سودانايل:
2024-07-31@02:16:47 GMT

أرض الصومال .. القضية المهجورة!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

بقلم حفيد عبد الله
لا توجد قضية تكشف زيف المجتمعات الغربية مثل قضية أرض الصومال. فهي منطقة تتوفر فيها مقومات الدولة الكاملة (الشعب-السلطة-الأرض) ولا يسمح لها أحد من الغربيين بقيام دولة فيها.
هذا بالتأكيد ليس حرصا منهم على ما يقولونه ويزعمونه "وحدة الصومال"، هم الذين ساعدوا على قيام أرتريا، وهم الذين فصلوا جنوب السودان، ويسعون حاليا لفصل دارفور في غرب السودان، ولكن عندما تأتي قضية أرض الصومال يتوقف الحديث عن تقرير مصير الشعوب تماما، ويصبح الإنفصال من المحرمات.


مقارنة أخرى بعيدة ولكنها قريبة، لا توجد دولة عربية تمارس الديموقراطية بإنتظام مثل أرض الصومال وها نحن نتهيأ للإنتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024 ولكن لا أحد يسلط الضوء على الممارسة الديموقراطية في أرض الصومال، وهي دولة مسالمة وآمنة، ولكن في كل فترة يقول الإعلام الغربي أنه يقف مع إسرائيل لأنها الدولة الديموقراطية المحيدة في الشرق الأوسط، وهي دول في حالة حرب مستمرة.
السؤال، أرض الصومال هي الديمقراطية الوحيدة في هذا الجزء من العالم العربي، ولا تنافسنا في ذلك إلا تونس فقط لا غير، وذلك لأن الديموقراطية في لبنان تقوم على المحاصصة الطائفية وفي العراق تقوم على المحاصصة المذهبية والجهوية. من الممكن أن نقول هنالك ديمقراطية محدودة في المغرب وموريتانيا، ولكن أرض الصومال ديمقراطية كاملة.
بل حتى منطقة شرق أفريقيا لا توجد ديموقراطية إلا في أرض الصومال وكينيا، وما يحدث في كينيا هو ممارسة سياسية ممزوجة بأعلى درجات الفساد، وهنا تعود أرض الصومال تتربع مجددا على عرش الديمقراطية.
العرب لا ينتبهون لنا إلا عندما تأتي أخبار على شاكلة: "جيروزاليم بوست ": لماذا يجب أن تهتم إسرائيل بأرض الصومال؟
(ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه مع التغييرات في السياق الجيوسياسي للمنطقة التي تربط بين إسرائيل والإمارات واليونان وقبرص ومصر في شبكة أوثق من المصالح المشتركة، يمكن أن تكون أرض الصومال منطقة مهمة لهذه المجموعة من البلدان.)
مثل هذا الخبر يجعل الأشقاء العرب أكثر انتباها لأرض الصومال من أن يقرئوا خبر عن إنتخابات ديموقراطية خالصة في أرض الصومال.
نجيب على السؤال، لماذا لا يرغب الغربيون في الإعتراف بجمهورية أرض الصومال، وهنا تتكشف الحقيقة المغايرة تماما لقصة "وحدة الصومال" والإستقرار والأمن الأمان!
السبب هو العكس تماما أن قيام جمهورية أرض الصومال سيحقق الأمن والامان وما هو أهم من هذا. سيكون نموذجا للديموقراطية في المنطقة.
كنا في مؤتمر في لندن عن قضايا التحرر العالمي، وعن تعريف المقاتلين من أجل الحرية، وهنا ذكرت أرض الصومال. أتدرون ماذا قال لي أحمد المؤتمرين.
قضية أرض الصومال لا علاقة لها بالمقاتلين من أجل الحرية "لأنكم لا تقاتلون أساسا"!
وهذا يعني أن أرض الصومال لو شرعت في قتل من يعترض على قيامها سيعترف العالم بها، وهذا في حد نفسه كارثة كبيرة.

حفيد عبدالله – باحث متخصص في أفريقيا والشرق الأوسط

Hafeed Abdalla

abdallahafeed@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

دعوات لمقاربة شاملة ضد التطرف في الصومال

عبد الله أبوضيف (القاهرة، مقديشو)

أخبار ذات صلة الجيش الجزائري يقضي على 3 إرهابيين غربي العاصمة محكمة نيجيرية تدين العشرات بتهمة الإرهاب

حذر محللون سياسيون وخبراء في الإرهاب الدولي من استمرار خطر حركة «الشباب» الإرهابية على أمن واستقرار الصومال، رغم الجهود الأمنية والعسكرية التي تبذلها الحكومة والجيش، والدعم الإقليمي والدولي. وقد شنت الحركة في الآونة الأخيرة هجوماً استهدف مقهى في العاصمة مقديشو، أسفر عن وفيات وإصابات، وأعلن الجيش الصومالي مقتل عشرات العناصر الإرهابية في عمليات عسكرية خلال الشهر الجاري.
ويرى المحلل السياسي الصومالي، الدكتور ياسين سعيد، أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الأمنية والعسكرية الصومالية في مواجهة حركة «الشباب» الإرهابية، فإن الحركة تشكل تهديداً كبيراً لأمن واستقرار البلاد، إذ تُظهِر هجماتها المستمرة، والتي تستهدف بشكل أساس المدنيين والبنى التحتية، أنها ما تزال قادرة على إلحاق الأذى بالبلاد، وأن الهجوم الأخير في مقديشو مثّل دليلاً على أنها لم تفقد بعد كل قدراتها على تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة.
وأوضح الدكتور ياسين لـ«الاتحاد» أن الحكومة الصومالية والقوات المسلحة تبذل جهوداً مهمةً لمكافحة الإرهاب، تشمل عمليات عسكرية واسعة النطاق بتعاون دولي وإقليمي، وأن نجاح الجيش في قتل عناصر من الحركة خلال العمليات العسكرية الأخيرة يُعد إنجازاً مهماً، إلا أنه ما تزال هناك تحديات أمنية تواجه الصومال يتعين التصدي لها.
وشدد الدكتور ياسين على ضرورة أن تتبنى الحكومة الصومالية وشركاؤها الدوليون مقاربة شاملةً لمواجهة التطرف والعنف، تشمل تعزيز القدرات الاستخباراتية لتحسين إمكانيات الكشف عن المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتقليل الفقر والبطالة، والتي تُعد من الأسباب الرئيسية لتجنيد الشباب في الجماعات الإرهابية.
وتشن حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي هجمات ضد الدولة والمجتمع الصوماليين منذ 17 عاماً، ورغم طردها من العاصمة مقديشو ومحيطها منذ عام 2011، ومن مناطق أخرى، ما زالت تقوم بعمليات إرهابية من وقت لآخر.
ومن جهته، حذّر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، من أن حركة «الشباب» الإرهابية تهدد أمن الصومال وأفريقيا بأكملها، وأنها ما زالت تسيطر على بعض الأراضي الصومالية ولديها من القوة ما تستطيع به أن تنفذ عمليات إرهابية داخل البلاد، وتحصل على التمويل من الاستيلاء على بعض المناجم وفرض الجبايات. وأوضح أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العمليات الإرهابية التي قامت بها «الشباب» مؤخراً كانت متوقعة، وأن الصومال لا يستطيع مواجهةَ الحركة بمفرده، ويحتاج إلى دعم إقليمي من الاتحاد الأفريقي من أجل مواجهة قوية لهذا التنظيم الإرهابي، وكذلك دعم السلطة السياسية وأجهزة الأمن والاستخبارات، بجانب الدعم الدولي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل.. اعتقالات في قضية بيع أسلحة مقابل رشى
  • السفير طلال المطيري: القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وتتصدر أولوياتنا
  • أردوغان ونظيره الصومالي يبحثان قضايا إقليمية وعالمية
  • المشدد 5 سنوات للمتهمين في قضية «داعش العمرانية»
  • اليوم.. إعادة محاكمة 4 متهمين في قضية داعش العمرانية
  • دعوات لمقاربة شاملة ضد التطرف في الصومال
  • قتلى بتدافع في عاصمة الكونغو الديموقراطية
  • ترامب متهم بالسعي لـ "إلغاء الديموقراطية" بعد تصريحات مثيرة للجدل
  • استكمال محاكمة 4 متهمين في قضية «داعش العمرانية».. اليوم
  • نهاد أبو القمصان معلقة على قضية الزوجة وحماتها: القضية شملت 7 جرائم -(فيديو)