الجیش

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يطارد فلول الدعم السريع في الخرطوم

قالت مصادر في الجيش السوداني إن مسيّرات الجيش استهدفت فلول قوات الدعم السريع المنسحبة من العاصمة الخرطوم باتجاه منطقة جبل أولياء وأوقعت خسائر في صفوفهم، فيما قصفت قوات الدعم أحياء في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأفاد قائد عمليات الخرطوم للجزيرة بهروب عناصر مليشيا الدعم السريع من شرق وجنوب العاصمة الخرطوم.

وكان مصدر عسكري مطلع بالجيش السوداني قال إن قوات الجيش ما زالت تواصل الأعمال العسكرية في وسط العاصمة الخرطوم.

وأضاف المصدر أن قوات الجيش رصدت جيوبا عسكرية لما سماه مليشيا الدعم السريع بالقرب من مجمع العلوم الطبية بجامعة الخرطوم.

وأشار إلى أن هناك قوة أخرى من الجيش مسنودة بقوات من جهاز المخابرات تعمل في ناحية شارع المطار على تمشيط المباني العالية المطلة على مطار الخرطوم الدولي.

في غضون ذلك، قال مصدر ميداني للجزيرة إن الجيش السوداني سيطر على مشروع سندس الزراعي القريب من جبل أولياء جنوبي غربي العاصمة الخرطوم.

وأفاد المصدر بأن الجيش يقوم بعمليات تمشيط في بلدة ود الكريل جنوب جبل أولياء، وقصف عبر سلاح الجو معسكر طيبة التابع للدعم السريع في المنطقة.

الفاشر

ويتوقع محللون أن تكثف قوات الدعم السريع محاولات السيطرة على كامل إقليم دارفور بعد هزيمتها في العاصمة الخرطوم.

إعلان

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن مسيّرات ومدفعية قوات الدعم قصفت أحياء في مدينة الفاشِر عاصمة ولاية شمال دارفور.

في الأثناء، أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الدعم السريع استهدفت بالمسيّرات والمدفعية الثقيلة عددا من أحياء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور صباح اليوم.

وفي الفاشر أيضا، قال الإعلام العسكري للجيش إن الطائرات الحربية نفذت أمس غارات جوية مستهدفة مواقع لما سماها مليشيا الدعم السريع وكبّدها خسائر في الأرواح والعتاد.

وأضاف الإعلام العسكري أن قوات الدعم السريع قصفت أمس وبشكل عشوائي بالتزامن مع موعد إفطار رمضان أحياءً في المدينة، ما أدى لإصابة عدد من المدنيين.

نساء وأطفال رضع نازحون في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر، شمال دارفور (رويترز) حجب المساعدات

وعلى الصعيد الإنساني، نقلت وكالة رويترز عن عاملين في مجال الإغاثة قولها إن قوات الدعم السريع فرضت قيودا جديدة على تسليم المساعدات إلى المناطق التي تسعى إلى تعزيز سيطرتها عليها، بما في ذلك المناطق التي تنتشر فيها المجاعة.

وأوضحت أن القيود كان لها التأثير الأكبر في المناطق المنكوبة بالمجاعة حول مدينة الفاشر وكذلك في بلدة طويلة القريبة.

ومنذ أواخر العام الماضي بدأت قوات الدعم السريع تطالب برسوم مرتفعة وبمراقبة العمليات التشغيلية مما يزيد من تضييق الخناق ويحول دون وصول المساعدات.

وأوردت الوكالة بيانات جمعها منتدى المنظمات غير الحكومية السودانية تفيد بتضاعف نسب المنظمات التي تواجه تأخيرًا في الحصول على تصاريح السفر إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع إلى 60% في يناير/كانون الثاني مقارنة بنسبة تراوحت بين 20% و30% في العام الماضي.

توثيق الانتهاكات

وعلى الصعيد نفسه، اتهمت مجموعة "محامو الطوارئ" التي توثق الانتهاكات في الحرب السودانية، اليوم الثلاثاء، الجيش بتنفيذ قصف دام على شمال إقليم دارفور، في ضربة يمكن أن تكون من الأكثر حصدا للضحايا منذ بدء النزاع قبل سنتين.

إعلان

ورفض الجيش السوداني ما أسماه "ادعاءات غير صحيحة"، نافيا استهداف المدنيين.

ووصف المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله، في رسالة مكتوبة لوكالة فرانس برس، "الادعاءات" بأنها "غير صحيحة".

وقال "نحن نراعي في الضربات الجوية قواعد الاستهداف طبقا للقانون الدولي ولا يمكن أن نستهدف إطلاقا المدنيين الأبرياء".

واتهم عبد الله قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين "بشكل ممنهج ومستمر.. بالمدفعية أو المُسيّرات".

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: استعادة جميع مواقع الشرطة في بري من الدعم السريع
  • الجيش السوداني صار أقوى مما كان عليه قبل أبريل 2023 بمراحل
  • الجيش السوداني يطارد فلول الدعم السريع في الخرطوم
  • السوداني: العراق يتعافى.. والتسليح والتدريب أولوية لدعم الجيش
  • عبد الله حمدوك.. المدني الذي آثر السلامة فدفعه الجيش إلى الهامش
  • المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهميش السياسي
  • “من الثورية إلى المعارضة: هل لا يزال الحزب الشيوعي السوداني عضوياً في الحراك السياسي؟”
  • هكذا بدا برج الفاتح بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة عليه
  • تصاعد “احتجاجات أوغلو” وتوقيف صحافيين ومتظاهرين.. تظاهرات إسطنبول تعمق الانقسام السياسي في تركيا
  • الجيش السوداني يكمل سيطرته على السوق العربي وسط الخرطوم