سورية تشيد بالرؤية البعيدة لمبادئ التعايش السلمي التي جددها الرئيس الصيني بالذكرى السبعين لإعلانها
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
دمشق-سانا
أشادت سورية بالرؤية البعيدة للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي التي جددها الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته بمناسبة الذكرى السبعين لإعلان تلك المبادئ السامية التي أطلقتها الصين والهند وميانمار عام 1954.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم تلقت سانا نسخة منه: “إن هذه المبادئ المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي، شكلت المحددات الأساسية التي انطلقت منها علاقات الصداقة التاريخية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية الصين الشعبية، وكانت تجسيداً لعلاقات الصداقة والتعاون التي ربطت شعبي البلدين على مر السنين، لتتوّجها اليوم الرؤية المبدئية الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد وفخامة الرئيس شي جين بينغ في المضي قدماً لتطوير علاقات الصداقة والأخوة بين البلدين”.
وأوضحت الوزارة أنه في الوقت الذي تثبت فيه تلك المبادئ صحتها لكل زمان ومكان، وتشكل فيه منهاج عمل بالنسبة للدول المحبة للسلام والاستقرار والتعاون ولتلك التي تؤمن بسيادة القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية، فإن قوى الهيمنة والغطرسة الاستعمارية العالمية تمعن في تجاهل تلك المبادئ وتعمل على تقويضها.
وأعربت الخارجية عن إيمان سورية الراسخ بأن تلك المبادئ ستسهم في توجه العالم نحو السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المشتركة، مجددة دعمها لما تهدف إليه تلك المبادئ في بناء مصير مشترك للبشرية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ميدان السبعين في صنعاء.. بين الدلالات الرمزية والتوظيف السياسي والعسكري (تقرير)
ميدان السبعين هو أحد أكبر ميادين العاصمة اليمنية صنعاء، يقع في قلب العاصمة وبالقرب من مقر الرئاسة، ويحمل دلالات رمزية شاهدة على الكثير من التحولات السياسية في البلاد.
سمي الميدان بهذا الاسم نسبة لملحمة حصار السبعين الذي ضربته القوات الملكية على الجمهوريين المتحصنين في العاصمة صنعاء، من أجل إسقاط الثورة والنظام الجمهوري ودام سبعين يوماً، (28 نوفمبر 1967 إلى 7 فبراير 1968م)، انتصر في نهايته الجانب الجمهوري والقوات الموالية للثورة.
اكتسب ميدان السبعين شهرته الرمزية من تلك الملحمة، باعتباره أيضا أكثر حضورا في المشهد السياسي اليمني بكل مراحله السياسية والمحورية والأحداث العاصفة باليمن.
الموقع الجغرافي
يقع الميدان في حي السبعين، بمساحة تقدر نحو 100 ألف متر مربع، ويحده من الشمال مستشفى السبعين ومن الغرب حديقة السبعين ومن الشرق جامع الصالح ومنصة الاحتفالات ومن جنوب شرق مقر الرئاسة وجبل النهدين.
وعلى الجهة الغربية منه نصبت فيه أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
استخدم الميدان كساحة عروض وميدان رئيسي للاحتفالات الرسمية الكبرى، مثل الاحتفال بأعياد الثورة والوحدة وتخرج الدفعات العسكرية والأمنية وساحة للتجمعات والحشود الجماهيرية التي تدعوا إليها الحكومة وتنظمها.
التوظيف السياسي والعسكري
ومع بداية الألفية الثالثة وتصاعد حدة التنافسات السياسية بين حزب المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) وأحزاب المعارضة وظف الميدان استخدم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الميدان لتجمع الحشود الموالية له خاصة بدءً من العام 2006 في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وكان أول حشد لصالح حين عمل حركة عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية الأخيرة في يوليو/تموز 2005 الذي يحكم اليمن منذ 27 عاما أنه لن يترشح لفترة رئاسية أخرى بعد انتهاء فترته الحالية، حيث حشد مناصريه من مختلف المحافظات، إلى ميدان السبعين، كما أنزل افراد الجيش والأمن في الزي المدني، يناشدوه للعدول عن قراره.
يذكر أن التعديل الدستوري منح الرئيس صالح فترة رئاسية ثانية على اعتبار أن الرئاسة هناك مقيدة بفترتين زمنيتين مدة كل منهما سبع سنوات، وخلال نزول مناصريه إلى السبعين، زعم أنه عدل عن قراره رغبة لمطالب شعبه.
وفي ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية، عام 2011م ونصب الشباب مخيماتهم في ساحة التغيير أمام بوابة جامعة صنعاء بالعاصمة صنعاء، للمطالبة برحيل صالح، شرع الأخير في مظاهرات مضادة للثورة، وجعل من ميدان السبعين ساحة لمناصريه، فكان يحشدهم كل يوم جمعة، ويطل عليهم من منصة السبعين، يتوعد أحزاب المعارضة وشباب الثورة، طيلة العام ذاته، قبل أن ينتهي برحيله وتسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي في فبراير 2012م.
بعد تحالف صالح مع جماعة الحوثي واسقاط العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، وانطلاق العملية العسكرية "عاصفة الحزم" لدول التحالف العربي بقيادة السعودية، دعما للرئيس هادي حينها، استخدم صالح والحوثي ميدان السبعين لحشود مناصريهما تنديدا بما سموه "عدوان" التحالف العربي، ودعما لحشد المواطنين إلى جبهات القتال.
وأثناء توتر العلاقة بين صالح والحوثي في العام 2017، دعا صالح مناصريه للاحتشاد إلى السبعين، فيما الحوثيين رفضوا ذلك، وتطورت تلك الصراعات إلى اشتباكات ومواجهات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الحليفين، انتهت بمقتل صالح.
وظلت جماعة الحوثي تحشد مناصريها إلى ميدان السبعين في فعاليات متقطعة خلال السبعة الأعوام الأخيرة بعد التخلص من حليفها صالح.
ومع إطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023م، أعلنت جماعة الحوثي دعمها لغزة، كما تحشد كل يوم جمعة مناصريها تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على غزة ولبنان واليمن، ودعما للحوثيين في مواصلة استهدافهم لسفن الشحن بالبحر الأحمر وتنفيذ هجماتهم على مدن إسرائيلية.