قال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، اليوم الخميس في مراكش، إن هناك سياق جيو استراتيجي صعب « يضعنا جميعا أمام مسؤوليات جسام من أجل تحويل مخاض إعادة تشكل النظام الدولي إلى فرص حقيقية للتنمية الشاملة ».

وأوضح ميارة في افتتاح أشغال الدورة الثانية لمنتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، المنظم من طرف قبل مجلس المستشارين وبرلمان البحر الأبيض المتوسط، أهمية « التنسيق الفعال للاستجابة الدولية المطلوبة للتعامل مع هذا السياق الدولي، وما يؤدي إليه من ظواهر تزعزع الاستقرار والأمن العالمي من الناحيتين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ».

وعبر رئيس مجلس المستشارين، عن الأسف الشديد والقلق البالغ، من « استمرار فصول الحرب في غزة وتداعياتها المدمرة على المدنيين الأبرياء وعلى البنيات التحتية، التي بدونها لا يستقيم الحديث عن التنمية المستدامة والكرامة الإنسانية ».

وشدد ميارة على أن المنتدى ينعقد في سياقات دولية وإقليمية ووطنية مطبوعة بالكثير من التحديات والمخاطر متعددة الأبعاد، التي تغذيها أسباب وعوامل مختلفة، لاسيما المرتبطة منها بالتغيرات المناخية واستمرار التداعيات المقلقة لوباء كوفيد 19 وتفاقم الأزمات.

ويرى ميارة أنه « في صدارة هذه الظواهر، هشاشة نظام الأمن الغذائي العالمي، وتقلب الأسواق المالية والدولية، وأزمة الطاقة والتضخم وارتفاع أسعار المواد الأولية والأساسية، مما يرسم صورة قاتمة عن وضع دولي عنوانه العريض عدم اليقين الاقتصادي والسياسي ».

وتحدث رئيس مجلس المستشارين، عن « الأهمية الخاصة والقيمة الأكاديمية للمحاور والمواضيع التي سيناقشها المنتدى، وتتعلق بآفاق الاقتصاد الكلي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، وضمان إمدادات الطاقة والتحول الأخضر في المنطقتين، وتمويل المشاريع، لاسيما الصغيرة والمتناهية الصغر، وريادة الأعمال في العالم الرقمي وتحدي الذكاء الاصطناعي، ودور الابتكار في الازدهار والتنمية الشاملة ».

وذكر ميارة بأن « المغرب كان سباقا للاستثمار في الحلول المستدامة، حيث مكنه موقعه الإستراتيجي ومؤهلاته من الارتقاء إلى مصاف البلدان الرائدة في مجال تمويل وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية والهيدروجين الأخضر ».

وتحدث ميارة عن « الجهود المكثفة التي تبدلها المملكة لتنفيذ مشروع خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا وفقا لمقاربة اقتصادية تركز على تحسين الأوضاع الاقتصادية للدول الإفريقية ذات الدخول المتوسطة التي سيمر بها المشروع ».

كلمات دلالية ميارة، مجلس المستشارين، منتدى مراكش

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مجلس المستشارین

إقرأ أيضاً:

حربا غزة ولبنان تسرعان تصدع النظام العالمي بقيادة أمريكا

في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على إسرائيل وما تلاها من حرب إسرائيلية على غزة ولبنان، كتب أستاذ العلاقات الدولية كلية لندن للاقتصاد فواز جرجس في "غارديان" البريطانية، أن الحرب التي مضى عليها عام، والعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتوسيع الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، أدت إلى كارثة انسانية وزيادة احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة.  

لكن جرجس يقول في مقاله في "غارديان" إن العواقب الأوسع قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تصدع كبير في العلاقات الدولية، وتسريع انحدار النظام العالمي الليبرالي الرأسمالي، الذي تقوده الولايات المتحدة والسائد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
في ذلك الوقت بدا أن الدول الغربية ألزمت نفسها بالبنى الدولية لحقوق الإنسان، التي تجسدت في مبادئ نورمبرغ، والتي تنص على ضرورة محاسبة القادة والدول التي يحكمونها، عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. لكن الطريقة التي أدار بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجيشه حملتهما على مدار العام الماضي، بتسليح ودعم من الولايات المتحدة، قوضت بشكل دائم فكرة أن كل الدول ستخضع للمساءلة على قدم المساواة بموجب القانون الدولي.

The Observer view on Middle East: a year on, there is only one way to a credible peace | Observer editor https://t.co/GxIrzgVnsR

— Anne Sinclair (@AnneSinclair1) October 6, 2024

وفي الواقع، فإن المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف فلسطيني في غزة، وفق تقديرات متحفظة تشير إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا يزيد على 11 ألفاً، وتدمير البنى التحتية في غزة، والمجاعة التي أعقبته، لا يمكن تبريرها بالهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على غزة في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، مهما كان مروعاً.
كشف الدفاع القوي من الولايات المتحدة عن الحملة الوحشية التي تشنها إسرائيل، والتي تشمل الكثير من أعمال الإبادة الجماعية، ما كان يعتقده الكثيرون في الجنوب العالمي فعلاً، وهو أن القانون الدولي ينطبق على الجنوب العالمي، ولكن ليس على الولايات المتحدة وحلفائها، وأن حياة العرب وغير الغربيين، أقل شأناً في نظر الذين أقاموا النظام الدولي الليبرالي.

One year on from 7 October, our panel considers: what next for the Middle East? https://t.co/LRbxkIVKyN

— Pierre MONGE (@p_monge858) October 5, 2024

وإذا لم يحدث تغيير فوري في المسار، فإن العواقب المترتبة على الاستقطاب المتنامي بين الشمال والجنوب ربما تخلف تأثيرات عميقة على السياسة الدولية لأجيال عديدة. كما ستؤدي إلى تسريع تراجع النفوذ العالمي للولايات المتحدة، وتمكين الصين وروسيا، اللتان كانتا تتحديان القواعد التي يستند إليها النظام الدولي. وقد يؤدي ذلك أيضاً، كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "تفشي وباء الإفلات من العقاب حول العالم".
إن المخاطر عالية جداً. ولا يستطيع أي نظام بهذا القدر من الإفلاس الأخلاقي، والنفاق الواضح أن يحافظ على نفسه فترة طويلة. وأفضل دفاع هو ضمان التزام الجميع بالمبادئ المشتركة. إذا لم تطالب الولايات المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار ووقف التصعيد الإسرائيلي، فقد نتذكر هذه الفترة باعتبارها التمزق الذي أنهى النظام، الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي وعد بالسلام والقيم العالمية، ولكنه لم يحقق  شيئاً منه.

مقالات مشابهة

  • رئيس ديوان مجلس النواب يكرّم فريق استضافة اجتماع المستشارين القانونيين الأفارقة
  • «الفضيل» يكرم الفريق المُكلف باستضافة اجتماع مجلس المستشارين القانونيين بالبرلمانات الأفريقية
  • رئيس الوزراء: الحكومة تضع الخدمات الصحّية في مقدمة الأهداف وأولويات الخدمات
  • أبرز الأدوار التي لعبتها دول الطوق منذ طوفان الأقصى.. هل طوقت الاحتلال أم المقاومة؟
  •  غزة: عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي
  • "محو غزة.. عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي"
  • حربا غزة ولبنان تسرعان تصدع النظام العالمي بقيادة أمريكا
  • مصرف الإمارات للتنمية يستعرض حلوله التمويلية دعماً لقطاع الطاقة المتجددة
  • في ذكراه الأولى.. طوفان الأقصى وتداعي النظام العالمي
  • الإمارات والسعودية تقودان الاستثمارات العربية في الهيدروجين الأخضر