«لا تزال أقصى أمانيَّ حتى اليوم أن أتركَ مكاني في كُرسِيِّ المشيخة، وأجلسَ على الحَصِير لأُحفِّظَ الأولادَ والنَّشءَ كتابَ الله».
قالت الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين بهذه الكلمات البسيطة في ألفاظها، العميقة تمامَ العُمق في معانيها، أبدى سيِّدي الإمامُ الطيِّب، شيخُ الأزهر الشَّريف  حفظه الله ورعاه  في مؤتمرٍ جامعٍ تراه الدُّنيا كلُّها  أعظمَ رغباته في هذه الحياة، إنها حقًّا كلماتٌ تعكسُ نقاءَ القلب وصفاءَ النِّية، وتُنقلُنا إلى جوهر شخصية هذا العالِم الربَّانيِّ الجليل، المتواضِع في سُموِّه، والسَّامي في تواضُعه.

 

انعكاسٌ صادقٌ لعُمقِ حُبِّه للقرآن الكريم


ولفتت مستشار شيخ الأزهر الى أنَّ هذه الأمنية التي عبَّر عنها الإمامُ الطيِّب ليست مجرَّد كلماتٍ لاستثارة الجماهير، بل هي انعكاسٌ صادقٌ لعُمقِ حُبِّه للقرآن الكريم وإخلاصِه له؛ ففي الوقت الذي يتلهَّف فيه الكثيرون على المناصب العالية والألقاب الرفيعة نجد الإمامَ الطيِّب وهو في زَهْوة المَنصِب وعِظَم القَدْر وسُموِّ المنزلة، وهو ذلك الرجلُ العظيمُ الذي ينحني له الأمراء، ويُجلُّه الحكَّام والزعماء، ويُبجِّله السلاطين وكبارُ السَّاسة، نجده يتطلَّع إلى العودة إلى جذوره الأولى، إلى اللحظة التي يجلس فيها مع الأطفال والشباب يُعلِّمهم كلامَ الله ويُربِّيهم على حُبِّ القرآن.


تابعت مستشار شيخ الأزهر قد جسَّد الإمامُ الطيِّب بتلك الكلمات الرَّقيقة والمليئة بالصِّدق والإيمان درسًا بليغًا في التواضُع ونُكران الذَّات، ما دام الحديثُ مُتعلَّقُه أعظمُ كلام نزل على أعظم نبيّ، إنها لحظة تأمُّل تدعونا جميعًا لنقفَ ونفكرَ في قِيَمِنا وأهدافنا، لنتعلَّمَ كيف نُحبُّ كتابَ الله، ليس فقط بحفظه، بل بالعيش على نَهْجِه والسَّير على هُداه.


اضافت لقد أبرز الإمامُ الطيِّب، من خلال هذه الأمنية الصَّادقة، المعنى الحقيقيَّ للقيادة الدِّينية، فهي ليست في الزَّخارف والمظاهر، بل في الصِّدق والتواضُع والعمل الدَّؤوب لنشر العلم وخدمة كتاب الله.


أشارت مستشار شيخ الأزهر الى إن رغبتَه في العودة لتحفيظ القرآن الكريم تُجسِّد رُوحَ العالِم الربَّانيِّ الذي يعيش لإيصال رسالة الله إلى القلوب والعقول معًا.


أضافت إن حُبَّ الإمام الطيِّب للقرآن الكريم وتواضُعَه الجمَّ هما ما يجعلان منه تلك الشخصية المتميزة في عصرنا هذا، فهو بهذه الأخلاق يبني جسورًا بين العلم والدِّين، بين القيم الإنسانية وتعاليم الإسلام السَّمحة، ليظل الإمامُ الطيِّبُ رمزًا للوسطية والاعتدال، وصوتًا للعقل والحكمة في زمن التحديات.


تابعت ولأنَّنا  يا فضيلة الإمام  قد استشعرنا منك هذه النِّيةَ الصَّادقةَ مُذْ لَقِيناك، وشرَّفنا الله بالعمل بالقُربِ منك وفي حضرتك، قبل أن تقولَها بلسانك وتَنطقَها شَفَتَاك، قد هدانا الله وألهمنا في مركز تطوير الوافدين أن نؤسِّس مدرسةً تحمل اسمَكم وتتعطَّر برسمكم (مدرسة الإمام الطيِّب لتحفيظ القرآن الكريم)، تقوم هذه المدرسة بالعمل على تحفيظ كتاب الله وتدبُّر معانيه، ومِنْ رَحِمها تخرج المسابقات التي تُشجِّع وتُحفِّز على حفظ القرآن الكريم ومُدارسَة معانيه.


بارك الله فيكم أيُّها الإمامُ الطيِّب، ونوَّر بصيرتَكم بالقرآن، وجعلنا جميعًا من العاملين على خدمة كتابه وتعالِيمِه، لنَسِيرَ في دَربِ الحقِّ والعدلِ والسلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر مستشار شيخ الأزهر الإمام الأكبر الإمام الطيب مستشار شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

"عمك الشيخ أحمد الطيب".. الإمام الأكبر يهنَّئ الثانية على الثانوية الأزهرية بفلسطين

"عمك الشيخ أحمد الطيب"، هكذا أبلغ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب شيخ الجامع الأزهر إحدى بناته بالتعليم الأزهري من غزَّة، بحصولها على المركز الثاني في الثانوية الأزهرية بفلسطين، في مكالمة هاتفية غلب عليها الطابع الحنون، بفرحة الأب بابنته، في تهنئتها بما حققته من نجاح باهر.

"عمك الشيخ أحمد الطيب"، هكذا أبلغ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب شيخ الجامع الأزهر إحدى بناته بالتعليم الأزهري من غزَّة، بحصولها على المركز الثاني في الثانوية الأزهرية بفلسطين

"رؤى" صاحبة المركز الثاني، التي لم تكُن تصدِّق من ْأوْج  الفرحة، لتنطق بلكنة فلسطينية “قول والله.. عنُجد عنُجد” حصلت على شهادة الثانوية الأزهرية بمجموع 619، بما يساوي نسبة "95.23%"؛ لتسطر مركزًا ليس فقط على طلاب الأزهر داخل الشقيقة فلسطين، بل في مصاف كل مجتهد تواجههه الظروف؛ لتضرب لنا مثالًا حيَّا وبارعًا لنوع آخر فريد من المثابرة، تسطر بها سطرًا مضيئًا في صفحة المقاومة تنشأ داخل الأرض المحتلَّة.

فرحة وامتنان

الطالبة التي تلقت الاتصال عبرت عن فرحتها الكبيرة وامتنانها لهذا التكريم الذي لم تكن تتوقعه. وأكدت أن هذا الاتصال سيبقى محفورًا في ذاكرتها كأحد أبرز اللحظات في حياتها. كما أعربت عن شكرها العميق للإمام الأكبر وللأزهر الشريف على دعمهما المستمر للطلاب الفلسطينيين، مشيرة إلى أن هذا التقدير يعزز من معنوياتها ويحفزها على مواصلة تحقيق المزيد من النجاحات الأكاديمية.

تقديم كل المساعدة الممكنة

الإمام الطيب أكد خلال المكالمة على التزام الأزهر بدعم التعليم في فلسطين وتقديم كل المساعدة الممكنة للطلاب هناك. وشدد على أهمية العلم والمعرفة في بناء مستقبل مشرق للشباب الفلسطيني، متمنيًا للطالبة مزيدًا من التفوق والنجاح في مسيرتها العلمية. هذا الاتصال يعكس روح الأزهر في الوقوف إلى جانب الطلاب في كل مكان، وتعزيز قيم العلم والاجتهاد والتفوق.

وأضاف: “الفضل لك ولأسرتك"، مشيرًا: “عقبال ما ترجعوا لأماكنكم وبيوتكم”.

انتهت المكالمة؛ لتبدأ ليلة تعمُّها السرور والطموحات والآمال، ببيت فلسطيني يفخر بإنجاز ابنته. هكذا مكالمة أحيت الفرحة كشمعة في ليل دامس، باتصال غلب عليه طابع الود والقُرب من كونه اتصال رسمي. فهكذا يحرص الازهر وعلى رأسه الإمام الطيِّب بأن يكون يدًا حنونة وداعمًا لأبنائه حملة العلم وحملة كتاب الله.

"رؤى" فتاة تضرب المثال، بجامع الدين والعلم؛ لتمثِّل أيقونة لشباب الأمة العربية، الذين لازال الأمل فيهم يسطع ببصيص يقول: "ستبقى فلسطين بشبابها والعودة تقترب".

مقالات مشابهة

  • الثانى على الثانوية الأزهرية: حلمى التحق بكلية الطب ومكالمة شيخ الأزهر أثلجت صدري
  • "عمك الشيخ أحمد الطيب".. الإمام الأكبر يهنَّئ الثانية على الثانوية الأزهرية بفلسطين
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد الاختبارات التتابعية بفرع الرواق الأزهري بالمنوفية
  • مستشار شيخ الأزهر: أطلقنا مبادرات لضبط السلوك والأخلاق عن طريق اللغة العربية
  • صنعاء.. الحوثيون يستولون على مؤسسات خيرية ومساجد ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم
  • ختام البرنامج الصيفي لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم بالسويق
  • مفتي عام المملكة يستقبل رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمحاني
  • «الأزهر» يدين مشاهد الإساءة للمسيح في افتتاح اولمبياد باريس
  • الأزهر يُدينُ مشاهد الإساءة للمسيح عليه السلام في افتتاح دورة الألعاب الأوليمبيَّة
  • فضل دعاء الأم من القرآن والسنة