فشلت المبادرة الجديدة لـ"قوى المعارضة" بالرغم من كل الجهود التي بذلت من اجل تظهيرها بوصفها مبادرة حلّ حقيقية، لكن واقع الفشل في هذا الحراك يكمن حصراً في حال كان الهدف هو الوصول الى جلسات جدية لانتخاب الرئيس. اما في حال كان الهدف هو اعادة المعارضة الى الساحة السياسية فقد يكون النجاح هو الصفة التي يمكن إلصاقها بالمبادرة التي تم إخراجها على عجل بين الاحزاب والقوى السياسية الاساسية، وعليه فإن المبادرة التي سعت الى عقد جلسات الانتخاب وضعت حجر الاساس لفك الحصار الذي يفرضه رئيس المجلس النيابي نبيه بري على المعارضين.



الهدف الفعلي للمعارضة هو العودة الى الساحة، خصوصاً ان الحرب التي تحصل في الجنوب والاهتمام الاقليمي والدولي فيها، وتولي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري للمفاوضات مع الوسطاء والديبلوماسيين الغربيين جعل اولويات المعارضة هامشية لدى المجتمع الدولي والدول المهتمة في لبنان، وكرس مقولة ان احزاب هذه القوى غير مؤثرة في المشهد السياسي الداخلي، وعليه كان لا بدّ من حركة تستعيد من خلالها المعارضة زمام المبادرة..

بعد لقاء معراب الاخير، تعرضت المعارضة لانتكاسة جدية اثرت على وحدتها، وان بالشكل فقط، وهذا ما جعل إمكانية التعامل مع كل حزب او طرف فيها بشكل منفصل عن الآخر امر وارد وممكن ومغري للخصوم، وهذا ما يضعف موقف المعارضة التفاوضي خصوصا في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، لذا فإن تظهير صورة الوحدة والتماسك كان ضرورياً .ولعل الحراك الاخير لعب دورا في هذا الامر حيث كانت احزاب وقوى المعارضة جنباً الى جنب في التسويق لمبادرتهم الرئاسية – السياسية.

الاهم هو ما تتعرض له احزاب المعارضة من احراج امام الديبلوماسيين الغربيين، اذ وبحسب مصادر مطلعة من داخل هذه القوى، فإن الرئيس نبيه بري استطاع اقناع جزء كبير من المجتمع الدولي بأن المعارضة لا تريد الحوار وبالتالي فإن عرقلة اي اتفاق سياسي لبناني داخلي سبب التعنت من قبل احزاب وقوى المعارضة، وهذا ما ألمحت له اكثر من شخصية ديبلوماسية إلتقت قيادات في المعارضة في الاسابيع الماضية، حيث ظهر لهؤلاء ان هناك طيفا غربيا كبيرا يحملهم مسؤولية فشل التسوية.

وترى المصادر أن طرح فكرة التشاور من خارج طاولة الحوار وبالتوازي مع جلسات الانتخاب ينقذ المعارضة من الاحراج، لا بل يساهم في تعزيز وضعها السياسي مع علمها المسبق بأن رئيس المجلس، وحتى "حزب الله"، لا يمكن ان يوافقوا او يتجاوبوا مع مثل هذا الطرح، وعليه امام كل هذا المشهد السياسي، تبدو المعارضة مصرة على ان تكون جزءاً من الحراك الحاصل في لبنان وحوله، وان كان ذلك من بوابة الانتخابات الرئاسية التي لم يحن وقتها السياسي بعد في ظل الحرب والمعارك المندلعة في لبنان والمنطقة.

لا يبدو طرح المعارضة متكاملا ، اولاً لان هذه القوى لم تستطع حتى  اليوم استقطاب قوى ونواب جددا يشكلون معها اكثرية مريحة او غير مريحة تفرض من خلال اسم مرشحها للرئاسة، والطريق الى ذلك معروف: تسوية مع رئيس "التيار الوطني الحر"جبران باسيل وترطيب الاجواء مع النائب السابق وليد جنبلاط، وثانياً لان لا مرشح جديا واحدا تم التوافق عليه قبل إحراج بري وقوى 8 اذار بفكرة التشاور والجلسات المفتوحة... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تهدئة بين المعارضة وبري و القوات عاتبة

ثمة مساعٍ ومحاولات أولية بهدف تبريد الأجواء الساخنة بين المعارضة ورئيس مجلس النواب نبيه بري بدأت تتحرك بعيداً عن دائرة الضوء خلال الساعات الماضية وقصدها الأبعد المساهمة في إزالة الأجواء المتشنجة على المسرح السياسي الداخلي التي ازدادت احتقانا في الأيام القليلة الماضية بعدما ألغت كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس بري موعداً كانت قد أعطته لوفد نواب المعارضة الذي يجول بمبادرة رئاسية كانوا وضعوها. وسرعان ما حذت حذوها كتلة نواب "حزب الله" (الوفاء للمقاومة)، في سياق ردة فعل على ما اعتبره الثنائي الشيعي تصعيداً من جانب المعارضة لا يتجانس مع ما أبدته من رغبة في الانفتاح على الآخر.
وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": تملك الثنائي الشيعي، كما تقول مصادره، شعور بأن "القوم غير جادّين إطلاقاً في تسويق مبادرتهم ولا في الانفتاح على الجهة التي سبق أن شهروا في وجهها حرماً على أي شكل من أشكال التلاقي والتحاور منذ زمن، وانطلقوا في حملة هجمات يومية محمّلين هذه الجهة تبعات "التأزم والتعطيل". وأكثر من ذلك، وجد الثنائي في خطوة المعارضة نوعاً من "طحشة لا ترمي الى المساهمة في فتح الأبواب الموصدة رئاسياً بل لإحراجه" كما يقول عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم الذي يضيف: "هم يعلمون علم اليقين بأن للحوار أصوله وقواعده المتبعة بدءاً بالمؤتمر الذي أفضى الى اتفاق الطائف عام 1990 وصولاً الى مؤتمر الدوحة في أيار عام 2008. لذا اعتبرنا أنهم بمبادرتهم تلك إنما أرادوا ضمناً تعطيل دور المجلس النيابي وسلبه صلاحياته، وهذا بحد ذاته سيرٌ بمخالفة للدستور ولا سيما المادة 75 منه، وهو في المقابل تكريس لأعراف جديدة تقوم دعوتهم على أساس رفضها ومحاربتها باعتبارها رجساً من عمل الشيطان".

ويضيف هاشم: "ومع ذلك كله نحن نرفض ما أشيع أخيراً عن أننا نعد العدة للدخول في مواجهة صدامية مفتوحة مع المعارضة، فنحن كما يعلم الجميع على تباين وخلاف سياسي مع هذا الفريق منذ زمن بعيد، وهذا يعني أننا لم نكن على وفاق معهم ليقال إننا قد بدأنا للتو فصول مواجهة جديدة أو نزالاً معهم. إننا نجد مبالغة في مثل هذا الاستنتاج لا نرغب به. صحيح أن ثمة في الآونة الأخيرة تصعيداً كلامياً بيننا وبينهم، لكنه يأتي في سياق فعل وردة فعل في لحظة معينة، خصوصاً أننا نعتبر أنهم أخطأوا الحساب، ما اضطرنا إلى أن نرد وليس أكثر من ذلك، وبمعنى أوضح ليس في نيتنا أي توجه لفتح أبواب المواجهة التي من شأنها أن تقود الى معركة كسر عظم أو ليّ ذراع ولا نجد في الأصل ما يدعو الى السعي لبلوغ ذلك. وكل ما في الأمر أننا لا نجد في مبادرتهم أي جديد مقنع يمكن أن يفتح الأبواب على أفق جديد واعد، إذ إننا لا نريد حواراً للحوار واستطراداً لا نريد أن نفتح أبواباً لا فائدة ترجى منها".

ورداً على سؤال نفى هاشم "أن يكون أحد فاتحنا بضرورة تحديد موعد جديد مع نواب المعارضة، وعلى حد علمي ليس هناك من طارئ في هذا الشأن. وحسب تقديري الكرة في مرماهم وعليهم أن يعيدوا النظر وعندها سيجدون منا كل إيجابية ومرونة للتلاقي والتحاور".
في الموازاة سرى حديث فحواه أن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يعتزم الدخول على خط الأزمة بين بري والمعارضة بقصد تبريد الأجواء أولاً ومن ثم فتح الأبواب الموصدة أمام الحلول ثانياً، واقترن هذا الأمر بكلام عن مبادرة اشتراكية تصبّ في خانة هذه النتيجة.

لكن عضو "اللقاء الديموقراطي" بلال عبد الله قال لـ"النهار": على حد علمي ليس هناك من جديد يُعتدّ به، فنحن كما هو معلوم انطلقنا قبل فترة بمبادرة مفتوحة نفترض أنها ستنتهي بفتح الأبواب الموصدة أمام انتخاب رئيس جديد للبلاد يطوي صفحة الفراغ المخيّم منذ ما يقرب من عامين.
وكتب رضوان عقيل في" النهار": تقول "القوات" ان ليس من الأدبيات السياسية عند جعحع إقفال قنوات التشاور التي لا ينبغي أن تنقطع في الأصل بين الأفرقاء. ولم يكتف بذلك، بل أعطى تعليماته لنواب في "الجمهورية القوية" بضبط تصريحاتهم في إطلالاتهم وتوجههم بالمباشر نحو رئيس المجلس، ولو استمروا في مخالفة طرحه للحوار من زاوية النقاط التي يطرحها ويصر على تطبيقها.

وتؤكد الأوساط المواكبة أن "القوات" حيال ما يحصل ستبقى على إصرارها على التواصل مع الكتل النيابية ومن بينها رئيس المجلس "ولو اختلفنا معه"، إنما المهم هو انتظام قواعد الدستور في نهاية المطاف رغم الصعوبات التي تعترض مسار نواب المعارضة، وتبقى كل الخيارات مفتوحة مهما بلغت درجات الاختلاف بين الافرقاء، ويجب الإبقاء على الروح الرياضية السياسية والتحلي بقدرة الاستيعاب، مع الإشارة إلى عدم توزيع الأدوار في صفوف نواب "القوات" الذين يلتزمون في النهاية توجيهات قيادتهم، وإن كان هناك نواب لا يعرفون أسلوب اللون الرمادي في تصريحاتهم، فيما يحرص رئيس التكتل النائب جورج عدوان على التواصل مع بري لأسباب لا تعود إلى رئاسته لجنة الإدارة والعدل فحسب، بل إلى كيمياء برلمانية بين الرجلين، من دون أن يتحسس جعجع من هذه العلاقة.

وإذا كانت "القوات" باقية على ثوابتها حيال رفضها مقاربات بري للحوار واعتراضها على أداء "حزب الله" في الجنوب وفتحه جبهة الحرب في الثامن من أكتوبر الفائت، فلا يبدو أن كل نواب المعارضة الـ31 على سياسة واحدة حيال تقديم المعارضة رؤيتها لما يحصل في الجنوب وغزة. ومن بين هؤلاء النائب بلال الحشيمي الذي لم يؤيد بيان اللقاء الأخير للمعارضة، ورفض توقيعه بسبب ما تضمنه من رؤية لما يدور في الجنوب، وهو لا يلتقي هنا مع حزبي "القوات" والكتائب في نظرتهما إلى حرب غزة والجنوب.

مقالات مشابهة

  • مهارات في الحياة.. الرُّهاب الإجتماعي.. وطرق التخلص منه
  • تهدئة بين المعارضة وبري و القوات عاتبة
  • أستاذ جهاز هضمي يزف بشرى سارة عن سرطان الكبد في مصر
  • وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور يقول رغم حصار الفاشر الحياة تعود بخطىً ثابتة
  • دعوة المعارضة إلى مناقشة موضوع الحرب.. حوارٌ أم هجوم على حزب الله؟
  • أيوب: لتطبيق ما تضمنته عريضة ⁧‫المعارضة‬⁩ حمايةً لسيادة لبنان
  • إعادة انتخاب مادورو رئيسا لفنزويلا بحصوله على 20% من الأصوات
  • حملة مادورو تلمح إلى فوزه في الانتخابات الرئاسية
  • شواهد استيطان في «كهف ناطف» بمحافظة ظفار تعود إلى العصر الحجري القديم
  • سلامة قوارير الغاز تعود الى الواجهة.. الوقاية أفضل الحلول