الجزيرة:
2024-10-08@07:37:52 GMT

كيف تساهم السياحة في إنقاذ شعب إمبيرا في بنما؟

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

كيف تساهم السياحة في إنقاذ شعب إمبيرا في بنما؟

يستقبل السكان الأصليون حفاة الأقدام بأزيائهم التقليدية الملونة زوار قريتهم بالرقص والموسيقى. إنه نوع من الأداء الذي يجعل المرء يفكر في الأصالة الزائفة، عندما يرى عرضا فولكلوريا سياحيا.

والموقع هو مستوطنة بارارا بورو الخاصة بشعب إمبيرا والتي تقع داخل بنما في متنزه تشاجريس الوطني أعلى ضفاف نهر ريو تشاجريس الذي يغذي قناة بنما الأسطورية بالمياه.

وتمثل قوارب بيراجوا الخشبية ذات المحركات وسيلة النقل الوحيدة في المنطقة.

وبالطبع يركز الكثيرون من شعب إمبيرا على العائد المادي الذي تدره السياحة. لكن آنيل زاركو -الذي يبلغ من العمر 30 عاما- ينظر للمسألة من زاوية مختلفة. فيقول الشاب الذي يرتدي تنورة قصيرة "إن السياحة مصدر دخلنا الوحيد. وهي سبيلنا الوحيد أيضا للحفاظ على ثقافتنا وتقديم أسلوب معيشتنا". ونشأ زاركو في المنطقة ويتحدث الإسبانية بطلاقة بالإضافة إلى لغته الأصلية.

مبان ومنازل حديثة في المركز الاستعماري القديم لمدينة بنما (الألمانية) لا سيارات أو تلفزيونات

تشمل حزمة الرحلات إلى شعب إمبيرا جولة بقوارب البيراجوا تبدأ من بحيرة ألاخويلا مرورا باتساع نظام نهر تشاجريس حتى شلال كيبرادا بونيتا. وفي مقدمة القارب يتولى زاركو إدارة القارب بواسطة عمود خشبي طويل عبر المساحات الخضراء في المجرى الضيق. ولاحقا يرافق المواطن الزوار إلى حفل الاستقبال في بارارا بورو ويتجول بهم في القرية التي يبلغ تعداد سكانها 120 نسمة.

المشهد كالتالي: لا توجد سيارات ولا أجهزة تلفاز. أكواخ مصنوعة من القش تقف على ركائز خشبية وخرسانية. بجانبها تجف ملابس معلقة، ويركض كلاب ودجاج وأطفال يرتدون المئزر، والسحالي تعدو زحفا حولها. وهناك سحلية إيجوانا تختبئ في شجرة.

ويأخذنا زاركو إلى متحف صغير يتكون من غرفة واحدة به آلات موسيقية وأواني مطبخ. وتُظهر العديد من الصور الباهتة جده الأكبر أنطونيو زاركو، الذي تولى في السابق تعليم أساليب النجاة لرواد الفضاء الأميركيين الذين انطلقوا في مهمة الهبوط على سطح القمر بقيادة رائد الفضاء نيل أرمسترونغ، كما يقول الحفيد بفخر.

أموال الزوار لتمويل مدرسة القرية

الاتصال العابر للثقافات ليس جديدا على إمبيرا لكن بعض الشراكات من المحرمات لديهم. فيقول زعيم القرية برينيو دوجيراما البالغ من العمر 55 عاما "إن هناك قوانين داخلية خاصة بنا". فأي فرد من القبيلة يفضل الارتباط فيما يتعلق بالزواج من خارج القبيلة يتعين عليه مغادرة مجتمعهم. ويشرح دوجيراما في محاضرة للزوار كل ما يتعلق بحياة السكان الأصليين.

جزيرة إجوانا في المحيط الهادي (الألمانية)

وتتلقى كل أسرة في القرية البالغ عددها 33 أسرة مبلغ 100 دولار كل أسبوعين من الوعاء المخصص لجمع عوائد السائحين. وكان دوجيراما حريصا على الإشارة إلى أن مبنى مدرسة القرية تم تمويله بفضل أموال السائحين. بينما في المقابل يتلقى المدرسان العاملان في المدرسة راتبيهما من الدولة.

أما الأشخاص المجتهدون أمثال ياريبت توكامو فيصنعون المشغولات اليدوية من ألياف النخيل ويبيعونها إلى السائحين. ويحتفظ هؤلاء بعوائد مشغولاتهم مباشرة. تقول توكامو البالغة من العمر 26 عاما "بإمكاني استخدام هذه الأموال في شراء الكتب المدرسية أو الزي المدرسي". وتقدر توكامو، أم 3 أطفال، "الحياة المسالمة" في القرية.

قرية عالقة في الزمن

وتبدو بارارا بورو، التي يعني اسمها "قرية أشجار النخيل" كأنها عالقة في الزمن. ومع هذا فإن مقاومة التطور حولها أمر لا يحقق نجاحا.

ونظرا لأن زعيم القرية دوجيراما هو الذي يتعين عليه تنسيق زيارات السائحين فإنه أحد الأشخاص المعدودين الذين يتمتعون بميزة امتلاك هاتف محمول. ويقول دوجيراما إن "القرية بحاجة إلى الكهرباء" مشيرا إلى مهمة أخرى يخطط لها في المستقبل. وفي النهاية تعتبر الكهرباء مهمة للمدرسة وتعلُم الحاسب الآلى.

وتنتهي الزيارة بالموسيقى بعدما تترك انطباعا عميقا في النفس. وبفضل السياحة، تمكن سكان إمبيرا من الإفلات من الحلقة المفرغة للتشرد والنزوح عن مناطقهم الريفية والفقر.

ويقول آنيل زاركو إنه "في بعض البلدان، اختفت ثقافات السكان الأصليين. نفتخر بأننا من السكان الأصليين ويشرفنا أن هناك أناسا آخرين يريدون التعرف على ثقافتنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الصحة: السكان الأصحاء العمود الفقري لأي تقدم مستدام

قالت عبلة الألفي نائب وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة إنَّ صحة السكان ليست هدفًا منفصلًا عن التنمية، بل هي الأساس للتنمية البشرية، مشيرة إلى أنَّ السكان الأصحاء هم العمود الفقري لأي تقدم مستدام، وأن تحسين النظم الصحية المجتمعية يمثل استثمارًا مباشرًا في مستقبل الدول.

جاء ذلك خلال كلمتها التي ركزت على دور الصحة في تحقيق التنمية المستدامة، على هامش ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات التابعة لمركز الوقاية والتحكم في الأمراض في أفريقيا.

تسعى مصر دائمًا إلى تطوير منظومة صحية

وأوضح حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لـ وزارة الصحة والسكان أنَّ نائب الوزير أكدت في بداية كلمتها أنَّ هناك ترابطًا وثيقًا بين الصحة والتنمية البشرية، وأن القدرة على تحقيق تقدم حقيقي تعتمد على هذا الفهم العميق، ومن هذا المنطلق تعتبر الصحة احد اهم محاور التنمية البشرية، إذ تسعى مصر دائمًا إلى تطوير منظومة صحية متكاملة تساعد الأفراد على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

التدخلات الصحية المبكرة

وأضاف عبدالغفار أن نائب الوزير أشارت إلى التدخلات الصحية المبكرة، وأبرزها مبادرة الألف يوم الذهبية، التي تركز على الألف يوم الأولى من حياة الطفل – من الحمل وحتى عمر السنتين، هذه الفترة تعتبر حاسمة للتطور البدني والعقلي والعاطفي للطفل، وقد أثبتت الأبحاث أن الاستثمار فيها يحقق فوائد طويلة الأمد، بما في ذلك تقليل معدلات وفيات الأطفال، منع سوء التغذية، وتعزيز النمو الصحي. كما أن هذه المبادرة تساعد في تحسين نتائج التعليم وزيادة الإنتاجية، مما يعزز من التنمية المجتمعية بشكل عام.

وأكّدت عبلة الألفي أنَّ مبادرة الألف يوم الذهبية أصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التنمية البشرية، مشيرة إلى أن الرائدات الريفيات يلعبن دورًا محوريًا في نجاح هذه المبادرة، فهن الجنود المجهولون الذين يقدمون الدعم الحيوي للأسر، خاصة في المناطق النائية والمحرومة، حيث يمثلن الرابط الذي يصل بين نظم الرعاية الصحية والمجتمعات.

وأضافت أنَّ الرائدات الريفيات يقمن بتقديم التوعية اللازمة للأمهات والأسر حول الرعاية الصحية والتغذية السليمة للأطفال، مما يساهم في تحقيق أهداف المبادرة ودعم التنمية البشرية في المجتمعات الريفية.

كما شددت نائب وزير الصحة على أهمية دور الرائدات الريفيات في تقديم الخدمات الصحية المجتمعية وتعزيز التنمية المبكرة للأطفال، موضحة أن هذه الجهود تسهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية البشرية وتعزيز العدالة الصحية في المجتمعات الأكثر احتياجًا، مشيرة إلى أنَّ هذه الجهود لا تتعلق فقط بالصحة بل تشمل أيضًا التعليم والفرص الاقتصادية والرفاه الاجتماعي.

وتابع عبدالغفار أن نائب الوزير أكّدت أن الصحة لا يمكن فصلها عن باقي جوانب التنمية البشرية مثل التعليم، الفرص الاقتصادية، والرفاه الاجتماعي، وقد نوهت إلى أهمية بناء نظام صحي قوي يساهم في تحقيق العدالة الصحية بين جميع فئات المجتمع، مشيرة إلى أن التنمية المستدامة تبدأ من خلال تمكين المجتمعات من تحقيق إمكاناتهم الكاملة، وهذا يتطلب تعاونًا مشتركًا بين جميع القطاعات.

وأشار عبدالغفار إلى أنَّ عبلة الألفي أكّدت في ختام كلمتها أنَّ الورشة الإقليمية لبناء القدرات تمثل فرصة مهمة للبناء على النجاحات السابقة مثل مبادرة الألف يوم الذهبية وتجربة الرائدات الريفيات في مصر، وتهدف الورشة إلى تعزيز قدرة النظم الصحية المجتمعية على مواجهة التحديات الصحية ودعم استجابة النظم للطوارئ، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر صحة وازدهارًا لجميع الدول الأفريقية.

وأكدت أنَّ هذه الورشة تعد منصة لتبادل الخبرات والبحث عن الحلول المبتكرة والاستراتيجيات المستدامة، التي تسهم في تعزيز التنمية البشرية في القارة الإفريقية.  

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الصحة: السكان الأصحاء العمود الفقري لأي تقدم مستدام
  • اورنچ: تكنولوجيا الجيل الخامس تساهم في تحسين سرعة الإنترنت
  • خدمات دل تكنولوجيز تساهم بنسبة 35% من إيرادات ICT Misr
  • 20 مليون دولار.. جهود التمثيل التجاري تساهم في زيادة الصادرات المصرية للعراق
  • عاجل.. طائرات شراعية في سماء الجليل والاحتلال يطالب السكان بالحذر ( شاهد)
  • القرية العالمية تعلن عن إضافات جديدة في موسمها الـ 29
  • دبي.. القرية العالمية تعلن إضافات جديدة ضمن موسم هذا العام
  • إعلام لبناني: الاحتلال الإسرائيلي يطالب السكان بإخلاء مباني في الضاحية الجنوبية
  • الدفاع المدني الفلسطيني: إنقاذ 5 مصابين من تحت أنقاض منزل في غزة
  • وفد طبى مصري خيرى لعلاج الأطفال في بنما.. السفارة المصرية تنظم حفل استقبال