سودانايل:
2024-12-23@10:23:34 GMT

أرض الصومال .. القضية المهجورة!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

بقلم حفيد عبد الله
لا توجد قضية تكشف زيف المجتمعات الغربية مثل قضية أرض الصومال. فهي منطقة تتوفر فيها مقومات الدولة الكاملة (الشعب-السلطة-الأرض) ولا يسمح لها أحد من الغربيين بقيام دولة فيها.
هذا بالتأكيد ليس حرصا منهم على ما يقولونه ويزعمونه "وحدة الصومال"، هم الذين ساعدوا على قيام أرتريا، وهم الذين فصلوا جنوب السودان، ويسعون حاليا لفصل دارفور في غرب السودان، ولكن عندما تأتي قضية أرض الصومال يتوقف الحديث عن تقرير مصير الشعوب تماما، ويصبح الإنفصال من المحرمات.


مقارنة أخرى بعيدة ولكنها قريبة، لا توجد دولة عربية تمارس الديموقراطية بإنتظام مثل أرض الصومال وها نحن نتهيأ للإنتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024 ولكن لا أحد يسلط الضوء على الممارسة الديموقراطية في أرض الصومال، وهي دولة مسالمة وآمنة، ولكن في كل فترة يقول الإعلام الغربي أنه يقف مع إسرائيل لأنها الدولة الديموقراطية المحيدة في الشرق الأوسط، وهي دول في حالة حرب مستمرة.
السؤال، أرض الصومال هي الديمقراطية الوحيدة في هذا الجزء من العالم العربي، ولا تنافسنا في ذلك إلا تونس فقط لا غير، وذلك لأن الديموقراطية في لبنان تقوم على المحاصصة الطائفية وفي العراق تقوم على المحاصصة المذهبية والجهوية. من الممكن أن نقول هنالك ديمقراطية محدودة في المغرب وموريتانيا، ولكن أرض الصومال ديمقراطية كاملة.
بل حتى منطقة شرق أفريقيا لا توجد ديموقراطية إلا في أرض الصومال وكينيا، وما يحدث في كينيا هو ممارسة سياسية ممزوجة بأعلى درجات الفساد، وهنا تعود أرض الصومال تتربع مجددا على عرش الديمقراطية.
العرب لا ينتبهون لنا إلا عندما تأتي أخبار على شاكلة: "جيروزاليم بوست ": لماذا يجب أن تهتم إسرائيل بأرض الصومال؟
(ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه مع التغييرات في السياق الجيوسياسي للمنطقة التي تربط بين إسرائيل والإمارات واليونان وقبرص ومصر في شبكة أوثق من المصالح المشتركة، يمكن أن تكون أرض الصومال منطقة مهمة لهذه المجموعة من البلدان.)
مثل هذا الخبر يجعل الأشقاء العرب أكثر انتباها لأرض الصومال من أن يقرئوا خبر عن إنتخابات ديموقراطية خالصة في أرض الصومال.
نجيب على السؤال، لماذا لا يرغب الغربيون في الإعتراف بجمهورية أرض الصومال، وهنا تتكشف الحقيقة المغايرة تماما لقصة "وحدة الصومال" والإستقرار والأمن الأمان!
السبب هو العكس تماما أن قيام جمهورية أرض الصومال سيحقق الأمن والامان وما هو أهم من هذا. سيكون نموذجا للديموقراطية في المنطقة.
كنا في مؤتمر في لندن عن قضايا التحرر العالمي، وعن تعريف المقاتلين من أجل الحرية، وهنا ذكرت أرض الصومال. أتدرون ماذا قال لي أحمد المؤتمرين.
قضية أرض الصومال لا علاقة لها بالمقاتلين من أجل الحرية "لأنكم لا تقاتلون أساسا"!
وهذا يعني أن أرض الصومال لو شرعت في قتل من يعترض على قيامها سيعترف العالم بها، وهذا في حد نفسه كارثة كبيرة.

حفيد عبدالله – باحث متخصص في أفريقيا والشرق الأوسط

Hafeed Abdalla

abdallahafeed@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

رئيس الصومال: "مقديشيو الجديدة" مشروع وطني ستفتخر به الأجيال القادمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد رئيس الصومال حسن شيخ محمود، أن مشروع "مقديشيو الجديدة" الذي يهدف إلى تعزيز مكانة العاصمة كمركز تجاري إقليمي، يعد مشروعا وطنيا يشارك فيه رجال الأعمال وستفتخر به الأجيال القادمة. 
وأشاد الرئيس الصومالي - في تصريح أوردته وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، اليوم السبت - بمدى إلتزام رجال الأعمال في المساهمة بتنفيذ المشروع، مقدما إليهم الشكر على دورهم البارز الذي يلعبونه في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتعزيز السلام، وحثهم على دفع الضرائب والمشاركة في إعادة إعمار البلاد.
وأطلقت الحكومة الصومالية بالتعاون مع رجال الأعمال، مبادرة "تنمية مقديشو الجديدة"، التي تستهدف بناء عدد من المشاريع التنموية الكبرى في العاصمة مقديشيو، وتحويل المدينة إلى مركز للنقل والأعمال في المنطقة وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد.
وتتضمن المرحلة الأولى من المبادرة، بناء مطار مقديشيو الدولي الجديد، وميناء مقديشيو ومنطقة اقتصادية خاصة. وتأتي هذه الخطط كجزء من خطة التحول الوطني (2025-2029) وتهدف إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد الصومالي.
وتأمل الحكومة الصومالية في مشاركة رجال الأعمال والمغتربين الصوماليين في تمويل هذه المشاريع. وتتضمن الخطة الجديدة، مشاركة عامة مباشرة في الاستثمار، مما يسمح للحكومة والجمهور، والمستثمرين، والمؤسسات المالية بالقيام باستثمارات مشتركة.
وتقدر تكلفة المرحلة الأولى من بناء مطار مقديشيو الدولي بحوالي مليار دولار أمريكي وتوفر الحكومة الأرض، كما ستقوم بتسهيل التصاريح المطلوبة لهذا المشروع الكبير.
وكان الصومال، قد وضع حجر الأساس لمطار مقديشيو الدولي منذ ما يقرب من 50 عامًا، لكن المشروع لم يتحقق بسبب الظروف الاقتصادية، والحروب الأهلية، والحكومات الانتقالية. 

ومع النظام الاستثماري المبتكر الجديد، يأمل الصومال في تحقيق هذه المشاريع الطموحة خلال المرحلة الأولى.

مقالات مشابهة

  • رؤية بشأن التفاعلات التركية المتقاطعة مع المصالح المصرية
  • نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن
  • إسرائيل تعلن اعتراض مسيّرة أطلقت من الشرق
  • رئيس الصومال: مقديشيو الجديدة مشروع وطني ستفتخر به الأجيال القادمة
  • رئيس الصومال: "مقديشيو الجديدة" مشروع وطني ستفتخر به الأجيال القادمة
  • قوات من إثيوبيا تعبر الحدود مع الصومال
  • صفارات الإنذار تدوي وسط إسرائيل.. والجيش: إطلاق صاروخ من اليمن
  • أشرف عبدالعزيز عن قضية المصفوع: عمرو دياب حاول التهدئة ولكن الشاب فضل الشو
  • منظمة القانون من أجل فلسطين: هجمات إسرائيل على الأونروا تقوض القضية الفلسطينية
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تحول فلسطين إلى جحيم لتصفية القضية