الهجرة غير الشرعية.. أولويات المصلحة الأوروبية في مصر
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
ارتبطت مصر منذ أكثر من 200 عام بعلاقات متينة وقوية مع القارة العجوز، كما ارتبطت مصر والاتحاد الأوروبى بعلاقات طويلة الأمد لاسيما من خلال اتفاقية الشراكة بينهما التى تم تفعيلها منذ عام 2004، والتى تسمح بمزيد من التعاون والتبادل التجارى والثقافى والعديد من المجالات التى تحددها أولويات الشراكة.
ويرى الاتحاد الأوروبى فى مصر القوة التى بيدها تحسين واستقرار الأوضاع فى شرق المتوسط وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، لذلك أصبحت مصر قوة عظمى لا غنى عنها لضمان استقرار المنطقة، بالإضافة إلى أن المزايا الاقتصادية والتجارية فى مصر كبيرة وواعدة، والاتحاد الأوروبى يريد أن يكون هناك انطلاق فى العلاقات مع مصر خاصة فى المجال التجارى والصناعى ومجال الطاقة، وذلك سيتم عن طريق تقارب العلاقات التى نشهدها الآن بين مصر وأوروبا.
ومن المعروف أن الشراكة بين القارتين الأقدم «أوروبا وإفريقيا» بدأت عبر القمم التى يحضرها قادة الدول وكان ذلك فى عام 2000 حينما عقدت أول قمة بين الطرفين، وخلال الفترة ما بين 2000 و2022 عقدت أكثر من 7 قمم، من بينها «قمة القاهرة 2000»، وكانت البداية من مؤتمر قمة أفريقيا والاتحاد الأوروبى الذى عقد عام 2000 فى القاهرة، وتركزت رؤية الشراكة المعلنة المنبثقة عن هذا المؤتمر على تعزيز العلاقات السياسية، ثم تبعته «قمة لشبونة 2007»، ثم «قمة طرابلس 2010» والتى شاركت فيها مصر فى نوفمبر 2010، بحضور 40 ممثلا لدول القارتين، ثم «قمة بروكسل 2014» التى عقدت فى أبريل 2014 بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وهى من كبرى القمم التى حضرها نحو 80 من قادة الدول ورؤساء الحكومات الأوروبية والأفريقية.
وتتضمن القمم الأوروبية الأفريقية، التى شاركت فيها مصر «قمة أبيدجان – نوفمبر 2017» بكوت ديفوار، تحت شعار «الاستثمار فى الشباب من أجل مستقبل مستدام»، لتطوير رؤية مشتركة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبى وأفريقيا، و«قمة شرم الشيخ – فبراير 2019» والتى اجتمع خلالها القادة العرب والأوروبيون فى شرم الشيخ بمصر فى الـ24 من فبراير 2019، لتعزيز التعاون فى عدة مجالات كالتجارة والاستثمارات وتنظيم الهجرة والأمن ومشكلة تغيّر المناخ وقضايا المنطقة، بجانب «قمة بروكسل – فبرابر 2022»، والتى عقدت تحت عنوان «أفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030»، وفى مارس، 2024 عقد «مؤتمر مصر والاتحاد الأوروبى»، والذى شهد توقيع الإعلان السياسى بين مصر والاتحاد الأوروبى لترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الشاملة والاستراتيجية».
وفى السياق، قال اللواء السيد الجابرى، المفكر السياسى والخبير الاستراتيجى، إن مصر دولة محورية فى الشرق الأوسط والأهم بالنسبة للاتحاد الأوروبى، فهى الأقرب له من جميع قارات العالم، كما أن الاتحاد يعلم جيدا مدى أهمية مصر، ويعتبرها رمانة الميزان للمنطقة، حيث الإقليم الجغرافى اللوجستى، وقوتها الدبلوماسية والسياسية والعسكرية، ولا شك الاقتصادية رغم الأزمات والتحديات التى تواجهها.
وأضاف اللواء «الجابرى» أن الاتحاد الأوروبى يعتبر مصر مرجعا أولا فى جميع الأزمات والتحديات التى تواجه المنطقة، للتشاور والعمل على حلها، والأمر لا يقتصر على قضايا المنطقة فقط، بل وفى الأزمات والقضايا الدولية، والتى على رأسها الهجرة غير شرعية، وغيرها من القضايا الشائكة، الأمر الذى يدفع إلى تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى على المستوى الاقتصادى والسياسى والدبلوماسى.
وأوضح الخبير الاستراتيجى أن الأرقام الاستثمارية بين الاتحاد الأوروبى ومصر ما زالت هزيلة، كما أن الدعم المقدم من قبل الاتحاد لمصر 7 مليارات يورو، يصب فى مصلحتهم أولا لمواجهة الهجرة غير شرعية، لأن مصر تلعب دورا مهما فى السيطرة على ذلك الملف الذى تعتبره أوروبا الأخطر على أمنها القومى، خاصة مع انتشار جرائم الاتجار بالبشر، والمساعدة فى بناء جماعات ومنظمات غير شرعية، حيث يصف الاتحاد الأوروبى مصر ببوابة إفريقيا للقارة الأوروبية.
وأوضح الخبير الاستراتيجى أن فرنسا، وبريطانيا كانت، ضمن الدول الأقوى والأكبر استثمارا وقربا لمصر، حيث إن هناك 1000 شركة مشتركة مع مصر، كما أن علاقاتها قديمة متجذرة فى مصر، رغم ضعف حجم التبادل التجارى بين الدولتين، ولكن الاستثمارات المتواجدة مباشرة وحقيقية، مشيرا إلى أن دخول وخروج الأموال الساخنة يرهق الاقتصاد المصرى.
وأكد أن مؤتمر الاستثمار الأوروبى – المصرى بالقاهرة 2024، يعكس قوة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى على مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما أن قطاع الإنتاج فى مصر يحتاج إلى ضخ مزيد من الاستثمارات وليس الخدمات، خاصة فى مجالات السياحة والصناعة، والتجارة، بجانب الطاقة المتجددة والجديدة، حيث تعتبر ألمانيا دولة رائدة فى مجال الطاقة الشمسية فى الاتحاد الأوروبى، ويمكنها تقديم الدعم لمصر فى هذا المجال
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القارة العجوز الاتحاد الأوروبي شرق المتوسط مؤتمر قمة أفريقيا مصر والاتحاد الأوروبى الاتحاد الأوروبى بین مصر فى مصر کما أن
إقرأ أيضاً:
بريطانيا والاتحاد الأوروبي على أعتاب اتفاق دفاعي تاريخي
البلاد – بروكسل
يستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لاستضافة أول قمة تجمعه بقادة الاتحاد الأوروبي منذ خروج المملكة المتحدة من التكتل، وذلك في مايو المقبل، في خطوة تعكس مدى التقارب بين المملكة المتحدة والقارة في مواجهة السياسات “المضطربة” لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
ومن المقرر أن تشهد القمة المنتظرة توقيع اتفاقية دفاع وأمن غير مسبوقة بين لندن وبروكسل، تتيح لشركات الصناعات الدفاعية البريطانية المشاركة في برامج شراء أسلحة مشتركة ممولة من الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، فإن الاتفاق يأتي مدفوعًا بالقلق الأوروبي المتنامي من التوجهات الأمريكية، خصوصًا تهديدات ترامب المتكررة بالتخلي عن حلفاء “الناتو”، وميله إلى التقارب مع موسكو.
وتعكف الدول الأوروبية على تعزيز قدراتها العسكرية بشكل جماعي، وزيادة إنفاقها الدفاعي، تحسبًا لأي تراجع أمريكي عن التزاماتها التقليدية، فيما تُناقش أيضًا آليات دعم أوكرانيا عسكريًا بعد اتفاق سلام محتمل قد ترعاه واشنطن.
وتلعب كل من فرنسا والمملكة المتحدة دورًا محوريًا في هذا التحرك، عبر ما بات يُعرف بـ “ائتلاف الراغبين”، الذي مهّد الطريق لتوقيع الاتفاق خلال القمة الأوروبية المرتقبة في لندن. ويُنظر إلى هذه الخطوة كعلامة على عودة التعاون العملي بين لندن وبروكسل في ملف الأمن، بعد سنوات من الجمود عقب “بريكست”.
وبموجب البرنامج الدفاعي الذي تصل ميزانيته إلى 150 مليار يورو، ستمنح الحكومات الأوروبية قروضًا مدعومة من ميزانية الاتحاد المشتركة لتمويل مشتريات عسكرية مشتركة، تشمل أنظمة دفاع جوي وصاروخي. وسيسمح الاتفاق المنتظر لشركات الدفاع البريطانية، المرتبطة بشبكات صناعية في ألمانيا والسويد وإيطاليا، بالمشاركة الكاملة في هذه المشاريع.