الولايات المتحدة – أعربت واشنطن أمس الأربعاء عن تفاؤل حذر بشأن المحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق تبادل ووقف إطلاق نار في قطاع غزة، في حين نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي قوله إن المفاوضات أثمرت إلى التوصل إلى ما سماه “اتفاقا إطاريا”.

يأتي ذلك فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي المفاوض عاد من العاصمة القطرية الدوحة إلى إسرائيل.

وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن البيت الأبيض متفائل بشكل حذر بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تسير في الاتجاه الصحيح.

وعما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق قريبا، قال كيربي إنه من الممكن تضييق الفجوات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن ذلك ما تحاول الولايات المتحدة فعله في المحادثات التي استؤنفت في الدوحة.

من جانبها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي تأكيده أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أثمرت إلى التوصل لاتفاق إطاري، وإن العمل جار الآن لبحث كيفية تطبيقه، مشيرا إلى أن التفاصيل معقدة ومن المتوقع أن تستغرق وقتا للعمل عليها.

وقال إن الاتفاق ينص على إنهاء الحرب على 3 مراحل، الأولى يتوقف فيها إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، تقوم خلالها حركة المقاومة الفلسطينية بإطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا، بما في ذلك جميع المحتجزات والجرحى والرجال فوق الـ50 عاما، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وسحب قواتها نحو الحدود الشرقية لغزة.

كما ستتضمن المرحلة الأولى تدفق المساعدات الإنسانية وإصلاح المستشفيات والبدء بإزالة الأنقاض، وفق المسؤول الأميركي.

وأضاف أن عثرة الاتفاق بين الطرفين لا تزال تتمثل بالانتقال إلى المرحلة الثانية التي يوافق بها الطرفان على وقف دائم للأعمال القتالية مع الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، إذ يخشى كل طرف أن يستغل الآخر المرحلة الأولى للعودة إلى القتال.

وأفاد المسؤول بأن حركة الفصائل قبلت ما وصفه بـ”اللغة المطمئنة” لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي أقر الشهر الماضي، والذي ينص على أن وقف إطلاق النار سيستمر بعد المرحلة الأولى طالما استمرت المفاوضات.

والمرحلة الثالثة، تنص على خطة سلام وإعادة إعمار متعددة السنوات، كما نص عليه قرار الأمم المتحدة.

من جانبه، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى إبرام صفقة مع حركة الفصائل، قائلا إن أمام إسرائيل نافذة محدودة لإعادة الأسرى من قطاع غزة.

ووصف غالانت الصفقة بالأمر الواجب والصحيح والضروري، وفق تعبيره.

بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن صفقة إعادة المحتجزين من غزة مهمة من ناحية أخلاقية، وهي ضرورية من أجل إنقاذ حياتهم.

في حين قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أبلغ المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط بريت ماكغورك خلال لقائهما أمس بأنه ملتزم بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بشرط مراعاة الخطوط الحمراء لإسرائيل.

بيد أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كرر رفضه لإبرام صفقة تنهي الحرب، قائلا إن ذلك “يعني أن تعود حركة الفصائل خلال عامين لما كانت عليه يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

واستؤنفت أمس الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة المفاوضات بشأن صفقة التبادل في ظل تقارير عن مشاركة كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

المصدر : الجزيرة + رويترز + الواشنطن بوست

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

مباحثات غزة.. وفد إسرائيلي بعد «حماس» في القاهرة لـ مفاوضات مرحلة جديدة

 أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، عن توجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين المصريين حول وضع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وذلك في وقت تتواصل فيه المفاوضات بشأن مقترح ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي، لتمديد وقف إطلاق النار في القطاع.

 مفاوضات مرحلة جديدة

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي،  إنه لم نعد نتحدث عن الاتفاق الرئيسي في المفاوضات، والتركيز الآن على مفاوضات مرحلة جديدة، تتجاوز السعي للتمديد، وقد تصل إلى اتفاق شامل. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يتكوف عرض فكرة تركز على هدنة الـ50 يوما، ثم مراحل زمنية أخرى والحديث الآن ليس عن المرحلة الثانية.

وأشار فهمي: "نحن أمام عدة مسارات: الأول، العودة إلى المفاوضات ولكنها ستبقى أطر عامة بشأن المرحلة الثانية، لكن بعد الـ 50 يوما وتسليم رهائن وأسرى وترضية المفاوض الأميركي الذي يحرج إسرائيل ويضعها في ورطة مع إدارة ترمب، والأمر الثاني العمل على بناء إجراءات ثقة، خاصة أنه لا تزال إسرائيل تتحدث عن نزع سلاح (حماس)، ولا إعمار في ظل وجودها، بخلاف انتظار إجراءات بشأن دور السلطة الفلسطينية مستقبلا".

ووفقا لمراسل موقع "أكسيوس" الأميركي على منصة "إكس"، فإن مفاوضين إسرائيليين يعقدون محادثات في القاهرة مع مسؤولين مصريين بشأن هدنة غزة واتفاقية الأسرى. وقد أشار المراسل إلى أن مسؤولين في حركة "حماس" قد عقدوا محادثات مماثلة في القاهرة يوم السبت الماضي. 

وأضاف أن مسؤولين مصريين سيغادرون إلى واشنطن في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

من جانبه، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر منصة "إكس"، أن نتنياهو عقد اجتماعا مطولا مع الوزراء وفريق التفاوض حول محادثات غزة، لمناقشة التطورات بشأن المحتجزين الإسرائيليين. 

كما أكد أن إسرائيل مستعدة لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار بناءا على رد الوسطاء على الاقتراح الأميركي المتعلق بالإفراج عن 11 من المحتجزين الأحياء، بالإضافة إلى نصف الجثث الإسرائيلية.

وسبق، وزار وفد من حركة "حماس" القاهرة مساء يوم الجمعة لاستكمال المفاوضات المتعلقة بالهدنة في غزة، وترأس الوفد خليل الحية، الذي التقى المسؤولين المصريين لمتابعة تطورات المفاوضات واتفاق وقف إطلاق النار.

التمديد المقترح لوقف إطلاق النار

وأعلن البيت الأبيض يوم الجمعة أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا يهدف إلى "تضييق الفجوات" في المفاوضات حول تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحاً أن التمديد المقترح سيكون حتى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (منتصف أبريل). 

وأضاف البيان أن مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إريك تريجر، شرحا أن التمديد المقترح سيمنح وقتاً للتفاوض على إطار عمل لوقف دائم لإطلاق النار.

وقالت مصادر مطلعة على المقترح الأميركي- خلال تصريحات لها، إن المقترح ينص على تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما إضافية، مقابل إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

 في المقابل، تطالب إسرائيل بالإفراج عن 11 محتجزا إسرائيليا وجثامين 16 آخرين، بالإضافة إلى تمديد وقف إطلاق النار لمدة 40 يوما، بينما تطالب "حماس" بالإفراج عن محتجز إسرائيلي واحد يحمل الجنسية الأميركية، إلى جانب جثامين 4 محتجزين آخرين يحملون الجنسية الأميركية.

وأوضح المصدر أن المقترح الأميركي، الذي يحمل عنوان "إطار عمل للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار"، يشمل تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما إضافية مقابل إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، كما يتضمن المقترح أن يقوم الوسطاء بضمان استكمال المفاوضات خلال هذه الفترة للتوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار.

وأشار المصدر إلى أن حركة "حماس" في اليوم الأول من الاتفاق ستطلق سراح 5 محتجزين إسرائيليين، بينهم محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، يدعى عيدان ألكسندر. 

وبعد ذلك، يتم الدخول في مفاوضات بشأن الترتيبات اللازمة للوقف التام لإطلاق النار ومفاتيح تبادل باقي المحتجزين، كما يتضمن المقترح دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وفتح المجال لعمل منظمات الأمم المتحدة وغيرها، والشروع في إعادة تأهيل البنية التحتية في قطاع غزة.

موقف إسرائيل

وقدمت إسرائيل ردها على المقترح الأميركي يوم الجمعة، مطالبة برفع عدد المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم إلى 11، بالإضافة إلى جثامين 16 محتجزا قتلوا خلال الحرب. كما طالبت إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 40 يوما، وإطلاق سراح 120 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، وألف أسير من قطاع غزة اعتقلوا أثناء الحرب دون علاقة بهجوم السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى 160 جثمانا لضحايا فلسطينيين في الحرب.

وافقت إسرائيل على الدخول في مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة الهدوء التي ستستمر 40 يوما.

 ورغم ذلك، ترفض إسرائيل التوصل إلى وقف دائم للحرب إلا بعد تحقيق شرطين رئيسيين هما: 

نزع السلاح الهجومي من مقاتلي حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى. وإبعاد عدد من قادة الجناح العسكري لحركة "حماس" والفصائل إلى الخارج. 

كما اشترطت تل أبيب في ردها أن يتم وضع آلية لضمان وصول المواد الإغاثية إلى المدنيين فقط، وعدم وصول أي شيء منها إلى حركة "حماس"، وأكدت إسرائيل ضرورة الحصول على معلومات دقيقة وموثقة بشأن الوضع الصحي للمحتجزين الإسرائيليين، وخاصة من هم على قيد الحياة.

رد حماس على المقترح الأميركي

بدورها، ردت "حماس" على المقترح الأميركي مطالبة ببعض التعديلات، أبرزها تقليص عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم إلى شخص واحد فقط، وهو عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية إلى جانب جنسيته الإسرائيلية، بالإضافة إلى جثامين 4 محتجزين آخرين يحملون الجنسية الأميركية.

كما طالبت "حماس" بتعديل عنوان المقترح ليكون "آليات عمل لوقف دائم للحرب" بدلا من "إطار عمل لوقف للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار"، وأكدت ضرورة أن تكون المفاوضات على أساس نصوص اتفاق الـ 17 من يناير الماضي، التي تضمنت ثلاث مراحل، على أن تكون المرحلة الثانية هي التفاوض على وقف الحرب.

وطالبت "حماس" أيضا بإعادة فتح المعابر لدخول المواد الغذائية وغيرها، قبل تسليم المحتجز الإسرائيلي والجثامين الأربعة، وأن تبدأ المفاوضات في اليوم الأول من الاتفاق.

كما شددت على ضرورة انسحاب إسرائيل من "محور فيلادلفيا"، الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر، وذلك وفقا لما نص عليه اتفاق الـ 17 من يناير.

وأوصت حماس بفتح "معبر رفح" مع مصر أمام الفلسطينيين العالقين في الخارج الراغبين في العودة إلى القطاع، وإزالة نقاط التفتيش في شارع صلاح الدين بين شمال قطاع غزة والجنوب.

مقالات مشابهة

  • مباحثات غزة.. وفد إسرائيلي بعد «حماس» في القاهرة لـ مفاوضات مرحلة جديدة
  • وفد إسرائيلي يلتقي مسؤولين مصريين لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار
  • محادثات غير مباشرة بين حماس والاحتلال بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • نتنياهو يجري محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد فشل المفاوضات
  • إعلام إسرائيلي: عراقيل أمام تطبيق ثاني مراحل وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي و4 جثث
  • حماس تعلن موافقتها الإفراج عن مجند في الجيش الإسرائيلي وتسليم رفات 4 رهائن آخرين
  • حماس توافق على الإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي واحد وجثث 4 آخرين من مزدوجي الجنسية
  • خمس خطوات إسرائيلية بالمرحلة المقبلة لإتمام صفقة التبادل وإنهاء الحرب