قدمت اليمن معادلة سهلة ومفهومة وبسيطة، للعالم أجمع ولمصلحة حماية الأمن والسلم الدوليين، تتخلص المعادلة في: “أوقفوا جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، واسمحوا بدخول المساعدات للمُعتدى عليهم في غزة، ولن يتعرض أحد لسفنكم التجارية”، لكن أمريكا والمتحالفين معها أخذتهم العزة بالإثم، وأرادوا -حسب قولهم- معاقبة اليمن بعد أن فشل الحلف المأمور في القيام بذلك خلال العشر السنوات الماضية، وكأنهم أرادوا أن يجربوا حظهم ويثبتوا أن لديهم القدرة والجرأة والإمكانيات حتى لو كان ذلك على حساب جثث الشهداء والنساء والأطفال العزل من أبناء فلسطين.
من بين أكبر (14) دولة تستورد بضائع إسرائيل، هناك خمس دول في آسيا (الصين، والهند، وهونج كونج، وكوريا الجنوبية، واليابان)، والتسع الدول الأخرى في أوروبا وأمريكا، بمعنى أن معظم تجارتها بعيدة عن الحظر المفروض، والدول المستوردة هي من أكبر الداعمين لها في إجرامها (أمريكا، وبريطانيا، وهولندا، وألمانيا، بلجيكا، تركيا، فرنسا، البرازيل، إسبانيا)، ومع ذلك أمريكا شكَّلت حلفاً مهمته –حسب قولها-: “حماية الملاحة، والتجارة الدولية”، والجامعة العربية –أدانت اليمن بأنها في تصرفاتها تُهدد الملاحة الدولية- وهي فقرة في بيان الجامعة صاغته الدول العربية المطبِّعة مع العدو الصهيوني والتي منحت حاخامات إسرائيل بعض شركاتها ختم الكاشير لقيامها بتصدير بضائعها لكيان الاحتلال بدلاً عن غزة المحاصرة –جوعاً، والمراد إبادتها- أرضاً وإنساناً.
اليمن طوَّر إمكانياته البحرية والجوية والبرية بجهود ذاتية، وبادر بتنفيذ ضربات “طوفان البحر” أصابت أهدافها بسهولة، وأدهشت العدو، وأنجدت المعتدى عليهم، وهنا صاح المرجفون لماذا تقفون في وجه أمريكا –وهي شرطي العالم؟- فكان الرد: نقف ضد الظلم ومع الحق، فالحق أحق أن يُتبع –وهو مبدأ أكد عليه الإمام علي –كرم الله وجهه-: “إعرف الحق تعرف أهله”-، وهي سنة من سنن الله أكد عليها القرآن الكريم: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وقد سبقتها الآية: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216).
المطبِّعون والخونة والعملاء اشتروا أحدث الأسلحة من مصانع الغرب والشرق، واحتفظوا بها مكدسة في مخازنهم لحماية عروشهم، وقتل جيرانهم وأبناء عشيرتهم، وسخروها خلافاً لأوامر ربهم وخالقهم، ولم يكتفوا بذلك، بل نقضوا كل أوامره، وعملوا ما نهى عنه، عقدوا المعاهدات مع أعداء الله سراً وجهراً، من أجل أن يستأثروا بالبقاء والدوام على كراسي الحكم إلى الأبد، ولذلك جعلوا من الحلف الصليبي الصهيوني إلهاً يُعبد، خانوا أشقاءهم إرضاءً لأعداء الله، ونشروا الفتن والخراب والدمار، وقننوا الفساد، وأحلوا ما حرم الله، مستغلين ما أنعم الله به عليهم، وما استولوا عليه من ثروات، ولم يقوموا بواجب الدعم والمناصرة للمستضعفين في أرض غزة وفلسطين الذين يتعرضون لجرائم الإبادة.
“طوفان اليمن” في تطور مستمر للمسيَّرات والصواريخ والزوارق البحرية دفاعاً عن قضايا أمته ودينه، وتنفيذاً لأوامر الله، والحلف الصهيوني الصليبي يستنفر كل إمكانياته لحماية الإجرام والقتلة، والظلم والطغيان، ويعمل جاهداً على شن الغارات على اليمن لمساعدة الصهاينة في إتمام واستمرار جرائمهم، كالتزام واجب، كما جاء في وصف الرئيس الأمريكي نيكسون: “إن التزاماتنا نحو إسرائيل عميقة جداً، فنحن لسنا مجرد حلفاء، ولكننا مرتبطون ببعضنا أكثر مما يعنيه الورق –ارتباطاً أخلاقياً، ولن تسمح أمريكا لأي كان بالتعرض لإسرائيل وتدميرها”.
ورغم معرفة وإدراك ساسة أمريكا –أن تحيزهم لصالح الكيان الصهيوني يؤثر على أمريكا وزيادة كراهيتها، كما جاء في تقرير رئيس لجنة الشؤون الخارجية: “العرب والمسلمون يكرهون أمريكا بسبب أفعالها وسياستها المنحازة لإسرائيل ضد الفلسطينيين، وأكثر من (99 %) من العرب والمسلمين ليسوا إرهابيين، وحتى الذين يقفون ضد أمريكا بسبب إرادة الانتقام من جرائمها، وإذلالها للمسلمين”، سواء بالتعاون مع القوى الأخرى، أو مباشرة –والملاحظ هنا أن الكاتب يصنف من يدافع عن كرامته وعزته بالإرهاب، استغلت أحداث 11 سبتمبر لتفرض سلطانها وهيمنتها على العالم، وصنفت (أفغانستان، وكوبا، وإيران، والعراق، وليبيا، وكوريا الشمالية) دولاً راعية للإرهاب- دمرت العراق بموجب قراراتها، وأفغانستان، وليبيا، وسوريا، وتعمل الآن على تدمير السودان مستعينة بالإمارات والسعودية.
أما الدول الأخرى (كوبا، وكوريا الشمالية، وإيران) فلم تحرك جندياً ضدها؛ لأنها تريد السيطرة على ثروات الأمة العربية والإسلامية، واستبدال أنظمتها بأنظمة عميلة وخائنة.
وخلاصة القول: إن دفاع اليمن عن مظلومية الأشقاء في فلسطين سيظل مصدر فخر واعتزاز لكل إنسان حر يرفض الظلم والطغيان عربياً كان أو مسلماً، وكل يمني مهما كان انتماؤه أو توجهه، بخلاف أبواق العمالة وأذناب الاستعمار، فذلك لا يعني لهم شيئاً، ويصدق عليهم قوله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حزب الله ينفذ 51 عملية عسكرية خلال أقل من 24 ساعة في أعلى حصيلة يومية منذ طوفان الأقصى
أصدرت المقاومة الإسلامية بتاريخ الأحد 24-11-2024، 51 بيانًا عسكريا حول عمليات التصدي لمحاولات تقدّم العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية والتصدي لمسيّرات وطائرات العدو الحربية، دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وكذلك عمليات استهداف مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي ومستوطناته في شمال وعمق فلسطين المحتلة، وفقًا للآتي:
1- يوم الجمعة 22-11-2024 في إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، قاعدة بلماخيم (قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة حيتس للدفاع الجويّ والصاروخي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوبي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وقد حقّقت العملية أهدافها.
2- الساعة 00:05 استهداف مستوطنة كفار بلوم بصليةٍ صاروخية.
3- الساعة 06:30 رداً على استهداف العاصمة بيروت والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين، وفي إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، بعمليّة مركّبة، هدفاً عسكريّاً في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وحقّقت العملية أهدافها.
4- الساعة 07:00 شن هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على غرفة عمليّات مُستحدثة لجيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المطلة، وأصابت أهدافها بدقّة.
5- الساعة 07:30 استهداف تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في موقع المطلة، بصليةٍ صاروخية.
6- الساعة 08:45 استهداف تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية.
7- الساعة 09:00 في إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، شنّ مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، وللمرّة الأولى، هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم، وأصابت أهدافها بدقّة.
8- الساعة 09:10 استهداف مستوطنة معالوت ترشيحا، بصليةٍ صاروخية.
9- الساعة 09:10 استهداف مستوطنة حتسور هاجليليت، بصليةٍ صاروخية.
10- صباح اليوم الأحد 24-11-2024 تصدى مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة لطائرة مسيّرة اسرائيليّة من نوع هرمز 450 في أجواء البقاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على المغادرة.
11- الساعة 10:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، بصليةٍ صاروخية.
12- الساعة 11:00 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخية.
13- الساعة 11:30 استهداف تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، بصليةٍ صاروخية.
14- الساعة 11:30 استهداف مرابض مدفعية العدو الإسرائيلي في مستوطنة ديشون، التي تعتدي على أهلنا وقرانا، بصليةٍ صاروخية.
15- الساعة 12:05 استهداف مستوطنة كِرم بن زِمرا بصليةٍ صاروخية.
16- الساعة 12:10 استهداف مدينة صفد المُحتلّة بصليةٍ صاروخية.
17- الساعة 12:10 استهداف قاعدة بيريا (القاعدة الأساسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية) بصليةٍ صاروخية.
18- الساعة 12:45 استهداف ثكنة دوف