الجديد برس:

كل جمعة، يتقاطر الملايين على ساحة التظاهرات في اليمن وتحديداً شمال البلاد التي تديرها حركة أنصار الله “الحوثيين”، وهذه المشاركة غير المسبوقة في تاريخ اليمن سواء كان الطقس مشمساً أو ماطراً، تكون تلبية لدعوة  متجددة يطلقها قائد الحركة عبدالملك الحوثي بشكل أسبوعي  وتتعدد عناوينها، فما سر الالتفاف اليمني حول الحوثي؟

كان الحوثي حتى العام 2011، تاريخ الانتفاضة الشبابية في اليمن، يكاد يذكر بفعل الآلة الإعلامية التي كرست لشيطنة الحركة بالتوازي مع قمع عسكري استمر لنحو 10 سنوات، لكنه الآن أصبح محط اجماع يمني حتى في مناطق سيطرة خصومه وإن تلاشت مظاهر التعبير والتفاعل بفعل عمليات القمع والحظر والاستهداف لكل مؤيداً له.

سطع نجم الحوثي بشكل أكبر في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 عندما حمل على عاتقه مسؤولية تصحيح الثورة التي أجهضتها التحالفات السياسية بغية العودة للسلطة وتقاسمها، ومنذ ذلك اتسعت قاعدته الشعبية لتشمل معظم المحافظات اليمنية، وقد اثبت أنه الأجدر في إدارة البلاد والاقدر على مواجهة التهديدات اكانت خارجية او داخلية وإعادة تشكيل اليمن في وعي الانسان بصورتها الثقافية والاجتماعية الرفيعة بعد عقود من التدهور بفعل الممارسات التي فرضها النظام السابق وإعانته الأنظمة الغربية بهدف غرس قيم قادمة من خلف الحدود.

ازدادت محبة الحوثي في قلوب اليمنيين مع قراره التصدي لعدوان واسع في العام 2015، وارتفع رصيده مع نجاحه بإمكانيات بسيطة إدارة المعركة لصالح اليمن وقلب موازينها لصالح البلد الذي كان الأخير في قائمة الاهتمامات الدولية.

اليوم وبعد نحو 9 سنوات من الحرب والحصار الإقليمي، ونحو عامين من المواجهة مع اقوى الدول وأكثرها نفوذا حول العالم، يبرز الحوثي كآخر الحصون المدافعة عن اليمن كأرض وإنسان وعن القضايا العربية العادلة، ليترسخ في أذهان اليمنيين كبطل قومي وقائد من الطراز الرفيع.

رغم ما وصل إليه الحوثي من مكانة في قلوب العرب واليمنيين، لا يزال خط الدفاع الأول عن قضايا الأمة وأولها اليمن، وها هو اليوم يلقي بكل المكاسب بعيداً ويعرض كل الاتفاقيات للخطر بل وحياته أيضاً ليقول لخصوم اليمن المساس بقوت الناس والتلاعب بحياتهم خط أحمر ليبقي بذلك القائد الوحيد الذي عرفته اليمن الذي يفتدي نفسه لخدمة المجتمع وحماية مصالحه وبدونه كان يمكن لليمن أن تصبح صومال آخر تخيم عليها الصراعات الأهلية وتتجاذبه المصالح الإقليمية والدولية في وقت يغرق فيه شعبه بالمجاعة وبنهر الفساد مجتمعه.

*نقلاً عن موقع “الخبر اليمني”

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

تسببت بها اسرائيل... ١٦١ دولة صوتت لصالح مشروع قرار بشأن البقعة النفطية على الشواطئ اللبنانية

صوتت اللجنة الاقتصادية والمالية (اللجنة الثانية) في الأمم المتحدة، خلال الدورة الـ 79 للجمعية العامة، وللسنة التاسعة عشر على التوالي، بأغلبية ساحقة هي ١٦١ دولة لصالح مشروع قرار بشأن البقعة النفطية على الشواطئ اللبنانية التي تسببت بها اسرائيل في عدوان عام 2006 والكارثة البيئية الناجمة عنها. وأتى مشروع القرار هذا العام، الذي تقدمّه عادة مجموعة الـ 77 والصين في اللجنة الثانية، مطابقاً لنص العام الماضي باستثناء بعض التحديثات التقنية. وقد أيّده معظم دول مجموعة الـ 77 والصين والدول الأسيوية واللاتينية، ودعمته دول الاتحاد الاوروبي والدول الاوروبية الأخرى، فيما صوتت ضده 7 دول هي إسرائيل، كندا، الولايات المتحدة الاميركية، ميكرونيسيا، ناورو وبالاو. أما اللافت هذا العام فكان تصويت دولتين لصالح القرار لأول مرة هما غواتيمالا التي كانت تمتنع في السابق، وليبيريا التي كانت تتغيب عن التصويت، في حين صوتت لصالحه لأول مرة منذ أعوام طويلة كلٌّ من استراليا وجزر المارشال. وقد أجرت بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة اتصالات مع مندوبي الدول الأعضاء لحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات لصالح القرار. وشدد القائم بالأعمال بالوكالة في البعثة هادي هاشم، خلال جلسة التصويت، على أهمية القرار لجهة عدم تكريس مبدأ عدم الافلات من العقاب واحترام شرعة الامم المتحدة والقانون الدولي، والضغط على اسرائيل لالزامها بدفع التعويض المترتب عليها لصالح لبنان.
علما أن مشروع القرار سيُرفع مع كل قرارات اللجنة الثانية الى الجمعية العامة للتصويت مجددا عليه خلال شهر كانون الأول 2024 ليصار الى إعتماده بصورة نهائية كما يحصل كل عام.

مقالات مشابهة