المليشيا أدركت استحالة هزيمة الجيش استلام السلطة وتحول هدفها إلى تحقيق مكاسب على الأرض والذهاب إلى التفاوض. لقد تخلت المليشيا عن مهاجمة معسكرات الجيش الحصينة. تخلت عن أم درمان تقريبا بشكل كامل، وهي معقل الجيش الرئيسي. وراحت تهاجم الوحدات الأضعف وتنتشر في المدن لتعيث فيها فسادا وتخريبا.

لا تملك المليشيا أي رصيد سياسي أو أخلاقي لتفاوض به.

وهي تراهن على التفاوض لكي تكتسب شرعية تعود بها من جديد، شرعية السلام وحقن الدماء وإنهاء المعاناة، على أمل أن يفرح الضحايا أو الذين يوشكون أن يصبحوا ضحايا بذلك.

التفاوض هو بعث الروح من جديد في مليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة. وستبحث عنه المليشيا بأي ثمن. ستقبل بالجلوس مع الكيزان في سبيل ذلك وستقدم التنازلات. هي بحاجة إلى شيء مهم للغاية لا يحققه اجتياح المدن والقرى وتخريبها وتشريد المواطنين ونهب ممتلكاتهم. هذا الشيء هو الاعتراف والقبول والشرعية، ولن تكتسبه إلا عبر الجلوس مع الجيش.

ولكن لماذا يمد الجيش يده لينقذ مليشيا انتحرت بفعل يدها ولماذا يتحمل قادة الجيش لعنات الشعب السوداني من أجل حفنة من الأوباش المجرمين؟ لا يوجد أي مبرر لذلك.

المليشيا لا تقاتل من أجل قضية، ولا تمثل أي أحد. ولا أحد يريد أو يتشرف بأن يرتبط اسمه بها، حتى داعميها وحلفاءها. ولذلك، على العكس من حركات التمرد التي تقاتل من أجل قضية بحيث تبقى القضية حتى لو انهزمت حركة التمرد، الهزيمة العسكرية هي النهاية لها، ولن يتبقى بعد هزيمتها سوى اللعنات التي تلاحقها للأبد.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الإثبات في النفي!!

أطياف

طيف أول:

نبئني عن وطنٍ يُبنى على أنقاض أحلامه يرفع علمه على تلال الموت، وتقرع فيه الأجراس إيذانا للمعارك لا لطابور الصباح وطن يدرك كل الحقيقة من أول طلقة لم تدرك قيمته آنذاك، وحاولت أن تكتب بئس المصير!!

وبالرغم من أن البيان الذي أصدره الجيش بموافقته وترحيبه بمباحثات سويسرا تم نفيه، إلا أن هذا النفي كشف الكثير من ملامح القبول التي تحدثنا عنها، حيث أكد أن هناك صوتا ً تفاوضيا قويا داخل المؤسسة العسكرية أصبح يعلو للحد الذي جعله يخرج في بيان للناس، بالرغم من الحصار الإخواني على قرار الجيش.

ملامح تجلت أيضا واضحة وبينة في خطاب البرهان الأخير، والذي اتسم بالهدوء والعقلانية، بالرغم من أنه كان ميدانيا للجنود والضباط في المعارك الذين لم يعتد الجنرال على استخدام لغة السلام معهم.

كما أن الخطاب أيضا خلا من العبارات الداعمة للحرب وجانب فيه البرهان العنف اللفظي، ونأى به عنه نفسه الأمارة بالسوء التي تزين له الحرب وتجمِل له استمرارها وحسمها عسكريا.

وللمرة الأولى يعف لسانه عن شتيمة القوى المدنية  ويعتبر البيان الذي خرج، رغم نفيه خطوة استطاعت بها المؤسسة العسكرية كسر القيود الكيزانية التي تحكم الإغلاق على القرار العسكري الأمر الذي جعله يخرج إلى النور، دون أن يحتوي على عبارة واحدة ترفض المباحثات.

أيضا قد يكون خيار رغبة التفاوض هو خيار عقلاني ربما تفسده بيانات القبول المبكرة.

لذلك كانت المرونة واضحة في خطاب البرهان الذي كشف عن نية الجيش في قبول التفاوض على لسانه.

فمنذ أن غادر الجيش مفاوضات جدة لم يرحب بدعوة إلى التفاوض حيث رفض كل المبادرات المقدمة

إن كانت من تقدم ومصر وحتى المنامة التي انسحب منها في آخر محطة التزام.

كما أن التفسير لسحب البيان يؤكد أن الذين قاموا بنفيه ليس لهم مانع في التفاوض، لكن قد تكون لهم مطالب جوهرية تتمثل في الطموح إما للمشاركة في التفاوض أو بطلب المطالبة والبحث عن صكوك للغفران.

وإعلام الفلول بعد تقسيمه ما بين إعلام كرتي وإعلام البرهان يقول الأول فيه إذا قبل البرهان التفاوض، فيجب عليه أن لا يخسر الحركة الإسلامية هذا الطلب يعني أن الحركة الإسلامية ما زالت تحلم بالمشاركة في المفاوضات، بالرغم من أن مغازالتها لحميدتي لم تحرز هدفا، وقابلها الرجل بأُذن الإهمال، وربما تكون منحته الغرور، وجددت فيه رغبة الزحف للسيطرة على مزيد من المدن.

هذا. أو أن مطالبة قيادات التنظيم للجيش بضمانات تجعلهم في منأى عن كل عقاب قد يقره الاتفاق

لذلك ربما يخرج الجيش ببيان جديد لا يشمل الرفض؛ لأن بيان النفي للبيان الأول كان له أن يختصر الطريق، ويرفض الدعوة، ولكن لم يحدث!! وقد يقبل الجيش، دون أن يصدر بيانا، ويشارك كما شارك في مباحثات جنيف.

والخارجية الأمريكية ولا الخارجية السودانية لم تتحدث عن أي إلغاء لزيارة المبعوث الأمريكي توم بريلييو بصحبة مسؤولة الإغاثة كما روجت لها بعض المنابر الإعلامية.

وتعتبر الزيارة هي النقطة الفاصلة ما بين الرفض والقبول للمؤسسة العسكرية لمباحثات سويسرا،

فزيارة حددت لها أمريكا موعدا قبل التفاوض تعني الكثير، وأن ثمة ما تريد أمريكا إيصاله للبرهان.

والناصحون للبرهان من إعلامه (الجديد) الذي استيقظ من غفوته تبنوا حملات الترويج للسلام، وحثه على التقدم نحو المباحثات وقبول الدعوة بغية أنهم يرون أن أي حرب إما أن تنتهي بالحسم أو التفاوض!! (شفت كيف!!

والذين لم يشملهم (لطف) البرهان وجهوا له سهام النقد أنه.

إن أراد التخلي عن القيادات الإسلامية، فيجب أن يفكر كثيرا قبل اتخاذ قرار القبول.

لكن من الأفضل أن لا يتردد البرهان في عملية الذهاب إلى جنيف فشعب السودان تواقاً للسلام والمجتمع الدولي الذي يقود المبادرات والمباحثات، ويدعو للتفاوض قادراً على حماية خيار التفاوض من كل ما يتخوف منه الجنرال.

طيف أخيراً:

من سخرية الأخبار

إن وكيل وزارة الخارجية قال إن الوزارة لا تعرف الأسباب التي طردت بها إرتريا القائم بالأعمال السوداني

إلا بعد أن يصل البلاد!!

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تعترض المسافرين القادمين من مأرب وتصادر منهم أسطوانات الغاز
  • خيار الفريق البرهان الوحيد قيادة الشعب والجيش حتى النصر
  • الإثبات في النفي!!
  • لماذا جاءت ردود الفعل باهتة على قصف إسرائيل ميناء الحديدة؟
  • التفاوض يجب أن يكون على التسليم والاستسلام للدولة
  • غالانت يجري مشاورات مع قادة الجيش بعد القصف في الجليل والجولان
  • ???? إحتكار البرهان لإرادة الشعب السوداني يجب أن ينتهي
  • جنيف لوقف الحرب أم دعاية انتخابية؟
  • هليفي من خانيونس – لن نترك حماس حتى نستعيد المختطفين
  • في واقعة أثارت استياءً واسعاً.. الحوثيون يسجنون مسناً عقب شكوى كيدية من ابنه في إب