مسقط ـ «الوطن»:
انطلاقًا من مشروع حوار المعرفة والذي يسلط الضوء حول مواضيع ثقافية مختلفة تهم أكبر شريحة من المجتمع نظمت صباح أمس وزارة الثقافة والرياضة والشباب متمثلة بالمنتدى الأدبي الجلسة الحوارية عن الاستثمار الثقافي قدَّمتها حمدة بنت سعيد الشامسية وأدار الجلسة غسان الروشدي.
ثراء الدول يقاس
بحجم المعرفة
بدأت حمدة الشامسية حديثها بمقدمة عن أهمية المعرفة، حيث قالت: نعيش في عالم أصبحت قوة الدول فيه وثراؤها يقاس بحجم المعرفة التي تنتجها أو تملكها، ويسري هذا على الأفراد أيضا، فنظرة سريعة إلى العالم اليوم نجد أن أثرى أثرياء العالم يتحكمون في معلوماته، بدءًا من بيل جيتس، ومارك زوكربيرج، وجيفري بيزوس، مرورا بلاري إلسون، وانتهاء بتشانج يمينج، مما استدعى تزايد اهتمام الدول بالاستثمار الثقافي الذي تُعدُّ المعرفة أحد مكوِّناته الأساسية، والإنسان هو رأس ماله ومورده، كونه هو صانع الإبداع، ومنجم المواهب والكفاءات والقدرات في صناعة الثقافة التي باتت الدول تعول عليها اليوم في المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي من جهة، ووضع اسم الدول على خريطة الاقتصاد العالمي.


الاستثمار الثقافي
ثم عرجت إلى التعريف بالاستثمار الثقافي وهو استغلال المكوِّنات الثقافية للفرد والمجتمع لتحقيق دخل مادي يسهم في الناتج الإجمالي للشعوب، من خلال إقامة مشاريع استثمارية تكون الثقافة بمكوِّناتها هي رأس المال المستثمر، ويشمل ذلك مكوِّنات ثقافة المجتمع من عادات وتقاليد، وملبس، وآثار وتراث، ومعالم تاريخية، وفنون شعبية بما فيها الرقصات والأهازيج والألعاب الشعبية، ومسرح وسينما، ويشمل كذلك التصميم والأزياء، والمأكولات الشعبية، والإنتاج الأدبي من شعر ورواية وكتاب، وهذا ربما ما يجعل قياسها صعبًا إلى حدٍّ ما كونها تتداخل في اقتصادات ناعمة أخرى مثل السياحة، ولعل المردود الاقتصادي هو المحرك لنشأة الاقتصاد الثقافي إلا أنَّ هناك عوائد في غاية الأهمية تجنيها الدول من استثمارها في الثقافة لعل أهمها تعزيز الهُوِيَّة الوطنية، وربط الإنسان بحضارته وموروثه الثقافي، فضلا عن تشجيع الابداع والابتكار واستغلال طاقات الشباب فيما يعود بالنفع على المجتمع ككل، ولأهميتها أيضًا في الاستدامة المالية للمشاريع الاقتصادية المرتبطة بها.
تحديات سلطنة عمان
في الصناعات الثقافية
وناقشت الجلسة التحديات التي تواجه سلطنة عمان في الصناعات الثقافية والابداعية، حيث قالت حمدة الشامسية تتميز سلطنة عمان بثراء حضاري وتاريخي وثقافي مادي وغير مادي، حيث جعلها موقعها الفريد ملتقى للكثير من الحضارات التي شكلت على مدى العصور فسيفساء ثقافية وحضارية جميلة، كما تمتاز بغزارة الإنتاج الفكري والأدبي المتمثل في الشعر والرواية والدراسات الفكرية، والفني المتمثل في الموسيقى والأهازيج والفنون الشعبية ، فضلًا عن ثراء وتنوع في الأزياء العمانية بين مختلف المحافظات، والحرف اليدوية التقليدية، أضف إلى ذلك اللهجات العمانية التي تُعدُّ مكوِّنًا رئيسًا من مكوِّّنات الموروث الشَّعبي العماني اللغوي، كما تتميز سلطنة عمان بتراثها المادي الزاخر من قلاع وحصون وحارات وأفلاج، وآثار إضافة الى المطبخ العماني الي يتميز بثراء كبير جدا وتنوع ، ولا ننسى العادات العمانية الجميلة التي ما زال العمانيون متمسكون بها، والتي ما فتئت تثير فضول واهتمام العالم من حولنا، ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي في إثارة هذا الفضول والاهتمام به بشكل كبير.
وقالت التحدي الأول والأكبر ربما هو في وضع إطار موحد لأنشطة الاستثمار الاقتصادي من أجل تنظيمها، وقياس عائدها، والاستفادة منها في تنمية القطاعات المختلفة، أيضًا لأن الاستثمار الثقافي هو مجال إبداعي فهو يحتاج إلى مساحة تمكنه من استغلال ملكات الإبداع عند الجيل بما يتناسب مع التطورات الحاصلة اليوم، كما يحتاج القطاع أيضًا إلى أنظمة تشريعية مواكبة للتغيرات، ولأنَّ الرأس المال البشري هو أهم مكوِّنات هذا الاقتصاد، فالأمر يتطلب العناية بتعليم الشباب، وتأهيلهم وتمكينهم من أجل النهوض بهذا الفرع من الاقتصاد. وأشارت من التحديات التي تواجهها صناعة المعرفة في سلطنة عمان أيضا حقيقة كون السلطنة مازالت مستوردة للتقنية التي هي من أهم مقومات نجاح الاستثمار في هذا العالم المترابط والمتنامي، ومن ضمن التحديات التي يواجهها الاستثمار الثقافي في السلطنة ضعف مشاركة القطاع الخاص في المشاريع الثقافية وفي بناء القدرات والكفاءات لتكون قادرة على المنافسة في اقتصاد معرفي فعال، وإن كان التحدي المالي هو أقوى هذه التحديات نتيجة تراجع العوائد النفطية، وضغط المصروفات الحكومية التي تمثل المصدر الوحيد للإنفاق على البحث العلمي والابتكار.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التحدیات التی سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الطيران يشارك في جلسة حوارية تحت عنوان «مواجهة التحديات وتعزيز الاستدامة الاجتماعية للطيران المدني»

شارك الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني في جلسة حوارية رفيعة المستوى تحت عنوان "مواجهة التحديات وتعزيز الاستدامة الاجتماعية للطيران المدني"، رافقه خلالها الطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني.

شهدت الجلسة الحوارية حضورًا مكثفًا من قيادات قطاع الطيران المدني على المستوى العالمي، جاء من بينهم سلفاتوري سكياتشيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، و خوان كارلوس سالازار، الأمين العام للإيكاو، بالإضافة إلى وزراء النقل والطيران المدني ورؤساء سلطات الطيران المدني، ولفيف من ممثلى المنظمات الدولية والقطاعين الحكومي والخاص من مختلف دول العالم.

ناقشت الجلسة أفضل الممارسات العالمية لتعزيز كفاءة قطاع الطيران المدني وبما يساهم في تحقيق استدامته، مع التركيز على التحديات الراهنة والفرص المستقبلية التي تواجه القطاع، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم.

وفى ذات الإطار، أكد الدكتور سامح الحفني على أن مشاركة وزارة الطيران المدني تعكس اهتماماتها نحو تعزيز آفاق التعاون الدولي وتبادل الخبرات، مشيرًا إلى أن قطاع الطيران المدني يعد ركيزة أساسية ومحورية للتنمية الاقتصادية تدعم التواصل العالمي مما يتطلب العمل دائمًا نحو تطوير السياسات والتشريعات لجعلها أكثر مرونة بما يتواكب مع التطورات الحديثة العالمية في هذا المجال.

أضاف وزير الطيران المدني، أن صناعة الطيران المدني تواجه تحديات كبيرة، يأتي من ضمنها تأثيرات التغيرات المناخية والتي تتطلب ضرورة تقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك تعزيز البنية التحتية ورفع مهارات الكوادر البشرية العاملة فى هذا المرفق الحيوي لمواكبة النمو المتسارع في حركة الطيران العالمية، مؤكدًا على أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع الطيران، موضحًا أن وزارة الطيران المدني تعمل على تطوير استراتيجيات شاملة لضمان استمرارية النمو والاستدامة في هذا المجال الهام.

جدير بالذكر أن القمة العالمية للحكومات 2025 تعد واحدة من أهم الفعاليات الدولية التي تجمع بين قادة الحكومات والمنظمات الدولية والخبراء من مختلف أنحاء العالم لتبادل الرؤى والخبرات حول أفضل الممارسات في تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية.

مقالات مشابهة

  • استعراض التعاون البرلماني والتشريعي مع المملكة المتحدة
  • برعاية مجلس الوزراء.. «المواجهة حق المعرفة» يحاور 6 من كبار رجال الأعمال حول ملف السياحة المصرية على «on» و«القاهرة والناس»
  • إعادة إعمار سوريا بين النماذج العالمية والتجارب الوطنية التاريخية في جلسة حوارية
  • الوزير الشيباني في جلسة حوارية ضمن مؤتمر ميونخ للأمن: العقوبات المفروضة على سوريا تكبلها ولا بد من رفعها
  • الرئيس الشرع يشارك في جلسة حوارية مفتوحة بحلب
  • جلسة “الترجمة والذكاء الاصطناعي” تناقش دور التقنية في تطور صناعة الترجمة
  • وزير الطيران يشارك في جلسة حوارية تحت عنوان «مواجهة التحديات وتعزيز الاستدامة الاجتماعية للطيران المدني»
  • جهود سلطنة عمان نحو الاستدامة المالية والاقتصادية.. تحسين المؤشرات المالية وتعزيز التنويع الاقتصادي
  • جلسات حوارية وضيوف متخصصين ينثرون إبداعاتهم في معرض جازان للكتاب 2025
  • وزارة الثقافة تستعد لتنظيم الأسبوع الثقافي السعودي في قطر