لعنة النفط ومحنة العيش بدولارين في اليوم!
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
نيجيريا – دخلت نيجيريا وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في العقود الأخيرة في حالة غريبة من التناقضات حيث انخفض إنتاجها بشكل حاد وتحولت إلى أكبر مستورد للنفط في إفريقيا.
من مظاهر مشكلة نيجيريا مع ثروتها النفطية، أن أكثر من 250 قرويا كانوا لقوا حتفهم احتراقا في رمشة عين في 10 يوليو عام 2000، أثناء تجمعهم لملء قواريرهم من أنبوب نفط بجنوب البلاد كان قراصنة النفط قد أحدثوا به ثقوبا ليلا لسرقة الذهب الأسود.
هذا الحادث المأساوي لم يكن فريدا، ففي عام 1998 قتل أكثر من 1000 شخص في حادثة مماثلة في مدينة جيسي بدلتا النيجر، ولاحقا في عام 2003 تسبب انفجار أنبوب نفط في جنوب شرق نيجيريا في مقتل ما يزيد عن 105 قرويين بنفس الطريقة. هذه الظاهرة ليست كل المشكلة، وهي، كما يقال، بمثابة القسم الصغير الظاهر من جبل الجليد.
قصة نيجيريا مع النفط:
النفط في نيجيريا، الدولة الواقعة في شرق إفريقيا والتي تحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث عدد السكان بأكثر 229 مليون نسمة، اكتشف في وقت مبكر في عام 1901، إلا ان الاستغلال الفعلي بدأ منذ عام 1956.
الذهب الأسود أصبح منذ عام 1960 العمود الفقري لاقتصاد هذا البلد الإفريقي الذي تبلغ مساحته 923769 كيلو متر مربع، يعيش ما يقرب من 73 بالمئة منهم تحت خط الفقر، أي ان دخلهم لا يزيد عن دولارين في اليوم، على الرغم من الاحتياطات الكبيرة من النفط التي تبلغ حوالي 32 مليار برميل، وهو ما يعادل 2.38 من الاحتياطيات العالمية.
نتيجة لليأس من الوسائل القانونية لكسب لقمة العيش، تحول العديد من مواطني هذا البلد إلى “قراصنة للنفط”، وتحولت نيجيريا في ظل هذا الوضع إلى أكبر مستورد للنفط في القارة، وذلك لأنها تفتقر إلى الوقود، وتلبي المتطلبات المحلية باستيراد المنتجات النفطية.
تستعمل سلطات هذا البلد كل الوسائل لمحاربة ظاهرة قرصنة النفط المزدهرة، مستعينة في ذلك بالجيش، إلا أن ظاهرة سرقة النفط انتشرت في هذا البلد على مدى عقود ما يتسبب في تخريب خطوط أنابيب نقل النفط. ما يزيد من حدة هذه المشكلة المستعصية أن عائدات بيع النفط الخام والغاز تشكل 70 بالمئة من إيرادات ميزانية نيجيريا، و95 بالمئة من مصادر النقد الأجنبي.
سرقة النفط في نيجيريا بمختلف المستويات وفي جميع مراحل الإنتاج والتكرير، أصبحت كارثة وطنية في هذا البلد. البيانات الرسمية تشير إلى أن نيجيريا تفقد حوالي 25 بالمئة من إنتاجها من النفط الخام بسبب السرقة.
ظاهرة سرقة النفط الواسعة في نيجيريا لم تتمكن السلطات حتى الآن من معالجتها. الجيش النيجيري كان أعلن نهاية الشهر الماضي أنه تمكن من استعادة كميات كبيرة من النفط الخام المسروق ومن المنتجات المكررة في الربع الثاني من العام الجاري، إلا أن ما يفقد أكثر مما يتم استرجاعه.
نيجيريا كانت فقدت في عام 2023 بحسب مستشار الامن القومي لهذا البلد، 400000 برميل نفط في اليوم بسبب السرقات، في حين أن وزيرا سابقا للنفط صرّح بأن بلاده خسرت ما لا يقل عن 700000 برميل نفط يوميا نهبت من طرف قراصنة النفط واللصوص في عام 2022. هذه المعدلات تفوق بشكل كبير جدا الحالات المماثلة في بعض دول العالم. نيجيريا بذلك تعاني من “وضع خاص” يتواصل انخفاض إنتاجها من النفط بسبب الإهمال وعمليات التخريب، وتتزايد باضطراد عمليات سرقة النفط، بل ويقوم القراصنة بإقامة معامل موازية غير شرعية لتكرير النفط وبيعه، ولهذا لا يبقى لأكثر من 70 بالمئة من سكان نيجيريا إلا التعود على العيش بدولارين في اليوم.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: سرقة النفط هذا البلد بالمئة من فی الیوم من النفط نفط فی فی عام
إقرأ أيضاً:
الحكومة توجه دعوة للشركات الأمريكية لإنشاء محطة غازية في البصرة
آخر تحديث: 24 دجنبر 2024 - 8:52 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- وجهت الحكومة العراقية، أمس الإثنين، دعوة الى الشركات الأمريكية لأنشاء محطة الغاز المصاحب في البصرة، فيما بين أن خطة تجهيز الوقود لمحطات الكهرباء.وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء ، أن “السوداني، ترأس أمس الاثنين، اجتماعًا خاصًا بمشاريع قطاعي النفط والكهرباء، بحضور وزيري النفط والكهرباء، بالإضافة إلى المستشارين المتخصصين وعدد من الوكلاء في الوزارتين”.وتابع البيان، أن “الاجتماع شهد مناقشة مشاريع الغاز التي هي قيد التنفيذ ضمن البرنامج الحكومي، والجدول الزمني المحدد لإتمامها، خصوصاً وأن هناك تصاعداً في مستويات ايقاف حرق الغاز المصاحب، إذ تبلغ النسبة حالياً 67 بالمئة، ومن المؤمل الوصول إلى نسبة 80 بالمئة نهاية العام المقبل، وصولاً إلى إيقاف الحرق بشكل تام في نهاية عام 2027”.وأضاف، إن “الاجتماع جرى خلاله البحث في توجيه الدعوة لشركات أمريكية متخصصة لإنشاء منصّة الغاز الثابتة في ميناء الفاو الكبير“.وأكمل البيان، أن “الاجتماع بحث دعوة شركات الطاقة العالمية للاستثمار في حقول الغاز الطبيعي، بجانب مناقشة خطة تجهيز الوقود لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية في الوقت الحالي، وللأشهر المقبلة“.