ليبيا – قال وزير الشؤون الاقتصادية السابق سلامة الغويل، إنه في حال بقاء الوضع على ما هو عليه الآن من دون تنويع الاقتصاد والتنمية والموارد وخلق بيئة آمنة، فإن البلاد مهددة بالإفلاس، نتيجة استنزاف الموارد.

الغويل وفي حديثه مع وكالة “سبوتنيك”، رأى أن تأخر الخطوة “الإفلاس” لا يعني عدم وقوعها، خاصة في ظل تمسك الحكومة بنفس السياسة التي تدفع نحو الإفلاس، في ظل الفساد وعدم الشفافية، وعدم وجود بيئة آمنة لرؤوس الأموال الأجنبية.

واعتبر الغويل أن العشوائية ونظام المغالبة، والانقسام يدفع بشكل كبير نحو تأزم الأوضاع على كافة المستويات.

وشدد على ضرورة وجود حكومة تعيد صياغة الرؤى والخطط داخليا وخارجيا، بما يعزز الاقتصاد وتنوعه ويحول دون السير نحو الإفلاس.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط

على مدى 7 سنوات متتالية، صُنّفت حمية البحر المتوسط كأكثر الأنظمة الغذائية الصحية في العالم، وفقا لتصنيف "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت"، كما اعترفت بها اليونسكو في عام 2010 كجزء من التراث الثقافي غير المادي للبشرية. لكن هذا النظام الغذائي، الذي يعتمد على منتجات البحر والحقول والمناخ المعتدل، بات مهددا بسبب تغيّرات المناخ التي تضرب المنطقة بوتيرة متسارعة.

ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن منطقة البحر المتوسط ترتفع حرارتها بمعدل أسرع بنسبة 20% من المتوسط العالمي، مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة بين 1.8 و3.5 درجات مئوية بحلول عام 2100، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات الأمطار بنسبة تتراوح بين 10% و15%، حتى في حال ارتفاع درجات الحرارة بدرجتين فقط.

ضغط متزايد

تغيرات المناخ لا تقتصر على تهديد الإنتاج الغذائي، بل تمتد لتؤثر على نمط الحياة التقليدي في دول المتوسط.

وأشارت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) إلى انخفاض عدد الأيام المناسبة للنشاطات الخارجية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذ يمكن أن تفقد البرتغال ما يصل إلى 33 يوما من الطقس الملائم بحلول 2100، بينما قد تخسر اليونان 30 يوما.

وتواجه دول مثل إسبانيا والمغرب وكرواتيا وإيطاليا تحديات مشابهة، مما قد يؤثر على النشاط البدني والتواصل الاجتماعي وأساليب العيش التقليدية.

إعلان

وتُظهر دراسة أخرى من جامعة بادوفا أن الطلب على الري سيزداد بنسبة 4% إلى 18% في حوض المتوسط، بينما قد ترتفع ندرة المياه بنسبة 48%.

وفي حال وصول الاحترار العالمي إلى 3 درجات مئوية، قد تتضاعف موجات الجفاف في بعض المناطق، مهددة المحاصيل وتوفر الغذاء.

محاصيل الزيتون تتأثر بشدة في بلدان البحر المتوسط نتيجة تغير المناخ (غيتي) أضرار بالمحاصيل

وباتت الآثار ملموسة على الأرض، فقد أدى طقس غير معتاد في ربيع 2022 إلى تدمير مراحل التزهير والتلقيح في أشجار الزيتون، مما نتج عنه تراجع كبير في إنتاج الزيت. وشهدت أوروبا انخفاضا بنسبة 39% في الإنتاج، حيث سجلت إيطاليا تراجعا بنسبة 54%، وإسبانيا 27%، وفرنسا 38%، والبرتغال 39%.

كما عانت محاصيل الحبوب من انخفاضات حادة، إذ تراجعت زراعة الذرة بنسبة 30% في فرنسا، و20% في إسبانيا، و23% في إيطاليا. وشهد إنتاج القمح تراجعا بنسبة 9% في إيطاليا و28% في إسبانيا.

وفي عام 2023، واجه مزارعو الفواكه والخضروات أضرارا مماثلة، فتراجع إنتاج التفاح بنسبة 15% في إسبانيا، و20% في البرتغال، و32% في اليونان. كما انخفضت محاصيل الخوخ بنسبة 26%، والطماطم بنسبة 9% في إسبانيا و20% في اليونان، وتراجعت زراعة البرتقال في إيطاليا بنسبة 19%.

حتى البحر لم يسلم

الأزمة لا تقتصر على اليابسة، فبيانات البرلمان الأوروبي لعام 2024 تشير إلى أن أكثر من 30% من المواطن البحرية في المتوسط مهددة بالتلوث والصيد الجائر والأنواع الدخيلة وتغير المناخ.

وقد صنّف المصدر السابق 21% من الأنواع البحرية على أنها "مهددة"، و11% "مهددة بالانقراض". وفقد البحر المتوسط 40% من الأنواع المفترسة العليا، و34% من أنواع الأسماك بين عامي 1950 و2011.

نمط حياة مهدد

ويؤكد منسق التعليم في مستشفى شيشلي هاميدية بإسطنبول يوكسيل ألتونتاش أن النشاط البدني والاجتماعي من ركائز حمية البحر المتوسط، إلى جانب تناول الطعام الجماعي وتأثيره الإيجابي على الهضم والوزن، لكنه يحذر من تلوث الأسماك بالمعادن الثقيلة واللدائن الدقيقة، مما يهدد عنصرا رئيسيا في الحمية.

إعلان

من جانبها، قالت عالمة الأنثروبولوجيا الغذائية أليساندرا غويغوني إن درجات الحرارة المرتفعة تجعل الصيف غير مناسب للمشي أو اللقاءات، وهو ما يقلل فرص ممارسة نمط الحياة التقليدي القائم على الحركة والتواصل.

وأشارت إلى أن ارتفاع الأسعار يدفع السكان لاستهلاك أقل من الخضروات والفواكه، التي باتت أحيانا أغلى من اللحوم.

وأشار البروفيسور باولو تارولي من جامعة بادوفا إلى أن الاحترار العالمي يفاقم الضغط على الزراعة، خصوصا في ظل تزايد الطلب على الري وتراجع إنتاج المحاصيل. ويرى أن ارتفاع التكاليف قد يدفع الأفراد إلى تقليص استهلاك الأغذية الصحية.

ويؤكد أن الحل يكمن في التعاون الدولي، عبر ربط العلم بالسياسات وصُنّاع القرار وأصحاب المصلحة، لضمان مستقبل غذائي مستدام في منطقة تواجه تهديدا وجوديا لتقاليدها ونظامها الغذائي العريق.

يذكر أن حمية البحر المتوسط تصنف على أنها نظام غذائي نباتي في المقام الأول، وتشتمل بشكل أساسي على تناول الحبوب الكاملة وزيت الزيتون والفواكه والخضروات والفاصوليا والبقوليات الأخرى والمكسرات والأعشاب والتوابل. ويتضمن هذا النظام أيضا تقليل تناول منتجات الألبان والبروتينات الحيوانية، وتعتمد في الحصول على البروتين على تناول الأسماك والمأكولات البحرية.

مقالات مشابهة

  • بوراص: نطالب بتعليق جميع النشاطات الرياضية والترفيهية إلى حين ضمان بيئة آمنة
  • الغويل: كتاب ستيفاني ويليامز عن ليبيا ممتاز وبعثت لي نسخة قبل نشره
  • موقع أمريكي: الحملة العسكرية على اليمن غير واضحة ومخاوف من استنزاف موارد البنتاغون
  • شعبة الاتصالات والتكنولوجيا: ضريبة موحدة تعزز بيئة الأعمال والاقتصاد الرقمي
  • إيهاب سعيد: الضريبة الموحدة خطوة استراتيجية نحو بيئة استثمارية أكثر تنافسية
  • نتيجة العجز المائي في سدودها.. دراسة تعديل خطة الزراعات الصيفية في حمص
  • تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط
  • نحو بيئة جامعية آمنة ومستدامة.. جامعة حلوان تُطلق خريطة طريق لمناهضة العنف وتمكين المرأة
  • السنوسي: أشهر قليلة تفصل ليبيا عن الإفلاس الكامل إن لم يُتخذ قرار حاسم
  • الأمم المتحدة: الانقسام السياسي يعمّق الأزمة الاقتصادية في ليبيا رغم الموارد الوفيرة