كيف تساهم السياحة في إنقاذ شعب إمبيرا في بنما؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
يستقبل السكان الأصليون حفاة الأقدام بأزيائهم التقليدية الملونة زوار قريتهم بالرقص والموسيقى. إنه نوع من الأداء الذي يجعل المرء يفكر في الأصالة الزائفة، عندما يرى عرضا فولكلوريا سياحيا.
والموقع هو مستوطنة بارارا بورو الخاصة بشعب إمبيرا والتي تقع داخل بنما في متنزه تشاجريس الوطني أعلى ضفاف نهر ريو تشاجريس الذي يغذي قناة بنما الأسطورية بالمياه.
وبالطبع يركز الكثيرون من شعب إمبيرا على العائد المادي الذي تدره السياحة. لكن آنيل زاركو -الذي يبلغ من العمر 30 عاما- ينظر للمسألة من زاوية مختلفة. فيقول الشاب الذي يرتدي تنورة قصيرة "إن السياحة مصدر دخلنا الوحيد. وهي سبيلنا الوحيد أيضا للحفاظ على ثقافتنا وتقديم أسلوب معيشتنا". ونشأ زاركو في المنطقة ويتحدث الإسبانية بطلاقة بالإضافة إلى لغته الأصلية.
مبان ومنازل حديثة في المركز الاستعماري القديم لمدينة بنما (الألمانية) لا سيارات أو تلفزيوناتتشمل حزمة الرحلات إلى شعب إمبيرا جولة بقوارب البيراجوا تبدأ من بحيرة ألاخويلا مرورا باتساع نظام نهر تشاجريس حتى شلال كيبرادا بونيتا. وفي مقدمة القارب يتولى زاركو إدارة القارب بواسطة عمود خشبي طويل عبر المساحات الخضراء في المجرى الضيق. ولاحقا يرافق المواطن الزوار إلى حفل الاستقبال في بارارا بورو ويتجول بهم في القرية التي يبلغ تعداد سكانها 120 نسمة.
المشهد كالتالي: لا توجد سيارات ولا أجهزة تلفاز. أكواخ مصنوعة من القش تقف على ركائز خشبية وخرسانية. بجانبها تجف ملابس معلقة، ويركض كلاب ودجاج وأطفال يرتدون المئزر، والسحالي تعدو زحفا حولها. وهناك سحلية إيجوانا تختبئ في شجرة.
ويأخذنا زاركو إلى متحف صغير يتكون من غرفة واحدة به آلات موسيقية وأواني مطبخ. وتُظهر العديد من الصور الباهتة جده الأكبر أنطونيو زاركو، الذي تولى في السابق تعليم أساليب النجاة لرواد الفضاء الأميركيين الذين انطلقوا في مهمة الهبوط على سطح القمر بقيادة رائد الفضاء نيل أرمسترونغ، كما يقول الحفيد بفخر.
أموال الزوار لتمويل مدرسة القريةالاتصال العابر للثقافات ليس جديدا على إمبيرا لكن بعض الشراكات من المحرمات لديهم. فيقول زعيم القرية برينيو دوجيراما البالغ من العمر 55 عاما "إن هناك قوانين داخلية خاصة بنا". فأي فرد من القبيلة يفضل الارتباط فيما يتعلق بالزواج من خارج القبيلة يتعين عليه مغادرة مجتمعهم. ويشرح دوجيراما في محاضرة للزوار كل ما يتعلق بحياة السكان الأصليين.
جزيرة إجوانا في المحيط الهادي (الألمانية)وتتلقى كل أسرة في القرية البالغ عددها 33 أسرة مبلغ 100 دولار كل أسبوعين من الوعاء المخصص لجمع عوائد السائحين. وكان دوجيراما حريصا على الإشارة إلى أن مبنى مدرسة القرية تم تمويله بفضل أموال السائحين. بينما في المقابل يتلقى المدرسان العاملان في المدرسة راتبيهما من الدولة.
أما الأشخاص المجتهدون أمثال ياريبت توكامو فيصنعون المشغولات اليدوية من ألياف النخيل ويبيعونها إلى السائحين. ويحتفظ هؤلاء بعوائد مشغولاتهم مباشرة. تقول توكامو البالغة من العمر 26 عاما "بإمكاني استخدام هذه الأموال في شراء الكتب المدرسية أو الزي المدرسي". وتقدر توكامو، أم 3 أطفال، "الحياة المسالمة" في القرية.
قرية عالقة في الزمنوتبدو بارارا بورو، التي يعني اسمها "قرية أشجار النخيل" كأنها عالقة في الزمن. ومع هذا فإن مقاومة التطور حولها أمر لا يحقق نجاحا.
ونظرا لأن زعيم القرية دوجيراما هو الذي يتعين عليه تنسيق زيارات السائحين فإنه أحد الأشخاص المعدودين الذين يتمتعون بميزة امتلاك هاتف محمول. ويقول دوجيراما إن "القرية بحاجة إلى الكهرباء" مشيرا إلى مهمة أخرى يخطط لها في المستقبل. وفي النهاية تعتبر الكهرباء مهمة للمدرسة وتعلُم الحاسب الآلى.
وتنتهي الزيارة بالموسيقى بعدما تترك انطباعا عميقا في النفس. وبفضل السياحة، تمكن سكان إمبيرا من الإفلات من الحلقة المفرغة للتشرد والنزوح عن مناطقهم الريفية والفقر.
ويقول آنيل زاركو إنه "في بعض البلدان، اختفت ثقافات السكان الأصليين. نفتخر بأننا من السكان الأصليين ويشرفنا أن هناك أناسا آخرين يريدون التعرف على ثقافتنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الزراعة تساهم في توفير السلع بأسعار مخفضة عبر منافذها المنتشرة.. تفاصيل
تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي دورها البارز في دعم الاقتصاد المحلي وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين من خلال توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة عبر منافذها المنتشرة على مستوى الجمهورية، و يأتي ذلك في إطار استراتيجية الوزارة لتوفير منتجات غذائية بأسعار مناسبة، والتصدي للغلاء الذي يعاني منه العديد من الفئات.
حلول مريحة للمواطنين
تنتشر منافذ وزارة الزراعة في مختلف المناطق، وتُعد هذه المنافذ مصدرًا مهمًا للمنتجات الزراعية المحلية، حيث تضم مجموعة واسعة من السلع مثل اللحوم والدواجن والخضراوات والفواكه، فضلًا عن منتجات الألبان والمستلزمات الزراعية، ويتم بيع هذه السلع بأسعار منخفضة مقارنة بالأسواق التجارية، مما يساهم في تخفيف العبء على الأسر ذات الدخل المحدود.
دور الوزارة في دعم المواطن المصري
و الهدف من هذه المنافذ هو توفير سلع غذائية ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية للمواطنين، مع ضمان استدامة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على تنسيق جهودها مع الجهات الحكومية الأخرى لضمان وصول هذه السلع إلى المناطق الأكثر احتياجًا.
لا يقتصر دور الوزارة على توفير السلع بأسعار منخفضة فقط، بل تسعى أيضًا إلى زيادة الوعي لدى المواطنين بشأن أهمية استهلاك المنتجات المحلية، خاصة مع ارتفاع أسعار السلع المستوردة بسبب التحديات الاقتصادية العالمية.
الزراعة المستدامة.. السبيل لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصاديةتوسيع شبكة المنافذ لتشمل كافة المحافظات
في إطار جهود الوزارة لتحسين الوصول إلى السلع الغذائية، تم توسيع شبكة المنافذ لتغطية جميع محافظات مصر، بما في ذلك المناطق الريفية والنائية، و هذا التوسع يهدف إلى ضمان وصول السلع إلى أكبر عدد من المواطنين، خاصة في الأماكن التي قد تكون بعيدة عن الأسواق الرئيسية.
فرصة لدعم الاقتصاد الوطني
إلى جانب دورها في توفير السلع بأسعار مناسبة، تساهم منافذ وزارة الزراعة في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الإنتاج المحلي، فعن طريق دعم المزارعين والمصنعين المحليين، تساعد الوزارة على تحقيق اكتفاء ذاتي أكبر وتقليل الفجوة بين العرض والطلب في السوق المصري.
وزير الزراعة: مكتبي مفتوح لتلقي الأفكار الزراعية الجادة من الشباب ودعم تنفيذهامستقبل المنافذ الزراعية
وفي ظل التوجه نحو تحسين سلاسل الإمداد وتقوية شبكة التوزيع، تعكف وزارة الزراعة على تطوير منافعها وزيادة قدرتها التنافسية، من خلال التعاون مع الشركات الزراعية والمزارعين لزيادة الإنتاج المحلي. كما تعمل الوزارة على تقديم عروض ترويجية وتخفيضات موسمية لجذب المزيد من المواطنين إلى هذه المنافذ.
من خلال هذه الجهود، تواصل وزارة الزراعة تحقيق دورها الحيوي في تأمين احتياجات المواطنين، وتخفيف العبء المعيشي عليهم، وهو ما يساهم بشكل فعال في استقرار السوق المصري.