أكد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، ضرورة حشد الجهود الدولية من أجل الوقف الفوري للعدوان على غزة، وتسيير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المعزول، وتوفير كل أوجه الدعم اللازم من أجل وقف شلالات الدماء التي تسال لأكثر من ثمانية أشهر دون رادع دولي أو قانوني، أو إنساني أو أخلاقي.

جاء ذلك خلال استقبال برابوو سوبيانتو رئيس جمهورية إندونيسيا المنتخب ووزير الدفاع، اليوم الخميس، فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، لبحث التعاون المشترك بين الأزهر وإندونيسيا وسبل تكثيف الحشد الدولي لوقف العدوان على غزة، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات "وام".

واتفق شيخ الأزهر والرئيس الإندونيسي على إطلاق دعوة عالمية للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وحث كل الأطراف المعنية على تغليب مصلحة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، والاستمرار في اتخاذ كافة التدابير القانونية والدولية من أجل إيجاد حل قاطع لوقف الانتهاكات وضمان عدم تكرارها في المستقبل والإسراع في حل الدولتين.


وأعرب فضيلته عن تقدير الأزهر للموقف الإندونيسي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وبخاصة منذ بدء العدوان على غزة، ومد يد العون لإخواننا في غزة من خلال تجهيز القوافل الإغاثية وتسييرها بالتعاون مع الأزهر.

وفي بداية اللقاء، هنأ شيخ الأزهر الجنرال برابوو سوبيانتو، بفوزه في انتخابات الرئاسة الإندونيسية، وأشار إلى أن إندونيسيا تمثل نموذجًا إسلاميًّا يُحتذَى به في التطور والتنمية والحفاظ على الدين والقيم في مجتمع متعدِّد الثقافات.

وأكد شيخ الأزهر ضرورة أن يكون هناك موقفٌ سياسيٌّ ودينيٌّ موحَّدٌ تجاه ما يحدث من الانتهاكات غير الإنسانية في قطاع غزة؛ بحيث يقوم صناع القرار السياسي بدورهم وواجباتهم في حشد الرأي العام السياسي عالميا، واستخدام أدوات السياسة والقانون جنبا إلى جنب مع قيام علماء الدين بدورهم في التعريف بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر ومحارق يومية من خلال تواجدهم في المؤتمرات والمناسبات والقمم الدينيَّة.
وأشار شيخ الأزهر إلى أنّ مجلس حكماء المسلمين يدرس مبادرة إطلاق تحالف عالمي للقيادات الدينية، ومن بينها القيادات الدينيَّة في جنوب شرق آسيا تحت عنوان "أديان من أجل التنمية والسلام"، تستهدف الاستفادة من تعاليم الأديان لخدمة ودعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها، وبخاصة في منطقة جنوب شرق آسيا، مؤكدا أن إندونيسيا تمثل أنموذجا في التنمية مع الحفاظ على القيم الدينية.

ورحّب رئيس جمهورية إندونيسيا المنتخب بالمبادرة؛ وقال إن إندونيسيا تتشرَّف باستضافة مبادرة مجلس حكماء المسلمين "أديان من أجل التنمية والسلام" التي طرحها فضيلة الإمام الأكبر، رئيس المجلس، وسنعمل على توفير البيئة المناسبة لإنجاحها والاستفادة منها.

وأكّد برابوو سوبيانتو دعم إندونيسيا للشعب الفلسطيني والمطالبة بالوقف الفوري للعدوان على غزة، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مشيرا إلى تقديره للجهود المصرية الحثيثة في تسيير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتسليط الضوء على المأساة التي يتعرَّض لها الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ في القطاع المعزول.

كما أكد أن صوت الأزهر جاء معبرا عن آلام الشعوب الإسلامية ومشاعرها تجاه ما يحدث في غزة؛ ولذا حرصت إندونيسيا على التعاون مع الأزهر الشريف في إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، مشيرا إلى استعداد بلاده لاستقبال الجرحى من غزّة، وبخاصة الأطفال والأيتام، لعلاجهم في المستشفيات الإندونيسية، واستضافتهم لحين عودتهم إلى ديارهم مرة أخرى، وإعادة ترميم المجمع الطبي الإندونيسي في غزة فور تحسن الأوضاع ووقف العدوان.

وفي نهاية اللقاء، أهدى شيخ الأزهر برابوو سوبيانتو درع الأزهر الشريف وميدالية مجلس حكماء المسلمين بمناسبة مرور 10 أعوام على إنشاء المجلس.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شيخ الأزهر العدوان على غزة الحرب غزة القطاع اندونيسيا الشعب الفلسطيني مجلس حکماء المسلمین برابوو سوبیانتو العدوان على غزة شیخ الأزهر من أجل

إقرأ أيضاً:

تعزيز التعاون.. ننشر توصيات المؤتمر الدولي التاسع لدار الإفتاء

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

اختتمت، قبل قليل، فعاليات مؤتمر "الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع" الذي نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على مدار يومين بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس السيسي.

وأعلن مفتي الجمهورية، أن المؤتَمرُ خرج في ختامِه بمجموعةٍ من التوصياتِ والقراراتِ المهمَّةِ التي خَلَصَ إليها من خلال اقتراحاتِ المشاركينَ مِنَ العلماءِ والباحثينَ، وجاءت كما يلي:

أولًا: دعا المؤتمرُ جميعَ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ إلى تعزيزِ التعاونِ والتنسيقِ فيما بينها لدعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ بكافةِ الوسائلِ الممكنةِ، سواءٌ عبرَ الجهودِ الدبلوماسيةِ في المحافلِ الدوليةِ أو من خلالِ المساعداتِ الإنسانيةِ والتنمويةِ للشعبِ الفلسطينيِّ، تأكيدًا على وحدةِ الصفِّ والتضامنِ الإسلاميِّ.

ثانيًا: يُثَمِّنُ المؤتمرُ جهودَ القيادة المصرية في تعزيز الخطاب الديني الوسطي المعتدل، وتقديم خطاب ديني مستنيرٍ يواكب العصر، ويحافظُ على القيم الإسلامية السمحة ودورها كذلك في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، مما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

ثالثًا: يُشيد المؤتمرُ بالسياسات المصرية التي تدعمُ الحوارَ والانفتاح على العالم مع احترام الخصوصيات الدينية، مما يعزز التعاون الإنساني المشترك.

رابعًا: يُثمن المؤتمرُ دور مصر في تعزيز الإعلام المستنير، ودعوتها إلى استخدام وسائل الإعلام لنشر القيم الأخلاقية والتوعية بمخاطر الفكر المتطرف.

خامسًا: يؤكد المؤتمر أهمية الدور الذي تلعبه التعاليم الإسلامية السمحة في الارتقاء بالأفراد والمجتمعات البشرية، وهي التي نجدها منصوصًا عليها في كافة الشرائع السماوية، ومن ثم فإن المؤتمر يهيب بالمجتمع الدولي بضرورة احترام هذه التعاليم والعمل من خلالها على ضبط التسارع في الحركة العالمية، وتنامي النزعة الفردية على كافة المستويات؛ من أجل الحفاظ على القيم الإنسانية الرئيسية.

سادسًا: يثمِّن المؤتمر كافة المخرجات التي صَدَرت وعُرِضَت في فعالياته، ويدعو الباحثين والمختصين للإفادة منها.

سابعًا: يدعو المؤتمر جميع المؤسسات الإفتائية الوطنية إلى التعاون والتكاتف لمواصلة التجديد الفقهي والإفتائي، وتقديم خطاب فقهي وإفتائي يناسب العصر انطلاقًا من مقاصد الشريعة وغاياتها العليا.

ثامنًا: يؤكد المؤتمر على أن ما نملكه من ثروة فقهية وتشريعية غزيرة قادرة على صناعة فتوى تتناسب وحجم التسارع والمتغيرات العالمية في كافة المجالات.

تاسعًا: يدعو المؤتمر المجتمع الدولي للبعد عن توظيف التفسيرات والتأويلات المتطرفة للتعاليم الدينية السماوية السمحة في شن الحروب وإذكاء الفتن والنزعات العرقية والطائفية، بما يهدد أمن وسلامة المجتمعات البشرية لاسيما الإسلامية، ويحذر المؤتمر من أن هذه التوجهات تمثل وقودًا لتغذية تطرف مقابل لها قد لا يقل خطورةً عنها، وبما قد يدخل منطقتنا والعالم أجمع في أتون صراعات لا تنتهي.

عاشرًا: يؤكد المؤتمر أهمية مواصلة العمل في مجال التأهيل الإفتائي، وبناء المزيد من جسور التفاهم والتعاون بين القائمين على صناعة الفتوى في العالم من مؤسسات وهيئات وطنية؛ لمواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها علينا العالم المعاصر بتغيراته وأحداثه المتسارعة.

حادي عشر: يدعو المؤتمر المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية في العالم كله إلى تكثيف جهودها في نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين الأديان، وتعزيز التعايش السلمي، وتضمين مناهجها الدراسية مواد تعليمية تنشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي.

ثاني عشر: يؤكد المؤتمر أهمية تعاون المتخصصين في مجالات التقنية ووسائل التواصل الرقمية مع مؤسسات الإفتاء لمساعدتها على تدشين بيئة آمنة عبر وسائل الاتصال لأتباع الدين الإسلامي يتم خلالها احترام خصوصياتهم، ومساعدتها في الترويج عالميًا لرقي وسماحة الدين الإسلامي لباقي الشعوب.

ثالث عشر: يؤكد المؤتمر على أهمية تحليل وتفكيك خطاب الجماعات المتطرفة، ومواصلة الجهود للتحذير منه، وبيان خطورته على أمن المواطنين واستقرار الأوطان.

رابع عشر: يَتوجَّهُ المجتَمِعونَ بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لرعايته الكريمة للمؤتمر، ولكل من أسهم في نجاح المؤتمر، مُتمَنِّينَ لمصر وكافة بلاد الأمة الإسلامية والعالمية التوفيق والنجاح والاستقرار الدائم.

مقالات مشابهة

  • النائب العام يؤكد التزام المملكة بتشريع الأنظمة لمكافحة الاتجار بالأشخاص
  • مجلس حكماء المسلمين يدعو إلى توحيد الجهود الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر
  • تعزيز التعاون.. ننشر توصيات المؤتمر الدولي التاسع لدار الإفتاء
  • أمير تبوك يؤكد أهمية التخصصات الجامعية النوعية
  • بلينكن يؤكد هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي أهمية منع التصعيد
  • بلينكن يؤكد لرئيس إسرائيل أهمية منع تصعيد الصراع مع حزب الله
  • أمين العاصمة يؤكد أهمية تكامل الجهود لتطوير أعمال النظافة
  • بلينكن يؤكد هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي أهمية منع التصعيد بعد الهجوم الصاروخي في الجولان
  • وزير الخارجية يؤكد على الأهمية التي يوليها لتطوير العلاقات مع الدول الإفريقية
  • وكيل الأزهر يستقبل وفدًا من جامعة السلطان أجونج الإسلامية‏ بإندونيسيا