نيجيريا – دخلت نيجيريا وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في العقود الأخيرة في حالة غريبة من التناقضات حيث انخفض إنتاجها بشكل حاد وتحولت إلى أكبر مستورد للنفط في إفريقيا.

من مظاهر مشكلة نيجيريا مع ثروتها النفطية، أن أكثر من 250 قرويا كانوا لقوا حتفهم احتراقا في رمشة عين في 10 يوليو عام 2000، أثناء تجمعهم لملء قواريرهم من أنبوب نفط بجنوب البلاد كان قراصنة النفط قد أحدثوا به ثقوبا ليلا لسرقة الذهب الأسود.

دراجة نارية مرت بالمكان وتسببت شرارة انطلقت منها في انفجار الأنبوب ووقوع هذا العدد الكبير من الضحايا.

هذا الحادث المأساوي لم يكن فريدا، ففي عام 1998 قتل أكثر من 1000 شخص في حادثة مماثلة في مدينة جيسي بدلتا النيجر، ولاحقا في عام 2003 تسبب انفجار أنبوب نفط في جنوب شرق نيجيريا في مقتل ما يزيد عن 105 قرويين بنفس الطريقة. هذه الظاهرة ليست كل المشكلة، وهي، كما يقال، بمثابة القسم الصغير الظاهر من جبل الجليد.

قصة نيجيريا مع النفط:

النفط في نيجيريا، الدولة الواقعة في شرق إفريقيا والتي تحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث عدد السكان بأكثر 229 مليون نسمة، اكتشف في وقت مبكر في عام 1901، إلا ان الاستغلال الفعلي بدأ منذ عام 1956.

الذهب الأسود أصبح منذ عام 1960 العمود الفقري لاقتصاد هذا البلد الإفريقي الذي تبلغ مساحته 923769 كيلو متر مربع، يعيش ما يقرب من 73 بالمئة منهم تحت خط الفقر، أي ان دخلهم لا يزيد عن دولارين في اليوم، على الرغم من الاحتياطات الكبيرة من النفط التي تبلغ حوالي 32 مليار برميل، وهو ما يعادل 2.38 من الاحتياطيات العالمية.

نتيجة لليأس من الوسائل القانونية لكسب لقمة العيش، تحول العديد من مواطني هذا البلد إلى “قراصنة للنفط”، وتحولت نيجيريا في ظل هذا الوضع إلى أكبر مستورد للنفط في القارة، وذلك لأنها تفتقر إلى الوقود، وتلبي المتطلبات المحلية باستيراد المنتجات النفطية.

تستعمل سلطات هذا البلد كل الوسائل لمحاربة ظاهرة قرصنة النفط المزدهرة، مستعينة في ذلك بالجيش، إلا أن ظاهرة سرقة النفط انتشرت في هذا البلد على مدى عقود ما يتسبب في تخريب خطوط أنابيب نقل النفط.  ما يزيد من حدة هذه المشكلة المستعصية أن عائدات بيع النفط الخام والغاز تشكل 70 بالمئة من إيرادات ميزانية نيجيريا، و95 بالمئة من مصادر النقد الأجنبي.

سرقة النفط في نيجيريا بمختلف المستويات وفي جميع مراحل الإنتاج والتكرير، أصبحت كارثة وطنية في هذا البلد. البيانات الرسمية تشير إلى أن نيجيريا تفقد حوالي 25 بالمئة من إنتاجها من النفط الخام بسبب السرقة.

ظاهرة سرقة النفط الواسعة في نيجيريا لم تتمكن السلطات حتى الآن من معالجتها. الجيش النيجيري كان أعلن نهاية الشهر الماضي أنه تمكن من استعادة كميات كبيرة من النفط الخام المسروق ومن المنتجات المكررة في الربع الثاني من العام الجاري، إلا أن ما يفقد أكثر مما يتم استرجاعه.

نيجيريا كانت فقدت في عام 2023 بحسب مستشار الامن القومي لهذا البلد، 400000 برميل نفط في اليوم بسبب السرقات، في حين أن وزيرا سابقا للنفط صرّح بأن بلاده خسرت ما لا يقل عن 700000 برميل نفط يوميا نهبت من طرف قراصنة النفط واللصوص في عام 2022. هذه المعدلات تفوق بشكل كبير جدا الحالات المماثلة في بعض دول العالم. نيجيريا بذلك تعاني من “وضع خاص” يتواصل انخفاض إنتاجها من النفط بسبب الإهمال وعمليات التخريب، وتتزايد باضطراد عمليات سرقة النفط، بل ويقوم القراصنة بإقامة معامل موازية غير شرعية لتكرير النفط وبيعه، ولهذا لا يبقى لأكثر من 70 بالمئة من سكان نيجيريا إلا التعود على العيش بدولارين في اليوم.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: سرقة النفط هذا البلد بالمئة من فی الیوم من النفط نفط فی فی عام

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تقفز بعد فرض ترامب رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين

يمن مونيتور/قسم الأخبار

قفزت أسعار النفط الاثنين بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين، الأمر الذي يثير مخاوف من حرب تجارية واضطراب إمدادات الخام من اثنين من كبار الموردين للولايات المتحدة.

لكن توقعات انخفاض الطلب على الوقود حدت من المكاسب

وبحلول الساعة 00:42 بتوقيت غرينتش، صعد خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط اثنين بالمئة أو 1.44 دولار إلى 73.97 دولار للبرميل، بعد أن بلغ أعلى مستوى في أسبوع عن 75.18 دولار في وقت سابق من الجلسة.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 0.8 بالمئة أو ما يعادل 62 سنتا إلى 77.34 دولار للبرميل.

وأصدر ترامب يوم السبت أمرا بفرض رسوم جمركية كبيرة على السلع الواردة من المكسيك وكندا والصين، ليشعل بذلك حربا تجارية قد تقوض النمو العالمي وتؤجج التضخم.

وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إن منتجات الطاقة الكندية فحسب ستفرض عليها رسوم جمركية بنسبة عشرة بالمئة، في حين ستخضع واردات الطاقة المكسيكية لرسوم جمركية كاملة نسبتها 25 بالمئة.

وقال أماربريت سينغ المحلل في باركليز في مذكرة “الموقف المرن نسبيا من واردات الطاقة الكندية ينبع على الأرجح من الحذر”.

وأضاف “من المرجح أن تؤثر الرسوم الجمركية على واردات الطاقة الكندية سلبا على أسواق الطاقة المحلية أكثر من واردات الطاقة المكسيكية، بل وقد يكون لها تأثيرا عكسيا على أحد أهم أهداف الرئيس وهو خفض تكاليف الطاقة”.

ووفقا لوزارة الطاقة الأمريكية، كندا والمكسيك هما أهم مصدرين لواردات الخام الأمريكية، ويشكلان معا نحو ربع النفط الذي تحوله المصافي الأمريكية إلى منتجات وقود مثل البنزين ووقود التدفئة.

وذكرت مصادر في القطاع أن الرسوم الجمركية سترفع التكاليف على درجات الخام الأمريكي الأثقل التي تحتاجها المصافي الأمريكية لتحقيق الإنتاج الأمثل، الأمر الذي يخفض أرباحها ومن المحتمل أن يؤدي إلى تخفيضات في الإنتاج.

وقال سول كافونيك، محلل الطاقة في إم إس تي ماركي، إن الرسوم الجمركية ترفع أسعار النفط في الأمد القريب بسبب مخاطر انقطاع الإمدادات، وخاصة بالنسبة للدرجات الثقيلة.

وأضاف أن أسعار النفط قد تهبط بعد الربع المقبل مع تسبب الرسوم الجمركية في تدهور توقعات الطلب بشكل أكبر ومع تعرض أوبك+ لمزيد من الضغوط من ترامب لوقف تخفيضات الإنتاج.

وقال مندوبون من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، وهي المجموعة المعروفة باسم أوبك+، لرويترز إن من غير المرجح أن تغير المجموعة الخطط الحالية لزيادة الإنتاج تدريجيا عندما تجتمع الاثنين، على الرغم من ضغوط ترامب.

(رويترز)

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • النفط يقفز بفعل مخاوف اضطراب الإمدادات بعد فرض رسوم جمركية
  • أسعار النفط تقفز بعد فرض ترامب رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين
  • النفط يقفز بعد رسوم ترامب
  • ارتفاع أسعار النفط
  • مسعود: لابد من خلق توازن بين استمرارية إنتاج النفط وزيادته المستهدفة
  • رئيس مؤسسة النفط يفتتح اجتماعات «الجمعية العمومية» وشركاتها
  • رئيس مؤسسة النفط: مستمرون في خطة زيادة الإنتاج ونعمل على تعزيز الشفافية
  • رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
  • رئيس مؤسسة النفط بالإنابة: الشفافية أولويتنا لتعزيز ثقة المستثمرين
  • النفط يتكبد خسائر أسبوعية مع ترقب رسوم أمريكية