الجزيرة:
2025-04-28@22:55:00 GMT

كيف تساهم السياحة في إنقاذ شعب إمبيرا في بنما؟

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

كيف تساهم السياحة في إنقاذ شعب إمبيرا في بنما؟

يستقبل السكان الأصليون حفاة الأقدام بأزيائهم التقليدية الملونة زوار قريتهم بالرقص والموسيقى. إنه نوع من الأداء الذي يجعل المرء يفكر في الأصالة الزائفة، عندما يرى عرضا فولكلوريا سياحيا.

والموقع هو مستوطنة بارارا بورو الخاصة بشعب إمبيرا والتي تقع داخل بنما في متنزه تشاجريس الوطني أعلى ضفاف نهر ريو تشاجريس الذي يغذي قناة بنما الأسطورية بالمياه.

وتمثل قوارب بيراجوا الخشبية ذات المحركات وسيلة النقل الوحيدة في المنطقة.

وبالطبع يركز الكثيرون من شعب إمبيرا على العائد المادي الذي تدره السياحة. لكن آنيل زاركو -الذي يبلغ من العمر 30 عاما- ينظر للمسألة من زاوية مختلفة. فيقول الشاب الذي يرتدي تنورة قصيرة "إن السياحة مصدر دخلنا الوحيد. وهي سبيلنا الوحيد أيضا للحفاظ على ثقافتنا وتقديم أسلوب معيشتنا". ونشأ زاركو في المنطقة ويتحدث الإسبانية بطلاقة بالإضافة إلى لغته الأصلية.

مبان ومنازل حديثة في المركز الاستعماري القديم لمدينة بنما (الألمانية) لا سيارات أو تلفزيونات

تشمل حزمة الرحلات إلى شعب إمبيرا جولة بقوارب البيراجوا تبدأ من بحيرة ألاخويلا مرورا باتساع نظام نهر تشاجريس حتى شلال كيبرادا بونيتا. وفي مقدمة القارب يتولى زاركو إدارة القارب بواسطة عمود خشبي طويل عبر المساحات الخضراء في المجرى الضيق. ولاحقا يرافق المواطن الزوار إلى حفل الاستقبال في بارارا بورو ويتجول بهم في القرية التي يبلغ تعداد سكانها 120 نسمة.

المشهد كالتالي: لا توجد سيارات ولا أجهزة تلفاز. أكواخ مصنوعة من القش تقف على ركائز خشبية وخرسانية. بجانبها تجف ملابس معلقة، ويركض كلاب ودجاج وأطفال يرتدون المئزر، والسحالي تعدو زحفا حولها. وهناك سحلية إيجوانا تختبئ في شجرة.

ويأخذنا زاركو إلى متحف صغير يتكون من غرفة واحدة به آلات موسيقية وأواني مطبخ. وتُظهر العديد من الصور الباهتة جده الأكبر أنطونيو زاركو، الذي تولى في السابق تعليم أساليب النجاة لرواد الفضاء الأميركيين الذين انطلقوا في مهمة الهبوط على سطح القمر بقيادة رائد الفضاء نيل أرمسترونغ، كما يقول الحفيد بفخر.

أموال الزوار لتمويل مدرسة القرية

الاتصال العابر للثقافات ليس جديدا على إمبيرا لكن بعض الشراكات من المحرمات لديهم. فيقول زعيم القرية برينيو دوجيراما البالغ من العمر 55 عاما "إن هناك قوانين داخلية خاصة بنا". فأي فرد من القبيلة يفضل الارتباط فيما يتعلق بالزواج من خارج القبيلة يتعين عليه مغادرة مجتمعهم. ويشرح دوجيراما في محاضرة للزوار كل ما يتعلق بحياة السكان الأصليين.

جزيرة إجوانا في المحيط الهادي (الألمانية)

وتتلقى كل أسرة في القرية البالغ عددها 33 أسرة مبلغ 100 دولار كل أسبوعين من الوعاء المخصص لجمع عوائد السائحين. وكان دوجيراما حريصا على الإشارة إلى أن مبنى مدرسة القرية تم تمويله بفضل أموال السائحين. بينما في المقابل يتلقى المدرسان العاملان في المدرسة راتبيهما من الدولة.

أما الأشخاص المجتهدون أمثال ياريبت توكامو فيصنعون المشغولات اليدوية من ألياف النخيل ويبيعونها إلى السائحين. ويحتفظ هؤلاء بعوائد مشغولاتهم مباشرة. تقول توكامو البالغة من العمر 26 عاما "بإمكاني استخدام هذه الأموال في شراء الكتب المدرسية أو الزي المدرسي". وتقدر توكامو، أم 3 أطفال، "الحياة المسالمة" في القرية.

قرية عالقة في الزمن

وتبدو بارارا بورو، التي يعني اسمها "قرية أشجار النخيل" كأنها عالقة في الزمن. ومع هذا فإن مقاومة التطور حولها أمر لا يحقق نجاحا.

ونظرا لأن زعيم القرية دوجيراما هو الذي يتعين عليه تنسيق زيارات السائحين فإنه أحد الأشخاص المعدودين الذين يتمتعون بميزة امتلاك هاتف محمول. ويقول دوجيراما إن "القرية بحاجة إلى الكهرباء" مشيرا إلى مهمة أخرى يخطط لها في المستقبل. وفي النهاية تعتبر الكهرباء مهمة للمدرسة وتعلُم الحاسب الآلى.

وتنتهي الزيارة بالموسيقى بعدما تترك انطباعا عميقا في النفس. وبفضل السياحة، تمكن سكان إمبيرا من الإفلات من الحلقة المفرغة للتشرد والنزوح عن مناطقهم الريفية والفقر.

ويقول آنيل زاركو إنه "في بعض البلدان، اختفت ثقافات السكان الأصليين. نفتخر بأننا من السكان الأصليين ويشرفنا أن هناك أناسا آخرين يريدون التعرف على ثقافتنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يوزع أوراقًا نقدية وشريحة هاتف في غزة لدعوة السكان للتعاون مع "الشاباك"

كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام مؤخرًا بإسقاط أوراق نقدية من فئة 20 شيكلًا فوق قطاع غزة، مرفقة بشريحة هاتف إسرائيلية ومنشورات تدعو سكان القطاع إلى التعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك".

وأظهرت الصور التي تداولتها وسائل إعلام عبرية أن كل ورقة نقدية كانت مصحوبة بشريحة هاتف محمول، مكتوب عليها اسم شخص محدد في منطقة مخيم الشاطئ بغزة، في محاولة مباشرة لاستدراج السكان للتواصل مع أجهزة الاحتلال الأمنية.

صحة غزة: 51 شهيدا و115 مصابا جراء غارات الاحتلال على القطاع خلال يوم "القاهرة الإخبارية": تصعيد متواصل في غزة واستهدافات متكررة منذ فجر اليوم منشورات ورسائل لاستمالة الفلسطينيين مقابل "تسهيلات استثنائية"

وأكدت التقارير الإعلامية العبرية أن المنشورات التي تم إلقاؤها من الجو، حملت دعوات صريحة لسكان قطاع غزة للتعاون مع الشاباك، في مقابل تقديم وعود بتسهيلات وخدمات استثنائية من قبل سلطات الاحتلال.

وخلال الأسابيع الماضية، تفاجأ العديد من النازحين الفلسطينيين برسائل نصية وصلت إلى هواتفهم، تدعوهم للقاء ضباط في الشاباك في محور نتساريم العسكري، حيث يتم العمل على استمالة الأهالي الذين يواجهون حربًا عنيفة منذ السابع من أكتوبر 2023، عبر إغرائهم بالهجرة الطوعية من القطاع.

جيش الاحتلال يوزع أوراقًا نقدية وشريحة هاتف في غزة لدعوة السكان للتعاون مع "الشاباك"استمرار محاولات الاحتلال لكسر صمود غزة

تأتي هذه المحاولات في إطار سعي جيش الاحتلال لكسر إرادة سكان قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف، الذي أوقع آلاف الضحايا وأدى إلى تهجير جماعي للأهالي في ظروف إنسانية صعبة.

مقالات مشابهة

  • انهيار منزل مكون من ثلاثة طوابق على السكان بحى غرب أسيوط
  • العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا
  • الصين تغري السائحين الأجانب بالمزيد من استرداد الضرائب
  • إنزلاق التربة بوهران.. ترحيل جميع السكان المتواجدين في خطر
  • جيش الاحتلال يوزع أوراقًا نقدية وشريحة هاتف في غزة لدعوة السكان للتعاون مع "الشاباك"
  • العرفي: لابد من اتخاذ قرارات تساهم في تحسين الأوضاع المالية والاقتصادية للدولة
  • شبوة تغرق في الظلام.. نفاد الوقود يشل المحطة الرئيسية ويضاعف معاناة السكان
  • غزة تحت القصف والمجاعة تهدد السكان وسط تحركات سياسية مكثفة
  • أطعمة تساهم في التخلص من انتفاخ البطن في أقل من 30 دقيقة
  • شهداء بمدينة غزة والاحتلال يواصل تهجير السكان