250 مليار دولار اتفاقيات مشتركة خلال 9 سنوات
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
تعتبر مصر الشريك الاستراتيجى الأول للاتحاد الأوروبى فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية والشرق أوسطية نظرا لدورها المحورى وموقعها الجغرافى، ومن هنا وقعت مصر عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الاتحاد الأوربى تجاوزت 200 مليار دولار خلال 9 سنوات، بدءًا من المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ عام 2015 إلى مؤتمر الاستثمار الأوروبى بالقاهرة يوليو 2024.
وقّعت مصر خلال مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى، 35 اتفاقًا ومذكرة تفاهم مع شركاء أوروبيين وغير أوروبيين، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 70 مليار يورو (75.63 مليار دولار) متجاوزة بكثير التوقعات الأولية التى أعلنها المسئولون من الجانبين بقيمة تزيد على 40 مليار يورو (43.22 مليار دولار).
يأتى هذا المؤتمر، الذى يعكس اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار فى مصر، بعد 9 سنوات من مؤتمر شرم الشيخ لتنمية الاقتصاد المصرى «مصر المستقبل» عام 2015، والذى شهد تعهدات بضخ أكثر من 175 مليار دولار فى مشروعات تنموية، مع ذلك، واجهت تلك التعهدات صعوبات فى التنفيذ، ولم تتحقق بشكل كامل على أرض الواقع، وظلت فى معظمها حبرا على ورق وعناوين دون تفاصيل، ما أثار مخاوف بشأن إمكانية تكرار نفس السيناريو مع الاتفاقيات الجديدة.
من جانبه، قال الدكتور كرم سلام، الخبير الاقتصادى ومستشار العلاقات الاقتصادية الدولية، إن نتائج مؤتمر الاستثمار الأوروبى بالقاهرة على الاقتصاد المصرى تضمن: تعزيز الاستثمارات الأجنبية حيث شهد المؤتمر توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات أوروبية للاستثمار فى مختلف القطاعات بمصر، مما يسهم فى زيادة التدفقات الاستثمارية، والتركيز على مشاريع التكنولوجيا والابتكار، مع تقديم دعم للشركات الناشئة المصرية وتطوير البنية التحتية الرقمية، كما تم التطرق إلى مشاريع الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة، مما يعزز من جهود مصر فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كرم سلاموأضاف «سالم» فى تصريحات لـ«الوفد»، أنه من ضمن نتائج مؤتمر الاستثمار، تطوير البنية التحتية لمصر، حيث تم الاتفاق على تمويل مشروعات الطرق والسكك الحديدية والموانئ، مما يساهم فى تحسين كفاءة النقل والخدمات اللوجستية، وتعزيز التعاون الاقتصادى بين مصر والدول الأوروبية فى مجالات التجارة والاستثمار، مما يفتح فرصًا جديدة للشركات المصرية فى الأسواق الأوروبية، مشيرا إلى أن هذه النتائج تعد خطوة إيجابية نحو تعزيز الاقتصاد المصرى وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وحول آثار ودور مؤتمر الاستثمار الأوروبى فى تعزيز الاقتصاد المصرى لمواجهة التحديات، أكد مستشار العلاقات الاقتصادية الدولية، أن المؤتمر له تأثيرات متعددة على الاقتصاد المصرى، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية التى تواجهها البلاد تكمن فى جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يساهم المؤتمر فى تعزيز الثقة لدى المستثمرين الأوروبيين فى السوق المصرى، مما يؤدى إلى زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يسهم فى توفير فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية الاقتصادية، بجانب تطوير البنية التحتية حيث يركز المؤتمر على مشاريع البنية التحتية مثل النقل، الطاقة، والمشاريع الحضرية، مما يعزز من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ويسهم فى تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أن المؤتمر عمل على تعزيز العلاقات التجارية بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى، مما يفتح أسواقا جديدة للمنتجات المصرية ويزيد من حجم التبادل التجارى، بجانب نقل التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة والخبرات الأوروبية إلى مصر، مما يعزز من القدرة التنافسية للصناعات المحلية، كما يسهم المؤتمر فى تقديم حلول عملية وتوفير الدعم المالى والفنى لمواجهة التحديات الاقتصادية التى تواجهها مصر، مثل البطالة، التضخم، وعجز الميزانية.
وأشار كرم سلام إلى أن المؤتمر كان يهدف أيضا إلى تعزيز السياحة من خلال تحسين صورة مصر كوجهة سياحية آمنة وجذابة، مما يزيد من عدد السياح الوافدين وبالتالى يعزز من عائدات السياحة، وبشكل عام، يمكن القول أن نتائج مؤتمر الاستثمار الأوروبى بالقاهرة يحمل فرصًا كبيرة لتحسين الوضع الاقتصادى فى مصر وتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبى، مما يساهم فى تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادى المستدام.
وذكر الخبير الاقتصادى أسباب عدم تنفيذ اتفاقيات مذكرات تفاهم مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى عام ٢٠١٥، وأرجع ذلك إلى البيروقراطية المتجذرة التى تؤثر على سرعة تنفيذ المشروعات وتجعل الإجراءات بطيئة ومعقدة، كما واجهت بعض الاتفاقيات صعوبات فى تأمين التمويل اللازم، سواء من الجانب المصرى أو الأجنبى، بجانب التغيرات السياسية فى مصر والتى أثرت على استمرارية ودعم تنفيذ الاتفاقيات.
كما أشار إلى أنه من ضمن تلك الأسباب الوضع الاقتصادى حيث أن تدهوره والتحديات التى تواجهه قد تؤثر على قدرة الحكومة على تنفيذ الاتفاقيات، فضلا عن التعديلات التشريعية، لدعم تنفيذ بعض الاتفاقيات، وهو ما قد يستغرق وقتًا،والتحديات الأمنية فقد تؤثر ببعض المناطق على قدرة الشركات الأجنبية على تنفيذ مشروعاتها بأمان.
وطرح مستشار العلاقات الاقتصادية الدولية توصيات لتحسين تنفيذ تلك الاتفاقيات، منها تبسيط الإجراءات وتقليل البيروقراطية لتسريع تنفيذ الاتفاقيات، ودعم الاستقرار السياسى الذى يساعد فى ضمان استقرار السياسات والتوجهات الحكومية لدعم استمرارية المشروعات، وتحسين المناخ الاستثمارى من خلال تطوير البنية التحتية وتقديم حوافز استثمارية، بجانب تأمين التمويل اللازم للمشروعات من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتواصل المستمر للحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة وفعالة مع الشركاء الأوروبيين لضمان متابعة تنفيذ الاتفاقيات.
ومن المعروف أن الاتحاد الأوروبى ينفذ العديد من المشروعات فى مصر لدعم الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة، من بينها: دعم البنية التحتية ويشمل تحسين شبكات المياه والصرف الصحى، وتطوير شبكة الطرق والنقل العام، هذه المشاريع تهدف إلى تحسين الخدمات الأساسية وزيادة الكفاءة الاقتصادية، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة المتجددة وتشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بهدف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، مما يسهم فى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة البيئية.
كما جاء التعليم والتدريب ضمن مشروعات الاتحاد الأوروبى، وتشمل دعم برامج التعليم الفنى والمهنى بهدف تحسين مهارات الشباب وزيادة فرص التوظيف، فضلا عن مشاريع ريادة الأعمال وتشمل تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير التدريب والدعم الفنى لرواد الأعمال، مما يساعد فى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد المحلى.
ودخلت التنمية الزراعية ضمن مشروعات الاتحاد الأوروبى، لتشمل دعم مشاريع الرى المستدام والزراعة الذكية، مما يساعد فى تحسين الإنتاجية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائى، بجانب مشاريع التحول الرقمى وتضمن تعزيز البنية التحتية الرقمية وتحسين الوصول إلى الإنترنت والخدمات الرقمية، مما يساهم فى تحديث الاقتصاد وتعزيز الشفافية والكفاءة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنطقة العربية القارة الإفريقية مشروعات تنموية مؤتمر الاستثمار الأوروبى الاستثمارات الأجنبیة الاتحاد الأوروبى تنفیذ الاتفاقیات الاقتصاد المصرى البنیة التحتیة ملیار دولار یعزز من یسهم فى فى مصر
إقرأ أيضاً:
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء.. ومسؤول سابق يوضح السبب
القاهرة، مصر (CNN)-- وافقت الحكومة المصرية على تعديل قانون الكهرباء بتغليظ العقوبات على جرائم سرقة التيار الكهربائي ووصلت العقوبات إلى الحبس لمدة سنة وغرامة تصل إلى مليون جنيه (20.1 ألف دولار).
وأتاحت التعديلات التصالح في حالة السرقة مقابل أداء قيمة استهلاك الكهرباء المستولى عليها ومضاعفة قيمة التصالح في حال العودة لسرقة الكهرباء، وفق لما ذكره بيان رسمي.
وتعد هذه هي المرة الثانية خلال 4 سنوات التي تغلظ فيها الحكومة عقوبات سرقة التيار، إذ سبق وعدلت قانون الكهرباء في 2020 بفرض عقوبات مالية والحبس للمستولين بغير حق على التيار الكهربائي.
ويأتي هذا بعدما وصلت نسبة الفاقد في شركات الكهرباء لتتراوح بين 25-30%، وفق تصريحات تليفزيونية لوزير الكهرباء محمود عصمت.
ويتكون هذا الفاقد من عاملين الأول: أسباب فنية لتقادم بعض المعدات والكابلات الموجودة بشركات الكهرباء، والثاني الفقد التجاري نتيجة سرقة التيار الكهربائي وتبلغ تكلفة فقد التيار الكهربائي 30 مليار جنيه (604 ملايين دولار)، وفق تصريحات صحفية لعصمت.
وهناك طرق حديثة لسرقة التيار الكهربائي منها جهاز التحكم "ريموت كنترول" لفصل عداد حساب الكهرباء، وإعادة توصيله مباشرة من اللوحة العمومية من خلال دوائر إلكترونية تركب على العدادات يتم التحكم فيها من خلال "الريموت" أو من خلال تغيير كروت الشحن، وفق تصريحات لوزير الكهرباء أوردتها وسائل الإعلام محلية.
ووفقا لبيان رسمي، تسبب ظاهرة سرقة التيار الكهربائي في "أضرار بالغة على قطاع الكهرباء والاقتصاد القومي، ولذا تعمل الدولة على التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة وحوكمة المنظومة بوجه عام بعيدًا عن تدخل العنصر البشري، لاسيما في التعامل مع المخالفات وتحرير المحاضر والمحاسبة وتركيب العدادات وغيرها لتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين".
وقال الدكتور حافظ السلماوي، أستاذ هندسة الطاقة بكلية الهندسة في جامعة الزقازيق والرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، إن الحكومة سبق وعدلت قانون الكهرباء في 2020 بتعديل المادة 71 المتعلقة بعقوبات سرقة التيار الكهربائي، وغلظت عقوبات السرقة بالحبس لمدة 6 أشهر وبغرامة تصل إلى 100 ألف جنيه (2012.19 دولار) ورد مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه.