فيما مضى كانت اسئلتها تتركز على العمل العام وتحديدا تجربتي في (بيوت الأشباح) وايضا عن مغامراتنا ولهونا انا واخوها عماد، وكانت تشعر بالحزن وتبدي تعاطفا كبيرا معي كل ما قصصت عليها شيئا من افاعيل الأشباح، وكانت تشجعني وتؤازرني وفي ذات مرة ارسلت لي هذه الرسالة:
(- خليني اقول:
عايزاك تكون انت ياك انت، عارفه الزمن عمل فيك شنو.
وبعد اجازة العشرة ايام أضافت لأسئلتها (مغامراتي النسائية) ...
وصار الحديث أكثر جاذبية وحرارة وكنت انا انتظر تلك المحادثات الليلية بفارغ الصبر.
وفي مرة غابت ولم ترد على رسائلي لمدة ثلاثة أيام، كان ذلك بعد حوالي ثمانية أشهر من الاجازة، وتوجست خيفة وفي صباح اليوم الرابع وجدت منها رسالة كانت قد ارسلتها بالليل وانا أغط في النوم العميق، قالت في الرسالة:
(- قد تفصلني ايام معدودة عن الحياة، وقد يمن الله علي بحياة جديدة، ادعو المولى ان يقدر لي الخير ولكم جميعا. بإذن الله يوم الاربعاء القادم ستجرى لي عملية قلب مفتوح، فإن استلم الرحمن امانته العفو لله والرسول ولا تنسوني من الدعاء.. وفقك الله واسعدك.. اوعاك تنساني حاجيك لافه بروحي اشوفك بتدعي لي ولا لا؟).
ونزل عليَّ الخبر كالصاعقة وهالني وسرت في جسدي قشعريرة وانا أتصور هذا القلب الكبير بين ايدي الجراحين.
وحاولت، فاشلا، ان اتمالك نفسي لأعزيها وأطيب خاطرها... وبعد أن سيطرت على نفسي قليلا وداريت انفعالي قلت لها كلاما عاطفيا غبيا لا يقنع حتى طفل غرير، ولكنها مع ذلك أبدت اهتماما بما اقول وشكرتني على ما اسلفت من لغو وحديث باهت... وطوق الحزن المحادثة التي كانت قصيرة على غير العادة التي جرت لأكثر من أربعة سنوات. ولكن الهم لازمني حتى الصباح... وبعد غفوة صغيرة مر من أمام ناظري شريط الذكريات المعبأ بتفاصيل أماسي الغرام، كل لفتة واي شاردة وواردة لدرجة أنني تعجبت من قوة الذاكرة التي اتمتع بها والتي ارهقتني وغضت مضجعي.
وفجأة نبتت في ذهني فكرة ان أهديها هذه الحلقات مكتملة من حكاوي الغرام قبل إجراء العملية خصوصا وإنني لم أجد شيئا اخر مما يمكن ان اجود به ويكون مناسبا لها.
واخبرتها في المساء بعزمي وكنت متوجسا من غضبها ورفضها... ولكنها على عكس توقعي فرحت بالفكرة فرحا طفوليا وابتهجت وخيل الي انها نسيت مرضها وتراجعت العملية الجراحية من امام ناظريها، وقالت لي:
- طبعا انت عارف رأي في كتاباتك وابداعك ... روعة.... وستكون هذه أجمل هدية تقدمها لي.
وصارت (اماسي الغرام) هي موضوعنا في اليومين او الثلاثة التي سبقت العملية، وقد ساعدتني مديحة في إعداد هذه الحلقات حذفا وإضافة بالتعليقات والملاحظات وإكمال بعض الخواطر والأفكار كما سمحت لي بتضمين بعص رسائلها في متن هذه الحكاوي.
ما سرني فعلا اننا قد وجدنا موضوعا جاذبا انساها العملية وكان عزاء وسلوى لها خلال أيام الانتظار العصيبة.
وفي أمسية الثلاثاء سلمتها جميع حلقات (حكاوي الغرام) مكتملة مع الاماني العذبة والحب الكبير.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الصعيد قبل وبعد.. أستاذ اقتصاد يُوضح حجم التنمية في عهد الرئيس السيسي
تحدث الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد، عن أقاليم وقرى الصعيد قبل التنمية وبعد التنمية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: «بالعودة لسنوات مضت وتحديدا عام 2014 حينما قرر التقرير الخاص بالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، والذي كان يتحدث عن مؤشرات الاقتصاد الكلي للدولة المصرية، أوضح أن هناك فجوة تنموية ما بين إقليم الصعيد والتنمية على مستوى الدولة».
وأضاف «عنبر»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن هذه الفجوة كانت تتعلق بمعدل الفقر والبطالة أو التنمية الاقتصادية حينما نقابلها بمستوى التنمية عمومًا في الدولة المصرية، موضحا أن هذه الفجوة تشير إلى أن هناك تكريس لعملية التنمية داخل العاصمة، وترتب على هذا الأمر أن كل من يبحث عن فرصة استثمارية وزيادة دخله لم يكن هناك سبيل أمامه سوى النزول إلى القاهرة ومحافظة الوجه البحري.
وأكد أن هذه الفجوة الكبيرة كانت مبررا رئيسًا للإجابة على تساؤل، لماذا لا توجد مصانع في الصعيد؟، وهذا لأنه لم يكن هناك ما يحسن هذه الاستثمارات سواء من بنية تحتية أو طرق أو حتى تعليم وتدريب للكادر البشري.
وعن التنمية في عهد الريس عبدالفتاح السيسي، أكد أنه بعد تبني الدولة المصرية برنامجها "الإصلاح الاقتصادي"، تغيرت هذه النظرة وأدركت الدولة هذه الفجوة الكبيرة التي ترتب عليها آثار كبير على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وبعض الأمور التي يمكن أن تعزز معنى المواطنة لهؤلاء الأشخاص، كما أنشأت الدولة هيئات خصيصا لتنمية الصعيد، ومن خلال المبادرات التي كانت على المستوى العام للدولة، كان لقرى الصعيد النصيب الأكبر من هذه المبادرات.
وتابع: وضعت المبادرات على معايير محددة تأخذ في اعتبارها القرى الأكثر احتيجا للخدمات، -فمثلا على سبيل المثال وليس الحصر- مبادرة «حياة كريمة» في مراحلها المتتالية كان إقليم الصعيد احتل فيها نصيب الأسد، ما أدى إلى انحصار الفجوة التنموية وفقا للمؤشرات، لتصبح على ذات المستوى منذ أن تبنت الدولة مفهوم التنمية المتوازنة والتي تضع في اعتبارها العدالة في التوزيع.