هل تتخذ حكومة العمال البريطانية موقفا بشأن الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
لندن- تواجه الدبلوماسية البريطانية تحت حكومة حزب العمال الجديدة، تحديا كبيرا في تقديم جواب واضح حول التعامل مع ملف الحرب على قطاع غزة، وذلك بعد أن تبين للحزب أن هذا الملف كلفه الكثير من الأصوات، وكان السبب في خسارته لمقاعد برلمانية مهمة لحساب مرشحين مستقلين داعمين لفلسطين.
وسارع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في أول تصريح له بعد تقلد منصبه إلى الإعلان عن تأييده لوقف إطلاق نار فوري في القطاع، وأنه سيسعى لتحقيق ذلك، قبل أن يعود في تصريح آخر للتأكيد أن بريطانيا سوف تتخذ موقفا أكثر توازنا في التعامل مع الحرب في غزة.
تصريحات وزير الخارجية البريطاني قابلها الكثير من الناشطين والمدافعين عن القضية الفلسطينية بالكثير من التوجس، لأنها لا تظهر بالنسبة لهم إرادة حقيقية من الحكومة البريطانية بانقلاب حقيقي في الموقف البريطاني من الحرب، خصوصا وأن وزير الخارجية البريطاني يعتبر من "أصدقاء إسرائيل" كما قال عن نفسه في أكثر من مناسبة.
مزاج عام ضاغطيرى الصحفي البريطاني كريس دويل، أن الدافع الذي سيؤثر على موقف الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة حزب العمال بشأن الحرب في غزة لا يرتبط فقط بإرضاء شريحة من الناخبين المسلمين أو العرب الذين فقد الحزب دعمهم في الانتخابات البرلمانية، ولكن أيضا مرتبط بمزاج عام في الشارع البريطاني يتزايد فيه التأييد لحقوق الفلسطينيين والمطالبة بوقف الحرب في غزة.
ويعتقد دويل في حديثه مع الجزيرة نت، أن حزب العمال يعلم أن هناك كتلة من الذين صوتوا له خلال الانتخابات، يطالبونه باتخاذ خطوات عاجلة وملموسة، بناء على القانون الدولي الذي يعتبر الحزب، أنه الأساس الذي يستند إليه، مشيرا إلى أن القانون الدولي وقرارات الجنائية الدولية كانت واضحة بشأن ما ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين من فظاعات وحشية في غزة.
ويتوقع رئيس مركز التفاهم البريطاني العربي "كابو"، أن يحدث تغيير في سلوك الحكومة البريطانية تجاه قضية غزة مقارنة مع حكومة المحافظين، لكنه يضيف أن العمال يحتاجون لاتخاذ خطوات سريعة تنسجم مع مبادئ القانون الدولي، في مقدمتها ضخ المزيد من المساعدات للفلسطينيين الذين هم على شفا مجاعة حقيقية في غزة، وأيضا المبادرة إلى مراجعة توريد الأسلحة لإسرائيلية وحظرها، "لأنه عبر هذه الأسلحة تتواصل المقتلة ضد العزل في غزة".
ويعدّد دويل الخطوات التي يجب على حكومة العمال القيام بها لوقف الفظاعات الإنسانية الجارية في غزة منذ أشهر، ومن بينها عدم الاكتفاء ببيانات ترددها بنفس الصيغة كل الحكومات، وأن على حزب العمال الالتزام بما أكد عليه من احترام القانون الدولي وموقف المنظمات الدولية تجاه ما يجري في غزة، وفي مقدمتها قرارات المحكمة الجنائية الدولية.
ومن أهم النقاط التي يراها دويل ملحة، هي المبادرة للبت في قضية استمرار توريد الأسلحة إلى إسرائيل، والكشف عن الأساس القانوني الذي تتكئ عليه الحكومة البريطانية لمواصلة إمداد الجيش الإسرائيلي بالسلاح، بما يساهم بارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
ويؤكد الصحفي البريطاني، على ضرورة اتخاذ حزب العمال إجراءات عاجلة ضد الاستيطان وسرقة الأراضي المستمرة في الضفة الغربية، والتي تخالف جوهر القانون الدولي، ويقول "أعتقد أنه في الظروف الحالية فإن هذا أقل ما يمكن فعله تجاه ملف حارق ومهم كالقضية الفلسطينية، وما يرتبط بها من توترات في منطقة الشرق الأوسط".
تغيير في الموقفيرى رئيس قسم العلاقات الخارجية في جامعة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن "سواس"، البروفيسور جيلبرت الأشقر، وجود تغيير في موقف حزب العمال ولغة خطابه تجاه الحرب في غزة.
ويذكر جيلبرت أن رئيس الوزراء كير ستارمر دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف إطلاق النار بإلحاح، وهو ما اعتبره، رغم بعده الخطابي، تحولا بالمقارنة مع موقف الحكومة السابقة، التي كانت مواقفها تتماهى مع السياسات الإسرائيلية.
وقال إن وزير الخارجية أيضا كان قد صرح أنه إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو فإن بريطانيا ستمتثل لقرارات العدالة الدولية.
ويرى الأشقر في حديثه للجزيرة نت، وجود حراك سياسي وبعض التغيير، رغم أنه لا يبلغ حد التحول الجذري حسب تعبيره، إلا أنه ناتج عن إدراك حزب العمال أن الجالية العربية والمسلمة ليست هي الممتعضة فقط من مواقفه، بل أيضا مؤيدوه التقليديون في صفوف الناخبين البريطانيين كذلك، وهو ما يفسر حصول الحزب على نسبة تصويت أقل من تلك التي حصل عليها في انتخابات عام 2019 بقيادة جيرمي كوربن.
ويتفق الخبير في العلاقات الدولية مع ما ذهب إليه الصحفي، كريس دويل، من التركيز على موضوع وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، حيث لا يستبعد أن يتخذ الحزب خطوة بهذا الاتجاه، "وستكون رمزية لأنها غير مكلفة سياسيا ولا إستراتيجيا لكل من بريطانيا وإسرائيل، فواردات الأسلحة البريطانية للأخيرة لا تساوي شيئا بالمقارنة مع ما ترسله كل من الولايات المتحدة وألمانيا وحلفاء آخرين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحکومة البریطانیة القانون الدولی وزیر الخارجیة الحرب فی غزة حزب العمال
إقرأ أيضاً:
على خُطى الإنقاذ، حكومة بورتسودان تنفي وجود مجاعة في البلاد!
من أوضح مظاهر عودة النظام القديم لتسيُّد المشهد في بورتسودان، إضافة لتناسل المليشيات (لن تكون الأورطة (أو الورطة) الشرقية آخرها) والاصرار على استمرار الحرب. الإصرار الشديد من حكومة بورتسودان على نفي وجود مجاعة في البلاد خلافا لكل تقارير المنظمات الأممية.
في العهد الانقاذي تحولت المجاعة الى فجوة غذائية! تجنبا للاعتراف العلني بوجود مجاعة، وما يرتبه ذلك من مسئوليات على حكومة لم تجعل هموم ومعاناة المواطن يوما ضمن اولوياتها.
يتحدث الحارث ادريس مندوب بورتسودان في نيويورك حول أخطاء منهجية شابت التقرير الاممي الذي يتحدث عن تفشي المجاعة في عدد من الولايات، دون ان يحدد ماهية تلك الأخطاء المنهجية. بل ان من الواضح ان السيد ادريس لا يعرف ما الذي يعنيه من استخدامه لكلمة المنهجية، وأنّ دوره انحصر في قراءة تقرير معد له، حتى انه أخطأ في القراءة حين قال(فَرْقٌ) قبل ان يُصحّح نفسه الى (فِرَقِ) (مجموعات).
كما علّق أحد الاخوة في احد مواقع التواصل، فإن نظام بورتسودان لا يكذب حين ينفي وجود مجاعة، باعتبار انهم يتحدثون عن موائدهم العامرة، في اشارة لصورة المائدة العامرة المنتشرة في الوسائط في استقبال وزير داخلية الانقلاب العائد الى الوطن، بعد أن خرج معتمرا إثر اندلاع الحرب، واستغرق منه أداء العُمرة حوالي العامين!
يقول التقرير الاممي انّ السودان هو البقعة الوحيدة في العالم التي تم تأكيد المجاعة فيها حاليا، ويمضي التقرير الى الخلاصة المهمة (ينتشر الجوع والمجاعة بسبب القرارات التي يتم اتخاذها كل يوم لمواصلة هذه الحرب، بغض النظر عن التكلفة على المدنيين)
الحكومة الكيزانية في بورتسودان تريد مواصلة الحرب بأية ثمن، ويأتي الإصرار على نفي تفشي المجاعة ضمن ذلك السياق. ورغم ان المبادرة التركية لحل الازمة تأتي من طرف حليف لهم، بلاده تحتضن أموالهم واستثماراتهم وتأوي اسرهم، لكن المؤكد انّ الأمر يحرجهم وسيسعون بكل الوسائل للالتفاف عليه.
الحرب حرب على ثورة ديسمبر، يجب ان تستمر حتى لو طال الدمار كل شيء حتى وحدة البلاد.
التنظيم العصابي الكيزاني مستعد لرهن إرادة البلاد للخارج، او التنازل عن وحدتها ان كان ذلك يضمن بقائه في المشهد، مثلما انه مستعد للتضحية بأرواح مواطني هذه البلاد في سبيل تحقيق أهدافه في العودة لسلطة النهب والاستبداد.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com