الثورة نت:
2025-03-17@23:12:39 GMT

فلسطين: التغريبة والملحمة والخيار المر..

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

 

 

يقف العربي الفلسطيني في مواجهة (طوفان الشر) العربي والإسلامي والدولي، استغلالا لـ(طوفان الأقصى) التي كانت بالنسبة للعربي الفلسطيني خياراً وقدراً بعد أن بلغ السيل الزبى، وبعد قرابة قرن من الزمن عاشه العربي الفلسطيني تائهاً تتقاذفه الأقدار من تغريبة إلى أخرى، ومن نكبة إلى نكبة، ومن كنف مؤامرة العدو إلى مؤامرة الأخ القريب والصديق البعيد، عقود من الزمن عاشها العربي الفلسطيني بحثا عن وطنه وعن أرضه وداره ودار أجداده حاملا مفاتيحها على الرقاب يتداولها كابرا عن كابر.

. عقود طويلة من القتل والاعتقال والتعذيب والتهجير والشتات والازدراء والإهانات على الحدود العربية – العربية وما يتعرض له الفلسطيني فيها وفي صالات المطارات والموانئ العربية من امتهان وتعسف وظلم وقهر، أكثر من تلك التي يتعرض لها على حدود الآخرين من غير أبناء جلدته وعقيدته..
هذا الفلسطيني الذي يستمد قدراته من شجرة الزيتون التي تقاوم التجذر بالتطلع وهذا الفلسطيني يقاوم اليوم الباطل بالحق والاحتلال بالإرادة والقوة بالعزيمة، يقاوم المخرز بالعين وينسج ملحمة بطولية أسطورية رغم قدراته المتواضعة مقابل قدرات أعدائه والمتآمرين عليه!
لم يخرج في 7 أكتوبر الماضي بحثاً عن فعل من ترف أو بهدف تسجيل موقف في سياق الفعل السياسي المتراكم، بل خرج تعبيرا عن رغبة جامحة تستوطن وجدان هذا الشعب بكل مكوناته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية، وبكل أطيافه في الداخل المحتل وفي الداخل المحاصر وفي بلدان الشتات، خرج هذا الشعب مصمما على وضع حد للاحتلال والمعاناة والقهر والقتل والاعتقال والحصار والتهجير ومن أجل إنهاء كل هذه المعاناة كانت 7 أكتوبر وكانت طوفان الأقصى التي قوبلت بطوفان عالمي وبتآمر عربي وإسلامي و دولي، في معركة غير متكافئة، معركة غير أخلاقية، وغير قانونية وغير إنسانية، معركة لم تُسقط فقط أسطورة العدو ولم تنسف هيبته ولم تذل كبرياءه الزائف، بل أسقطت طوفان الأقصى قيم وأخلاقيات النظام الدولي وإنسانيته وكشفت عوراته وأظهرته عارياً حتى من بقايا أوراق التوت التي كانت تستر عوراته وتجعل الناس على سطح المعمورة تصدق أكاذيبه ومزاعمه وعدالته الغائبة..!
اليوم يدفع العربي الفلسطيني ثمن حريته وحرية وطنه دماً ودموعاً وأجساداً تمزقها آلة الحرب الصهيونية بهويتها الكونية، آلة موت ودمار وحقد وكره عنصرية، تصب حممها على أجساد الأطفال والشيوخ والنساء، تدمر المساجد على رؤوس المصلين والكنائس على رؤوس المؤمنين، وتهدم المستشفيات على أجساد المرضى والجرحى والأطفال (الخدج) والأطفال الجرحى، وتهدم المدارس والجامعات والمعاهد على رؤوس الطلاب..!
كل هذا الإجرام والتوحش والموت والتهميش والقهر المنظم يواجهه الشعب العربي الفلسطيني منذ قرن من الزمن، نعم منذ قرن ووطنه تتنازعه الأطماع الاستعمارية بصورة مباشرة عن طريق الصهاينة وأخرى غير مباشرة بصورة حلفاء الصهاينة وبينهما مؤامرات الأخوة والأصدقاء المفترضين الذين اتخذوا من فلسطين (بازار) للمساومة وتوظيفها لتحقيق مصالحهم القذرة التي تبقيهم على كراسيهم وعروشهم، والباقية طالما بقت فلسطين تحت نير الاحتلال ورأس حربة للحفاظ على المصالح الاستعمارية..!
إن ملحمة فلسطين اليوم هي ملحمة الخلاص، ملحمة تجميع الشتات الفلسطيني، ملحمة إنهاء التغريبة وإنهاء رحلة (الكعب الدائر) التي يعيشها العربي الفلسطيني منذ قرن يطوف خلالها الكرة الأرضية بحثا عن ذاته وعن طريق تخليص وطنه من طغيان الاحتلال ومن تأمر القريب والبعيد وخيانة الأخ والصديق ووحشية المحتل وإجرام الاستعمار..!
إن طوفان الأقصى هي معركة المصير والخيار الحتمي، وإن كان هذا الخيار مسكوناً بالمرارة جراء الجرائم الوحشية والقتل والدمار والحصار والتجويع والتنكيل بالبشر والشجر والحجر، ومع ذلك هي معركة الحق الذي طال انتظاره، وطالت الطريق الوعرة إليه، الطريق الذي وضعت فيها الحواجز والأسلاك الشائكة والحفر والمطبات والحفر، بهدف عدم وصول العربي الفلسطيني إلى حقه الشرعي وإلى السابع من أكتوبر الذي أذهل العالم وهز أركان المعمورة، ليواجه العربي الفلسطيني مصيره رافضا فكرة الركون على الأخ والصديق وعلى القانون الدولي والنظام الدولي والقيم والأخلاقيات الدولية الزائفة..
نعم لم يكن أمام العربي الفلسطيني إلا أن يفجر معركة الطوفان حتى وإن واجه طوفان العالم لم يعد يكترث به ولم يعد يحسب لأي رد فعل لا يعترف بحقوقه في استعادة وطنه والخلاص من الاحتلال رغم أنفه وأنف حُماته وأنف المتآمرين عليه عرباً كانوا أو عجماً.
إن طريق طوفان الأقصى هي طريق الخلاص والحرية والتحرير والدولة والأرض التي ارتوت بدماء أبنائها وبدموعهم سقوا شجرة الخلد، شجرة الزيتون التي ستبقى عنوان الشعب العربي الفلسطيني وهويته وأهم وثيقة تثبت ملكية الشعب العربي في فلسطين لوطنه فلسطين ومقدساته الإسلامية والمسيحية..
الخلاصة إن طوفان الأقصى معركة لها ما بعدها لكن الأجمل فيها أنها أيقظت الضمير العالمي من ناحية وكشفت ازدواجية النظام الدولي، كما كشفت خيانة وتآمر العرب والمسلمين وكشفت وحشية الاحتلال وأسقطت زيف أساطيره وخداعه للرأي العام وخاصة في الغرب الذي تعرض لحالة انفصام بين الأنظمة والشعوب، وهذا أجمل ما في طوفان الأقصى التي أحدثت في سياق القضية ما لم يحدث في سياقها منذ مائة عام.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رائد الموسيقى في مصر والعالم العربي.. ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش

تحل اليوم الذكرى السنوية لرحيل فنان الشعب والموسيقار العظيم سيد درويش، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات التي غيرت مسار الموسيقى في مصر والوطن العربي.

خالد الجابري: صنعت موسيقى ولاد الشمس في وقت قياسيليلة موسيقية ساحرة.. مصطفى حجاج يطرب جمهوره بأجمل أغانيه|شاهد

 عرف سيد درويش بقدرته الفائقة على التعبير عن مشاعر الناس وهمومهم من خلال ألحانه وكلماته التي مازالت تتردد في الأذهان وتؤثر في النفوس حتى اليوم.

 تمتع بقدرة غير مسبوقة على التقاط روح العصر والتعبير عنها بأسلوب مبتكر، ليُعد واحداً من المجددين في الموسيقى المصرية والعربية.

أهم المعلومات عن فنان الشعب سيد درويشمولده ونشأته

وُلد سيد درويش في 17 مارس عام 1892 في مدينة الإسكندرية، حيث نشأ في بيئة موسيقية أثرت في توجهاته الفنية منذ الصغر. كان يُعتبر فنانًا متنوعًا ومجددًا، وقد أظهر ميولًا فنية منذ سن مبكرة، حيث تأثر بألحان كبار المنشدين مثل الشيخ سلامة حجازي وحسن الأزهرى، وكان يتفوق في فن الإنشاد بين أقرانه.

 البداية في المعهد الديني وتطوير موهبته

في عام 1905، التحق سيد درويش بالمعهد الديني في الإسكندرية، ولكن لم يُخفي حبه للغناء، حيث كان يقضي وقتًا في المقاهي يستمع للألحان ويُغني للجمهور. هذا الحب للموسيقى دفعه لمواصلة دراسته وتحسين موهبته في هذا المجال.

الزواج والانتقال إلى الشام

تزوج سيد درويش في سن الـ16 عامًا، وهو في مقتبل شبابه، وكان هذا الزواج خطوة نحو الاستقرار الشخصي الذي ساعده في تطوير مسيرته الفنية. في عام 1908، سافر إلى الشام ليكمل دراسته الموسيقية وتعلم المزيد عن فنون الموسيقى الشرقية والغربية، قبل أن يعود إلى مصر في عام 1912 حيث بدأت موهبته تتبلور بشكل أكبر.

 التدريب على العزف والكتابة

أثناء تواجده في الشام، بدأ سيد درويش بتعلم العزف على آلة العود وكتابة الألحان على التونة (الوزن الموسيقي) مما جعله يتقن العزف على الآلة الموسيقية التي كانت محورية في مسيرته.

 أول لحن وتعاونات فنية

في عام 1917، لحن سيد درويش أول قطعة موسيقية له، ليبدأ في خطواته الأولى نحو التأثير على الساحة الموسيقية المصرية. كما بدأ في العمل مع الفرق المسرحية الكبرى في مصر، حيث لحن للعديد من الفرق الشهيرة مثل فرقة نجيب الريحاني وعلي الكسار، وتعاون مع الكاتب المسرحي الكبير بديع خيري. شكل الثنائي درويش وخيري تعاونًا فنيًا قدم العديد من الأعمال المسرحية المميزة التي تجسدت في أوبريتات ما زالت تُعتبر جزءًا من التراث الفني المصري.

ابتكار وصناعة التغيير في الموسيقى

كان سيد درويش رائدًا في إدخال أساليب موسيقية جديدة في مصر والعالم العربي، حيث قدم الغناء البوليفوني (الذي يعتمد على تعدد الأصوات) في أوبريت "العشرة الطيبة" و"شهرزاد والبروكة". هذا النوع من الغناء لم يكن سائدًا في مصر وقتها، ولكن مع إدخاله أصبح أحد الأساليب التي أثرت في شكل الموسيقى المصرية والعربية الحديثة.

أول حفل في القاهرة وتلحين النشيد الوطني
أقام سيد درويش أول حفل موسيقي له في القاهرة في قاعة "الكونكورديا"، حيث حضر الحفل العديد من الفنانين والموسيقيين المهتمين بما يقدمه. 

وكان سيد درويش قد لحن أيضًا النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي"، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية مصر الوطنية، ليعكس حب الوطن وافتخار الشعب المصري.

الرحيل المبكر: 31 عامًا من العطاء

رحل سيد درويش عن عالمنا في 10 سبتمبر 1923، عن عمر يناهز 31 عامًا، ولكن إرثه الفني مازال حيًا في قلوب المصريين والعرب. 

مقالات مشابهة

  • 50 مسيرة جماهيرية في صنعاء تأكيداً على الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني
  • طوفان بشري وحشود مليونية تأكيداً على الثبات في إسناد غزة ومواجهة العدوان الأمريكي (تفاصيل + صور)
  • أبناء صعدة يحتشدون في 35 ساحة تأكيدا على الثبات في دعم الشعب الفلسطيني والتصدي للعدوان الأمريكي
  • زلزال طوفان الأقصى يواصل الإطاحة بكبار قادة الاحتلال
  • رائد الموسيقى في مصر والعالم العربي.. ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش
  • موفق طريف الحفيد الذي خلف جده في زعامة دروز فلسطين
  • فلسطين صوت الضمير الحيي
  • رئيس الشاباك يكشف أسباب إقالته وعلاقة طوفان الأقصى بالقرار
  • اغتصاب الشعب الفلسطيني
  • هاليفي: حماس نجحت في خداع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى