بوابة الوفد:
2025-01-07@15:54:41 GMT

القوى الناعمة.. سفيرة مصر فى القارة العجوز

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

تلعب القوى الناعمة دورا كبيرا فى تشكيل وتعزيز العلاقات بين الدول والشعوب، لما لها تأثير على فكر وثقافة الشعوب، ومن بين تلك القوى، الأعمال الفنية والثقافية، بمختلف أنواعها، خاصة السينما والمسرح والدراما والفنون التشكيلية، ولذلك اهتمت مصر بهذا الجانب على المستوى الدولى، لتقديم ثقافة شعبها وطرح قضاياها للعالم، من خلال المهرجانات والأسواق العالمية، بما ينعكس على تعزيز العلاقات بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى، وانفتاحها على الثقافات والمعرفة والتنمية التوعوية، ونقل الخبرات والتعرف على الحضارات بمختلف مستوياتها مع تلك الدول بل والعالم أجمع.

وقال حسين نوح، الكاتب والفنان التشكيلى، إنه يجب التركيز على الأعمال الفنية التى تقدم للعالم، نظرا لأنها تكوّن صورة ذهنية تعكس ثقافة وحضارة الشعب المصرى، على شعوب العالم، بجانب استغلال ذلك للترويج للسياحة فى مصر وحضارتها من خلال كوادر قادرة على توصيل الرسالة المطلوبة

وأضاف «نوح» أنه من ضمن الأفلام التى قدمت مصر للعالم «المصير» للنجم يوسف شاهين، وفيلم «المهاجر» الذى عرض فى مهرجان «كان» السينمائى، مؤكدا أن تلك الأعمال لها دور مهم فى تعزيز العلاقات والثقافات بين الشعوب، بجانب الفنون التشكيلية التى تعبر عن مشاكل وقضايا المجمتع.

وأشار إلى أن الأعمال الفنية التركية نجحت فى تسويق ثقافاتها لدول العالم، وعملت على جذب السائحين إليها، كما أن مصر تمتلك مقومات لذلك، من بينها الكوادر الفنية، والمتاحف الأثرية والتشكيلية، وغيرها من المعالم التى تجذب الكثيرين إليها، لافتا إلى أنه يجب تصدير الأفلام والأعمال الوطنية التى تعبر عن الانتماء ووحدة الوطن بين الشعوب، معربًا عن أنه يجب «تصالح المصريين مع جمال العالم».

ومن جانبه أكد محمد حفظى، السيناريست والمنتج السينمائى، أن الأعمال الفنية تلعب دورا مهما فى تعزيز العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى، باعتباره أحد عناصر القوى الناعمة، التى تعبر عن ثقافات الشعوب، ولكن تبادل وعرض تلك الأعمال بين مصر وأوروبا ضعيف، رغم وجود مهرجانات دولية عالمية بين الجانبين، مثل مهرجان كان، وبرلين، ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

وأوضح «حفظى» أن الأعمال التى تقدم فى المهرجانات الدولية مثل فيلم «المهاجر» الذى عرض فى مهرجان «كان» السينمائى لم تكن معروفة بالنسبة للشارع المصرى ولم يحقق نجاحا باهرا، ومن بين تلك الأعمال فيلم «6.7.8» الذى عرض فى باريس، وحقق نجاحا فى شباك سينما فرنسا ما يقارب من 300 ألف تذكرة، رغم أنه عرض مشكلة أو ظاهرة صدرت صورة سلبية عن مصر وهى «قضية التحرش».

ولفت إلى أن بانوراما السينما الأوروبية تتلقى دعما كبيرا من الاتحاد الأوروبى، وهو ما نطلبه من خلال توقيع اتفاقيات على غرار الاتفاقيات الدولية فى مجال التجارة والاقتصاد والاستثمار فى المجال الفنى والسينمائى، والعمل على تعزيز التبادل الثقافى بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى، كفرنسا وألمانيا، وبلجيكا، وبريطانيا.

واختتم حديثه قائلا: إن مصر لم تعمل على تخصيص جناح لأعمالها الفنية فى الأسواق العالمية، مثل سوق «كان»، وهذا خطأ حيث يجب الاهتمام بذلك الجانب لما له من مردود إيجابى على تعزيز العلاقات بين الدول فى الجانب الثقافى والمعرفى والفنى.

من ناحية أخرى كان سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، كريستيان بيرجر، قد أكد أن الاتحاد الأوروبى يدعم دائما التبادل الثقافى بين الدول، مشيرا إلى أن السينما أحد أهم هذه الأدوات التى تساهم فى نقل الثقافات بين الشعوب، من خلال دعم العديد من المشروعات الفنية مثل مهرجان أسوان لأفلام المرأة.

وأشار فى كلمته خلال افتتاح مهرجان الاتحاد الأوروبى للأفلام، ضمن احتفالات يوم أوروبا، إلى أنه تم عرض 24 فيلمًا من 19 دولة أوروبية فى 8 مراكز ثقافية، من بينها مكتبة الإسكندرية، وتجرى العروض الأخرى فى مختلف المراكز الثقافية الأوروبية والمحلية وهي: المعهد الفرنسى، ومؤسسة آنا ليند، ومعهد جوته، والقنصلية الفخرية لإيطاليا، والمؤسسة اليونانية للثقافة ومركز الجزويت.

ورحب بيرجر باهتمام الشباب بصناعة الأفلام والسينما، وقام معهد ثربانتس بالإسكندرية بتنسيق المهرجان، وذلك فى سياق اتفاقية مشتركة مع وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر، كما سيقوم المعهد بعرض خمسة أفلام من برنامج المهرجان فى مقره (ثلاثة أفلام إسبانية، وفيلمين من دول أوروبية أخرى)، ويمثل هذا البرنامج السينمائى أيضا جزءا من مشروع تابع للمفوضية الأوروبية، يهدف إلى دعم المهرجانات السينمائية الأوروبية التى يتم تنظيمها من قبل وفود الاتحاد الأوروبى من أجل العمل على تطويرها من حيث الجودة والانتشار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يوسف شاهين تعزیز العلاقات بین الاتحاد الأوروبى الأعمال الفنیة من خلال بین مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوروبا تواجه ركاما من المهددات في العام الجديد

ترجمة: قاسم مكي -

تواجه أوروبا عاما جديدا وسط ركام من المهددات المثيرة للقلق. فناخبوها غاضبون وأحزابها السياسية التقليدية متشظية واقتصاداتها الرئيسية راكدة أو بطيئة النمو ومعدلات الولادة فيها تتراجع بشدة وجناحها الشرقي يشتعل بحرب كارثية.

تتعرض أنظمة الديمقراطية الليبرالية في القارة لضغوط قاسية ليس أقلها تلك التي تفرضها الحركاتُ اليمينية الشعبوية. فحوالي سبع دول من جملة 27 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي تحكمها كليا أو جزئيا أحزاب متطرفة. وقد يخضع المزيد منها لهذه الأحزاب مع تزايد الإحباط خصوصا وسط الناخبين في سن العشرين أو نحو ذلك من فشل الحكومات في الحد من الهجرة وتعزيز الوظائف والإسكان وتأمين مستويات معيشية أفضل.

اليكساندرا دي هوب شيفر، الرئيسة بالوكالة لمركز الأبحاث صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة قالت للصحفيين «هنالك خيبة أمل وأزمة ثقة في هذا الجيل الشاب» الذي لا يعتقد أن «العيش في نظام ديمقراطي مهم طالما تقدم الحكومة الخدمات العامة والاقتصاد جيد وأسعار الطاقة منخفضة».

تعتمد القارة منذ فترة طويلة على «عضلات» ألمانيا وفرنسا في فرض إرادتها ورسم اتجاهها. لكنهما حاليا وكما يبدو عاجزتان عن تشكيل حكومتيهما؛ فأحزاب يمين الوسط ويسار الوسط فقدت صدقيتها. وفي كلا البلدين تتفاقم أعراض اعتلال عافية الحياة المدنية؛ ففرنسا عينت رئيس وزرائها الرابع خلال عام 2024 قبل أسابيع قليلة. ويعتقد عديدون أنه قد لا يمكث في منصبه لفترة مماثلة لتلك التي قضاها سلفه في الحكم بالنظر إلى تشظي البرلمان الفرنسي.

وفي ألمانيا، ذكِر أن معدل الخصوبة تراجع إلى أقل من 1.4 طفل لكل امرأة. وهذه عتبة تعتبرها الأمم المتحدة «بالغة الانخفاض». ولا شك أنها مؤشر قاتم لكنها صدمة أقل وطأة من «السقوط الحر» لمعدلات الخصوبة في إسبانيا أو إيطاليا.

هنالك قلق واسع الانتشار بأن أوروبا تقترب من حافة الهاوية حيث تتآكل بسرعة افتراضات الماضي المُطَمئِنة حول الاستقرار الاجتماعي وفوائد الرفاه السخية والازدهار العريض. اشتد ذلك الشعور بالقلق مع التهديد الروسي الذي فرض زيادة الإنفاق الدفاعي وضَغَطَ على الموازنات العامة وفَرَض خيارات قاسية.

لتحديث الجيوش الهزيلة والاستجابة لمطالبة دونالد ترامب بلدان القارة بتحمُّل المزيد من عبء ردع روسيا سيلزم قادة أوروبا الاعتماد على نمو اقتصادي غير موجود وزيادة الضرائب في بلدانٍ ضرائبها زائدة عن الحد وتفكيك البرامج الاجتماعية والذي سيعني انتحارا سياسيا.

لم تواجه أوروبا منذ الحرب الباردة مثل هذه البيئة الأمنية المخيفة. فأجراس الإنذار تُقرع في كل مجال تقريب ليس فقط لأن موسكو تكثف حربها الهجين (من تخريب ودعاية وتدخل في الانتخابات حول القارة) ولكن أيضا لأن وعد واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية بحماية أوروبا يبدو «فارغا» أكثر من أي وقت مضى مع استعداد ترامب للعودة إلى سدة الحكم.

السويد التي دفعها الخوف من روسيا إلى التخلي عن حيادها الذي استمر لقرنين والانضمام إلى حلف الناتو في العام الماضي وزعت بالبريد مؤخرا كتيبا تحت عنوان «في حال وقوع أزمة أو نشوب حرب» الهدف منه مساعدة السويديين على الاستعداد للأسوأ. كما أصدرت كل من النرويج وفنلندا تعليمات مماثلة.

يحذر كتيب الحكومة السويدية الذي أرسل لكل عائلة مقيمة من مساعي استخدام «الإرهاب وهجمات الإنترنت وحملات التضليل الإعلامي لتقويض أمننا والتأثير علينا...» ويضيف «لمقاومة هذه التهديدات علينا أن نتحد».

في بلدان أخرى في الشمال تتجه جمهوريات البلطيق (وهي جزء من حلف الناتو ويزداد يقينها بأنها مستهدفة من روسيا) إلى إنفاق حصة أكبر من ناتجها الاقتصادي على الدفاع بأكثر مما تفعل الولايات المتحدة. وفي الجنوب اهتزت رومانيا ومولدوفا مما يبدو تدخلا روسيا واسع النطاق في الانتخابات.

وتفقد منطقة اليورو التي أقعدها الإفراط في الإجراءات التنظيمية وشيخوخة السكان ونقص العمالة ميزاتِها لصالح الولايات المتحدة وسط فجوة «عبر أطلسية» متسعة في التوقعات الاقتصادية. فمؤشر ستوكس يوروب 600 الذي يشمل الشركات البريطانية تمكن بصعوبة من تحقيق عائد بنسبة 6% في عام 2024. وفي الولايات المتحدة ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بما يقرب من 25%.

عكست هذه الفجوة التفاوت بين اقتصاد الولايات المتحدة المنتعش والذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 2.8% في عام 2024 والاقتصاد الهزيل لمنطقة اليورو والذي حسب التوقعات سينمو بنسبة 0.8% فقط.

تفرض اللحظة الراهنة وجود ما تفتقر إليه أوروبا. إنها بحاجة إلى القادة الأقوياء أصحاب الرؤية. ربما كان رئيس فرنسا إيمانول ماكرون مناسبا لهذا الدور في وقت ما. لكنه لم يعد كذلك تقريبا بسبب الحماقة التي دفعته إلى الدعوة لانتخابات نتج عنها برلمان من دون أغلبية. والمستشار الألماني أولاف شولتز الذي يفتقر إلى الكاريزما وقاد حكومة ائتلافية كثيرة التذمر في سبيله إلى تلقي هزيمة شنيعة في انتخابات برلمانية هذا الشهر. أما خليفته المحتمل المحافظ وحاد الطبع فريدريش ميرتس فمشغول بالتعامل مع شركاء ائتلاف متشاكسين. هذا إذا لم نقل شيئا عن الاقتصاد الألماني الذي لا ينمو.

الخطر الذي يواجه أوروبا لا يكمن فقط في تهميشها جيوسياسيا وتخلفها كثيرا وراء العملاقين الولايات المتحدة والصين. بل أيضا في أن روسيا التي تبني اقتصاد حرب دائما لاستدامة توسعها قد ترى في عجز القارة إمكانيةً لتحويلها إلى دول تابعة وأنها ثمرة حان قطافها.

لي هوكستيدر كاتب رأي عن الشؤون الأوروبية بصحيفة واشنطن بوست

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار يبحث مع سفيرة الاتحاد الأوروبي سبل تعزيز التعاون التجاري بين الجانبين
  • وزير الاستثمار يبحث جذب المزيد من رؤوس الأموال الخارجية مع سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة
  • الاجراءات الجنائية.. حظر رفع الدعوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية إلا عن طريق النيابة
  • "التجارة".. 5 شروط لعضوية مجالس الأعمال السعودية الأجنبية المشتركة
  • عاجل - "التجارة".. 5 شروط لعضوية مجالس الأعمال السعودية الأجنبية المشتركة
  • نجم الاتحاد السكندري السابق يطالب بإبعاد رجال الأعمال عن فريق الكرة
  • مسابقات إقليمية وعالمية في روزنامة الموسم الجديد للقوى
  • في ذكرى وفاتها.. أبرز المحطات الفنية في حياة مها أبو عوف
  • أوروبا تواجه ركاما من المهددات في العام الجديد
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى مصر: وجبتي المفضلة محشي الكرنب