قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنها تدرك أن الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أكبر من أي خلاف سابق بينهما.

وأشارت في تحليل لكبير مراسليها العسكريين، يونا جيريمي بوب، إلى أن الخلافات السابقة بين "أقوى زعيمين في إسرائيل اليوم" والتي اندلعت علنا "بطريقة فوضوية"، تمحورت حول إصلاح القضاء، وإلى أي مدى يمكن اتخاذ إجراءات ضد جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي الذين يهددون بالاستقالة، وبشأن تجنيد الرجال من طائفة الحريديم المتدينين في صفوف الجيش، وما إذا كان بالإمكان الاستعانة ببعض موظفي السلطة الفلسطينية ليحلوا محل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جون آفريك: هل تكون أفريقيا الوسطى مفتاح الغرب لإضعاف فاغنر؟list 2 of 2باحث أميركي: هل تدخل أميركا في حرب مع الصين بسبب الفلبين؟end of list

ولكن الاختلاف الآن، حسبما تدركه جيروزاليم بوست، يكمن في أن غالانت يتهم نتنياهو بتعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر بشكل مباشر.

لم يفصح علانية من قبل

وقال بوب في تحليله إن غالانت لم يفصح علانية أو صراحة عن تأييده إبرام الصفقة -التي تتبناها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن– مع حركة حماس لإعادة الأسرى، ويؤيدها كبار القادة الآخرين مثل بيني غانتس وغادي آيزنكوت، الوزيرين في حكومة الحرب الإسرائيلية السابقة.

كان غانتس وآيزنكوت على استعداد تام لعقد صفقة لإعادة الرهائن وإنهاء الحرب دون الدخول إلى رفح، وربما حتى دون الدخول إلى خان يونس.

ووفق التحليل، أراد آيزنكوت "الاستسلام" لحماس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما عرضت الإفراج عن عدد أقل ومختلف، من الأسرى في إطار اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار في ذلك الوقت، بينما وقف غالانت إلى جانب نتنياهو في معارضته السماح لحماس بإجراء أي تغيير.

وتزعم الصحيفة أنه ما إن أُخضعت مدينتا خان يونس ورفح للسيطرة الإسرائيلية، حتى أعلن غالانت وقوفه إلى جانب الأغلبية في مؤسسة الجيش الإسرائيلي التي ادعت أن حماس لم تعد تمتلك قوة منظمة كبيرة بحيث لم يكن إنهاء الحرب يعتبر بمثابة تنازل كبير للحركة من شأنه أن يتيح الإفراج عن الأسرى.

نهاية القتال الجدية

ويعتقد بوب في تحليله أنه وفقا لهذا النمط من التفكير، فإن الغزوات الخمس التي شنها الجيش الإسرائيلي على أجزاء من غزة هي "غارات" واسعة النطاق شبيهة بتلك التي ينفذها الجيش الإسرائيلي عادة في الضفة الغربية، ولا تُعد غزوات حقيقية.

ويرى غالانت والجيش الإسرائيلي أن مرحلة القتال الجدية في الحرب قد انتهت بالفعل، إذا جاز التعبير، بغض النظر عن الشعارات السياسية المرفوعة الرافضة لإنهاء الحرب. وفي ظن غالانت أن هذه هي اللحظة المناسبة لاستعادة أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين.

وبحسب الوزير في حكومة الحرب المصغرة السابقة، فإن أي تأخير أو أي تشويش أو محاولة للتشدد في شروط الصفقة الآن، هو تحرك سياسي يُعرِّض حياة الأسرى لخطر مباشر لا لزوم له.

شروط أذهلت قيادة الجيش

وأوضحت "جيروزاليم بوست" أن هذا هو رأي القيادة العسكرية العليا في الجيش الإسرائيلي أيضا، التي "ذُهلت" لشروط نتنياهو التي أعلنها مساء الأحد الماضي، والتي تتعارض مع جوانب مهمة من الصفقة التي وافقت عليها إسرائيل "نظريا" بالفعل.

غير أن الصحيفة الإسرائيلية تستدرك وتقول إن نتنياهو قد يوافق على تبادل الأسرى، وإن إعلانه هذا ربما يكون تصريحا يُقصد به الاستهلاك العام ليس إلا، فيما يرى البعض أنه بعد تحليل كلماته بعناية، يمكن القول إن رئيس الوزراء ترك أبوابا كثيرة مواربة للتوصل إلى صفقة.

وعلى سبيل المثال، قال فقط إن أعضاء حماس (المسلحين) لا يمكنهم العودة إلى شمال غزة، لكنه لم يذكر شيئا عن الأعضاء غير المسلحين.

أكثر ما يزعجه

بيد أن أكثر ما يزعج غالانت من تصرفات نتنياهو وتصريحاته -بما في ذلك محاولته ربط صفقة الرهائن بالمفاوضات حول استيعاب الحريديم المتدينين في الجيش الإسرائيلي- أنها تعكس معارضته الشديدة للتوصل إلى اتفاق نهائي يعيد الأسرى إلى ديارهم.

وطبقا لتحليل الصحيفة، فقد يعني هذا أن الهدف النهائي لنتنياهو هو إبقاء حماس في السلطة طالما أنه يشعر أنها "ضعيفة بما فيه الكفاية"، وطالما أنه قادر على الاستمرار في إصدار أوامر للجيش الإسرائيلي بشن غارات تبدو وكأنها حرب على منتقديه في تيار أقصى اليمين.

ويبقى السؤال -برأي بوب- هو ما إذا كان غالانت سيفكر في الاستقالة إذا كان يعتقد أن نتنياهو نسف الصفقة، وما إذا كان هذا التهديد يمكن أن يدفعه للامتثال للصفقة، على الأقل لفترة تكفي لإعادة الدفعة الأولى من الأسرى بموجب "المرحلة الأولى" من الاتفاق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی جیروزالیم بوست إذا کان

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يدرس تعيين ساعر وزيرا للحرب والعائق هو تبرير إقالة غالانت

بدأت المشاورات في محيط رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، في الوقت الذي أبدى فيه رئيس حزب “أمل جديد” جدعون ساعر استعداده لقبول المنصب.

ويأتي ذلك بعدما استقال ساعر من حكومة الطوارئ الإسرائيلية، في آذار/ مارس الماضي، وهو أمر وصف بأنه يعمق أزمة نتنياهو، حيث تنذر الاستقالة ببداية تصدع في الحكومة التي شُكلت مع بدء الحرب على غزة، وهو ما بدا باستقالة بيني غانتس.

وقالت "القناة 12" الإسرائيلية؛ إنه "في الوقت الراهن، يبدو أن الطرفين معنيان بالترويج للتعيين، لكن نتنياهو يحتاج إلى إثبات أن هذا ليس حلّا مؤقتا على طاولته.

إظهار أخبار متعلقة


وأضافت القناة، أن هذا الحديث يأتي في ظل الانتقادات العلنية شديدة القسوة، بينما سيدخل الكنيست إجازة مدتها ثلاثة أشهر، قائلة: "يعد هذا السيناريو عرضا محفزا تمت مشاهدته بين الحين والآخر، بل وتمت مناقشته في عدة مناسبات خلال الأسابيع الأخيرة".

وذكرت أنه "في الوقت الحالي، يبدو أن النية هي تعيين جدعون ساعر في هذا المنصب، ويبدو أن ساعر أبدى في الأيام الأخيرة استعداده لقبول المنصب، لكن من حوله يزعمون أن مثل هذا العرض لم يطرح على طاولته قط".

ونقلت عن مصادر مطلعة على التفاصيل، أن نتنياهو يعرب أيضا عن "استعداده للترويج للتحرك الجديد، لكن العائق الذي يواجه هذه الخطوة هو التزام نتنياهو بتقديم أفق سياسي يبرر تعيين ساعر وإقالة الوزير الحالي غالانت".

وأضافت أن ذلك يأتي تفاديا لأن يصبح ساعر بمنزلة "سد الثغرة"، لفترة قصيرة، ومن ثم تُحل الحكومة مع عودة الكنيست من الإجازة.

إظهار أخبار متعلقة


وبينت أنه "ينبغي أن تكون هذه صفقة إمكانية لنتنياهو من أجل حل جميع المتاعب التي يواجهها الائتلاف، سواء في التوظيف أو في الميزانية، وإظهار أن هذه الحكومة لديها القدرة على المضي قدما".

وبينت: "لقد كانت إسرائيل في منتصف الحرب منذ عشرة أشهر، ومجرد الانخراط في تدريبات سياسية قد يجعلها تنسى الأمر الأساسي، والأمر الأساسي هنا هو أن الأشخاص الذين حدثت في عهدهم كارثة بهذا الحجم، لا يستطيعون العودة مرة أخرى للمطالبة بثقة عامة الناس".

مقالات مشابهة

  • الكابينت الاسرائيلي كلف نتنياهو وغالانت بالرد على حزب الله... وتحذيرات من توّسع الحرب
  • الاحتلال يغرق بالفشل أمام أنفاق غزة.. لا حلول لفك شيفرة المقاومة
  • تواصل التكهنات حول نية نتنياهو إقالة غالانت وتعيين ساعر وزيرا للحرب
  • صحف عالمية: معضلة نتنياهو وفشل خطة إسرائيل لإغراق الأنفاق بغزة
  • الاحتلال يسلم واشنطن مقترحا جديدا لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة
  • نتنياهو يتجه إلى إقالة غالانت بسبب تصريحاته عن التهدئة بغزة
  • تسريبات عن مطالب إسرائيلية تعقّد مفاوضات الصفقة
  • نتنياهو يدرس تعيين ساعر وزيرا للحرب والعائق هو تبرير إقالة غالانت
  • تسريبات عن مطالب إسرائيلية تعقّد مفاوضات الصفقة رغم التفاؤل الأميركي
  • خطاب نتنياهو ومنظومات الاستكبار والتفاهة