الصين والغرب يتبادلان التدابير الحمائية.. كيف ستتأثر التجارة العالمية؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
في سلسلة من التحركات التي من شأنها التأثير على التجارة العالمية، شرعت كل من الولايات المتحدة والصين بفرض إجراءات صارمة لتنظيم الواردات ومواجهة الممارسات التجارية "غير العادلة" في التجارة البينية. وتعكس هذه الإجراءات التوترات الجيوسياسية المستمرة وآثارها على الأسواق الدولية.
صلب وألمنيوم الصين تحت عين واشنطنوقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الولايات المتحدة أعلنت فرض قيود جديدة على واردات الصلب والألمنيوم من المكسيك، لمنع السلع ذات المنشأ الصيني من التهرب من الرسوم الجمركية.
وتهدف الخطوة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن -وفقا للفرنسية- إلى الحماية من الطاقة الصناعية الفائضة في الصين، والتي تدّعي واشنطن أنها تؤدي إلى إغراق البضائع بأسعار غير عادلة في أسواق أخرى.
ووفقا لبلومبيرغ، فلن يتم إعفاء الفولاذ المستورد من المكسيك من الرسوم الجمركية إلا إذا تم صهره وصبه في المكسيك أو الولايات المتحدة أو كندا.
وبخلاف ذلك، سيتم فرض رسوم بنسبة 25%. وبالمثل، فإن واردات الألمنيوم من المكسيك والتي تحتوي على الألمنيوم الأوّلي المصهور أو المصبوب في الصين أو بيلاروسيا أو إيران أو روسيا ستواجه رسومًا بنسبة 10% على ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
ووفقا للمستشارة الاقتصادية للبيت الأبيض لايل برينارد، فإن هذه الإجراءات ضرورية لسد الثغرات التي تستغلها دول مثل الصين لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية. وقالت برينارد "إن دخول الصلب والألمنيوم الصيني إلى السوق الأميركية عبر المكسيك يتجنب التعريفات الجمركية، ويقوض استثماراتنا، ويضر بالعمال الأميركيين في ولايات مثل بنسلفانيا وأوهايو".
وتأتي هذه الإجراءات وفقا للوكالة في الوقت الذي يسعى فيه بايدن للحصول على دعم الناخبين في الولايات المتأرجحة الحرجة، بما في ذلك ولاية بنسلفانيا، قبل الانتخابات المقبلة. وشدد سكوت بول، رئيس تحالف التصنيع الأميركي، على أنه "يجب ألا يُسمح للصين والدول الأخرى باستغلال التجارة مع جيراننا لتجنب إنفاذ التجارة الأميركية".
وقد تمت بالفعل معالجة ما يقرب من 90% من واردات الصلب من المكسيك البالغة 3.8 ملايين طن داخل أميركا الشمالية، في حين أن الجزء المتبقي، القادم من دول مثل الصين، سيواجه الآن هذه القيود الجديدة. ومن بين 105 آلاف طن متري من الألمنيوم المستورد من المكسيك، تمت معالجة 94% منها في الولايات المتحدة أو كندا أو المكسيك.
الصين تحقق في تدابير دعم الاتحاد الأوروبيوفي خطوة مضادة، أعلنت الصين إجراء تحقيق رسمي في تدابير الدعم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي وعوائق الاستثمار، في أعقاب سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها بروكسل واستهدفت الممارسات التجارية الصينية.
وسلط بيان وزارة التجارة الصينية الذي نقلته الوكالة الفرنسية الضوء على المخاوف بشأن العقبات التجارية والاستثمارية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الشركات الصينية.
واتخذت المفوضية الأوروبية مؤخرًا عدة إجراءات ضد الصين. وتشمل هذه الإجراءات التحقيق في الدعم الحكومي لشركة السكك الحديدية الصينية "سي آر آر سي" (CRRC) والممارسات التمييزية المزعومة في الأسواق العامة للأجهزة الطبية، وتصنيع السيارات، وطاقة الرياح. وفي أوائل يوليو/تموز، فرض الاتحاد الأوروبي مؤقتًا رسومًا جمركية إضافية تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة بسبب الدعم الحكومي غير العادل.
وذكرت وزارة التجارة الصينية، أن التحقيق الذي جاء بناء على شكوى من غرفة التجارة، يركز على منتجات مثل القاطرات والطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح. ومن المقرر أن ينتهي هذا التحقيق بحلول مطلع العام القادم على ما ذكرته الوكالة.
وتسلط هذه الإجراءات التي اتخذتها كل من الولايات المتحدة والصين الضوء على التوترات التجارية المتصاعدة وقدرتها على تعطيل الأسواق العالمية. ومع قيام كل دولة بتنفيذ سياسات لحماية صناعاتها ومكافحة ممارسات التجارة الخارجية، فإن التأثيرات المترتبة على ذلك تظهر في مختلف القطاعات في جميع أنحاء العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی هذه الإجراءات من المکسیک
إقرأ أيضاً:
الصين تتهم الولايات المتحدة بشن هجمات إلكترونية متقدمة استهدفت قطاعات حيوية
اتهمت الصين وكالة الأمن القومي الأميركية "إن إس إيه" (NSA) بشن هجمات إلكترونية متقدمة خلال دورة الألعاب الشتوية الآسيوية في فبراير/شباط الماضي مستهدفة قطاعات حيوية، وقالت الشرطة في مدينة هاربين شمال شرقي البلاد إنها تشتبه في 3 عملاء يُعتقد أنهم تابعون لوكالة الأمن القومي، واتهمت أيضا جامعة كاليفورنيا وجامعة فرجينيا التقنية بالمشاركة في الهجمات بعد إجراء تحقيقات موسعة، وفقا لتقرير نشرته رويترز.
وأفادت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" (Xinhua) بأن عملاء وكالة الأمن القومي الأميركية المتهمين هم: كاثرين أ. ويلسون، وروبرت ج. سنيلينغ، وستيفن و. جونسون. وذكرت أن هؤلاء الثلاثة لهم سوابق في هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية للمعلومات في الصين وشاركوا في هجمات إلكترونية على شركة هواوي وغيرها من الشركات، ولم تحدد "شينخوا" كيفية تورط الجامعتين الأميركيتين.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية لاحقا الهجمات، وقالت إن بكين أعربت عن مخاوفها للولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان في مؤتمر صحفي "نحث الولايات المتحدة على اتخاذ موقف مسؤول بشأن قضية الأمن السيبراني، ويجب التوقف عن التشهير وتنفيذ الهجمات غير المبررة على الصين".
إعلانتأتي هذه الاتهامات في وقت تتصاعد فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أدى بالفعل إلى إصدار تحذيرات سفر للسياح الصينيين المتوجهين إلى الولايات المتحدة ووقف استيراد الأفلام الأميركية إلى الصين.
وقالت وكالة "شينخوا" نقلا عن مكتب الأمن العام في مدينة هاربين "أطلقت وكالة الأمن القومي الأميركية هجمات إلكترونية ضد صناعات مهمة مثل الطاقة والنقل والمياه والاتصالات ومؤسسات البحث في الدفاع الوطني في مقاطعة هيلونغجيانغ".
وأضافت "إن الهجمات كانت تهدف إلى تخريب البنية التحتية للمعلومات في الصين، مما يتسبب في فوضى اجتماعية وسرقة معلومات سرية مهمة".
خوادم مجهولة المصدروذكرت وكالة أنباء "شينخوا" أن عمليات وكالة الأمن القومي الأميركية جرت خلال دورة الألعاب الشتوية، ويشتبه في أنها استغلت ثغرات أمنية مثبتة مُسبقا في أنظمة ويندوز على أجهزة محددة في مقاطعة هيلونغجيانغ. وقالت "لإخفاء آثارها، اشترت وكالة الأمن القومي الأميركية عناوين آي بي (IP) في بلدان مختلفة واستأجرت بالخفاء عددا كبيرا من خوادم الشبكات بما في ذلك في أوروبا وآسيا".
وتعتقد "شينخوا" أن وكالة الأمن القومي الأميركية كانت تنوي سرقة البيانات الشخصية للرياضيين المشاركين، مضيفة أن الهجمات الإلكترونية بلغت ذروتها مع أول مباراة لهوكي الجليد في 3 فبراير/شباط الماضي، إذ استهدفت الهجمات أنظمة المعلومات مثل نظام تسجيل دورة الألعاب الشتوية الآسيوية وخزنت معلومات حساسة عن هويات الأفراد المعنيين بالحدث.
وبالمقابل، تتهم الولايات المتحدة بشكل روتيني قراصنة صينيين مدعومين من الدولة بشن هجمات على بنيتها التحتية الحيوية وهيئاتها الحكومية، وفي الشهر الماضي أعلنت واشنطن عن توجيه لوائح اتهام ضد مجموعة من القراصنة الصينيين تدّعي أنهم استهدفوا وكالة استخبارات الدفاع الأميركية ووزارة التجارة الأميركية ووزارات خارجية تايوان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا، ولكن بكين تنفي صلتها بهذه الهجمات.
إعلانوفي ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، أعلنت الصين اكتشافها وتعاملها مع هجومين إلكترونيين أميركيين على شركات تقنية صينية بهدف سرقة أسرار تجارية لكنها لم تذكر الوكالة المتورطة.