الثورة نت:
2024-07-29@01:32:55 GMT

فلسطين: التغريبة والملحمة والخيار المر..

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

 

 

يقف العربي الفلسطيني في مواجهة (طوفان الشر) العربي والإسلامي والدولي، استغلالا لـ(طوفان الأقصى) التي كانت بالنسبة للعربي الفلسطيني خياراً وقدراً بعد أن بلغ السيل الزبى، وبعد قرابة قرن من الزمن عاشه العربي الفلسطيني تائهاً تتقاذفه الأقدار من تغريبة إلى أخرى، ومن نكبة إلى نكبة، ومن كنف مؤامرة العدو إلى مؤامرة الأخ القريب والصديق البعيد، عقود من الزمن عاشها العربي الفلسطيني بحثا عن وطنه وعن أرضه وداره ودار أجداده حاملا مفاتيحها على الرقاب يتداولها كابرا عن كابر.

. عقود طويلة من القتل والاعتقال والتعذيب والتهجير والشتات والازدراء والإهانات على الحدود العربية – العربية وما يتعرض له الفلسطيني فيها وفي صالات المطارات والموانئ العربية من امتهان وتعسف وظلم وقهر، أكثر من تلك التي يتعرض لها على حدود الآخرين من غير أبناء جلدته وعقيدته..
هذا الفلسطيني الذي يستمد قدراته من شجرة الزيتون التي تقاوم التجذر بالتطلع وهذا الفلسطيني يقاوم اليوم الباطل بالحق والاحتلال بالإرادة والقوة بالعزيمة، يقاوم المخرز بالعين وينسج ملحمة بطولية أسطورية رغم قدراته المتواضعة مقابل قدرات أعدائه والمتآمرين عليه!
لم يخرج في 7 أكتوبر الماضي بحثاً عن فعل من ترف أو بهدف تسجيل موقف في سياق الفعل السياسي المتراكم، بل خرج تعبيرا عن رغبة جامحة تستوطن وجدان هذا الشعب بكل مكوناته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية، وبكل أطيافه في الداخل المحتل وفي الداخل المحاصر وفي بلدان الشتات، خرج هذا الشعب مصمما على وضع حد للاحتلال والمعاناة والقهر والقتل والاعتقال والحصار والتهجير ومن أجل إنهاء كل هذه المعاناة كانت 7 أكتوبر وكانت طوفان الأقصى التي قوبلت بطوفان عالمي وبتآمر عربي وإسلامي و دولي، في معركة غير متكافئة، معركة غير أخلاقية، وغير قانونية وغير إنسانية، معركة لم تُسقط فقط أسطورة العدو ولم تنسف هيبته ولم تذل كبرياءه الزائف، بل أسقطت طوفان الأقصى قيم وأخلاقيات النظام الدولي وإنسانيته وكشفت عوراته وأظهرته عارياً حتى من بقايا أوراق التوت التي كانت تستر عوراته وتجعل الناس على سطح المعمورة تصدق أكاذيبه ومزاعمه وعدالته الغائبة..!
اليوم يدفع العربي الفلسطيني ثمن حريته وحرية وطنه دماً ودموعاً وأجساداً تمزقها آلة الحرب الصهيونية بهويتها الكونية، آلة موت ودمار وحقد وكره عنصرية، تصب حممها على أجساد الأطفال والشيوخ والنساء، تدمر المساجد على رؤوس المصلين والكنائس على رؤوس المؤمنين، وتهدم المستشفيات على أجساد المرضى والجرحى والأطفال (الخدج) والأطفال الجرحى، وتهدم المدارس والجامعات والمعاهد على رؤوس الطلاب..!
كل هذا الإجرام والتوحش والموت والتهميش والقهر المنظم يواجهه الشعب العربي الفلسطيني منذ قرن من الزمن، نعم منذ قرن ووطنه تتنازعه الأطماع الاستعمارية بصورة مباشرة عن طريق الصهاينة وأخرى غير مباشرة بصورة حلفاء الصهاينة وبينهما مؤامرات الأخوة والأصدقاء المفترضين الذين اتخذوا من فلسطين (بازار) للمساومة وتوظيفها لتحقيق مصالحهم القذرة التي تبقيهم على كراسيهم وعروشهم، والباقية طالما بقت فلسطين تحت نير الاحتلال ورأس حربة للحفاظ على المصالح الاستعمارية..!
إن ملحمة فلسطين اليوم هي ملحمة الخلاص، ملحمة تجميع الشتات الفلسطيني، ملحمة إنهاء التغريبة وإنهاء رحلة (الكعب الدائر) التي يعيشها العربي الفلسطيني منذ قرن يطوف خلالها الكرة الأرضية بحثا عن ذاته وعن طريق تخليص وطنه من طغيان الاحتلال ومن تأمر القريب والبعيد وخيانة الأخ والصديق ووحشية المحتل وإجرام الاستعمار..!
إن طوفان الأقصى هي معركة المصير والخيار الحتمي، وإن كان هذا الخيار مسكوناً بالمرارة جراء الجرائم الوحشية والقتل والدمار والحصار والتجويع والتنكيل بالبشر والشجر والحجر، ومع ذلك هي معركة الحق الذي طال انتظاره، وطالت الطريق الوعرة إليه، الطريق الذي وضعت فيها الحواجز والأسلاك الشائكة والحفر والمطبات والحفر، بهدف عدم وصول العربي الفلسطيني إلى حقه الشرعي وإلى السابع من أكتوبر الذي أذهل العالم وهز أركان المعمورة، ليواجه العربي الفلسطيني مصيره رافضا فكرة الركون على الأخ والصديق وعلى القانون الدولي والنظام الدولي والقيم والأخلاقيات الدولية الزائفة..
نعم لم يكن أمام العربي الفلسطيني إلا أن يفجر معركة الطوفان حتى وإن واجه طوفان العالم لم يعد يكترث به ولم يعد يحسب لأي رد فعل لا يعترف بحقوقه في استعادة وطنه والخلاص من الاحتلال رغم أنفه وأنف حُماته وأنف المتآمرين عليه عرباً كانوا أو عجماً.
إن طريق طوفان الأقصى هي طريق الخلاص والحرية والتحرير والدولة والأرض التي ارتوت بدماء أبنائها وبدموعهم سقوا شجرة الخلد، شجرة الزيتون التي ستبقى عنوان الشعب العربي الفلسطيني وهويته وأهم وثيقة تثبت ملكية الشعب العربي في فلسطين لوطنه فلسطين ومقدساته الإسلامية والمسيحية..
الخلاصة إن طوفان الأقصى معركة لها ما بعدها لكن الأجمل فيها أنها أيقظت الضمير العالمي من ناحية وكشفت ازدواجية النظام الدولي، كما كشفت خيانة وتآمر العرب والمسلمين وكشفت وحشية الاحتلال وأسقطت زيف أساطيره وخداعه للرأي العام وخاصة في الغرب الذي تعرض لحالة انفصام بين الأنظمة والشعوب، وهذا أجمل ما في طوفان الأقصى التي أحدثت في سياق القضية ما لم يحدث في سياقها منذ مائة عام.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حجة تشهد مسيرات كبرى تؤكد المضي في المرحلة الخامسة انتصارا لغزة

الثورة نت../

احتشد أبناء محافظة حجة اليوم، في مسيرات كبرى تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لمقاومته الباسلة تحت شعار ” انتصارا لغزة.. ماضون في المرحلة الخامسة حتى التصعيد”.

وحيا أبناء محافظة حجة صمود الشعب الفلسطيني أمام آلة القتل والدمار الصهيونية الأمريكية وبطولة وبسالة وثبات المجاهدين في غزة الذين ينكلون بالأعداء.

وأشادوا في المسيرات التي تقدمها المحافظ هلال الصوفي، وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة إسماعيل المهيم ووكلاء المحافظة، بكل الجهود التي تعزز وتوحد الصف الفلسطيني.

كما حيا أبناء حجة في المسيرات بمركز المحافظة ومراكز المديريات، سواعد مجاهدي القوات المسلحة اليمنية التي انتزعت النوم من عيون الصهاينة وزرعت الخوف في قلوبهم.

ودعا بيان صادر عن المسيرات إلى المزيد في مرحلة التصعيد الخامسة التي دشنت بإرسال طائرة “يافا” المسيرة التي وصلت إلى قلب العدو.. مؤكدا أن هذه المرحلة ستكون نكالاً للكافرين وشفاءً لصدور قوم مؤمنين.

وخاطب العدو الصهيوني الذي أشعل النار في الحديدة لتحقيق نصر زائف “إنما أشعلت الحقد والغضب في قلوبنا وزدتنا قناعة ويقينا بأنك مجرم باغ وإننا على الحق المبين فعملياتنا مستمرة والرد آت لا بد منه كما قالها سيد القول والفعل وعلى الباغي تدور الدوائر والعاقبة للمتقين”.

وأشار البيان إلى أن استقبال الأمريكان لمجرمي الحرب الصهاينة بكل حفاوة وترحاب بكل ما فيهم من باطل وإجرام، يحتم على كافة العواصم العربية والإسلامية استقبال قادة المقاومة الأبطال الأحرار بذات الحفاوة.

ولفت إلى عجز 57 دولة عربية وإسلامية في أن تقف وقفة واحدة للشعب الفلسطيني باستثناء محور المقاومة في الوقت الذي يقف فيه الكونغرس للمجرم نتنياهو ثمانية وخمسين وقفة.. معبرا عن الأسف من تخاذل وتآمر الدول العربية والإسلامية.

وخاطب زعماء العرب والمسلمين المتخاذلين” إن كنتم لا تريدون الدفاع عن الشعب الفلسطيني دافعوا عن كرامتكم التي أهدرها نتنياهو في حديثه عنكم بشكل سخيف ومهين أمام الكونغرس وكأنه لا قيمة ولا قضية لكم”.

وأضاف ” يا شعوب أمتنا العربية والإسلامية هل شاهدتم زعماء الإجرام والإبادة بحق الشعب الفلسطيني من الأمريكان والصهاينة وهم يحتفون ويصفقون على جراحكم وأشلائكم، وهل عرفتم لماذا نهتف بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل، أما آن لكم أن تفتحوا أعينكم وتشاهدوا الحقائق وهي تتجلى والأقنعة وهي تسقط، فجدير بكم أن تتحركوا وتسمعوا أعداءكم أصواتكم الغاضبة، أشعروهم بأنكم أحياء وأن أنظمة الخزي والعار لا تمثلكم، وثقوا بنصر الله الذي لا يخلف الميعاد”.

مقالات مشابهة

  • دورات عسكرية لمنتسبي وزارة الزراعة إسناداً لغزة
  • روائي موريتاني لـعربي21: مثقفو موريتانيا تعاطوا منذ اللحظة الأولى مع طوفان الأقصى
  • تدشين الدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى” بوزارة الزراعة والري
  • هل ينزع طوفان الأقصى خاتم الألماس عن يد إسرائيل؟
  • «طوفان الأقصى» والتواطؤ العربي .. رد الاعتبار للثورة الأم
  • تدشين المرحلة الثانية لدورات “طوفان الأقصى” في الجامعات الأهلية
  • تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع فلسطين وتنديدا بجرائم إسرائيل المستمرة في غزة
  • مسيرات ووقفات حاشدة بذمار انتصاراً لغزة ومضياً في المرحلة الـ 5 من التصعيد
  • مسيرات كبرى في حجة تؤكد المضي في المرحلة الخامسة انتصارا لغزة
  • حجة تشهد مسيرات كبرى تؤكد المضي في المرحلة الخامسة انتصارا لغزة