ثمن الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية، الجهود المصرية المبذولة من أجل إنهاء  الصراع المسلح في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي كان أخرها استضافة مصر لمؤتمر يضم القوى السياسية المدنية الفاعلة على الساحة السودانية، مشيرا إلى أن مصر أكثر الدولة تأثرا بالأزمة السودانية وهو ما جعلها أحد التحديات الإقليمية التي تواجه الدولة المصرية، وتدفعها للعمل على استعادة الهدوء إلى المنطقة مرة أخرى.

14 يوليو فتح باب التحويل من وإلى جامعة الإسماعيلية الأهلية

وقال "محسب"،  إن الأزمة  السودانية تحتاج إلى حل سياسي شامل يضمن علاج القضية بشكل جذري، من أجل الحفاظ على مصالح الشعب السوداني ومقدراته، وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل، مشيرا إلى أن مصر تواجه تحديات كبيرة داخل السودان بسبب التعقيدات القبلية ، والتقسيمات القومية والثقافية، لذلك وهو ما يُفسر  حجم الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى حلول سياسية جذرية، لذلك يُعد المؤتمر خطوة إيجابية، ودفعة جيدة للأمام في مسار الحل السياسي بالسودان. 

وأكد عضو مجلس النواب، على ضرورة العمل على تطوير مخرجات المؤتمر لوقف الحرب، وتحويلها إلى خطوات فعليه على أرض الواقع،  على أن يكون هناك تنسيقا جادا مع دول الجوار  من أجل دفع التهدئة داخل السودان الشقيق، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة والاعتراف بالحكومة الشرعية القائمة، محذرا من نتائج استمرار هذا الصراع الذي يهدد سيادة واستقلال السودان.

وشدد النائب أيمن محسب، على ضرورة وجود موقف دولي  موحد تجاه مطالبة الأطراف السودانية المتصارعة على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان عبر مسارات آمنة، وعودة النازحين  إلى منازلهم مرة أخرى، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني الذي يشهد أضخم موجة نزوح  يشهدها العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور أيمن محسب الجهود المصرية الدعم السريع القوى السياسية المدنية التحديات الإقليمية من أجل

إقرأ أيضاً:

الشهادة السودانية كرقصة التانغو (1-2)

عبد الله علي إبراهيم

ملخص
تفجر حول انعقاد هذه الامتحانات الجزئية نقاش شخصه خصوم الحكومة حتى بين التربويين باستخدام الحكومة لها كـ"سلاح التعليم" لتعزيز سلطانها في البلاد. فقالت قمرية عمر، من نقابة المعلمين، إن هذا قرار حكومة الأمر الواقع، حكومة بورتسودان، وهو سياسي ومرتجل وهدفه الادعاء في مواجهة الطرف الآخر بأن السودان آمن، وأن الحياة تسير بصورة طبيعية.
شغلت منصات التواصل رحلة الـ2000 كيلومتر للطالبة شمس الحافظ عبدالله من بلدة أبشي في تشاد إلى عطبرة بولاية النيل بالسودان، للجلوس لاختبار الشهادة السودانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وهو الامتحان الذي تأجل بسبب الحرب وكان مقرراً له يونيو (حزيران) 2023.
وبدا أن قصة عبور شمس فوق الهول لمجرد الجلوس لاختبار، الملحمة في حد ذاتها، ليست نسيج وحدها. ففي بلد القطينة في ولاية النيل الأبيض، التي تحتلها قوات "الدعم السريع"، كان هناك من تحدى الطبيعة والحرب للامتحان. فركبت جماعة من الطلاب القوارب ليعبروا لمدينة الدويم ليجلسوا للامتحان.
وليست هذه أول مرة تكون فيها الامتحانات في عين عاصفة حروب السودان الأهلية. فسبق لطالبة من دارفور نفسها أن غادرت منطقة احتلتها حركة مسلحة حظرت الامتحان لتركب هولاً أصغر إلى مدينة الضعين لتجلس للامتحان.
جلس طلاب الشهادة الثانوية لعام 2023 لاختباراتها المؤجلة لظرف الحرب في الـ18 من ديسمبر (كانون الأول) 2024. واقتضى ظرف الحرب أن تجرى الامتحانات بصورة أساس في ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر والشمالية والنيل الأزرق، بينما تقام في ولايات نهر النيل والنيل الأبيض وكردفان بصورة جزئية علاوة على 15 دولة أجنبية نزح إليها الطلاب. واضطرت وزارة التربية والتعليم في هذا العام إلى تعديل توقيت الامتحانات ليبدأ عند الساعة الثانية والنصف ظهراً بدلاً من الثامنة صباحاً تقديراً لظروف الطلاب الذين جلسوا للاختبار في مصر. وعددهم أكثر من 27 ألف طالب وطالبة من جملة 49 ألف طالب وطالبة يجلسون للاختبارات من خارج السودان، لاعتذار وزارة التربية في مصر بأنها لا تستطيع عقد الامتحانات في الفترة الصباحية.
وجلس للاختبار 120724 طالباً وطالبة من الولايات تحت قوات "الدعم السريع" في مراكز الولايات التي تحت سلطة القوات المسلحة. وتكفلت حكومات الولايات باستضافتهم وإعاشتهم. وكان من المفترض، بحسب وزارة التربية والتعليم، أن يجلس للامتحانات المؤجلة أكثر من 343 ألف طالب وطالبة يمثلون 70 في المئة من إجمال الطلاب المسجلين البالغ عددهم نحو 500 ألف، إلا أن العدد تقلص بسبب سقوط آلاف أرقام الجلوس، وتأجيل الامتحانات في ولايتي جنوب وغرب كردفان. وكانت لجنة المعلمين السودانيين، وهي غير التي في داخل السودان، قد قالت إن إجراء الامتحانات في شرط الحرب كما سيحدث سيؤدي إلى حرمان 60 في المئة من إجمال الطلاب الذين استوفوا شروط الجلوس للاختبارات قبل الحرب. وتخلف، وفق تقارير سودانية، عن الجلوس قسراً نحو 157 ألف طالب وطالبة في ولايات تقع تحت سيطرة قوات "الدعم السريع".
تفجر حول انعقاد هذه الامتحانات الجزئية نقاش شخَّصه خصوم الحكومة حتى بين التربويين باستخدام الحكومة لها كـ"سلاح التعليم" لتعزيز سلطانها في البلاد. فقالت قمرية عمر، من نقابة المعلمين، إن هذا قرار حكومة الأمر الواقع، حكومة بورتسودان، وهو سياسي ومرتجل وهدفه الادعاء في مواجهة الطرف الآخر بأن السودان آمن، وأن الحياة تسير بصورة طبيعية. وساقت جزئية الامتحان معارضة الحكومة وغيرها للقول بأنها مما سيغبن الجماعات التي انحرم طلابها من الامتحان ويمهد "لتفتيت البلاد وتهتك نسيجها الاجتماعي".
وذهب آخر إلى أن هذا التفكيك للبلاد هو الهدف من إجراء هذا الامتحان الناقص. فالقرار، في قوله، ليس قراراً إدارياً بريئاً، بل يعكس إستراتيجية تتبناها هذه السلطة، التي تسيطر عليها عناصر من النظام المباد، لاستغلال التعليم كأداة لتعزيز نفوذهم السياسي والاجتماعي في مناطقهم المعروفة بـ"دولة النهر والبحر"، وهي تقريباً الولايات التي جرى فيها الامتحان. فتفاوت الفرص فريضة في صفوة هذه الدولة بعواقبه الوخيمة على وحدة السودان.
واتفق مع هذا التطيُّر من الامتحانات رئيس الحزب الاتحادي الموحد، محمد عصمت يحيى، الذي قال إن انعقاد اختبارات الشهادة السودانية في هذا التوقيت هو بداية لانفصال البلاد وخطوة من "خطوات المشروع الانفصالي لسلطة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وواجهاتهما تمضي بإجراء امتحانات الشهادة السودانية قدماً في الشهر الذي شهد اندلاع ثورة ديسمبر (2018)"، كأنه لا تثريب على انعقادها في غير هذا الشهر.
قالت النقابية قمرية في نقد الامتحانات الجزئية إن الشهادة السودانية حدث قومي له وزنه وهيبته. ولا غرو أن جاء هذا القول الفصل من مثل قمرية في علو كعبها في التعليم والنقابية. لكنه مما يصدر من مثلها عن "عادة المعارضة" للحكومة. فلم ير الناس من النقابة مشروعاً مستقلاً لانعقاد اختبارات الشهادة. وكان سامي الباقر من نقابة المعلمين قال إنهم ناشدوا طرفي الحرب إعلاناً بوقف إطلاق النار خلال فترة الامتحانات، وفتح طرق آمنة لتمكين الطلاب والطالبات والمعلمين من الوصول إلى مراكز الامتحانات، وأن ترعى الأمم المتحدة هذه الهدنة التربوية مع قادة الأطراف. ولم يفصل سامي في مساعيهم للغرض، واستجابة الأطراف. وخلافاً لهذا العمل البناء استغرقت النقابة في نقد غير راحم للحكومة لأنها قامت بوظيفة من وظائفها لم نر من النقابة اعتراضاً عليها، بل سعت، في قولها هي ذاتها، بطريقتها إلى تأمين انعقاد الامتحانات بسلامة ولم توفق. ونواصل

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • أيمن محسب: المشاركة في منتدي دافوس خطوة مهمة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التنمية المستدامة
  • طارق عبدالعزيز للحكومة : أبحثوا عن وسيلة لإعادة السياحة للمستوى الذي تليق به الدولة المصرية
  • طارق عبدالعزيز للحكومة: ابحثوا عن وسيلة لإعادة السياحة للمستوى الذي تليق به الدولة المصرية
  • النائب ياسر الهضيبي يطالب باستراتيجية واضحة لتطوير وتنمية السياحة المصرية
  • أيمن الشريعي: زياد كمال طلب مني العودة لإنبي ولكن الأزمة عند الزمالك
  • الشهادة السودانية كرقصة التانغو (1-2)
  • النائب أحمد نويصر يثمن جهود القيادة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة
  • أيمن محسب: اصطفاف شاحنات المساعدات أمام معبر رفح يعكس دعم مصر وشعبها للقضية الفلسطينية
  • برلماني: الصادرات الزراعية المصرية «إنجاز» يعكس جهود الدولة لتطوير القطاع
  • برلماني: الدولة المصرية استعادت قوتها ولن تفلح الشائعات من النيل منها