(وكالة أنباء العالم العربي) - قال مسؤول مكتب الاتصالات في الحكومة الإثيوبية موسى شيخو إن زيارة رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السودان أمس الثلاثاء تثبت أن إثيوبيا تقف على مسافة واحدة من الجيش وقوات الدعم السريع.

وأبلغ شيخو وكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الأربعاء "رغم اتهام إثيوبيا من بعض النشطاء والجهات الإعلامية بأنها تميل إلى قوات الدعم السريع، إلا أنها أثبتت أنها تقف على مسافة واحدة من الطرفين، وهذه الزيارة تؤكد ذلك".



واجتمع آبي أحمد مع رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في قصر الضيافة في بورتسودان أمس الثلاثاء، وركزت المباحثات بين الجانبين على ضرورة ترقية وتطوير التعاون المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب بيان لمجلس السيادة.

ونقل البيان المجلس عن آبي أحمد القول إن هذه الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا مع السودان، وإنها بمثابة رسالة تضامن مع الشعب السوداني في محنته. وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي "هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة".

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان من العام الماضي بسبب خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.

ولم يستبعد مسؤول مكتب الاتصالات في الحكومة الإثيوبية أن يكون لقاء آبي أحمد مع البرهان تناول مسائل أخرى تتعلق بوقف الحرب والضغط على الأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول سلمية، فضلا عن تأمين الحدود الإثيوبية مع السودان قبل الإعلان المتوقع عن حصول إثيوبيا على منفذ بحري على البحر الأحمر.

وربط شيخو بين زيارة آبي أحمد إلى السودان وفعاليات إقليمية في الآونة الأخيرة تمحورت حول الأزمة السودانية.

وقال "معلوم أن القوى الديمقراطية (السودانية) عقدت مؤتمرا في القاهرة مستبقة (به) زيارة رئيس الوزراء، وكانت قبل ذلك أيضا عقدت اجتماعا مهما في أديس أبابا وتكرر في بيانها الدعوة إلى إيقاف الحرب والعودة إلى منبر جدة (مفاوضات وقف إطلاق النار بين الجيش والدعم السريع في السعودية).

"كما سبق وصول رئيس الوزراء وصول نائب وزير الخارجية السعودي أيضا (إلى السودان)".

وأضاف "هذه الأمور وغيرها تتجه إلى أن أثيوبيا دولة محورية في (إحداث انفراجة) في الأزمة السودانية وإيقاف الحرب ولو مؤقتا. هذه الزيارة حظت بأهمية بالغة لما تمتلكه إثيوبيا من أدوات كثيرة لدفع الطرفين لتحقيق السلام في السودان".

وفي الوقت نفسه، استبعد مسؤول الاتصالات الحكومي أن تكون الزيارة تطرقت إلى قضايا عالقة بين البلدين ومنها الحدود وسد النهضة.

وقال شيخو "لم يتم الإشارة (إلى ذلك) سواء في تصريحات رئيس الوزراء وكذلك على لسان الحكومة السودانية، وأنا شخصيا استبعد أن تكون هذه المواضيع من بين المواضيع التي تم التطرق إليها".

وتابع قائلا "أغلب الاحتمالات تشير إلى أن الحديث كان عن إيقاف الحرب وكيفية تحقيق المصالحة وتقريب وجهات النظر بين القوى المتقاتلة وبين القوى الديمقراطية التي كانت تتردد على أديس أبابا والقاهرة".

وتوترت علاقات السودان وإثيوبيا قبل عامين ودارت اشتباكات عسكرية محدودة بينهما عبر الحدود، كما قدم السودان شكوى أمام مجلس الأمن الدولي ضد إثيوبيا متهما إياها بقتل سبعة عسكريين سودانيين ومدني واحد في منطقة الفشقة الحدودية.

وردا على سؤال حول الدور الذي تنوي إثيوبيا القيام به بعد هذه الزيارة في تعزيز السلام والاستقرار في السودان ومنطقة القرن الأفريقي، قال شيخو "منذ التغيير الذي شهدته إثيوبيا قبل ست سنوات ووصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة، اتسم النهج الدبلوماسي الإثيوبي بالدبلوماسية النشطة.

"إثيوبيا أيضا في عجلة من أمرها لتحقيق أجندات مهمة في مقدمتها الحصول على المنفذ البحري"، في إشارة إلى اتفاق إثيوبيا في يناير كانون الثاني على استئجار شريط ساحلي بطول 20 كيلومترا من إقليم أرض الصومال الانفصالي في الصومال مقابل الاعتراف باستقلاله.

وتوقع شيخو أن يتم الإعلان عن الاتفاق المبدئي الموقع مع أرض الصومال قريبا "ولذلك تريد إثيوبيا تأمين حدودها وأن تطمئن على بلد يمتلك معها أطول حدود (السودان) قبل الإعلان عن هذه الاتفاقية".

واستنكر الصومال اتفاق إثيوبيا، وهي دولة حبيسة، مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، واعتبره اعتداء على سيادته.

وأشار مسؤول الاتصالات الحكومي إلى مسائل أخرى تسعى إثيوبيا إلى حسمها "في ظل تردد أنباء عن وجود مقاتلين من جبهة تحرير التيجراي (التي تقاتل الحكومة الإثيوبية) في صفوف الجيش السوداني... ولما تشهده المنطقة المثلثة بين إثيوبيا والسودان وإريتريا من حركات غير انضباطية وانتشار لكثير من الحركات".

وأضاف "مع فتور وتجمد العلاقات مع إريتريا في بعض المواقف، فإثيوبيا عموما تريد أن تطمئن على هذه الأمور. من مصلحة إثيوبيا ومن أهدافها الاستراتيجية أن يكون السودان آمنا وموحدا ومن دون حرب".  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رئیس الوزراء الدعم السریع هذه الزیارة آبی أحمد

إقرأ أيضاً:

حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق

 

مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.

التغيير ــ وكالات

الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.

ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.

أوضح هدسون أنه تم فرض عقوبات على بعض الأفراد في قوات الدعم السريع، والتي لم تكن فعالة لتغيير سلوكيات هذه القوات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دلائل على تقديم دولة الإمارات لأسلحة في السودان إلا أن واشنطن لم تتحدث بصرامة معها بهذا الشأن، تم الاكتفاء بنفي أبو ظبي إرسال أسلحة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفضل علاقاتها مع الإمارات وإن كان ذلك على حساب مقتل العديد من المدنيين في السودان.

وقال هدسون إن رد وكالات الأمم المتحدة لم يكن كافيا في السودان، وهذا يعود للتمويل وللأولويات التي تفرضها الدول الأعضاء على المشهد، إذ أنها لا تحظى بذات الأولوية مثل ما يحدث في حرب أوكرانيا، أو حرب إسرائيل في غزة.

وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش النظامي على شمال وشرق البلاد.

وحتى الآن، لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف مناطق سكنية عمدا.
ملايين السودانيين اضطروا للنزوح بسبب القتال الجاري في البلاد منذ أبريل 2023

مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.

الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.

ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.

وأعلنت واشنطن الخميس عن تخصيصها مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.

وأضاف هدسون أن واشنطن أيضا لم تنجح في وضع حدود للقوى الدولية التي تغذي الصراع في السودان، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “في وضع صعب” فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في السودان، خاصة مع تبقي شهر واحد لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.

ولا يعتقد أن الأزمة في السودان تتصدر أولويات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.

منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.

وقال هدسون إن تقديم المساعدات لوحدها للسودان غير كافية، ولكن ما نحتاج إليه هناك هو حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تستخدم كل الأدوات المتاحة لها للضغط في هذا الإطار، إذ لم تفرض عقوبات، ولم يتم إيقاف تغذية الصراع من قوى إقليمية.

والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، إضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في البلد.

الوسومأزمة إنسانية الحرب جهود دولية حل سياسي

مقالات مشابهة

  • تحديات السودان مع مطلع 2025
  • السودان.. حرب «منسية» و ملايين يعانون في صمت
  • رمطان لعمامرة: أمد الحرب في السودان طال لما لا يقل عن عشرين شهراً
  • مجلس الوزراء السعودي يجدد التأكيد على ضرورة إنهاء الصراع في السودان
  • "الوزراء السعودي" يجدد التأكيد على ضرورة إنهاء الصراع في السودان
  • حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق
  • البرهان للمبعوث الأممي للسودان: ملتزمون بالعمل مع الأمم المتحدة
  • رئيس الوزراء العراقي: يجب منع اتساع الصراع بالمنطقة
  • مسؤول قطري يصل إلى دمشق في زيارة هي الأولى منذ سقوط الأسد
  • بوتين يلتقي رئيس الوزراء السلوفاكي في زيارة نادرة لموسكو لتأمين صفقة في مجال الطاقة