مليشيا الدعم السريع بتجريدها من البعد السياسي تصبح مجرد هم أمني يشغل أجهزة المخابرات في السودان
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
مهما كان الموقف من مؤتمري القاهرة وأديس للحوار بين القوى السياسية السودانية، هناك أمر واحد مؤكد وهو أن هناك مسار سياسي بدأ يتشكل بمعزل عن المسار التفاوضي بين الجيش والمليشيا.
ماذا يعني ذلك؟
إنفصال المسار السياسي عن التفاوض العسكري يعني عزل المليشيا واختزالها في البعد العسكري فقط. لقد سعت المليشيا بكل السبل إلى إدخال أطراف سياسية في منبر جدة وكانت تريد إدخال حلفاءها تحت لافتة القوى المدنية وقوى الثورة وذلك على أساس أنها تقاتل من أجل استعادة المسار الإنتقالي والديمقراطية.
سيمضي المسار السياسي كيفما مضى، وإن شارك فيه حلفاء المليشيا بصفتهم الذاتية كقوى سياسية تعبر عن نفسها لا عن تحالفها مع المليشيا. وفي النهاية ستعمل مجموعات قحت من أجل مصالحها هي وليس لمصالح عيال دقلو. وأكثر من ذلك، عملاء قحت وحمدوك هم المطية الجديدة التي يراد لها أن تكون بديلا للدعم السىريع الذي يفقد مبررات وجوده مع أول بداية لأي مسار سياسي. هو كان مجرد أداة للتخريب والهدم أريد لها أن تكون معولا لهدم الدولة وإخضاع الجيش، ولا قيمة لها في أي مسار سياسي.
الدعم السريع لن يشارك في حوار مع الأحزاب فهو ليس حزبا سياسا. ولا وجود له في أي معادلة سياسية مهما كانت. كل رهان عيال دقلو هو ولاء ووفاء حلفاءهم في قحت، وهو رهان خاسر وفاشل لأن قحت نفسها ضعيفة ولا تملك من أمرها شيء. المسار السياسي يفصل قحت عن الدعم السريع ويفقد بالتالي كل منهما مصدر قوته.
وكلما تقدم المسار السياسي خطوات قبل الجلوس إلى المفاوضات (وهي مفاوضات في رأينا يجب أن تكون على استسلام المليشيا لا غير) كلما ما ازدادت عزلة المليشيا وانفصالها عن حلفاءها. ولذلك، لا نستغرب موقف يوسف عزت مستشار حميدتي الذي أصبح فجأة لينا تجاه الحركة الإسلامية. أفضل ما يمكن أن تحصل عليه المليشيا هو صفقة مع الكيزان. ولكن لماذا يرتكب الكيزان حماقة كهذه؟ لماذا يمدون أيديهم لمليشيا خسرت كل شيء حتى لو جاءتهم راكعة؟
مليشيا الدعم السريع بتجريدها من البعد السياسي تصبح مجرد هم أمني يشغل أجهزة المخابرات في السودان والدول المجاورة. لا توجد قضية سياسية؛ هناك تحديات أمنية وسيتم التعامل معها على هذا الأساس.
الآلاف من أبناء قبائل عرب دارفور ماتوا من أجل لا شيء. شعارات جوفاء عن الديمقراطية ودولة 56 مع كم هائل مع الجرائم والانتهاكات والعار. لا توجد قيادة، لا يوجد كيان منظم، ولا يوجد مشروع سياسي. بعضهم قد يكتشف هذه الحقيقة المرة والبعض الآخر قد لا يكتشفها ولا حتى يوم القيامة فهو أعمى في هذه الدنيا وفي الآخرة.
جليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المسار السیاسی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان: الدعم السريع تمهل المسلحين داخل مدينة الفاشر 48 ساعة للتسليم
قوات الدعم السريع دعت المقاتلين إلى الإسراع بوضع السلاح والتسليم الفوري، محذرةً من أنها ستتعامل بحزم مع أي مسلحين يبقون داخل المدينة بعد انقضاء المهلة.
الفاشر: التغيير
أمهلت قوات الدعم السريع، جميع المسلحين والمقاتلين داخل مدينة الفاشر 48 ساعة لتسليم أنفسهم ومغادرة المدينة، مع ضمان حسن معاملتهم وإطلاق سراحهم فورًا.
وأكدت القوات في بيان صادر عن الناطق باسمها اليوم الإثنين، أن غالبية المسلحين ينتمون إلى الفئات المهمشة، ممن دفعتهم الظروف للقتال بالوكالة لصالح ما وصفته بـ”عصابة الحركة الإسلامية الإرهابية”.
ودعت القوات المقاتلين إلى الإسراع بوضع السلاح والتسليم الفوري، محذرةً من أنها ستتعامل بحزم مع أي مسلحين يبقون داخل المدينة بعد انقضاء المهلة، مشددة على أن “لا عذر لمن أنذر”.
تأتي مهلة قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر وسط تصاعد التوترات في إطار الصراع العسكري المستمر في السودان منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وأدى هذا الصراع إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في العديد من المدن السودانية، بما في ذلك الفاشر، التي شهدت مواجهات عنيفة بين الطرفين.
تعد مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، إحدى المدن الرئيسية التي عانت من تداعيات هذا الصراع، حيث شهدت اشتباكات واسعة النطاق وارتفاعًا في عدد الضحايا المدنيين.
وتُبرز هذه المهلة محاولات قوات الدعم السريع لتعزيز سيطرتها على المناطق التي تسيطر عليها، في ظل الاتهامات المتبادلة بينها وبين الجيش السوداني.
الصراع الدائر أثر بشكل كبير على البنية التحتية، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليمية، وأسفر عن نزوح مئات الآلاف من السكان، فيما تواصل الأطراف المتحاربة استقطاب الدعم من جهات داخلية وخارجية لتحقيق مكاسب عسكرية.
الوسومإقليم دارفور القوات المشتركة قوات الدعم السريع مدينة الفاشر