عربي21:
2025-02-16@11:40:56 GMT

تعالوا إلى كلمة سواء..

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

يقول المخططون الاستراتيجيون إذا أراد لك عدوك أن تسلك طريقا فعليك أن تسلك طريقا مختلفا حتى لا تقع في شباكه وتتمكن من رسم خططك بهدوء للرد على الهجمات وتحقيق النجاح المرجو والمحافظة على المكتسبات بأقل الخسائر الممكنة.

اليمين المتطرف في بريطانيا وعموم أوروبا لا ينفك عن مهاجمة المهاجرين والأقليات بمختلف مشاربهم وتشتد هذه الهجمات في أي استحقاق انتخابي في مسعى لشيطنتهم وتصويرهم بأنهم عبء على المجتمع وخطر على هويته مستغلين ظروفًا اقتصادية وسياسية تمر بها البلاد وكأنهم سبب البلاء الذي حل في البلاد.



اليمين المتطرف خطر كبير وداهم يستغل أي ظرف تمر به البلاد لتمرير برامجه السامة، فقد أثبتت الانتخابات في بريطانيا ودول أوروبية أنه يستطيع إقناع فئة تلو الأخرى في المجتمع ببرامجه والدليل على ذلك أنهم حصلوا على مقاعد لم يحصلوا عليها في دورات انتخابية سابقة.رد الفعل الغريزي وغير المخطط لجوء هذه المجموعات المستهدفة في زمن الانتخابات إلى الأنضواء تحت لافتات عرقية أو دينية لها برامج خاصة تخدم هذه المجموعات ولا تعبر عن كونهم مواطنين في مجتمع متعدد، وبذلك يكون هذا اليمين قد نجح في عَنْصرة هذه المجموعات وجرها إلى مربعه وبالتالي زيادة عزلتها ليسهل استهداف مرشحيها وبالتالي إسقاطهم.

الانتخابات العامة التي انعقدت قبل أيام أظهرت ارتجالا بتدشين حملات تحت عناوين تخص الأقليات وكان من المفترض بعد سنوات من التجارب والتحالفات المميزة التي عقدت لخدمة قضايا كثيرة أن تدفع نحو تشكيل تحالف يتفق فيه الناس على برنامج مشترك يؤدي إلى توجيه الناس لانتخاب المرشح الأنسب في هذه الدائرة أو تلك.

الغالبية العظمى من الناس في الدوائر الانتخابية والمجتمع البريطاني عموما متفقون على احترام القانون واحترام حرية المعتقد وإعلاء مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، فما المبرر للتقوقع تحت لافتات دينية أو عرقية سوى أنه اندفاع للسير في الطريق الخطأ الذي خطه اليمين المتطرف يؤدي في المحصلة إلى بعثرة الأصوات وضياع الجهود.

لا ينبغي أن نسمح للهجمات الشرسة من قبل اليمين المتطرف أن تكرس لدينا فكرة أننا مجرد مهاجرين غرباء، بل يجب أن نتشبث بفكرة المواطنة ونعكسها في كل سلوكياتنا خاصة في ظروف التحضير لخوض انتخابات عامة لنؤكد أننا جزء من نسيج المجتمع ولنا مساهمات هامة في بنائه وأن هويتنا ومعتقدنا وثقافتنا شأن خاص.

وهذا ما تثبته الإحصائيات الرسمية أن المواطنين من المهاجرين ساهموا مساهمات لا يمكن تجاوزها أو إنكارها في بناء المجتمع وأثبتوا أنهم قادرون على الاندماج فيه والدليل على ذلك وصولهم إلى أعلى المناصب في كافة مرافق الدولة وكذلك نجاحهم الكبير في القطاع الخاص.

تشير إحصاءات حديثة على سبيل المثال أن قطاع الصحة لولا القوة العاملة من الأقليات لانهار بالكامل في ظل الأزمة التي تسبب بها حزب المحافظين فـ 26.2% من الموظفين هم من الأقليات و48% من الأطباء في إنجلترا هم من الأقليات، وفي قطاع الأعمال هناك 250 ألف شركة متنوعة تضخ في الاقتصاد البريطاني أكثر من 250 مليار جنيه إسترليني وهناك نسب جيدة ليست في مستوى الطموح من المعلمين وأساتذة الجامعات والباحثين.

اليمين المتطرف خطر كبير وداهم يستغل أي ظرف تمر به البلاد لتمرير برامجه السامة، فقد أثبتت الانتخابات في بريطانيا ودول أوروبية أنه يستطيع إقناع فئة تلو الأخرى في المجتمع ببرامجه والدليل على ذلك أنهم حصلوا على مقاعد لم يحصلوا عليها في دورات انتخابية سابقة.

مخاطبة الناس وخاصة في زمن الانتخابات علم وفن يقتضي الكثير من الحكمة، وكل خطوة أو كلمة أو لافتة في السباق الانتخابي يجب أن تكون محسوبة، فعلى سبيل المثال لا يمكن لمرشح في دائرة ينضوي تحت لافتة دينية أو عرقية أن ينجح وجهاز الإحصاء المركزي يقول أن الغالبية العظمى في هذه الدائرة لا ينتمون لأي دين أو أن الغالبية تنتمي لعرق مختلف!

الغالبية العظمى من الناس في الدوائر الانتخابية والمجتمع البريطاني عموما متفقون على احترام القانون واحترام حرية المعتقد وإعلاء مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، فما المبرر للتقوقع تحت لافتات دينية أو عرقية سوى أنه اندفاع للسير في الطريق الخطأ الذي خطه اليمين المتطرف يؤدي في المحصلة إلى بعثرة الأصوات وضياع الجهود.نقر أن الطريق طويل وشاق وليس سهلا على الإطلاق ويحتاج إلى تضافر كل الجهود وإعلاء قيم المواطنة على المصالح العرقية والإثنية والحزبية الضيقة للوصول إلى تفاهمات تمكن من إقرار برنامج يضع كافة القضايا في نطاقها الصحيح للسير بخطى ثابتة وواثقة في أي استحقاق انتخابي قادم.

الانتخابات العامة التي مضت بهزيمة أسوأ حزب مر على البلاد تستحق أن نستخلص منها العبر للحفاظ على المكاسب التي تحققت فلنترك المسائل العرقية والدينية والثقافية الخاصة للنوادي والمساجد والكنائس والمؤسسات المتخصصة وما أكثرها فهذه الجهات كفيلة بتوعية جمهورها لاختيار المرشح الذي لا يفرط بما يؤمنون به وفي نفس الوقت نترك مخاطبة الجمهور في الدوائر المختلفة لتحالف يضم الكل على مبدأ كلمة سواء لانتخاب الأمين على مصالح الناس داخل البلاد وخارجها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أوروبا الانتخابات أوروبا انتخابات اقليات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

أسوان تشهد ندوة تثقيفية لزيادة الوعى ومواجهة الفكر المتطرف

شهد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، واللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، واللواء أ.ح أسامة عبد الحميد قائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى فعاليات الندوة التثقيفية الثانية عشرة، تحت شعار " زيادة الوعى وكيفية مواجهة الفكر المتطرف.

وذلك بحضور المهندس عمرو لاشين نائب المحافظ، والدكتور لؤى سعد الدين القائم بأعمال رئيس الجامعة، والقيادات العسكرية والأمنية والتنفيذية والدينية.

وفى كلمته أكد الدكتور أشرف صبحى فى كلمته على أهمية مثل هذه الندوات في تنمية الوعى الوطنى لدى الشباب، مشيداً بالدور المحورى الذى تقوم به قوات الدفاع الشعبي والعسكري فى ربط الأجيال الجديدة بتاريخ الوطن وإنجازاته، والوزارة تولى إهتماماً كبيراً بتعزيز المفاهيم الوطنية من خلال التعاون المستمر مع القوات المسلحة والجهات المعنية.

فيما أكد الدكتور إسماعيل كمال على على أهمية هذه الندوة التثقيفية التى تأتى وفقاً لإستراتيجة ورؤية مصر 2030 تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى للإرتقاء بالمستوى الفنى والثقافى للنشء والشباب بإعتبارهم وقود المستقبل الواعد فى بناء الجمهورية الجديدة.

لافتاً إلى ضرورة التكاتف والتماسك بين كافة مؤسسات الدولة وفئات الشعب المصرى، وفى مقدمتها الشباب والنشء لتعريفهم بحقائق الأمور بشفافية كاملة لمواجهة حروب الجيل الرابع والخامس.

وأشار محافظ أسوان إلى أن قضية الوعى تعتبر من أهم القضايا التى تعمل الدولة المصرية على زيادتها لدى أبناء الوطن من خلال تنظيم الندوات التثقيفية، موضحاً بأن الشعب المصرى كان دائماً خط الدفاع الأول أمام جميع المحاولات التى تستهدف الدولة لتظل أرض الكنانة آمنة ومستقرة بفضل جهود القوات المسلحة والشرطة المصرية وتكاتف شعبها الذى يعمل بروح الفريق الواحد لإستكمال مسيرة البناء والتنمية.

فيما تم تقديم مجموعة متنوعة من الفقرات الفنية والإستعراضية والشعرية، وفى نهاية فعاليات الندوة تبادل وزير الشباب والرياضة ومحافظ أسوان وقائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى الدروع، كما تم تكريم أسر الشهداء وذوى الهمم، فضلاً عن عدد من النماذج الوطنية المتميزة.

مقالات مشابهة

  • نقابة المحامين - بيروت تقيم حفل قسم اليمين للمنتسبين الجُدد
  • «وبخ» قادتها وغازل اليمين .. نائب ترامب «يصدم» أوروبا في ميونخ
  • حدادي تؤدي اليمين وتتعهد بتعزيز مبادئ الوحدة الأفريقية
  • شولتس يرفض التدخل الأمريكي في الديموقراطية الألمانية
  • شولتس ومنافسه ينتقدان التدخل الأميركي في الانتخابات الألمانية
  • فانس يلتقي زعيمة حزب البديل في ميونخ
  • أسوان تشهد ندوة تثقيفية لزيادة الوعى ومواجهة الفكر المتطرف
  • باسيل في ذكرى استشهاد الحريري: تعالوا نجعل من الذكرى العشرين مناسبة وطنية للتفاهم حول مستقبل لبنان
  • نصر إبراهيم: جماهير الزمالك دائما كلمة السر.. والفوز على بتروجيت ضروري
  • المخرج تود هاينز يحذر من خطر اليمين المتطرف على صناعة السينما