مع بداية العام الهجري الجديد، أعاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تعريف الصراع مع دول العدوان بعد تسع سنوات من المواجهة ونقل خطوات التصعيد ضدّ بلدنا إلى خندق الدفاع السعودي عن الصهاينة، رافضًا كلّ أشكال الضغوط والابتزاز الأمريكي، ومذكرًا السعودية بمسار السلام لما فيه مصلحتها وسلامة أمنها واقتصادها وثرواتها النفطية.


قلنا سابقًا، إن اليمن آثر الوقوف بكلّ طاقاته وإمكاناته العسكرية مع القضية الفلسطينية، دعمًا وإسنادًا لغزّة ومجاهديها الأبطال على حساب قضيته واستحقاقاته الإنسانية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ تحت ضغط العمليات الفاعلة والمؤثرة في العمقين السعودي والإماراتي.
بعد الإعلان “الإسرائيلي” عن العدوان الشامل على غزّة وفي ظل جرائم حرب الإبادة الجماعية كان يفترض بالسعودية أن تتصدر الدول الإسلامية لدعم القضية المركزية ووقف نزيف الدم الفلسطيني، وأن تدعو للمصالحة مع اليمن لتوحيد وتقوية جبهة الإسناد، لكنّها مع الأسف الشديد وقفت على النقيض من ذلك، فسخّرت مالها وإعلامها ودفاعاتها الجوية وبعض موانئها في خدمة الكيان طاعة لأمريكا واستجابة لإملاءاتها.
لم تكتف السعودية بذلك، لتجعل من نفسها صاعق الانفجار الذي يهدّد به الأمريكي اليمن بعد عامين من التهدئة، وأخذت على عاتقها مهمّة تشديد الضغوط الاقتصادية ضدّ الشعب اليمني ومن خطواتها العدائية:
– الضغط بنقل البنوك من صنعاء إلى عدن، وهذه خطوة اعتبرها سماحة السيد عبدالملك الحوثي جنونية، وغبية، وأثرها الضار يلحق بالمجتمع اليمني كافة في واقعه المعيشي، وعملته المتداولة، وفي واقع الأسعار.
– تعطيل مطار صنعاء، وإيقاف الرحلات، رغم محدوديتها إلى وجهة واحدة “الأردن” وهامشها الضيق للمرضى.
– استمرار التحريض الأمريكي الإسرائيلي لوقف ميناء الحديدة، ومنع حركة السفن الواصلة إليه، وهذا قد يعود بالوضع إلى ما كان عليه في ذروة التصعيد، في اليمن.
إلى جانب تلك الخطوات العدائية والتي تأتي في سياق دعم ومساندة كيان العدو، ومع تعاظم الفشل الأمريكي في تقويض القدرات اليمنية والحد من عمليات البحر، زادت الضغوط الغربية على النظام السعودي لفتح أجوائه لقصف اليمن والتهديد باستئناف التصعيد العسكري، وهذا ما حرص الأمريكي على إبلاغ السلطة في صنعاء به عبر قنوات عدّة وفق ما كشفه سماحة السيد الحوثي وحذّر من تبعاته.
الأمريكي يرى أن أثر التصعيد العسكري عبر الوكلاء المحليين والإقليميين سيكون محدود الأثر، لذلك يضغط بالورقة الاقتصادية والإنسانية، لأثرها الكبير في عامة الناس في ظل المعاناة الكبيرة التي صنعها العدوان طيلة عقد من الزمن.
نتيجة لواقع المعاناة، اعتبر سماحة السيد الحوثي أن مضيّ النظام السعودي في خطواته الرعناء سيدفع اليمن لمقابلة كلّ شيء بمثله: البنوك بالبنوك، ومطار صنعاء بمطار الرياض، والموانئ السعودية بميناء الحديدة.
انشغال اليمن بمعركة إسناد غزّة ومواجهة الأمريكي والبريطاني بشكل مباشر، لا يعني الضعف والعجز عن مواجهة التحديات التي يراد منها إبادة الشعب اليمني بالجوع والمرض والأوبئة والحصار، ومن يعتقد ذلك فهو مخطئ -حسب سماحة السيد الحوثي- ويضيف: لن نسمح بإيصال الأوضاع إلى مستوى الانهيار ولو حصلت ألف ألف مشكلة، فالواقع أن اليمن واقع تحت عدوان وحصار ولن تغير المواجهة شيئًا، بل على العكس قد تتغير معادلات وتفرض قواعد اشتباكات جديدة بإذن الله.
النصيحة الأخيرة من سماحة السيد للنظام السعودي أن لا يتورط مع الأمريكي أو يعوّل عليه، لأنه فاشل حتّى في حماية حاملات طائراته، أما إذا أرادوا التصعيد فليجربوا وينتظروا صواريخ اليمن ومسيَّراته وهي تحلق في سماء الرياض لقصف البنوك أو الموانئ لتعطيل حركة التجارة البحرية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

القوات الأمريكية تقرّ بسقوط طائرة جديدة تابعة لها نوع ” MQ9″ في اليمن

الجديد برس|

أقرّ مسؤول عسكري أمريكي، قبل قليل، بإسقاط قوات صنعاء طائرة مسيّرة أمريكية جديدة.

وقال المسؤول الأمريكي في تصريحات نشرتها قناة الجزيرة، إن قواتهم الجوية “فقدت الاتصال بمسيرة من طراز إم كيو 9 ريبر فوق البحر الأحمر”، في إقرار صريح بإسقاطها من قِبل قوات صنعاء.

وأضاف ” نعمل على تقييم حادثة فقدان المسيرة لتحديد الأسباب واتخاذ الإجراءات التالية”.

يأتي هذا الاعتراف بعد إعلان المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في وقت سابق من مساء اليوم، عن إسقاط الدفاعات الجوية اليمنية لطائرة أمريكية من نوع MQ-9 أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء محافظة الحديدة.

وأوضح سريع في بيان نشره على منصة “إكس” أن الطائرة الأمريكية تم إسقاطها بعد انتهاكها الأجواء اليمنية، مشيرًا إلى أن هذه هي الطائرة الخامسة عشرة التي تنجح الدفاعات الجوية في إسقاطها منذ بدء معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، التي تأتي دعما للمقاومة في غزة ولبنان.

وأكد المتحدث الرسمي أن القوات المسلحة اليمنية ستواصل تنفيذ مهامها الدفاعية لصد أي عدوان على البلاد، بما في ذلك مراقبة التحركات المعادية في البحرين الأحمر والعربي، مشددًا على أن القوات المسلحة في حالة استعداد كامل للتعامل مع أي تطورات خلال المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي تعلن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية غربي اليمن.. الـ15 منذ نحو عام
  • القوات الأمريكية تقرّ بسقوط طائرة جديدة تابعة لها نوع ” MQ9″ في اليمن
  • 4 مارس خلال 9 أعوام.. 40 شهيداً وجريحاً في 6 جرائم العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
  • صنعاء تكشف عن خيارها الوحيد لإسقاط القرار الأمريكي الأخير
  • مشهد صادم لراكبين غاضبين يسكبان القهوة على موظف بالمطار
  • جاهزية اليمن تقلق المؤسّسة الأمنية الصهيونية: صنعاء حاضرة في حسابات العدوّ كمعضلة
  • عرض أمريكي جديد للحوثيين بعد فرض عقوبات قاسية: هل يتوقف التصعيد في اليمن؟
  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • السعودية تنسف مساعي التصعيد الأمريكي ضد صنعاء بتحرك عاجل نحو هذه الدولة
  • أمير منطقة الرياض يستقبل مفتي عام المملكة