المليشيا أدركت استحالة هزيمة الجيش استلام السلطة وتحول هدفها إلى تحقيق مكاسب على الأرض والذهاب إلى التفاوض. لقد تخلت المليشيا عن مهاجمة معسكرات الجيش الحصينة. تخلت عن أم درمان تقريبا بشكل كامل، وهي معقل الجيش الرئيسي. وراحت تهاجم الوحدات الأضعف وتنتشر في المدن لتعيث فيها فسادا وتخريبا.

لا تملك المليشيا أي رصيد سياسي أو أخلاقي لتفاوض به.

وهي تراهن على التفاوض لكي تكتسب شرعية تعود بها من جديد، شرعية السلام وحقن الدماء وإنهاء المعاناة، على أمل أن يفرح الضحايا أو الذين يوشكون أن يصبحوا ضحايا بذلك.

التفاوض هو بعث الروح من جديد في مليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة. وستبحث عنه المليشيا بأي ثمن. ستقبل بالجلوس مع الكيزان في سبيل ذلك وستقدم التنازلات. هي بحاجة إلى شيء مهم للغاية لا يحققه اجتياح المدن والقرى وتخريبها وتشريد المواطنين ونهب ممتلكاتهم. هذا الشيء هو الاعتراف والقبول والشرعية، ولن تكتسبه إلا عبر الجلوس مع الجيش.

ولكن لماذا يمد الجيش يده لينقذ مليشيا انتحرت بفعل يدها ولماذا يتحمل قادة الجيش لعنات الشعب السوداني من أجل حفنة من الأوباش المجرمين؟ لا يوجد أي مبرر لذلك.

المليشيا لا تقاتل من أجل قضية، ولا تمثل أي أحد. ولا أحد يريد أو يتشرف بأن يرتبط اسمه بها، حتى داعميها وحلفاءها. ولذلك، على العكس من حركات التمرد التي تقاتل من أجل قضية بحيث تبقى القضية حتى لو انهزمت حركة التمرد، الهزيمة العسكرية هي النهاية لها، ولن يتبقى بعد هزيمتها سوى اللعنات التي تلاحقها للأبد.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  

 

الخرطوم - أعلن الجيش السوداني، الخميس 24 ابريل 2025، قتله 60 عنصرا من قوات "الدعم السريع"، خلال تصديه لهجوم شنته على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.

وقالت الفرقة السادسة مشاة بالجيش في الفاشر، عبر بيان، إن "قوات الجيش والقوات المساندة تمكنت من صد هجوم عنيف شنّته عناصر مليشياوية (تقصد "الدعم السريع") متسللة باتجاه المحور الجنوبي الغربي للمدينة أمس الأربعاء".

وأضافت: "قتل 60 من عناصر ميليشيا الدعم السريع، وأصيب 52 آخرون، وفر بقية المهاجمين، مخلفين وراءهم القتلى والجرحى".

وتابعت أن "قوات الدعم السريع قصفت الفاشر مدفعيا على فترات متقطعة، ما أدى إلى استشهاد 5 مدنيين وإصابة 40 آخرين، بينهم نساء بإصابات بليغة".

وحتى الساعة 10:45 "ت.غ" لم يصدر تعقيب من قوات "الدعم السريع".

تأتي هذه التطورات بعد أيام من هجوم لـ"الدعم السريع" على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور وإعلانها السيطرة عليه بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، خلّفت 400 قتيل وعشرات آلاف النازحين حسب الأمم المتحدة.

ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ويخوض الطرفان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وبوتيرة متسارعة، تتناقص في الفترة الأخيرة مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في أغلب ولايات السودان الـ18.

وتسارعت انتصارات الجيش في ولاية الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور (غرب).

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يطلق تنبيهات عاجلة لسكان مروي
  • نسب توزيع الوزارات يفجّر خلافات عاصفة وسط تحالف المليشيا
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • واشنطن تعلن قائد التفاوض الفني مع إيران.. لماذا مايكل أنتون؟
  • خبير عسكري إسرائيلي: الجيش فقد الاحترافية ويتحول إلى مليشيا قتل بلا أخلاق
  • لماذا الأمم المتحدة تقلق من الضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي في اليمن؟
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • مليشيتك المفضلة شنو؟ الشعب السوداني بعد الحرب
  • ‏⁧‫مناقشة مع قادة الطبقة السياسية‬⁩ في ⁧‫العراق‬⁩ :-