سودانايل:
2025-03-19@15:45:02 GMT

أرض الصومال .. القضية المهجورة!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

بقلم حفيد عبد الله
لا توجد قضية تكشف زيف المجتمعات الغربية مثل قضية أرض الصومال. فهي منطقة تتوفر فيها مقومات الدولة الكاملة (الشعب-السلطة-الأرض) ولا يسمح لها أحد من الغربيين بقيام دولة فيها.
هذا بالتأكيد ليس حرصا منهم على ما يقولونه ويزعمونه "وحدة الصومال"، هم الذين ساعدوا على قيام أرتريا، وهم الذين فصلوا جنوب السودان، ويسعون حاليا لفصل دارفور في غرب السودان، ولكن عندما تأتي قضية أرض الصومال يتوقف الحديث عن تقرير مصير الشعوب تماما، ويصبح الإنفصال من المحرمات.


مقارنة أخرى بعيدة ولكنها قريبة، لا توجد دولة عربية تمارس الديموقراطية بإنتظام مثل أرض الصومال وها نحن نتهيأ للإنتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024 ولكن لا أحد يسلط الضوء على الممارسة الديموقراطية في أرض الصومال، وهي دولة مسالمة وآمنة، ولكن في كل فترة يقول الإعلام الغربي أنه يقف مع إسرائيل لأنها الدولة الديموقراطية المحيدة في الشرق الأوسط، وهي دول في حالة حرب مستمرة.
السؤال، أرض الصومال هي الديمقراطية الوحيدة في هذا الجزء من العالم العربي، ولا تنافسنا في ذلك إلا تونس فقط لا غير، وذلك لأن الديموقراطية في لبنان تقوم على المحاصصة الطائفية وفي العراق تقوم على المحاصصة المذهبية والجهوية. من الممكن أن نقول هنالك ديمقراطية محدودة في المغرب وموريتانيا، ولكن أرض الصومال ديمقراطية كاملة.
بل حتى منطقة شرق أفريقيا لا توجد ديموقراطية إلا في أرض الصومال وكينيا، وما يحدث في كينيا هو ممارسة سياسية ممزوجة بأعلى درجات الفساد، وهنا تعود أرض الصومال تتربع مجددا على عرش الديمقراطية.
العرب لا ينتبهون لنا إلا عندما تأتي أخبار على شاكلة: "جيروزاليم بوست ": لماذا يجب أن تهتم إسرائيل بأرض الصومال؟
(ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه مع التغييرات في السياق الجيوسياسي للمنطقة التي تربط بين إسرائيل والإمارات واليونان وقبرص ومصر في شبكة أوثق من المصالح المشتركة، يمكن أن تكون أرض الصومال منطقة مهمة لهذه المجموعة من البلدان.)
مثل هذا الخبر يجعل الأشقاء العرب أكثر انتباها لأرض الصومال من أن يقرئوا خبر عن إنتخابات ديموقراطية خالصة في أرض الصومال.
نجيب على السؤال، لماذا لا يرغب الغربيون في الإعتراف بجمهورية أرض الصومال، وهنا تتكشف الحقيقة المغايرة تماما لقصة "وحدة الصومال" والإستقرار والأمن الأمان!
السبب هو العكس تماما أن قيام جمهورية أرض الصومال سيحقق الأمن والامان وما هو أهم من هذا. سيكون نموذجا للديموقراطية في المنطقة.
كنا في مؤتمر في لندن عن قضايا التحرر العالمي، وعن تعريف المقاتلين من أجل الحرية، وهنا ذكرت أرض الصومال. أتدرون ماذا قال لي أحمد المؤتمرين.
قضية أرض الصومال لا علاقة لها بالمقاتلين من أجل الحرية "لأنكم لا تقاتلون أساسا"!
وهذا يعني أن أرض الصومال لو شرعت في قتل من يعترض على قيامها سيعترف العالم بها، وهذا في حد نفسه كارثة كبيرة.

حفيد عبدالله – باحث متخصص في أفريقيا والشرق الأوسط

Hafeed Abdalla

abdallahafeed@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

«إيمان أحمد رشوان» الأم المثالية بالفيوم وفاة زوجي كانت انكساراً لي ولكن إرادتي انتصرت

في قصة كفاح ملهمة، استطاعت السيدة إيمان أحمد رشوان من محافظة الفيوم أن تكون نموذجاً للأم المثالية التي تحملت مسؤولية تربية أبنائها بعد وفاة زوجها، ونجحت في تحقيق أحلامه بوصولهم إلى بر الأمان.

وقد أشادت وزيرة التضامن الاجتماعي بقصتها، مؤكدة أنها تمثل نموذجاً للأم المصرية الصامدة التي واجهت التحديات بإصرار وعزيمة.

في تصريحات خاصة لـ"الأسبوع"، قالت إيمان: "وفاة زوجي كانت بمثابة انكسار لي، وجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة، حيث كان ابني الأكبر يبلغ من العمر ست سنوات فقط، بينما كان أصغرهم في مرحلة الرضاعة بعمر ستة أشهر".

وأضافت: "مررنا بظروف قاسية، ولكن كان بداخلي إصرار على استكمال مسيرة والدهم، الذي كان يحلم بأن يتقدموا في مراحل التعليم".

حرصت إيمان على تعليم أبنائها في مدارس اللغات، كما كان يحلم زوجها، رغم الصعوبات المالية والمعنوية التي واجهتها.

تقول: "كان الطريق مليئاً بالمصاعب، ولكن كل هذا التعب كان يزول كلما رأيت أبنائي يكبرون شيئاً فشيئاً. اتخذت الصبر والعزيمة سبيلاً، وكانت نظرة الأمل وثمرة جهدي لسنين طويلة هي ما دفعني للاستمرار".

لم تكتفِ إيمان بالتعليم الأكاديمي، بل حرصت أيضاً على تحفيظ أبنائها القرآن الكريم، حيث تم تكريمهم في الحفل السنوي لنقابة المهندسين لحفظهم كتاب الله. كما غرست فيهم قيم الإخلاص وحب الخير، لتصبح تلك المبادئ هي أساس حياتهم. تقول: "زرعت فيهم روح التفاني والإصرار على تحقيق أهدافهم، والحب الذي ظل الرابط القوي بيننا".

وذكرت إيمان زوجها الراحل بكل حب وحنين، قائلة: "ظلت سيرته حاضرة في قلوبنا، فهو كان الزوج والأخ والأب والسند بعد الله. كلما تذكرته، زرفت دموعي".

في ختام حديثها، أعربت إيمان عن فخرها بأبنائها الذين أصبحوا نموذجاً للنجاح بفضل إصرارها وتضحياتها. وقد أشادت وزيرة التضامن الاجتماعي بقصة كفاحها، مؤكدة أنها تمثل رمزاً للأم المصرية التي تتحدى الصعاب لتحقيق أحلام أبنائها.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تبدأ عملية برية "محدودة" في قطاع غزة
  • وحدة الأوزون: لا نعارض التطوير بكل المجالات ولكن بما يتناسب مع المناخ والبيئة
  • حكم تاريخي.. كيف انتصرت مصر على إسرائيل في قضية طابا ؟
  • أحمد موسى: السادات قدم مشروعا مصريا عام 78 للحفاظ على القضية الفلسطينية
  • ناجي الشهابي لـ«الأسبوع»: حماس التزمت بالاتفاق ولكن إسرائيل تنصلت من التهدئة
  • «إيمان أحمد رشوان» الأم المثالية بالفيوم وفاة زوجي كانت انكساراً لي ولكن إرادتي انتصرت
  • القضية الفلسطينية أمام مجلس الأمن اليوم
  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • طارق الشناوي: محمد رمضان فنان موهوب ولكن تصريحاته الكثيرة تقلل من موهبته
  • الديموقراطية نبراس الحقيقة