جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-28@02:15:18 GMT

أفريقيا في عصر "روسيا البوتينية"

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

أفريقيا في عصر 'روسيا البوتينية'

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

كانت العقيدة السياسية والعسكرية للاتحاد السوفييتي في زمن ما عُرف بـ"الحرب الباردة" تقتصر على الكيانات المكونة للاتحاد السوفييتي ودول "حلف وارسو" فقط لا غير، أما الحلفاء والأصدقاء للسوفييت في الجغرافيات الأخرى وفي حال تعرضهم للخطر، فليس لهم سوى الدعم السياسي الخجول والدعم اللوجستي العسكري بحسب ثقل الحليف وأهميته، لهذا عُرف عن السوفييت خذلانهم لحلفائهم وتنكرهم لهم في أحلك الظروف، وهذا ما دفع العديد من الدول إلى التحالف مع الغرب لما عُرف عنهم من تدخلات مُباشرة حين تتهدد مصالحهم في أي جغرافية كانت.

في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انقلبت الأمور والمواقف تمامًا، فأصبحت العقيدة السياسية والعسكرية الروسية هي الدفاع عن مصالح روسيا في أي بقعة في العالم، وقد وجد بوتين في الأزمة السورية مناخًا مثاليًا لتدشين "روسيا البوتينية" وعقائدها الجديدة للعالم، وهذا ما جعل العديد من البلدان تهرول نحو روسيا بعد اتضاح رؤيتها وعقائدها الجديدة والجلية تجاه مصالحها وحلفائها في العالم عبر بوابة دمشق.

روسيا البوتينية اليوم خالية تمامًا من العقائد السياسية والأطماع الاستعمارية؛ حيث لا وجود للشيوعية السوفيتية، ولا سوابق استعمارية لها، وهذا السجل جعلها جاذبة للتحالفات والمحاور الجديدة، والتي تبحث عن حلفاء تؤطرهم المصالح مع احترام سيادة الدول والاحتكام لقواعد القانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية.

الأزمة الأوكرانية كانت الملف الآخر الذي كشف أكثر عن هوية روسيا البوتينية بعد الملف السوري؛ حيث تفهمت الكثير من الدول مخاوف روسيا وسعيها للحفاظ على أمنها ووجودها من سطوة الغرب ومُخططاته الخبيثة، ولم تتوقف تلك الدول عند عتبة التفهم؛ بل زادت من موقفها الداعم لروسيا في هذه الحرب وأعلنت الكثير منها تلميحًا وتصريحًا أن روسيا تحارب الغرب ومخططاته الشيطانية في أوكرانيا بالنيابة عن العالم أجمع.

ما يحدث اليوم في أفريقيا، وتحديدًا المستعمرات الفرنسية السابقة: النيجر، ومالي، وأفريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو، والتي شهدت تمردات جلية وصادمة لفرنسا، وسعت بقوة لنيل الاستقلال الكامل غير المنقوص أو المشروط من فرنسا، مع أحقية هذه البلدان وشعوبها في ثرواتها المنهوبة من قبل فرنسا في اتفاقيات استقلال منقوصة، يُدلِل على أن أفريقيا والمستعمرات الغربية السابقة في حالة ثورات جديدة عنوانها التحدي والكبرياء في ظل هشاشة الغرب ووهنه، وصعود وإسناد النجم والقطب القوي روسيا البوتينية.

لم تكن القمة الروسية الأفريقية المنعقدة في موسكو مُؤخرًا قمة بروتوكولية تعارفية تُمارس خلالها دبلوماسية القمة بكل مظاهرها الهشة المعروفة؛ بل كانت قمة أشبه بالمبايعة والإقرار بحق روسيا البوتينية في قيادة العالم، وتفويضها للدفاع عن الضمير العالمي الحُر، فكل من تابع يوميات تلك القمة الاستثنائية يشعر بحجم الروح العائدة للقارة السمراء عبر قياداتها الشابة الشجاعة، ويشعر بحجم المشاعر الوطنية التي تكسو الشعوب التي انتفضت على فرنسا، وواجهت قوتها ونفوذها بكل تحدٍ وكبرياء.

بكل تأكيد لن تكون فرنسا هي الضحية الاستعمارية الأولى؛ بل ستتبعها كل من أمريكا وبريطانيا كذلك، فالتقليد والمُحاكاة عند الشعوب حالات خطيرة ومعروفة تاريخيًا، وهذا ما يُهدد الغرب في نفوذه ثم وجوده، فهذا الغرب الذي لا يمتلك سوى السرقة والسطو والقرصنة لثروات الشعوب، أصبح اليوم في أوهن حالاته ومن أول اختبار له في المستنقع الأوكراني الذي تحالفت فيه حسابات الحقل والبيدر، وتحالفت في المقابل قوى الضمير العالمي المصحوبة بالإرادة الشعبية والتي ستحقق المُعجزات.

قبل اللقاء.. يقول الزعيم الصيني ماوتسي تونج: "هناك دائمًا حركات صغيرة غير مرئية في التاريخ تتسبب في تغيير مجرى التاريخ".

وبالشكر تدوم النعم..

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هذا ما قاله حسام حسن قبل قرعة أمم أفريقيا

تحدث حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر عن طموحات "الفراعنة" في بطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة المغرب 2025، قبل دقائق من انطلاق منافسات قرعة كأس أمم أفريقيا 2025، اليوم الإثنين، من المسرح الوطني محمد الخامس، في العاصمة المغربية الرباط.

قال حسام حسن في تصريحات تليفزيونية: "سعيد بالتواجد في المغرب وتحياتي لكل الجماهير المغربية، بطولة أمم افريقيا ضمن أكبر البطولات على مستوى العالم".

وأضاف: "منتخب مصر مثل المنتخبات الكبرى مثل المغرب والجزائر وكوت ديفوار المرشحة للفوز بالبطولة، وكل الفرق لها أحلام وطموحات ومنتخبنا الأكثر تتويجاً باللقب".

وتابع: "لابد لأن نتواجد بالبطولة القارية بالشكل الذي يليق بمكانة منتخب مصر، وأعتقد أن البطولة ليست سهلة خاصة أنها ستقام في المغرب بما تحمله من إمكانات تساعد الفرق".

واستطرد: "الكرة المصرية محظوظة بتواجد أسطورة كبيرة يتذكرها العالم مثل محمد صلاح، بالإضافة إلى عمر مرموش وتريزيجيه، وأتمنى أن تقدم كل المجموعة التي سيتم اختيارها تقدم الأفضل والعودة لمنصة التتويج".

واختتم حسام حسن: "لدينا لاعبون جدد انضموا في الفترة السابقة لقوام منتخب مصر سيكون لهم دور كبير في الفترة القادمة خاصة ببطولة أمم أفريقيا".

مقالات مشابهة

  • الهند تسعى لتعزيز صناعة الأسلحة المحلية وتتطلع إلى الغرب لتقليص اعتمادها على روسيا
  • وزير الخارجية: العالم مستاء من ازدواجية معايير حقوق الإنسان لدى الغرب
  • أُجبرنا على الحرب..روسيا تصدر كتاباً مدرسياً عن أوكرانيا
  • هذا ما قاله حسام حسن قبل قرعة أمم أفريقيا
  • تصاعد حدّة التوتّر بين فرنسا والجزائر.. البرلمان الإفريقي يدين بيان «البرلمان الأوروبي»
  • علي زين: مواجهة الرأس الأخضر كانت صعبة.. والفوز كان الأهم
  • فرنسا تسمح بمشاركة إسرائيل في معرض جوي
  • اليوم التالي في غزة بين نرجسية الاحتلال وداعميه وقوة الأمر الواقع الذي فرضته المقاومة!
  • الأفول الفرنسي في أفريقيا.. قراءة في الأسباب
  • فوز الدنمارك وفرنسا أبرزها .. نتائج اليوم الثاني عشر من بطولة العالم لليد