عربي21:
2024-10-08@08:05:32 GMT

تعالوا إلى كلمة سواء..

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

يقول المخططون الاستراتيجيون إذا أراد لك عدوك أن تسلك طريقا فعليك أن تسلك طريقا مختلفا حتى لا تقع في شباكه وتتمكن من رسم خططك بهدوء للرد على الهجمات وتحقيق النجاح المرجو والمحافظة على المكتسبات بأقل الخسائر الممكنة.

اليمين المتطرف في بريطانيا وعموم أوروبا لا ينفك عن مهاجمة المهاجرين والأقليات بمختلف مشاربهم وتشتد هذه الهجمات في أي استحقاق انتخابي في مسعى لشيطنتهم وتصويرهم بأنهم عبء على المجتمع وخطر على هويته مستغلين ظروفًا اقتصادية وسياسية تمر بها البلاد وكأنهم سبب البلاء الذي حل في البلاد.



اليمين المتطرف خطر كبير وداهم يستغل أي ظرف تمر به البلاد لتمرير برامجه السامة، فقد أثبتت الانتخابات في بريطانيا ودول أوروبية أنه يستطيع إقناع فئة تلو الأخرى في المجتمع ببرامجه والدليل على ذلك أنهم حصلوا على مقاعد لم يحصلوا عليها في دورات انتخابية سابقة.رد الفعل الغريزي وغير المخطط لجوء هذه المجموعات المستهدفة في زمن الانتخابات إلى الأنضواء تحت لافتات عرقية أو دينية لها برامج خاصة تخدم هذه المجموعات ولا تعبر عن كونهم مواطنين في مجتمع متعدد، وبذلك يكون هذا اليمين قد نجح في عَنْصرة هذه المجموعات وجرها إلى مربعه وبالتالي زيادة عزلتها ليسهل استهداف مرشحيها وبالتالي إسقاطهم.

الانتخابات العامة التي انعقدت قبل أيام أظهرت ارتجالا بتدشين حملات تحت عناوين تخص الأقليات وكان من المفترض بعد سنوات من التجارب والتحالفات المميزة التي عقدت لخدمة قضايا كثيرة أن تدفع نحو تشكيل تحالف يتفق فيه الناس على برنامج مشترك يؤدي إلى توجيه الناس لانتخاب المرشح الأنسب في هذه الدائرة أو تلك.

الغالبية العظمى من الناس في الدوائر الانتخابية والمجتمع البريطاني عموما متفقون على احترام القانون واحترام حرية المعتقد وإعلاء مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، فما المبرر للتقوقع تحت لافتات دينية أو عرقية سوى أنه اندفاع للسير في الطريق الخطأ الذي خطه اليمين المتطرف يؤدي في المحصلة إلى بعثرة الأصوات وضياع الجهود.

لا ينبغي أن نسمح للهجمات الشرسة من قبل اليمين المتطرف أن تكرس لدينا فكرة أننا مجرد مهاجرين غرباء، بل يجب أن نتشبث بفكرة المواطنة ونعكسها في كل سلوكياتنا خاصة في ظروف التحضير لخوض انتخابات عامة لنؤكد أننا جزء من نسيج المجتمع ولنا مساهمات هامة في بنائه وأن هويتنا ومعتقدنا وثقافتنا شأن خاص.

وهذا ما تثبته الإحصائيات الرسمية أن المواطنين من المهاجرين ساهموا مساهمات لا يمكن تجاوزها أو إنكارها في بناء المجتمع وأثبتوا أنهم قادرون على الاندماج فيه والدليل على ذلك وصولهم إلى أعلى المناصب في كافة مرافق الدولة وكذلك نجاحهم الكبير في القطاع الخاص.

تشير إحصاءات حديثة على سبيل المثال أن قطاع الصحة لولا القوة العاملة من الأقليات لانهار بالكامل في ظل الأزمة التي تسبب بها حزب المحافظين فـ 26.2% من الموظفين هم من الأقليات و48% من الأطباء في إنجلترا هم من الأقليات، وفي قطاع الأعمال هناك 250 ألف شركة متنوعة تضخ في الاقتصاد البريطاني أكثر من 250 مليار جنيه إسترليني وهناك نسب جيدة ليست في مستوى الطموح من المعلمين وأساتذة الجامعات والباحثين.

اليمين المتطرف خطر كبير وداهم يستغل أي ظرف تمر به البلاد لتمرير برامجه السامة، فقد أثبتت الانتخابات في بريطانيا ودول أوروبية أنه يستطيع إقناع فئة تلو الأخرى في المجتمع ببرامجه والدليل على ذلك أنهم حصلوا على مقاعد لم يحصلوا عليها في دورات انتخابية سابقة.

مخاطبة الناس وخاصة في زمن الانتخابات علم وفن يقتضي الكثير من الحكمة، وكل خطوة أو كلمة أو لافتة في السباق الانتخابي يجب أن تكون محسوبة، فعلى سبيل المثال لا يمكن لمرشح في دائرة ينضوي تحت لافتة دينية أو عرقية أن ينجح وجهاز الإحصاء المركزي يقول أن الغالبية العظمى في هذه الدائرة لا ينتمون لأي دين أو أن الغالبية تنتمي لعرق مختلف!

الغالبية العظمى من الناس في الدوائر الانتخابية والمجتمع البريطاني عموما متفقون على احترام القانون واحترام حرية المعتقد وإعلاء مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، فما المبرر للتقوقع تحت لافتات دينية أو عرقية سوى أنه اندفاع للسير في الطريق الخطأ الذي خطه اليمين المتطرف يؤدي في المحصلة إلى بعثرة الأصوات وضياع الجهود.نقر أن الطريق طويل وشاق وليس سهلا على الإطلاق ويحتاج إلى تضافر كل الجهود وإعلاء قيم المواطنة على المصالح العرقية والإثنية والحزبية الضيقة للوصول إلى تفاهمات تمكن من إقرار برنامج يضع كافة القضايا في نطاقها الصحيح للسير بخطى ثابتة وواثقة في أي استحقاق انتخابي قادم.

الانتخابات العامة التي مضت بهزيمة أسوأ حزب مر على البلاد تستحق أن نستخلص منها العبر للحفاظ على المكاسب التي تحققت فلنترك المسائل العرقية والدينية والثقافية الخاصة للنوادي والمساجد والكنائس والمؤسسات المتخصصة وما أكثرها فهذه الجهات كفيلة بتوعية جمهورها لاختيار المرشح الذي لا يفرط بما يؤمنون به وفي نفس الوقت نترك مخاطبة الجمهور في الدوائر المختلفة لتحالف يضم الكل على مبدأ كلمة سواء لانتخاب الأمين على مصالح الناس داخل البلاد وخارجها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أوروبا الانتخابات أوروبا انتخابات اقليات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

المتطرف سموتريتش يضع 4 أهداف لإنهاء الحرب الإسرائيلية على جميع الجبهات

وضع وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أربعة أهداف لإنهاء الحرب التي تخوضها دولة الاحتلال على أكثر من جبهة، وذلك على وقع تصاعد التوترات في المنطقة بشكل غير مسبوق.

وقال سموتريتش، الأحد، "من غير الممكن إنهاء الحرب إلا عندما نقضي على حماس في غزة ولا تكون لديها القدرة على إعادة تأهيل نفسها".

وأضاف أنه من غير الممكن أيضا إنهاء الحرب "إلا عندما نتمكن من تجديد الاستيطان في قطاع غزة وضمان وجود يهودي دائم ومستقر"، فضلا عن "طرد حزب الله إلى ما هو أبعد من نهر الليطاني" في لبنان.


وحول الهدف الرابع، شدد الوزير المتطرف على أنه "لا يمكن إنهاء الحرب قبل إنهاء النظام في إيران والقضاء على مشروعه النووي"، حسب تعبيره.

ومنذ عام كامل، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 42 ألف شهيد، وأكثر من 96 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وفي سياق متصل، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان منذ 23 أيلول /سبتمبر الماضي، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.


وبحسب وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، فإن حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى ألفين و11 شهيدا، و9 آلاف و535 جريحا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.

يأتي ذلك بالتزامن مع الهجوم الصاروخي الواسع الذي شنته إيران على دولة الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي.

وجاء الهجوم كذلك ردا على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الراحل إسماعيل هنية، خلال زيارة كان يجريها إلى العاصمة الإيرانية طهران، في نهاية تموز/ يوليو الماضي.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، عن استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لهجوم "كبير" على إيران ردا على هجومها الصاروخي الأخير على مواقع إسرائيلية في الأراضي المحتلة.

סמוטריץ': "את המלחמה נוכל לסיים רק כשאין חמאס בעזה ואין יכולת שלו להשתקם. רק כשנוכל לחדש את ההתיישבות ברצועת עזה ולוודא נוכחות יהודית קבועה ויציבה. רק כשנרחיק את חזבאללה מעבר לנהר הליטני. רק כשנפיל את המשטר באיראן ונחסל את פרויקט הגרעין שלו"@yanircozin pic.twitter.com/5B6QB4jyyJ — גלצ (@GLZRadio) October 6, 2024

مقالات مشابهة

  • بأغلبية ساحقة.. قيس سعيد يفوز بولاية ثانية لرئاسة تونس
  • القسام تعيد نشر كلمة الضيف التي أعلنت بدء الطوفان.. والفصائل الفلسطينية تعلق
  • القسام تعيد نشر كلمة الضيف التي أعلن بها عن بدء الطوفان قبل عام (شاهد)
  • المتطرف سموتريتش يضع 4 أهداف لإنهاء الحرب الإسرائيلية على جميع الجبهات
  • رئيس الوزراء المجري يرغب في أن يسيطر اليمين على السلطة في أوروبا
  • يتقدمهم الرئيس قيس سعيد : التونسيون ينتخبون رئيسهم من بين 3 مرشحين
  • التونسيون يدلون بأصواتهم وسط مقاطعة سياسية وحقوقية
  • اشتعال حرب الانتخابات من جديد… والتونسيون ينتخبون رئيسهم من بين 3 مرشحين ..تفاصيل
  • الشرطة الألمانية تدهم اجتماعا لعشرات المتهمين بالانتماء لأقصى اليمين
  • الانتخابات التي لم تعرف لها تونس مثيلًا