حرب من نوع آخر يخوضها اللبناني.. أرقام ضحاياها مرعبة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
لم تتمكن الحرب الدائرة في الجنوب منذ حوالي الـ10 أشهر من خطف الأنظار عن "الحرب الثانية" التي يخوضها اللبناني يومياً على الطرقات والتي تخطف وبشكل دوري ومستمر خيرة الشباب.
من يتابع الاخبار عن كثب، يجد انه من الصعب لا بل من المستحيل ان يمر يوم من دون ان تخطف حوادث السير عدداً من القتلى وتوقع مجموعة من الجرحى، مهما بلغ عددها.
فقد شهد شهر تموز فقط سقوط 16 ضحية و70 جريحاً في ايامه الـ10 الأوائل ما ادى الى ارتفاع اعداد الضحايا لهذا العام الى 172 ضحية بحسب جمعية "اليازا". فما هي اسباب هذه الحوادث وعلى من تقع المسؤولية؟
أسباب ارتفاع حوادث السير
يشير مصدر في "اليازا" في حديث عبر "لبنان 24" الى وجود عوامل عدة تؤدي الى هذا الارتفاع الكبير في أعداد ضحايا حوادث السير منها نقص الإجراءات التنظيمية وتطبيق القانون، بالإضافة إلى الوعي المحدود لدى السائقين لمخاطر الطريق"، هذا فضلاً عن السرعة الزائدة، وسوء حالة الطرقات مثل انعدام الإنارة وكثرة الحفر، وغياب صيانتها، وتوقف المعاينة الميكانيكية للمركبات، ما يؤدي الى تدهور حالتها في ظل غياب القدرة على تصليح الأعطال، واستخدام وسائل النقل غير الآمنة، مثل التوك توك والحافلات غير المجهزة والدراجات النارية.
ودعا المصدر الى ضرورة تطبيق قانون السير الذي أقر عام 2012 لا سيما الباب الحادي عشر منه، والمتعلق بالسجل المروري "هذا الباب يمنح السائق 12 نقطة، يتم خسارتها تدريجياً عند ارتكاب المخالفات وفقاً لجدول محدد في نهاية القانون. وعند نفاد النقاط، تسحب رخصة القيادة من السائق المخالف، مما يمنعه من القيادة"، ما سيشكل حتماً رادعاً للسائقين الذين باتوا اليوم يفتقرون للوعي والالتزام بالإجراءات الوقائية.
وكانت دراسة للأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية، قد أعدت العام الماضي، حذرت من أن زيادة عدد الحوادث المميتة أمر حتمي، مشيرة إلى أن الطرقات الأكثر خطورة للقيادة في لبنان هي: طريق خلدة – المطار، طريق ضهر البيدر – المريجات – فالوغا، طريق شتورة -تعنايل، طريق زحلة – بعلبك، طريق ذوق مصبح – فاريا، طريق شكا – القلمون، طريق دير الزهراني – النبطية، أما المنطقة التي تشهد أكبر عدد لحوادث السير فهي كسروان – المتن. وفي ما يتعلق بأخطر أوقات التنقل، تبين أنها ما بين الساعة التاسعة ليلاً والسادسة صباحاً، وذلك بسبب السهر والتعب والكحول.
وحتى الساعة لم تتمكن اي جهة من ضبط هذا الوضع المتفلت والتخفيف من النزيف المستمر على الرغم من الاجراءات الرادعة التي حاولت مرارا وتكراراً من وضعها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
التجدد للوطن: لبنان عاد الى وفائه للاصول التي حتمت انشاءه بمساعدة اصدقائه الدوليين والعرب
صدر عن الهيئة التنفيذية للتجدد للوطن البيان التالي:
عقدت الهيئة التنفيذية للتجدد للوطن إجتماعاً لها برئاسة شارل عربيد وحضور اعضائها ومجلس امنائها، وعلى اثر الاجتماع صدر البيان الآتي:
اللبنانيون يشعرون، ربما لاول مرة في تاريخهم الحديث، و منذ نشؤ لبنان الكبير عام ١٩٢٠ انهم يحضرون فصلا من تاريخهم، و هم على يقين تبعا لتوالي الاحداث في الداخل إثر اتفاق ٢٧ تشرين الثاني الماضي، بإشراف دولي، ثم سقوط نظام الحكم السوري يوم ٨ كانون الاول الجاري، بأن هذه الاحداث سوف تؤدي بالنتيجة الى دعم الكيان ودعم الاسس التي قام عليها لبنان من جهة، واعادة الاعتبار الى الممارسة الدستورية السليمة وعمل المؤسسات، التي في طليعتها اعادة ارساء قواعد العدالة والمحاسبة.
ان هذه الاحداث المصيرية، في الوقت الذي كان فيه العديد من اللبنانيين يفقدون الثقة بمستقبل وطنهم، جاءت لتؤكد للمشككين ان الاسس التي قام عليها لبنان، منذ ما قبل الكيان الحديث هي ثابتة ولا تتغير، بالعيش الواحد في مختلف المناطق، بالاعتدال واحترام الاخر واحترام خصوصياته، و قبل كل شيء بالحرية التي نشأت مع لبنان منذ اجيال، فلبنان هو البلد الوحيد في منطقة الشرق الاوسط الذي لا يمكنه ان يتخلى عن النظام الحر الذي قاعدته الاولى هي حرية المعتقد وفق المادة التاسعة من الدستور: "حرية الاعتقاد مطلقة"
وجاءت هذه الاحداث ايضا لتؤكد ان لبنان ليس بلد الغلبة لاي من مكوناته، وليس بلد الاستقواء بالسلاح او بالخارج، بل ان الجميع منضوون تحت لواء الدولة ودستورها ومؤسساتها. فهي الوحيدة الضامنة والحامية لحقوق الجميع.
وفي هذا الوقت الذي تجري فيه التحولات الكبرى على صعيد منطقة الشرق الاوسط لا بد ان نؤكد:
1- ان لبنان عاد الى وفائه للاصول التي حتمت انشاءه بمساعدة اصدقائه الدوليين والعرب.
2- ان هذه الفرصة التاريخية الفريدة يجب ان نُحسن تلقفها وخاصة من قبل متولي السلطة.
3- في هذه الظروف التاريخية المصيرية، ان وجود رئيس الدولة هو ضمانة اساسية لحسن التعامل مع هذه التطورات. لذلك يجب احترام الموعد المحدد في التاسع من الشهر المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة تعزز قواعد النظام البرلماني والوفاق الوطني بعيداً عن المحاصصة.
4- ان التطورات التي حصلت في سوريا وما حملت من تغيرات وتبدلات، نأمل ان تكون لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة الجوار العربي. وفي اي حال من احوال سوريا، يتطلع اللبنانيون الى علاقات حسن الجوار بما يضمن مصلحة البلدين والشعبين.