يمن مونيتور/ ترجمة خاصة/ (شينخوا)

بعد ستة أشهر تقريبا من إطلاق أولى غاراته الجوية ضد أهداف الحوثيين، لم يحقق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدما يذكر في الحد من الهجمات البحرية للجماعة اليمنية.

ونفذ الجيش الأميركي، بالتعاون مع القوات البريطانية في المقام الأول، مئات الغارات الجوية ضد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، لكن الجماعة واصلت هجماتها على السفن في البحر الأحمر ووسعت نطاق هجماتها إلى المحيط الهندي وحتى في البحر الأبيض المتوسط ​​كما يُزعم.

ويقول محللون يمنيون إن التأثير المحدود للتدخل الأميركي يؤكد محدودية نشر السفن الحربية في مثل هذه المنطقة المضطربة.

بعد ستة أشهر من الغارات الجوية الأميركية البريطانية الأولى ضد أهداف حوثية في اليمن في الثاني عشر من يناير/كانون الثاني، تطور التدخل المحدود في البداية إلى حملة شبه يومية. وفي حين تزعم الولايات المتحدة أن الضربات الجوية أدت إلى تدهور قدرات الحوثيين بشكل كبير، فإن التطورات الأخيرة ترسم صورة مختلفة.

وتستهدف الغارات الجوية، التي تم وصفها في البداية بأنها رد “لمرة واحدة” على التهديدات الصاروخية الحوثية، الآن مجموعة أوسع من البنية التحتية الحوثية، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ والرادارات وغيرها من الأصول العسكرية.

ومع ذلك، يواصل الحوثيون شن هجمات على طرق بحرية حيوية، فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أغرقوا سفينتين تجاريتين، هما “إم في روبيمار” في مارس/آذار، و”توتور” في يونيو/حزيران.

كما استعرض الحوثيون ترسانة متنامية من الأسلحة، حيث أضيفت قوارب مسيّرة وصاروخ محلي الصنع تفوق سرعته سرعة الصوت إلى مخزونهم. وعلاوة على ذلك، تمكنوا من إسقاط ما لا يقل عن ثلاث طائرات أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، تبلغ قيمة كل منها حوالي 30 مليون دولار أمريكي، وأعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات متعددة على حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور في البحر الأحمر، وهي حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، على الرغم من أن هذه الادعاءات لا تزال محل نزاع من قبل المسؤولين الأمريكيين.

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني ثابت حسين إن العمليات العسكرية الأميركية في البحر الأحمر تهدف إلى “ردع” هجمات الحوثيين على الممرات الملاحية وتفكيك بنيتها التحتية، إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل.

وقال حسين إن “العمليات الأميركية المستمرة منذ ستة أشهر فشلت في ردع الحوثيين عن مواصلة هجماتهم”.

 

الافتقار إلى التركيز”

وقال نبيل البكيري، مدير المنتدى العربي للدراسات والتنمية، إن الضربات الأميركية نُفذت دون هدف استراتيجي واضح.

وقال البكيري لوكالة أنباء شينخوا إن “الضربات الأميركية لم يكن لها هدف وبالتالي لم يكن لها تأثير على جماعة الحوثي”، مضيفا أن “العمليات كانت تهدف إلى ترسيخ الوجود الأميركي في المنطقة وليس إضعاف موقف الحوثيين”.

كما اتفق حسين على أن الضربات التي شنها التحالف الأمريكي-البريطاني لم تكن “مركزة أو مكثفة أو حاسمة بالقدر الكافي”، مما أدى إلى إفشال المهمة برمتها. وأشار المحلل اليمني إلى الدور الحاسم الذي لعبه الدعم الخارجي، وخاصة من إيران.

وأوضح حسين أن إيران “تعوض خسائر الحوثيين بسرعة”، وهو ما يمكّن الحوثيين من الحفاظ على قدراتهم الهجومية رغم جهود التحالف.

وتعتبر جماعة الحوثي على نطاق واسع جزءا حيويا من “قوس محور المقاومة” الذي تقوده إيران في المنطقة، على الرغم من أن الجانبين نفيا مرارا وتكرارا مزاعم بأن إيران كانت تزود الجماعة المسلحة بالأسلحة.

وأشار حسين إلى الخبرة المتزايدة التي اكتسبها الحوثيون من سنوات الحرب الأهلية وتحمل الضربات الجوية كعامل مهم آخر لنجاحهم في صد الضربات الجوية الأميركية. وقال: “لقد أصبحوا ماهرين في الحفاظ على القوة واغتنام الفرص للرد”.

 

التأثيرات بعيدة المدى للأزمة

إن استمرار الأزمة في البحر الأحمر، أحد أهم طرق التجارة في العالم، له تأثيرات بعيدة المدى على الديناميكيات الجيوسياسية الإقليمية والتجارة العالمية.

ومع تحول الممر المائي إلى منطقة خطرة، قام عدد متزايد من الشركات التي تنقل المواد الخام الحيوية والوقود بتعليق عملياتها في المنطقة، وتحويل مسار سفنها إلى مسافة إضافية تبلغ 3500 ميل بحري حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

ويضيف هذا التحويل نحو 12 يوما إلى رحلة السفينة من آسيا إلى أوروبا. كما تضاعفت الأسعار أكثر من ثلاثة أمثالها، وفقا لأحدث مؤشر من بورصة شنغهاي للشحن.

وبحسب تقرير صادر عن شركة “أليانز تريد”، فإن الأزمة في البحر الأحمر قد تؤدي إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.4% وارتفاع التضخم بنسبة 0.5%.

وفي ظل الاضطرابات، أشار البكيري إلى أن جماعة الحوثي استفادت من الأزمة، حيث أدت العمليات العسكرية الأميركية إلى تعزيز مكانتها المحلية والإقليمية عن غير قصد.

لقد نجح الحوثيون في تصوير أفعالهم على أنها دعم لغزة، الأمر الذي أكسبهم تعاطف أولئك الذين لم يرضوا عن رد فعل الدول العربية تجاه الصراع في غزة. وقد عزز الدعم الجديد نفوذ الحوثيين بشكل كبير، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيير الديناميكيات داخل اليمن الذي مزقته الحرب وتعقيد عملية السلام.

يتفق المحللون اليمنيون على أن التدخل العسكري الأميركي لا يفضي إلى حل الأزمة. ويزعمون أن هذا التدخل لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات وعدم اليقين، في حين يفشل في معالجة السبب الجذري في غزة، حيث يواصل الصراع الدائر تأجيج عدم الاستقرار في الشرق الأوسط .

يمن مونيتور11 يوليو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام قضية عشال قضية وطن مقالات ذات صلة قضية عشال قضية وطن 11 يوليو، 2024 إنكلترا تهزم هولندا وتلتقي إسبانيا في نهائي بطولة أوروبا 2024 11 يوليو، 2024 السلام في اليمن.. عبر آلية ثلاثية عربية مصرية سعودية عمانية 10 يوليو، 2024 غزة.. شهداء وتدمير منازل جراء التوغل الإسرائيلي بالمدينة 10 يوليو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية أبين.. قبيلة الضابط المختطف ترفض قرار “أمنية عدن” وتدعو إلى تظاهرة حاشدة 10 يوليو، 2024 الأخبار الرئيسية ستة أشهر من التدخل العسكري الأميركي تفشل في حل أزمة البحر الأحمر 11 يوليو، 2024 قضية عشال قضية وطن 11 يوليو، 2024 إنكلترا تهزم هولندا وتلتقي إسبانيا في نهائي بطولة أوروبا 2024 11 يوليو، 2024 السلام في اليمن.. عبر آلية ثلاثية عربية مصرية سعودية عمانية 10 يوليو، 2024 غزة.. شهداء وتدمير منازل جراء التوغل الإسرائيلي بالمدينة 10 يوليو، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك السلام في اليمن.. عبر آلية ثلاثية عربية مصرية سعودية عمانية 10 يوليو، 2024 أبين.. قبيلة الضابط المختطف ترفض قرار “أمنية عدن” وتدعو إلى تظاهرة حاشدة 10 يوليو، 2024 محللون اقتصاديون: قرارات المركزي اليمني ستعزل القطاع المصرفي الحوثي لكنها لن تعالج انهيار العملة 10 يوليو، 2024 تعز.. مقتل وإصابة ثمانية مدنيين بينهم أطفال ونساء في قصف حوثي 10 يوليو، 2024 “المركزي اليمني” يوقف خمس شركات ومنشآت صرافة 10 يوليو، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 23 ℃ 27º - 19º 33% 4.52 كيلومتر/ساعة 27℃ الخميس 25℃ الجمعة 28℃ السبت 28℃ الأحد 25℃ الأثنين تصفح إيضاً ستة أشهر من التدخل العسكري الأميركي تفشل في حل أزمة البحر الأحمر 11 يوليو، 2024 قضية عشال قضية وطن 11 يوليو، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬060 غير مصنف 24٬164 الأخبار الرئيسية 13٬846 اخترنا لكم 6٬792 عربي ودولي 6٬611 رياضة 2٬239 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬169 كتابات خاصة 2٬040 منوعات 1٬941 مجتمع 1٬805 تراجم وتحليلات 1٬660 تقارير 1٬554 صحافة 1٬470 آراء ومواقف 1٬465 ميديا 1٬345 حقوق وحريات 1٬277 فكر وثقافة 869 تفاعل 795 فنون 470 الأرصاد 255 أخبار محلية 186 بورتريه 63 كاريكاتير 32 صورة وخبر 28 اخترنا لكم 15 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ أخر التعليقات صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...

صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...

SG

المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...

سامي علي

ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...

سامي علي

الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر جماعة الحوثی ستة أشهر من فی الیمن

إقرأ أيضاً:

“الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن

يمانيون ـ تقرير

مع ثبوتِ هزيمتِها التأريخية في مواجهة اليمن وفشلها الفاضح في ردع جبهة الإسناد اليمنية لغزة، تتخبط الولايات المتحدة الأمريكية بين رغبتها الشديدة بالانتقام من الشعب اليمني للتغطية على تلك الهزيمة وذلك الفشل، بين انعدام الخيارات الفاعلة لتنفيذ هذه الرغبة، فبعد أن أثبتت القوات المسلحة مصداقيتها أمام قطاع الشحن، من خلال وقف العمليات البحرية على السفن غير المملوكة للعدو الصهيوني، وتجاوب العديد من مشغلي السفن مع ذلك، أبدت واشنطن اندفاعًا نحو محاولة تدويل مأزقها من خلال إظهار البحر الأحمر كمنطقة خطر مُستمرّ على الجميع، والدعوة إلى تشكيل تحالفات جديدة تتضمن دولًا إقليمية، في مسعى جديد للتحشيد ضد اليمن خلف قرار التصنيف الجديد، وهذه المرة لأغراضٍ انتقامية وسياسية معلَنة وواضحة لا تستطيع دعايات “حماية الملاحة” المزيفة إخفاءَها.

 

شركاتُ الشحن تثقُ بمصداقية صنعاء:

منذ أن كشفت وكالات الأنباء الدولية ومنصات الشحن البحري عن تلقي العديد من شركات الشحن رسائلَ من مركز تنسيق العمليات الإنسانية بصنعاء بشأن رفع العقوبات عن السفن غير المملوكة لكيان العدوّ (مع ربط رفع العقوبات عن سفن العدوّ باكتمال تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة) أبدى قطاع الشحن تجاوبًا مع تلك الرسائل ونقلت العديد من التقارير عن مسؤولين في الأمن البحري قولهم إن العديد من أصحاب السفن يعملون على ترتيب العودة إلى البحر الأحمر، وأن التباطؤ يعود إلى سببين: الأول هو الحرص على التأكّـد من صمود وقف إطلاق النار في غزة، والثاني هو الوقت اللازم للتخطيط للعودة لتجنب اضطراب سلاسل التوريد والازدحامات.

وقد أكّـدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية هذا الأسبوع أن العديد من مشغلي السفن [غير المملوكة للعدو بطبيعة الحال] يعتزمون العودةَ إلى البحر الأحمر بمُجَـرّد اكتمال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي يفترَض أن تضمن انتهاءَ الحرب واكتمال تبادل الأسرى، وهو ما يعني إلى أن القسمَ الأول من مخاوف شركات الشحن يعودُ إلى عدم الثقة بالتزام العدوّ بالاتّفاق.

وأشَارَت الصحيفة إلى أن القسم الثاني من مخاوف مشغلي السفن يتعلق بتعقيد الترتيبات اللازمة لعودة الإبحار عبر البحر الأحمر من ناحية الازدحام والاضطراب المفاجئ لأسعار الشحن، وهو ما يعني أن المسألةَ مسألة وقت إذَا صمد اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لمديرِينَ تنفيذيين نقلت عنهم الصحيفة الأمريكية.

 

أمريكا تسعى لتشكيل تحالف “انتقامي” جديد ضد اليمن:

لكن الولايات المتحدة تحاول رسمَ واقع مختلف من خلال مواصلة حملة التضليل التي فشلت على مدى عام كامل في إقناع العالم بأن البحر الأحمر أصبح منطقة خطرة على التجارة الدولية وأن جميع السفن مستهدفة بلا استثناء، في محاولة لضرب مصداقية صنعاء التي أكّـدت الوقائع من التقارير أن شركات الشحن تثق فيها بشكل رئيسي، وقد ذكرت العديد من التقارير الغربية والبريطانية مؤخّرًا أن أصحاب السفن لا يعولون على التحَرّكات الأمريكية بل “ينتظرون إشارة” من صنعاء؛ مِن أجلِ العودة إلى البحر الأحمر، وقد جاءت تلك الإشارة بوضوح.

هذه المساعي الأمريكية التضليلية تأتي في محاولة لإبقاء المجال مفتوحًا أمام التحشيد الإقليمي والدولي ضد صنعاء، خُصُوصًا بعد قرار التصنيف الأخير لحركة “أنصار الله” والذي تعول واشنطن على استخدامه كغطاء ووسيلة لترغيب أَو ترهيب بعضِ الأنظمة المعادية لليمن؛ مِن أجلِ التصعيد ضد الشعب اليمني.

لكن دعاية “حماية حرية الملاحة” التي فشلت الولايات المتحدة في ترويجها خلال أكثر من عام، أثناء الهجمات اليمنية، تبدو اليوم أقلَّ قابليةً للترويج مما كانت، بل تطغى عليها الرغبةُ الانتقامية المعلَنة بوضوح من جانب الولايات المتحدة، والتي عبَّر عنها نص قرار التصنيف الذي أشَارَت مبرّراته بشكل صريح إلى أنه يأتي كمحاولة للانتقام من هزيمة البحرية الأمريكية وتحييد التهديد الذي أصبح يشكِّلُه اليمنُ على كيان العدوّ ومصالح الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة، وهو ما برهن -من غير قصد- على مصداقية الموقف المعلن لصنعاء بشأن اقتصار تهديد عمليات الإسناد البحرية وغيرها على كيان العدوّ والأطراف المعتدية على اليمن.

هذا أَيْـضًا ما أكّـده “معهد واشنطن لسياسَة الشرق الأدنى” المرتبط بالاستخبارات الأمريكية في تقرير جديد زعم فيه أن البحر الأحمر لا يزال منطقة خطرة، ولكنه في محاولته لتفسير ذلك الخطر قال إنه “حتى لو أَدَّى وقف إطلاق النار في غزة إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات في البحر الأحمر، فلن يغير ذلك من طبيعة الحوثيين أَو عدائهم تجاه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و”إسرائيل”، وعلى الرغم من الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية العديدة ضد اليمن، فَــإنَّهم لا يزالون يمتلكون ترسانة متطورة تشمل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار هجومية بعيدة المدى” وهو ما يعني أن الخطر الذي تحاول الولايات المتحدة الترويج لوجوده في البحر الأحمر مقتصر على الثلاثي الذي يمتلك توجّـهات عدائية أصلًا ضد اليمن، وليس خطرًا “دوليًّا”.

وفيما اقترح المعهد على الولايات المتحدة “وشركائها” تنسيقًا للحفاظ على وجود عسكري في البحر الأحمر وإنشاء “تحالفات جديدة تضم دول البحر الأحمر مثل مصر وإريتريا والمملكة العربية السعوديّة والسودان” فَــإنَّ عنوان “الحفاظ على أمن الممر البحري” الذي حاول وضعه لهذه الخطوات، لا يستقيم أبدًا مع المخاوف الخَاصَّة التي ذكرها؛ باعتبَارها “تهديدات” فمصر والسعوديّة والسودان وإرتيريا لا مصلحة لها في الانخراط ضمن تحالف هدفه الأَسَاسي -كما ذكر المعهد- هو تحييد التهديد الذي تشكله القوات المسلحة اليمنية على كيان العدوّ والهيمنة الأمريكية والبريطانية على البحر الأحمر وباب المندب، وليس من المنطقي أن تعتبر هذه الدول أن تصاعد القدرات العسكرية اليمنية وبقاءها تهديدٌ يقتضي أن تتحَرّك للتخلص منه.

ووفقًا لذلك، يتبين بشكل واضح أن محاولة التحشيد الإقليمي التي تمارسها الولايات المتحدة في المنطقة ضد صنعاء تأتي؛ بهَدفِ الانتقام من الهزيمة التأريخية التي منيت بها البحرية الأمريكية والبريطانية في تحييد الخطر اليمني الاستراتيجي على كيان العدوّ الصهيوني، وأن عناوين “حماية الملاحة” أَو “خطر اليمن على شركاء أمريكا” ليست سوى محاولات بائسة ومكشوفة لاستمالة بعض الأطراف التي تمتلك أصلًا توجّـها عدائيًّا مسبقًا ضد اليمن، أَو ابتزاز الأطراف الأُخرى التي لا تملك مثل هذا التوجّـه.

والحقيقة أن بروز التوجّـه الانتقامي والمخاوف الخَاصَّة لدى الولايات المتحدة بهذا الشكل، يمثل دليلًا مسبقًا على حتمية فشل مساعي التحشيد العدواني ضد اليمن، سواء على مستوى حجم التحشيد أَو على مستوى نتائجه، وهذا ما يؤكّـده أَيْـضًا واقعُ الفشل السابق والذريع لواشنطن في تحشيد حلفائها ضمن عملية ما سمى بـ “حارس الازدهار” قبل عام، حَيثُ انتهى الأمر بذلك التحالف مقتصرًا على الولايات المتحدة وبريطانيا، حتى إن الاتّحاد الأُورُوبي لجأ إلى تشكيل عملية مستقلة حرص على توصيفها بـ”الدفاعية” لتجنب التورط في المعركة الأمريكية والبريطانية العدوانية، ولن يكون الواقع مختلفًا اليوم مع حديث الولايات المتحدة بصراحة عن رغبتها في الانتقام لهزيمتها المخزية أمام اليمن، وهي رغبةٌ تُسقِطُ دعاية “حماية الملاحة” التي ثبت فشلها مسبقًا.

المصدر: المسيرة

مقالات مشابهة

  • تقرير: مقاتلات أميركية استخدمت صواريخ ليزرية لإسقاط مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر
  • مركز بحري: حريق سفينة الحاويات في البحر الأحمر لا علاقة له بأنشطة الحوثيين
  • هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • عسكريون أمريكيون: الحوثيون أول من أطلق صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن
  • تحركات أوروبية عسكرية جديدة لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر
  • “لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • “الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
  • اندلاع حريق في سفينة قبالة اليمن
  • تصنيف الحوثيين كإرهابيين خطوة حاسمة أم سلاح ذو حدين في أزمة اليمن؟