اتهام أمازون بـ "تشويه الحقيقة" في أحدث مطالباتها المتعلقة بالطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
زعمت أمازون يوم الأربعاء أنها حققت هدفها المتمثل في الحصول على كل طاقتها من مصادر الطاقة النظيفة في العام الماضي. إذا تم أخذ هذا الإعلان على محمل الجد، فإنه يعني أنه وصل إلى هذا الإنجاز قبل سبع سنوات من الموعد المحدد، وهو ما سيكون إنجازًا هائلاً، لكن خبراء البيئة الذين تحدثوا إلى صحيفة نيويورك تايمز، بما في ذلك مجموعة من موظفي أمازون المعنيين، يحذرون من أن الشركة "تضلل الجمهور من خلال تشويه الحقيقة.
ويعتمد ادعاء الشركة بتحقيق كهرباء نظيفة بنسبة 100% جزئيًا على استثمارات بقيمة مليار دولار في أكثر من 500 مبادرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح. منطق الشركة هو أن الطاقة التي تولدها هذه المشاريع تساوي الكهرباء التي تستهلكها مراكز البيانات الخاصة بها، حتى ستيفن.
لكن مصادر الطاقة المتجددة التي تستخدمها في تلك الحسابات يتم تغذيتها في شبكة كهرباء عامة، وليس حصريًا في عمليات أمازون. ويحذر خبراء البيئة من أن الشركة تستخدم "المحاسبة والتسويق لجعل نفسها تبدو جيدة"، على حد تعبير صحيفة نيويورك تايمز.
وكتبت مجموعة "موظفو أمازون من أجل العدالة المناخية" في بيان لصحيفة نيويورك تايمز: "تريد أمازون منا أن نفكر في مراكز البيانات الخاصة بها على أنها محاطة بمزارع الرياح والطاقة الشمسية، لكن الواقع هو أن الشركة تستثمر بشكل كبير في توسعات مراكز البيانات التي تغذيها الفحم في ولاية فرجينيا الغربية، والنفط السعودي، والغاز المستخرج من كندا".
يقول خبراء الطاقة النظيفة إن إدراج أمازون لشهادات الطاقة المتجددة (RECs) في حساباتها يمكن أن يكون مضللاً للغاية. وذلك لأنه إذا قامت أي محطات طاقة على الشبكة بحرق الوقود الأحفوري، فلن تتمكن الشركات من معرفة أن الشبكة تستخدم الطاقة النظيفة فقط. وقالت مجموعة موظفي أمازون لصحيفة نيويورك تايمز إنه بعد طرح استخدام الشركة للمجموعات الاقتصادية الإقليمية في حساباتها، فإن استثمارها في الطاقة النظيفة كان "مجرد جزء صغير مما تم نشره".
وقالت ليا ستوكس، الأستاذة المشاركة في السياسة البيئية بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، لصحيفة نيويورك تايمز: "إن شراء مجموعة من المجموعات الاقتصادية الإقليمية لا يساعد في أي شيء". "عليك فقط أن تستثمر في مشاريع حقيقية."
ولكي نكون منصفين، ينبغي لنا أن نشيد بأي تحرك نحو الطاقة النظيفة. ولا تزال أمازون تحصل على الدرجة "B" من منظمة CDP غير الربحية (المعروفة سابقًا باسم مشروع الكشف عن الكربون)، والتي كانت أقل من الدرجة "A" التابعة لشركة جوجل ومايكروسوفت ولكنها لا تزال درجة النجاح. تكمن المشكلة عندما تستخدم الشركات الدخان والمرايا المرتبطة في كثير من الأحيان بالتسويق والعلاقات العامة لتضليل الجمهور للاعتقاد بأنها تفعل أكثر مما تفعله من أجل البيئة.
"تحتاج الشركة إلى تحديد ما هي المصادر التي تأخذها في الاعتبار في هذا الحساب؟" وقال سايمون فيشويشر، مدير حزب CDP، لصحيفة نيويورك تايمز:
ومع الصعود السريع للذكاء الاصطناعي والضغوط المالية التي فرضتها المنافسة في هذا الاندفاع الجديد نحو الذهب، تعمل الشركات الآن على تعديل أعمالها وإيجاد طرق جديدة لتحقيق أهدافها المناخية. ومع ذلك، إذا كان هذا التغيير يقدم حركة ملموسة أقل والمزيد من الكلمات المراوغة والمنطق غير الواضح، فإن ذلك يخلق مشكلة جديدة على رأس حلولهم المزعومة لأزمة حقيقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمازون الطاقة النظيفة طاقة الرياح الطاقة المتجددة جامعة كاليفورنيا الذهب جوجل مايكروسوفت لصحیفة نیویورک تایمز الطاقة النظیفة
إقرأ أيضاً:
الموانئ السودانية بين مطامع الاستثمار الأجنبي ومحاولات تشويه صورة البجا لإفشال الإدارة المحلية
erkyamon@gmail.com
مقدمة:
في ظل التنافس الدولي المتصاعد للسيطرة على سواحل البحر الأحمر، تبرز الموانئ السودانية كإحدى أهم الأهداف الاستراتيجية لمختلف الدول، بما في ذلك الصين عبر مشروع "طريق الحرير" ومطامع أخرى من دول إقليمية وعالمية تسعى لتعزيز نفوذها التجاري والعسكري. وسط هذه الأجواء، تتعالى الأصوات التي تهاجم إدارة الموانئ المحلية، متهمة إياها بالفشل والفساد، بالإضافة إلى حملات منظمة تهدف لتشويه صورة شعب البجا الأصيل الذي كانت ولا تزال الموانئ السودانية في أرضه منذ نشأتها. هذه الاتهامات، التي تفتقر لأدلة موثوقة، تثير الشكوك حول وجود دوافع سياسية واقتصادية خفية تسعى لتهيئة الأجواء أمام الاستثمارات الأجنبية. فهل هذه الانتقادات تعكس واقعًا بائسًا، أم أنها جزء من مخطط خبيث يستهدف إفشال الإدارة المحلية وتسليم الموانئ لمستثمرين أجانب؟
1. الطريق البري والميناء الجنوبي بين تعنت حكومة قحت ورفض البجا:
خلال فترة حكومة قحت، شهدت الموانئ السودانية والطريق البري احتجاجات واسعة قادها شعب البجا بسبب تعنت الحكومة في محاولة فرض المسار الإريتري في اتفاقية محاصصة جوبا، وكذلك استمرارها في نهج نظام الإنقاذ بمحاولات خصخصة الموانئ وتسليمها لشركات أجنبية، مثل الشركة الفلبينية الإماراتية. هذه المحاولات لم تقتصر فقط على خصخصة الموانئ، بل امتدت إلى مساعٍ لبيع مرسى أبو عمامة لأسامة داؤود، صديق حمدوك، وتحويله إلى ميناء إماراتي، مما أثار غضب البجا الذين أدركوا بوضوح خطورة هذه المخططات على سيادة السودان.
ما يُثير الاستغراب هو الربط المتعمد بين احتجاجات البجا وإغلاقهم للطريق القومي والموانئ باعتصام القصر والانقلاب، وهو ما روج له إعلام قحت، إلى جانب الإعلام الإريتري وهيئة موانئ أبو ظبي. والحقيقة التي تم تجاهلها عمدًا أن البجا لم يشاركوا في اعتصام القصر، بل كان المشاركون فيه هم بعض الإريتريين عن طريق الأمين داويد وجماعته، مما يكشف حجم التضليل الذي تمارسه هذه الجهات لتشويه موقف البجا الرافض لخصخصة الموانئ.
---
2. خبث التشويه الممنهج ضد البجا:
إن الاتهامات التي تروج لها بعض الجهات بسرقة أمتعة المسافرين وتهديدهم، مع التركيز على أن معظم العمال ينتمون لمكونات شعب البجا، تعكس نية مبيتة لتشويه صورة هذا الشعب الأصيل المعروف عبر التاريخ بأمانته ونزاهته. الموانئ السودانية، التي أنشئت على أرض البجا منذ القدم، لم يسجل التاريخ أي حوادث تقدح في أمانتهم أو نزاهتهم، مما يجعل هذه الاتهامات تبدو كحملة مدروسة تستهدف إضعاف موقفهم الرافض لبيع الموانئ أو تأجيرها لجهات أجنبية.
إن محاولة تحييد أهلنا البجا عبر هذه الحملات الخبيثة لا تهدف فقط إلى إضعاف موقفهم، بل إلى تهيئة الأجواء لتسليم الموانئ لمستثمرين أجانب تحت ذريعة الفشل المحلي. هذه السياسة تحمل في طياتها أبعادًا خطيرة تسعى إلى إقصاء المكونات الأصيلة للشعب السوداني لصالح أجندات خارجية.
3. الأبعاد السياسية والاستراتيجية: مطامع الاستثمار الأجنبي:
البحر الأحمر يمثل شريانًا استراتيجيًا للتجارة العالمية، والموانئ السودانية تُعد بوابة رئيسية للتجارة الأفريقية. مع دخول الصين بمشروع "طريق الحرير" ومشاركة دول أخرى مثل الإمارات والسعودية، يتزايد التنافس على هذه الموانئ. في هذا السياق، تبرز عدة دوافع سياسية تقف خلف محاولات إفشال الإدارة المحلية، منها:
1. تحجيم الدور الصيني: تسعى بعض الدول الغربية إلى عرقلة النفوذ الصيني المتزايد على الموانئ السودانية، وذلك عبر دعم مشروعات استثمارية بديلة أو تشويه الإدارة المحلية لإجبار الحكومة على اللجوء لمستثمرين أوروبيين أو أمريكيين.
2. تعزيز النفوذ الإقليمي: دول إقليمية، مثل الإمارات والسعودية، ترى في الموانئ السودانية وسيلة لتعزيز نفوذها على البحر الأحمر. لذلك، فإن أي فشل للإدارة المحلية يمثل فرصة سانحة للاستحواذ على هذه الموانئ بعقود طويلة الأجل.
4. ضرورة الرد القانوني الحاسم:
لا يمكن الاكتفاء بالنفي الإعلامي أو الدفاع الضعيف أمام هذه الحملات، بل يجب تبني استراتيجية قانونية حازمة تشمل:
1. فتح بلاغات إشانه سمعة: ينبغي على السلطات السودانية فتح بلاغات إشانه سمعة ضد كل من يروج لمحتويات تسيء لشعب البجا أو تشوه سمعة الموانئ السودانية، وفقًا لقوانين المعلوماتية التي لا ترحم من يتعمد نشر الشائعات أو الأخبار الكاذبة.
2. تطبيق قوانين المعلوماتية بحزم: يتوجب على السلطات المعنية ملاحقة ومحاسبة كل من يصنع محتوى مسيء لأي من مكونات السودان، وتفعيل العقوبات المنصوص عليها في قوانين الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية دون تردد.
3. بيانات رسمية لرد الاتهامات: إصدار بيانات رسمية من إدارة الموانئ والجهات السيادية في السودان للرد على هذه الاتهامات بنزاهة وشفافية، مع تقديم الأدلة التي تدحض هذه الشائعات.
خاتمة:
الموانئ السودانية تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني والسيادة، وتسليمها لمستثمرين أجانب تحت ضغط الانتقادات الداخلية وحملات التشويه ليس حلاً مستدامًا. على الحكومة السودانية أن تدرك أن الحفاظ على هذه الموانئ يتطلب خطة استراتيجية توازن بين حاجتها للاستثمارات وبين حماية سيادتها الوطنية.
إن محاولة تشويه صورة شعب البجا، الذين لطالما عرفوا بأمانتهم ورفضهم القاطع لبيع الموانئ، تكشف حجم التآمر والخبث السياسي الذي يسعى لتحييد الأصوات الوطنية المخلصة. الرد الأمثل يتمثل في التماسك الوطني والتمسك بسيادة السودان على موانئه، مع اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد كل من يسعى لتشويه صورة المكونات الأصيلة للشعب السوداني.
#لا_لبيع_موانئ_السودان #ضد_التشويه_الممنهج #سيادة_سودانية_لااستثمار أجنبي
#لا_لإقصاء_البجا #ضد_المؤامرات_الخارجية