في ظل استمرار أزمة انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، يعاني قطاع الدواجن في مصر من تداعيات خطيرة أبرزها نفوق أعداد كبيرة من الدواجن.

مع عدم وجود منظومة شاملة لدعم المربين، يواجه العديد منهم صعوبات في تحمل التكاليف الإضافية مثل شراء مولدات كهرباء باهظة الثمن مما يهدد استقرار هذا القطاع الحيوي.

هذه الظروف أدت إلى خروج عدد كبير من المربين من المنظومة الإنتاجية، مما أسفر عن ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بشكل ملحوظ، وزاد من معاناة المواطنين في الحصول على البروتين الحيواني الأساسي.



واشتكى أصحاب مزارع دواجن ومربون من نفوق عدد كبير من الدواجن، ما تسبب في خسائر كبيرة للمربين وخاصة الصغار منهم الذين يشكلون نصف الصناعة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء المستمر.

وكشف البعض في تصريحات لـ"عربي21" عما أسموه بالخطر الداهم الأكثر تهديدا وهو رداءة أنواع العلف التي لا تصلح للاستخدام، وضعف التحصينات والأدوية غير الفعالة.

حجم القطاع وتأثيره الاقتصادي
قطاع الدواجن في مصر يعتبر من أكبر القطاعات التشغيلية والصناعية، حيث يعمل به نحو 3 ملايين عامل وتبلغ حجم الاستثمارات فيه حوالي 100 مليار جنيه ( الدولار يعادل 48 جنيها).

ويصل إجمالي حجم إنتاج القطاع التجاري من الدواجن في مصر رسميا إلى نحو 1.4 مليار طائر، و 13 مليار من بيض المائدة سنويا ويتم تحقيق الاكتفاء الذاتي.

تسهم صناعة الدواجن بنحو 75% من توفير البروتين الحيواني في مصر.

ويبلغ إجمالي عدد المنشآت الداجنة نحو 45 ألف منشأة، تشمل: المزارع ومصانع الأعلاف والمجازر ومنافذ بيع الأدوية البيطرية واللقاحات، بحسب المرصد التابع لوزارة الزراعة.


تأثير على صحة المواطنين
أدى تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار إلى انخفاض نصيب الفرد من البروتين، الذي يُعدّ عنصرا غذائيا أساسيا لصحة الإنسان ونموه وتطوره.

يُمكن أن يؤدي نقص البروتين إلى مشاكل صحية مثل سوء التغذية وضعف العضلات وانخفاض المناعة ما تُهدد الأمن الغذائي.

المطالب والحلول
يطالب المربون والجهات المختصة بضرورة تدخل الحكومة لحل الأزمة والاهتمام بالقطاع وتنظيمه بشكل فعال، واستثناء قطاع الدواجن من خطة تخفيف الأحمال الكهربائية.

هذه النقاط تعكس الوضع الحرج لقطاع الدواجن في مصر، وتبرز الحاجة الملحة لتدخل حكومي وشبه حكومي لدعم المربين وتقديم حلول مستدامة لهذه الأزمة.

تختلف نسبة نفوق الدواجن بسبب هذه الأزمات المتعددة من مزرعة إلى أخرى، ولا توجد إحصاءات رسمية ولكنها تقدر بالملايين ما يؤثر بشكل سلبي على القطاع الحيوي.


أزمة 2022 وتأثيرها
يُعدّ عام 2022 عامًا صعبا لقطاع الدواجن بسبب نقص الأعلاف وأزمة شح الدولار، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 40%.

ارتفاع أسعار الأعلاف أدى إلى خروج العديد من صغار المربين من السوق.

انخفض عدد جدات الدواجن من 360 ألف إلى أقل من 220 ألفًا، وعدد الأمهات من 14 مليونًا إلى 8 ملايين، بحسب مسؤول لـ"عربي21" في شعبة الدواجن بالقاهرة.

قطاع الدواجن بين التدهور وتراكم المشاكل
وقال رئيس شعبة الدواجن في الغرف التجارية بالقاهرة، عبد العزيز السيد، إن "قطاع الدواجن هو قطاع حساس يحتاج إلى رعاية كبيرة وتتأثر بالمناخ مثل زيادة الحرارة أو انخفاضها، ما يؤدي إلى نفوقها خاصة لدى صغار المربين وهم يمثلون النسبة الأكبر من السوق، أما كبار المربين لديهم محولات يعتمدون فيها على مواجهة انقطاع الكهرباء".

وفي حديثه لـ"عربي21" وصف وضع قطاع الدواجن "بالصعب للغاية نتيجة تراكم المشاكل وبالتالي زيادة أسعارها، وينبغي أن ننوه هنا إلى أن هناك فرق كبير بين أسعار الدواجن في المزارع وفي الأسواق للمستهلكين وهذا يتطلب رقابة صارمة على الحلقات الوسيطة".

وأشار السيد إلى أن "بعض المربين يخسرون نتيجة العوامل السابقة و يضطرون لبيع إنتاجهم تحسبا لنفوق المزيد من الدواجن بسبب الحرارة المرتفعة وانقطاع الكهرباء، ولا بد من تدارك تلك المشاكل قبل الخروج المزيد من المربين من السوق بعد أن خرج حوالي 40% في أزمة 2022".

ونوه إلى أن "قطاع الدواجن يحتاج إلى منظومة متكاملة ومتوازنة لحماية القطاع من التدهور بما فيها منظومة التسعير من خلال تفعيل عمل بورصة الدواجن، وبالتالي تعظيم الإنتاج وتقليل التكلفة وتطوير المنظومة وإعادة هيكلتها".

أبعاد جديدة لأزمة قطاع الدواجن
يقول عضو اتحاد منتجي الدواجن وصاحب مزرعة أمهات دواجن: "إن مشكلة ارتفاع الحرارة في بعض أوقات السنة في شهور الصيف هو أمر طبيعي وانقطاع الكهرباء في المزارع وارد، لكن المشكلة الحقيقية هي أن قطاع واسع من مربي الدواجن وهم صغار المربين ليست لديهم مولدات لمعالجة الأزمة، ولكن للأسف لا يسمح للمزارعين بشراء السولار من محطات الوقود وبالتالي من الضروري إعادة هيكلة منظومة الدواجن".

ورأى في تصريحات لـ"عربي21": أن "صناعة الدواجن ليست منظمة وتعتمد على صغار المربين وبالتالي جزء كبير منها يتسم بالعشوائية، وعدد كبير منهم غير منضمين لاتحاد الدواجن ويعملون بشكل اجتهادي ولا توجد مظلة قوية للعمل تحتها لتطوير وتنمية وتحديث هذا القطاع وبالتالي يفتقرون للدعم والتمويل والإرشاد والحماية".


وكشف الشحات عن وجود أزمتين تهدد القطاع بأكمله، وهما رداءة خامات العلف، والتحصينات والأدوية؛ الأعلاف الموجودة في مصر رديئة ولا تتوافق مع المواصفات العالمية وبالتالي لا تعطي إنتاجا وفيرا ومفيدا، والتحصينات لا تكافح الأمراض والسموم وبالتالي يتضرر قطاع الجدود وهي المسؤولة عن إنتاج الأمهات والتي بدورها تنتج كتاكيت التسمين التي تطرح بالأسواق للمستهلكين وأضرارهما أكبر من أضرار انقطاع الكهرباء".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الكهرباء درجات الحرارة الدواجن مصر مصر الكهرباء درجات الحرارة الدواجن الاعلاف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صغار المربین من الدواجن کبیر من

إقرأ أيضاً:

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 29 يناير 2025

استعرض برنامج "صباح البلد"، المذاع عبر قناة “صدى البلد”، حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم، الأربعاء 29 يناير 2025.
 

 درجات الحرارة اليوم 

وفيما يلي بيان بدرجات الحرارة المتوقعة اليوم على محافظات ومدن مصر:
 العظمى والصغرى
القاهرة 21 12

شلاتين 26 15

الإسكندرية 21 11

مطروح 20 11

بورسعيد 21 16

حلايب 23 17

أسوان 25 12

مقالات مشابهة

  • مصر تُدخل 290 شاحنة مُساعدات جديدة لقطاع غزة
  • وزيرة البيئة: قطاع السياحة من أكثر القطاعات تأثرا بالتغيرات المناخية
  • كيف نواجه تهديدات ترامب
  • درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 29 يناير 2025
  • ديلي صباح: ليبيا وتركيا تتجهان لتعزيز التعاون في الطاقات المتجددة ومعالجة أزمة الكهرباء
  • مناقصة لمحطات شحن دراجات توصيل الطلبات بدبي
  • خلال 50 سنة .. الحرارة بالعراق ارتفعت نحو 5 درجات مئوية فوق المعدل
  • اليونيسف: المساعدات الداخلة لقطاع غزة غير كافية
  • احذر .. أجهزة ترفع فاتورة الكهرباء حتى وهى مغلقة
  • أرقام تخض.. كم بلغت استثمارات قطاع الدواجن وما يستهلكه المصريون من البيض؟