من وعي كلمة السيد القائد في ذكرى الهجرة النبوية 1446هـ
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
أكد السيد القائد في معرض كلمته السنوية في ذكرى الهجرة النبوية 1446هـ، ان الرسالة المحمدية جاءت للانتقال بالعرب من حالة الظلام إلى النور، لتكون أمة موحدة وواحدة وحاضرة بين أمم المجتمع البشري، وكانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله إلى المدينة بعد ان مكّن الله الأنصار بمؤهلات عليا للنهوض بالإسلام في أي زمان واي مكان، ومن هذ المؤهلات الانتماء والثبات الإيماني الراسخ الذي لا يتغير لأي مغريات، والتزام العبادة والمسئولية والمناصرة والجهاد، ومن المؤهلات المهمة انهم كانوا مجتمعاً في دائرة قابلة للتوسع والنمو، للنهوض بالمشروع الإسلامي على الأرض، بالإضافة إلى انهم يحملون قلوباً طاهرة ونزيهة تحمل إرادة الخير للآخرين، قلوباً لا تحمل الحقد ولا صغائن ولا عُقد ولا أنانية على الآخرين على المستوى المادي والمعنوي ، لأن من اخطر عوامل الفرقة هو الحسد والأنانية، فهذه العوامل تلغي التوحد المطلوب شرعا وواقعا، و الميزة الأخرى انهم يحملون روحية العطاء والتقدمة وهي مؤهل كبير جدا للنهوض بالمسؤولية، والمؤهل الأخير انهم بمواصفات وقاهم الله بها من شح النفس التي تمنح الإنسان الفلاح، ورضوان الله والجنة في الآخرة، وفي الدنيا .
ولهذا كانت حاضنة الأنصار حاضنة ناجحة انتقلت بحالة العرب إلى واقع مختلف حظيت برعاية الله ونصر الله، وهنا يتبين لنا خطر نفسة الشح الذي يعنيه الأخذ والاستحواذ والتمحور حول الذات، وهذه النظرة خاطئة، وعندما يتوجه الإنسان نحو الحسابات الشخصية فإنه يصبح مقيداً بالأنانية والعقد الحاقدة، وهذا يؤثر على الجهد الجماعي، ولابد من أمة موحدة يسود فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفلاح لا يتحقق للأمة الا على أساس التعاون والتضافر وتوجيه الجهد الجماعي الموحد، والعمل وفق النفس الزاكيه، والشح في هذه المرحلة حاضر وبشدة ومعوق أمام الخير وعائق أمام الفوز والنصر ، والرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله حذر في احاديث كثيرة عن الشح، فالسح يفقد الإنسان القيم العظيمة من أجل مصالح شخصية ضيقة وهذه الحالة ينبغي الحذر من الشح، وينبغي السعي لأخذ المؤهلات التي حملها الأنصار لأنها المؤهلات هذه هي المؤهلات التي ترقى بأي مجتمع في أي زمان ومكان وحمل راية الإسلام والجهاد، وينبغي على أبناء شعبنا اليمني أن يرتقي بمؤهلات أجداده، ويجب على المسلمين ان يأخذوا من دروس الهجرة النبوية ومن مؤهلات مجتمع الأنصار الذي نجح وظفر من مكاسب الدنيا والآخرة، مقابل ما خسره المجتمع القرشي وهي خسارة أقدس مهمة..
الدور الحقيقي والمقدس اليوم ان تكون الأمة هي رائدة هذا الدور الذي يتحرك بالإسلام كرسالة ومشروع ، وخاصة ونحن في الجاهلية الأخرى هذه الأيام، وأدوات الظلم تنشر الضلال والفساد وارتباطها بالشيطان، لإفساد المجتمعات البشرية وإضلالها والدفع بها لحالة الشقاء، ونرى الواقع العالمي اليوم واقعاً يعاني في كل شيء، والمسلمون بحاجة للعودة لأصالة الإسلام و نورة وهداه، لا ان يتجهوا للظلام، فقد وصل الحال ببعض الأنظمة العربية ان ترتبط باليهود وبمؤسساتهم إلى أن تغيير المناهج الدراسية بما يدجن الناس لقبول أعوان الشيطان (اليهود والأمريكان) والفساد والإفساد، بكل ما هم عليه من إجرام واضح، والانحطاط بالمجتمع البشري للانحطاط، وفقا للنظرة اليهودية ان بقية البشر ليسوا بشرا، ويريدون ان يوجهوا الناس إلى ذلك، ان هجمة التزييف اليهودية كبيرة وخطيرة كما هو حاصل في السعودية والإمارات ومصر والمغرب، وكذلك الهجمة الإعلامية بالاضلال الفكري والفساد الأخلاقي، وهدفه السيطرة على المجتمعات الإسلامية، ومسارات الاستقطاب للخيانة والعمالة، كما حدث في بلادنا من خلال كشف خلايا التجسس، ولهذا تعتبر هذه المناسبات من العوامل المهمة لاستنهاض الأمة، وعلى المسلمين أم يجسدوا الإسلام قيميا وأخلاقيا..
فيما يتعلق ببداية العام الهجري هي فرصة للإنسان للالتفات إلى واقعه الشخصي ومسئولياته وتقييم على المستوى الجماعي كأمة واحدة، ويتحرك مستعينا بالله، ومنطلقا بمسئوليات محددة للنهوض بنفسه وبأمته، فلا يغفل الإنسان ويفرط..
من أبرز ما يعنينا في بلدنا، هو العمل على إعادة تشكيل الحكومة وإصلاح القضاء، ولكن استجدت معركة طوفان الأقصى و معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ، ولكن مع هذا يتم تشخيص كل شيء وإعادة إصلاح المسارات، و كذلك في مسألة التعيينات وفق مجموعة من الأسماء، وهناك تفاصيل كثيرة سنتكلم عنها وقت إعلان الحكومة، وهذه المسارات بحاجة لعمل مستمر، والاهم هو السعي لتطهير مؤسسات الدولة من أدوات الإفساد للأمور ودورها يخدم أعداء هذه الأمة، وهذا لا بد فيه من التعاون والتفهم الشعبي، والأعداء يتربصون بنا وهناك أعوانهم من العرب ومن البلد، والحرب في الجانب الاقتصادي على بلدنا أكبر من الجانب العسكري..
وأخيرا بفضل الله وتوفيقه كانت الانطلاقة لشعبنا العزيز من أعمال مؤثرة على الأعداء في مسارات عمليات الفتح الموعود و عملياتنا العسكرية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وصولا للبحر الأبيض المتوسط، وقد فاجأتهم التكنولوجيا العسكرية اليمنية، فقد كان العدو متطمنا لرصد أي صواريخ والمسيرات بتكنولوجيتهم المتطورة، وكانوا مطمئنيين لقوتهم في هذا الجانب، لكنهم فوجئوا بأنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولا حتى الحد من العمليات، وقد وفق الله الأخوة المجاهدين لإيجاد مدرسة جديدة، وأصبح الأداء المتميز لقواتنا فيها تجاوز وتغلب على ما لدى الأعداء، وتحولت التحديات إلى فرص للمجاهدين وظهر الفشل الكبير لدى الأعداء ، وظهر وتجلى التوفيق الإلهي، وفي اطار ان تأتي أمريكا بحاملة الطائرات وتصبح مستهدفة وصيدا ضخما وأصبحت المطاردة لها بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ولا زالت في حالة هروب دائم، وما حصل هو ان تبور حاملة الطائرات و وتبور طائرات ال MQ9..
إن استخدام قواتنا الصاروخية كله فيه نجاح عظيم انبهر فيه الأعداء، ومع الفشل البريطاني والأمريكي والإسرائيلي ومع النجاح الكبير والانتصار العظيم الذي منّ الله به إلى إغلاق باب المندب والملاحة في البحر الأحمر أمام العدو الإسرائيلي والملاحة الإسرائيلية، وما كان له من تأثير كبير على الاقتصاد، ومن آثاره على بريطانيا حدث سقوط للحكومة البريطانية، وخلافا للعادة تورط الأمريكي لوحده بعد ان حاول توريط الأوروبيين، وهناك الكثير من دول العالم التي تعاملت بحكمة وذكاء مع الأمريكي، وهذا شيء مهم للتحرر من الأمريكي، واغلب دول العالم تعاونت معنا وسفنهم مؤمنة، الأمريكي يواجهنا دعما منه للإسرائيلي، وبعد أن فشل الأمريكي عسكريا ارسل لنا رسائل انه سيدفع السعودي ليتورط ضد شعبنا اليمني لاتخاذ إجراءات اقتصادية مضرة وإجرامية بكل المجتمع ويضيق على المجتمع في معيشته ، بعد الحرب والعدوان السعودي الأمريكي، وفي كل يوم هناك ذكرى لمجزرة، وفي مقدمتها الضغط بنقل البنوك من صنعاء، بكل جنون وبكل حماقة، لأن الأمريكي يعرف ان ذلك يضر المجتمع ..
المعركة القائمة هي بين بلدنا وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا، واي عمل ضد بلدنا هو عمل مع الإسرائيلي واستجابة للأمريكي والبريطاني، واتجه العدو السعودي لتعطيل مطار صنعاء، واستمرت التحريضات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وهذا يعني انهم يريدون ان يورطوا السعودي، اذا كان العدو السعودي مستمرا على هذا وبهذه السلبية، إنه يجلب الخطر على نفطه وأمنه واستقراراه ، تأكدوا ان عواقب كل هذا خطير جدا عليكم ، ولأننا أصلا في المشاكل والحصار والمعاناة، فلتحصل الف الف مشكلة، و مستعدون ان نفعل ما يلزم، السعودي يضحي من أجل الإسرائيلي، والأمريكي يحاول أن يورطكم، وإذا أردتم الاستقرار لبلدكم فذلك لن يتحقق الا بأن تكفوا مؤامراتكم على بلدنا، واستمراركم في ذلك يعني ان حقنا الطبيعي هو الرد ولا تعولوا على الأمريكي الذي فشل حتى في حماية حاملة طائراته، وفيما يتعلق بحفل الزواج الجماعي هو من أهم المسارات المتعددة، وكان التأخير بسبب ما يحدث في غزه ويعز علينا الظهور بالفرح مع ما يعانيه ما يحدث في قطاع غزة، فليس حالنا كحالة النظام السعودي في حالات المجون، وهذا المسار المهم من جانب هيئة الزكاة هو مسار مهم لتجنيب الشباب من الضياع، والدور الذي تقوم به هيئة الزكاة دور مهم ويجب التعاون معها لأنها تقوم بدور منظم، ونكون على موعد معكم في الكلمات القادمة ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن
يمانيون../
يحتل حزب الله وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله مكانة عظيمة في قلوب اليمنيين، لا تدانيها مكانة، وهي مكانة ضاربة في التاريخ، لا تستوعبها الأقلام، ولا الدفاتر، بل تكاد لا تدركها العقول، ولا تسعها القلوب، هي مكانة الوفاء من الصدق، والتضحية من الفداء، لا تستطيع التفرقة بينها، لم تنشأ فجأة، ولم تأت من فراغ، كما أنها لم تولد من غير والد، أو تنْمُ من غير رعاية.
عين اليمنيين وسمعهم وبصرهم، كما كل شعوب أمتنا، كانت ترقب وتنتظر، وتبحث وتتلهف، إلى من ترى فيه أملها لتحقيق تطلعها، وانعكاس رجائها، فجاءت اللحظة التاريخية لتشير بإصبعها باتجاه هذا السيد الشاب وهو يتلقف قيادة حزب الله، ويسير بالمقاومة في طريق النصر.
الظرف التاريخي الحساس، والمفعم بالمخاضات، والهزات، والمثقل بالنكسات والنكبات، كان مناسبا وعلى درجة عالية من الملاءمة، لظهور قائد بحجم السيد حسن نصر الله وثقله وهيبته وصدقه وإيمانه.
لذلك لم تخطئه العيون، ولم تسد لخطابه الآذان، وانفتحت له القلوب بكل أبوابها، فملأ العيون قيادة، وأشبع الآذان ثقة وإيمانا، وشحن القلوب حبا ووفاء وأملا بالنصر القريب.
لم يكن الشعب اليمني استثناءً بين شعوب أمتنا، الذي تابع بكل فخر واعتزاز انتصارات حزب الله بقيادة السيد نصرالله، ورأى فيه القيادة المنتظرة للأمة، فقد كانت كل شعوب أمتنا بلا استثناء تراه كذلك، ولا عبرة بالمنافقين هنا، الذين قد يشوش الإشارة إليهم طبيعة الموقف العظيم في تلاقي الأمة عند صدق القائد وفخرها بخطاباته وحضوره الذي كان عنوانا لعز الأمة القادم.
من هناك من بنت جبيل، سمع اليمنيون وكل الأمة، ذلك القائد وهو يتحدث عن النصر، نصر لم يسمع به العرب طوال عقود مضت، على عدو كان قد تسرب إلى نفوس الكثيرين أنه لن يهزم، ولن يهتز، ودفع البعض للاستسلام، لا سيما بعد تطبيع أقرب دولتين وأكثرها مواجهة مباشرة معه، مصر والأردن، والأهم للأسف الشديد السلطة الفلسطينية نفسها، لتنكسر كل تلك الخيبات، بإعلان نصر أول على هذا العدو إجباره على الانسحاب من كل جنوب لبنان عام 2000، دون قيد أو شرط، وفي ذلك الخطاب وصف السيد نصر الله كيان العدو الإسرائيلي بأنه أوهى من بيت العنكبوت.
وافق ذلك الوصف رغبة في نفوس الأمة، ودق على وتر الانتصارات التي عزفت في قلوبها، وأعادت إليها أمل تحرير فلسطين، والقضاء على هذا الكيان، لم تكن عبارة بيت العنكبوت، مجرد حروف وكلمات، بل كانت سلاحا فتاكا، أذاق العدو ويلات الانكسار، التي ظلت ترافقه طوال مراحلها اللاحقة، كما كانت جرعة كبيرة من الإيمان، والوعي الذي ارتفع حتى عانق السحاب.
أخيرا.. بعد عقود، هاهو قائد يتحدث بكل ثقة، ليعيد مجد الأمة المفقود، وأملها المنكسر، وهيبتها المهدرة، لقد كان هو السيد الشاب القائد الكبير حسن نصر الله، فارتفعت حينها راية حزب الله في كل مدينة وقرية وعلقت صور هذا القائد في كل بيت، فزمن الهزائم قد ولى.
حرب تموز
جاءت حرب تموز، لتؤكد مجددا أن هذا هو زمن الانتصارات، وعلى يد هذا القائد وإخوانه المجاهدين، وأولئك الشباب الصادقين في حزب الله، لن ترى الأمة إلا النصر، وجاءت عبارة: (كما وعدتكم بالنصر دائما، أعدكم بالنصر مجددا)، وما هي إلا أيام، حتى انقشع غبار تموز، عن النصر المؤكد فعلا، ومرة أخرى تظهر “إسرائيل” و”جيشها” الذي يعد خلاصة جيوش الغرب وخبراته، ومعداته وسلاحه، أوهن من بيت العنكبوت، لتلاحق تلك العبارة قادة العدو وتمرغ أنوفهم بالتراب.
خرج حزب الله منتصرا، وظهر القائد بخطاب النصر مجددا، فهز الدنيا، زلزالا تحت أقدام العدو، وفرحا في قلوب المحبين المؤمنين بخيار المقاومة والجهاد، ومهما نسي العالم فلن ينسى تلك اللحظات على الهواء مباشرة، وفاتح زمن الانتصارات يتحدث بهدوء، قائلا : انظروا إليها تحترق، كان يتحدث عن السفينة الإسرائيلية ساعر، التي أصابها صاروخ حزب الله على مرأى ومسمع العالم.
هكذا إذاً بدأنا نشعر بطعم النصر، في اليمن والأمة الإسلامية والعربية، وكان ذلك بيد السيد المجاهد حسن نصرالله، الذي أطعمنا النصر بملاعق الجهاد والتضحية الذهبية، تذوقت الأمة نصرا، أشهى من العسل، وأوضح من عين الشمس، وأبهى من نور القمر في ليلة صافية.
إذا كان نصر 2000 إنعاشا لقلب الأمة المنكسر، فقد كان نصر 2006 إكسير حياة للعزة والكرامة تلقته صدور الشباب في الأمة، فانطلقت بكل شموخ وعزة وكرامة، وعادت لها الثقة بذاتها، ونفضت الغبار عن خط سيرها الذي ارتضاه الله لها، واضح الجادة، جلي الطريق، في صراط مستقيم غير ذي عوج.
حزب الله والسيد نصر الله عند الشهيد القائد
بين النصرين، أراد الله لليمن أن تنهض على يد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، فعمل على أن يكون السيد نصرالله نموذجه المشرق في الجهاد والصدق والثبات، ودليلا على وعد الله تعالى للامة بالنصر، وقد حملت محاضراته الكثير من المواضع في هذا الصدد، لعل أبرزها حين جعل هذا القائد مصداقا لقول الله تعالى: (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون)، ويقول رضوان الله عليه: “ولهذا، الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملئ أفواههم بكل تحدي لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجربوهم فعلاً، جربوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتلا من الدبابات، الشاحنات العسكرية. أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت”.
في موضع آخر، فإن السيد حسين بدر الدين الحوثي، يقدم السيد نصرالله نموذجا، للمؤمن الذي مُلئ قلبه بالإيمان، ويقارن بينه وبين بقية الزعماء العرب: “هل أحد منكم شاهد [السيد حسن نصر الله] في التلفزيون وهو يتكلم بملء فمه، وبكل قوة وبعبارات تهز إسرائيل. ماهي عبارات مثلما يتكلم زعماء العرب الآخرين” ويستطرد بوصف تلك الكلمات: “كلمات مجاهد، كلمات شجاع، كلمات تحتها جيش من الشباب المجاهدين الأبطال، يتكلم كلمات حقيقية مؤثرة، وهو بجوارهم، وهو يعلم أن معهم قنابل ذَرِّيّة، وأن معهم صواريخ ومعهم دبابات، ومعهم كل شيء، لكن قلبه من القلوب المملوءة بتولّي الله ورسوله والذين آمنوا فأصبحوا حزب الله، وحزب الله هم الغالبون، كما سيأتي عندما نصل إلى عند هذه الآية”.
ولم يترك السيد حسين بدر الدين الحوثي الاستشهاد بكلام السيد نصرالله في تحليل موقف أمريكا من الأمة: “وما أجمل ما قال السيد حسن نصر الله – في تحليل هذه المسألة – قال: [إن أولئك عندما يتحركون ليس من أجل أموالهم ومصالحهم، فأموالهم ومصالحهم في المنطقة مأمونة وهناك قواعد تحميها، وهناك أنظمة تحميها، وليس من أجل خيرات معينة، هم من تصب خيرات الشعوب العربية في بنوكهم، إنه تحرك – قال – لضرب الإسلام”.
العدوان على اليمن
كان مؤشر العلاقة بين اليمن والسيد نصر الله قد وصل إلى أعلى درجة، فجاء العدوان على اليمن، وموقف السيد نصر الله الرافض والمدين لهذا العدوان، ليكسر شوكة المؤشر، ويدمج بين اليمنيين وهذا الرجل الصادق والقائد الشجاع، والوفي، والمؤمن، الذي لا يخاف في الله لومة لائم، لم يعد هناك فرق، لنتحدث عن علاقة، لم يعد هناك بين، لنتحدث عن مكانة، فقد أصبح السيد نصرالله يمنيا، وأصبح اليمنيون حزب الله، فقد بادر بالموقف حيث احجم البعض وانضم البعض إلى تحالف العدوان، أعلن موقفه الرافض يوم سكت الناس، بل وصل حد أن يصف ذلك الموقف بأنه أشرف موقف اتخذه في حياته الشريفة، فكانت كلماته بلسما لجراح الأطفال ونساء اليمن، وكانت عباراته دواء لقلوب منكسرة من ظلم القريب، وجفاء الصديق، ووحشية الجار اللصيق. كانت حشرجة صوته، علاج غربة شعب اليمن بين الأمة، وكان لصرخته القوية، مفعول الترياق.
هنا، أصبحت صورته وصوته، علامة على أن الأرض التي مُلِأت جورا، لا تزال تنبض بالحق والعدل، فقد أنصفنا حين ظلمنا الناس، وواسانا حين اعتدى علينا الناس، ووقف إلى جانبنا، يوم خذلنا الناس، وتحمل في سبيل ذلك الموقف كل ضغط، ورغم ذلك استمر في موقفه، وقدم كل ما يستطيع، لم يبخل على اليمن بشيء أبدا، وسيأتي اليوم الذي ينكشف فيه للناس عظيم ما قدم.
لن تكون شهادة السيد حسن نصر الله آخر المطاف في مكانته بين اليمنيين، وإنما مرحلة من المراحل التي يصنع فيها القائد القدوة، ليكون مشعل هداية في طريق الأمة عموما، واليمنيين خصوصا. ولأن الشهادة حياة كما وصفها الله تعالى، فليست فراقا، بل هي اللقاء في عالم الروح، وعالم الحقيقة، وستظل فينا روحه ومبادئه وصدقه وجهاده وتضحيته، أبرز معالم الطريق إلى الملتقى في جنات عدن مع رسول الله وآله، ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
موقع أنصار الله علي الدرواني