قمة «الناتو».. تعهدات بأنظمة دفاع جوي جديدة لأوكرانيا
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
واشنطن (وكالات)
أخبار ذات صلة شولتس: دعم أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي «خطوة كبيرة» بلينكن: مقاتلات إف-16 في طريقها لأوكرانيا الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملةالتقى قادة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في واشنطن، أمس، لمناقشة دعم التحالف لأوكرانيا.
وافتتح الرئيس الأميركي جو بايدن قمة «الناتو» أول أمس، بإعلان أن حلفاء «الناتو» سوف يقدمون المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا.
ويأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يحضر القمة، أن يوضح اجتماع قادة دول «الناتو» (32 دولة)، فرص أوكرانيا في الانضمام للحلف العسكري الغربي.
كما تأمل القيادة الأوكرانية رؤية التزام أقوى تجاه الدعم العسكري لكييف، فيما تسعى قواتها لاستعادة أجزاء كبيرة من البلاد، في الشرق والجنوب والتي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني.
وتأتي المحادثات عقب مراسم جرت أول أمس، للاحتفال بمرور 75 عاماً على تأسيس الحلف العسكري عقب الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة.
ومن المتوقع أن يناقش القادة خطة أمين عام الحلف المنتهية ولايته ينس ستولتنبرج لتقديم مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 40 مليار يورو (43 مليار دولار) في 2025.
في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، أن دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» بدأت ترسل مقاتلات «إف-16» الموعود بها إلى أوكرانيا التي تطالب بتعزيز دفاعاتها ضد روسيا.
وقال بلينكن، خلال قمة للناتو في واشنطن «يجري في هذه اللحظات إرسال مقاتلات (إف-16) من الدنمارك وهولندا».
في الأثناء، أشار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس، إلى أن أوكرانيا يمكنها استخدام الصواريخ طويلة المدى التي زودتها بها المملكة المتحدة.
وقال ستارمر للصحافيين أثناء توجهه إلى واشنطن لحضور قمة «الناتو» في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسه، إن القرارات المتعلقة باستخدام صواريخ «ستورم شادو» التي قدمتها بريطانيا لكييف تعود للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأضاف ستارمر أن المساعدات العسكرية البريطانية «لأغراض دفاعية، لكن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر كيف تستخدمها لهذه الأغراض الدفاعية».
وكانت بريطانيا أول دولة تقدم أسلحة بعيدة المدى للجيش الأوكراني عندما أعلنت في مايو الماضي أنها ستزوده بصواريخ «ستورم شادو».
ويتوقع أن يؤكد ستارمر مجدداً دعم بريطانيا لأوكرانيا و«التزامها الراسخ» تجاه حلف «الناتو» خلال القمة التي من المقرر أن يلتقي خلالها بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويدعم أعضاء «الناتو» أوكرانيا منذ فبراير 2022، ولكن التعهد الذي تبلغ قيمته 40 مليار يورو يشكل تعديلاً لالتزام مالي متعدد السنوات لأوكرانيا. وسوف يراجع الحلف المساعدة العسكرية مجدداً العام المقبل، ومن المحتمل خفض الحزمة أكثر.
ومنذ 2019، أشارت أوكرانيا إلى طموحها للانضمام لـ«الناتو» في دستورها الوطني. ولكن يجب أن توافق جميع الدول الأعضاء على ذلك.
وقالت مصادر دبلوماسية في «الناتو»، قبل انعقاد القمة، إن الولايات المتحدة وألمانيا هما المعارضان الرئيسيان لانضمام أوكرانيا إلى التحالف بشكل عاجل.
وأشار مصدر إلى «المعارضة القوية» من جانب الولايات المتحدة وألمانيا فيما يخص دعوة أوكرانيا للانضمام إلى التحالف الدفاعي دون الوفاء بالشروط المسبقة الضرورية، موضحاً أنه «في نهاية الأمر، سيكون القرار للحلفاء لدعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو».
وقبل انعقاد القمة، أعرب ستولتنبرج عن أمله في إمكانية انضمام أوكرانيا للحلف خلال السنوات العشر المقبلة.
وهناك جزء آخر لخطة الأمين العام لتقديم التزامات طويلة الأمد من «الناتو» لأوكرانيا، وهو مشروع دعم جديد يسمى «المساعدة الأمنية والتدريب لأوكرانيا التابعة لـ(الناتو)»، الذي أقره وزراء دفاع الحلف في يونيو الماضي.
وذلك وفقاً لمسودة بيان اطلعت عليها وكالة بلومبرج للأنباء، تعتزم نحو 24 دولة من دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» التعهد خلال القمة المنعقدة الآن في واشنطن بتسريع الجهود لتعزيز القدرات العسكرية والدفاعية لأوكرانيا، حتى مع احتمال تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة لفترة جديدة.
وستؤكد الدول، ومن بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، التزامها بالاجتماع في غضون الأشهر الستة المقبلة للاتفاق على خريطة طريق لتطوير القوات الأوكرانية في المستقبل حتى عام 2027 والاستمرار في تعزيز هذه القوات حتى ثلاثينيات القرن الحالي.
ويتمثل الهدف الأساسي لما يسمى باتفاق أوكرانيا في دعم الدفاع الفوري لكييف واحتياجاتها الأمنية وأيضاً لضمان قدرتها على ردع أعمال العدوان المستقبلية.
ويجمع هذا الترتيب حلفاء أبرموا خلال الأشهر الماضية اتفاقات أمنية ثنائية مع كييف، ومن بينهم إيطاليا وكندا وإسبانيا ودول البلطيق الثلاث.
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، أمس، إن «الناتو جيد لأوروبا، لكنه أيضاً جيد للولايات المتحدة.. إنه يجعلها أقوى وأكثر أمناً؛ لأن الناتو يقدم للولايات المتحدة شيئاً لا تملكه القوى الكبرى- وهو وجود أكثر من 30 صديقاً وحليفاً».
وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، المستشار الألماني أولاف شولتس على إرسال ألمانيا أنظمة دفاع جوي إلى بلاده.
وقال زيلينسكي لشولتس خلال اجتماع على هامش القمة: «شكراً لك أولاف على أنظمة الدفاع الجوي».
وقدمت القوات المسلحة الألمانية مؤخراً ثلاثة أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت لأوكرانيا.
ويضغط شولتس على حلفاء الناتو الآخرين من أجل تزويد أوكرانيا بالمزيد من وسائل الحماية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: نظام دفاع جوي قمة حلف شمال الأطلسي الأنظمة الدفاعية جو بايدن فولوديمير زيلينسكي حلف شمال الأطلسي الناتو أولاف شولتس ينس ستولتنبرغ حلف الناتو قمة الناتو أوكرانيا روسيا وأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا الولایات المتحدة أنظمة دفاع جوی
إقرأ أيضاً:
لماذا تشعر أوكرانيا بالخوف من ترامب؟
يترقّب الأوكرانيون بقلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الثلاثاء، إذ يخشى البعض أن يؤدي فوز الجمهوري دونالد ترامب إلى وقف المساعدات الحيوية التي تقدمها واشنطن لكييف لمواجهة القوات الروسية.
قبل أيام قليلة من الاستحقاق الرئاسي، يتكبّد الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى الرجال والذخيرة، خسائر ميدانية في وقت تشير تقارير إلى أن روسيا على وشك تلقي تعزيزات مع وصول قوات كورية شمالية.
ويظهر الغرب تردداً في ما يتعلق بتقديم المساعدة لأوكرانيا، ويمنعها خصوصاً من استخدام صواريخه لاستهداف الأراضي الروسية، ولم يبد ترامب أي إشارة إلى رغبته في منح كييف الوسائل اللازمة لهزيمة روسيا.
لذلك فإن "انتصار ترامب سيطرح أخطاراً جدية. سيكون الوضع مقلقاً"، وفق ما قال سفير أوكرانيا السابق لدى الولايات المتحدة أوليغ تشمتشور لوكالة فرانس برس.
مصير أوكرانيا في يد الناخب الأمريكي - موقع 24يتفق أغلب المراقبين والمعنين بالشؤون الدولية، على أن مصير الحرب في أوكرانيا وربما مستقبل أوكرانيا نفسها، يرتبط بدرجة كبيرة بنتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة يوم الثلاثاء المقبل، خاصة في ظل التباين الشديد في موقفي المرشحين- الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، من الحرب واستمرار ...وقدّمت واشنطن والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مساعدات عسكرية ومالية حيوية لأوكرانيا بقيمة عشرات مليارات الدولارات منذ بداية الحرب عام 2022، ما سمح لكييف بمواصلة القتال ضد عدو أكثر عديداً وتسلّحاً. لكن منذ أشهر، تزايدت المماطلة في أوروبا كما في الولايات المتحدة.
وبالتالي، فإن خوف أوكرانيا الأكبر هو أن يتخلى الملياردير الجمهوري عنها، خصوصاً أنه انتقد المساعدة الأمريكية لكييف وصرّح بأنه قادر على إنهاء الحرب "في 24 ساعة".
وقال تشمتشور إن ترامب وفريقه "لا يؤمنون بأن أوكرانيا ستنتصر" ويريدون "إنهاء الحرب بأي ثمن" حتى يتمكنوا من التركيز على مواجهة الصين.
لم يقدّم ترامب مطلقاً أي تفاصيل عن نياته لكنه لم يعلن أيضاً رغبه في "انتصار" كييف. كما يتّهم بأنه معجب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوردت وسائل إعلام غربية أن مخططه سيكون ملائماً إلى حد كبير لروسيا، وهو يتضمن نزع السلاح من المنطقة التي تحتلها موسكو حالياً (20 % من الأراضي الأوكرانية) دون استعادة كييف السيطرة عليها، وتخلي أوكرانيا عن عزمها على الانضمام إلى الناتو، وهو أمر يريده الكرملين.
واعتبر تشمتشور أن مشروعاً مماثلاً سيكون "كارثياً" لأن روسيا ستكون قادرة بعد ذلك على إعادة بناء جيشها، وتكرار الهجوم "لتدمير أوكرانيا".
من جهته، استبعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي تنازل أوكرانيا عن أراض، وأكد أن "أوكرانيا لن تعترف بهذه الأراضي على أنها روسية، مهما حدث، وأيا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة". لكنه أقر بأنه إذا خفضت واشنطن دعمها، ستكون موسكو قادرة على "احتلال المزيد من الأراضي".
غير أن مسؤولاً كبيراً في الرئاسة الأوكرانية أكد لوكالة فرانس برس أن لقاء زيلينسكي وترامب، الذي عقد في سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة، كان "جيداً جداً".
واعتبر هذا المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "ترامب لن يرغب بالتأكيد في أن يكون الرجل الذي خسرت معه أمريكا أمام بوتين"، مؤكدا ًأن أوكرانيا "تعمل" على إقامة علاقات جيدة مع الفائز في الانتخابات، سواء كامالا هاريس أو دونالد ترامب.
وتأتي الانتخابات الأمريكية في وقت حرج بالنسبة إلى كييف.
فقد سيطر الجيش الروسي على 478 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية في أكتوبر (تشرين الأول)، محققة تقدماً قياسياً لشهر منذ مارس (آذار) 2022 مع بداية الحرب، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات المعهد الأمريكي لدراسة الحرب.
في منطقة دونيتسك حيث يقع ثلثا هذه المساحة، قال السيرغنت الأوكراني سيرغي "لا يهمني من سيفوز. المهم هو أن تواصل الولايات المتحدة مساعدتنا"، معترفاً في الوقت نفسه بأن فوز الجمهوريين "قد يكون كارثة".
فقد تسبب منع الجمهوريين إرسال مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا أواخر العام 2023 ومطلع العام 2024، بإجبار القوات الأوكرانية على تقنين القذائف ما سمح لروسيا بتعزيز تمركزها.
من جهته، قال بوغدان، وهو جندي شاب يقاتل في دونيتسك أيضاً، إنه يتمسك بالأمل، معتبراً أن ترامب "يرغب (...) في إظهار قوة أمريكا وعزيمتها وقدراتها".
كذلك، قال روديون، وهو جندي آخر يقاتل في مدينة خاركيف في شمال شرق البلاد "أنا أعلم أنهم (الأمريكيون) لن يخونوننا" متعهّداً القتال "حتى النهاية، حتى النصر".