بقلم حفيد عبد الله
لا توجد قضية تكشف زيف المجتمعات الغربية مثل قضية أرض الصومال. فهي منطقة تتوفر فيها مقومات الدولة الكاملة (الشعب-السلطة-الأرض) ولا يسمح لها أحد من الغربيين بقيام دولة فيها.
هذا بالتأكيد ليس حرصا منهم على ما يقولونه ويزعمونه "وحدة الصومال"، هم الذين ساعدوا على قيام أرتريا، وهم الذين فصلوا جنوب السودان، ويسعون حاليا لفصل دارفور في غرب السودان، ولكن عندما تأتي قضية أرض الصومال يتوقف الحديث عن تقرير مصير الشعوب تماما، ويصبح الإنفصال من المحرمات.
مقارنة أخرى بعيدة ولكنها قريبة، لا توجد دولة عربية تمارس الديموقراطية بإنتظام مثل أرض الصومال وها نحن نتهيأ للإنتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024 ولكن لا أحد يسلط الضوء على الممارسة الديموقراطية في أرض الصومال، وهي دولة مسالمة وآمنة، ولكن في كل فترة يقول الإعلام الغربي أنه يقف مع إسرائيل لأنها الدولة الديموقراطية المحيدة في الشرق الأوسط، وهي دول في حالة حرب مستمرة.
السؤال، أرض الصومال هي الديمقراطية الوحيدة في هذا الجزء من العالم العربي، ولا تنافسنا في ذلك إلا تونس فقط لا غير، وذلك لأن الديموقراطية في لبنان تقوم على المحاصصة الطائفية وفي العراق تقوم على المحاصصة المذهبية والجهوية. من الممكن أن نقول هنالك ديمقراطية محدودة في المغرب وموريتانيا، ولكن أرض الصومال ديمقراطية كاملة.
بل حتى منطقة شرق أفريقيا لا توجد ديموقراطية إلا في أرض الصومال وكينيا، وما يحدث في كينيا هو ممارسة سياسية ممزوجة بأعلى درجات الفساد، وهنا تعود أرض الصومال تتربع مجددا على عرش الديمقراطية.
العرب لا ينتبهون لنا إلا عندما تأتي أخبار على شاكلة: "جيروزاليم بوست ": لماذا يجب أن تهتم إسرائيل بأرض الصومال؟
(ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه مع التغييرات في السياق الجيوسياسي للمنطقة التي تربط بين إسرائيل والإمارات واليونان وقبرص ومصر في شبكة أوثق من المصالح المشتركة، يمكن أن تكون أرض الصومال منطقة مهمة لهذه المجموعة من البلدان.)
مثل هذا الخبر يجعل الأشقاء العرب أكثر انتباها لأرض الصومال من أن يقرئوا خبر عن إنتخابات ديموقراطية خالصة في أرض الصومال.
نجيب على السؤال، لماذا لا يرغب الغربيون في الإعتراف بجمهورية أرض الصومال، وهنا تتكشف الحقيقة المغايرة تماما لقصة "وحدة الصومال" والإستقرار والأمن الأمان!
السبب هو العكس تماما أن قيام جمهورية أرض الصومال سيحقق الأمن والامان وما هو أهم من هذا. سيكون نموذجا للديموقراطية في المنطقة.
كنا في مؤتمر في لندن عن قضايا التحرر العالمي، وعن تعريف المقاتلين من أجل الحرية، وهنا ذكرت أرض الصومال. أتدرون ماذا قال لي أحمد المؤتمرين.
قضية أرض الصومال لا علاقة لها بالمقاتلين من أجل الحرية "لأنكم لا تقاتلون أساسا"!
وهذا يعني أن أرض الصومال لو شرعت في قتل من يعترض على قيامها سيعترف العالم بها، وهذا في حد نفسه كارثة كبيرة.
حفيد عبدالله – باحث متخصص في أفريقيا والشرق الأوسط
Hafeed Abdalla
abdallahafeed@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أرض الصومال
إقرأ أيضاً:
قوة بحرية أوروبية تحرر سفينة يمنية اختطفها قراصنة صوماليون قبالة سواحل القرن الإفريقي
ساعدت قوة بحرية أوروبية في تحرير سفينة صيد يمنية كانت قد تعرضت للاختطاف على يد قراصنة صوماليين مشتبه بهم قبالة سواحل القرن الإفريقي.
وقال البيان من قوة "EUNAVFOR أتالانتا" البحرية الأوروبية إن الحادث الذي وقع الأسبوع الماضي لا يزال قيد التحقيق، مؤكداً أن الطاقم المكون من 12 شخصاً كان في أمان ولم يُسجل أي إصابات.
وأوضحت القوة البحرية أن الهجوم استهدف "الداو"، وهو نوع من السفن التقليدية التي تستخدم في المياه الإقليمية للشرق الأوسط، بالقرب من بلدة إيل الصومالية.
وذكر البيان أن "الوجود السريع لقوات أتالانتا في المنطقة، بما في ذلك الطائرة المروحية، كان حاسماً في تحرير السفينة"، مشيراً إلى أن القراصنة المزعومين تركوا السفينة بعد سرقة بعض الأغراض الشخصية واثنين من القوارب الصغيرة التابعة للسفينة.
Relatedهل تتبع لأسطول الظل الروسي؟ السويد تحتجز سفينة بعد تضرر كابل بيانات في بحر البلطيقالنرويج تفرج عن سفينة يقودها طاقم روسي بعد الاشتباه بدورها في تعطيل كابل بحريوصول طاقم سفينة "غالاكسي ليدر" إلى عُمان بعد إطلاق سراحهم من قبل الحوثيينتوتر في الخليج: سفينة حربية تقتاد سفينة قرب السعودية إلى المياه الإيرانية.. ماذا يجري؟وفي هذا السياق، بلغت القرصنة قبالة سواحل الصومال ذروتها في عام 2011، حين تم تسجيل 237 هجوماً، ما أسفر عن خسائر اقتصادية تصل إلى 7 مليارات دولار، بما في ذلك دفع فديات تقدر بـ160 مليون دولار.
ومع ذلك، فقد انخفضت هذه الأنشطة بشكل ملحوظ نتيجة تعزيز الدوريات البحرية الدولية وزيادة الاستقرار الحكومي في الصومال.
لكن في الآونة الأخيرة، شهدت المنطقة عودة لظهور الهجمات البحرية من قبل القراصنة، وهو ما يُعزى جزئياً إلى حالة عدم الاستقرار الناجمة عن الهجمات السابقة للحوثيين في ممر البحر الأحمر في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي عام 2024، تم تسجيل سبع حوادث اختطاف على سواحل الصومال، وفقاً للمكتب الدولي للملاحة البحرية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: تحرير سفينة سياحية فاخرة بعد جنوحها بالقطب الشمالي قرب غرينلاند