قالت مجلة فرنسية إن الشركاء الغربيين لـجمهورية أفريقيا الوسطى، وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة، يحاولون إعادة العلاقات مع الدولة الأفريقية، بهدف تهميش "مجموعة فاغنر" الروسية التي أصبح اسمها حاليا "الفيلق الأفريقي".

وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن مرتزقة مجموعة فاغنر الملثمين أصبحوا أقل ظهورا، ويتصرفون بحذر شديد في الشوارع والحانات والمحلات التجارية بالعاصمة بانغي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: هل تدخل أميركا في حرب مع الصين بسبب الفلبين؟list 2 of 2هآرتس: برنامج الجمهوريين بأميركا يهدد بترحيل الطلاب المؤيدين لحماسend of list

وتحاول فرنسا منذ عدة أسابيع العودة إلى اللعبة، وقد أوفت الزيارتان اللتان قام بهما رئيس أفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا إلى باريس في سبتمبر/أيلول 2023 وأبريل/نيسان 2024 بوعودهما، فقد أعلنت باريس عن إلغاء تجميد مساعداتها المالية، كما كثفت البعثة الدبلوماسية الفرنسية في بانغي جهودها للمصالحة.

وفي مطلع مايو/أيار الماضي، زار السفير الفرنسي برونو فوشيه مدينة بيسا، التي تبعد أكثر من 60 كيلومترا عن العاصمة، لبدء أعمال بناء مساكن لقوات الأمن في المنطقة.

ومولت السفارة الفرنسية في يونيو/حزيران الماضي مشروع "الوصول إلى العدالة للجميع" (حوالي 24 مليون دولار)، ودعت علنا المعارضة في أفريقيا الوسطى إلى التخلي عن تهديداتها بمقاطعة الانتخابات المحلية المزمع عقدها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حتى إن برونو فوشيه أعلن أن "فرنسا تحاول جاهدة حشد الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي" حتى تتم الانتخابات في أفضل ظروف.

الاتحاد الأوروبي
وتمكن الاتحاد الأوروبي، تحت قيادة ممثله في بانغي دوغلاس كاربنتر، أيضا من تثبيت استقرار علاقاته مع سلطات أفريقيا الوسطى، وطالب كاربنتر الاتحاد الأوروبي بتمويل الانتخابات المقبلة، وفي منتصف مايو/أيار منحت بروكسل بانغي بالفعل حوالي 2.2 مليون دولار لتحديث الملفات الانتخابية.

وأعربت بانغي عن رضاها، واستأنف الاتحاد الأوروبي أيضا العديد من الإجراءات التي أوقفها من قبل بسبب نقص التمويل، ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يجعل من جمهورية أفريقيا الوسطى أولوية مرة أخرى.

ومنذ بضعة أسابيع، وصل العديد من المسؤولين من بعثة الاتحاد الأوروبي لبناء القدرات، والبعثة المدنية الأوروبية في النيجر (التي طردتها السلطات الجديدة في نيامي)، إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في إطار بعثات الاتحاد الأوروبي التدريبية بجمهورية إفريقيا الوسطى.

الحليف المثالي لواشنطن

وتزيد الولايات المتحدة أيضا مبادرات حُسن النية، وتركز على الجوانب الاجتماعية والثقافية، فضلا عن تمويل مشاريع التنمية، مع الرغبة المعلنة بوضوح -كما حدث في باريس- في فصل بانغي عن موسكو.

ولتحقيق هذه الغاية، تبدو رواندا الحليف المثالي، الذي يمكن أن تعتمد عليه أميركا، وفي الواقع تستطيع كيغالي ممارسة الضغط على العديد من وزراء أفريقيا الوسطى الموالين لـروسيا، بدءا من وزير الدفاع كلود رامو بيرو ووزير الاستثمار الإستراتيجي باسكال بيدا كوياجبيلي، وقد سهّلت هاتان الشخصيتان المؤثرتان تمركز الشركات ورجال الأعمال الروانديين في بانغي.

من جانب آخر، انتهز الروانديون الفرصة لإقامة نظام مراقبة واستخبارات خاص بهم في العاصمة، مما أسعد الأميركيين، وبعد أن أصبحت القوات الخاصة الرواندية لا غنى عنها داخل النظام الأمني لرئيس الدولة، تم دمجها في الحرس المقرب لتواديرا وزوجاته، وهي تضمن مراقبة المساكن الخاصة للرئيس في بانغي ودامارا، حيث يكون رجال فاغنر (الفيلق الأفريقي) أقل حضورا.

الوزراء الموالون لروسيا

وعلى المستوى السياسي، يقترح الرئيس الرواندي بول كاغامي -الذي أصبح وفقا لأحد مستشاري رئاسة أفريقيا الوسطى "صديقا ثمينا" لتواديرا- على نظيره اللجوء بانتظام إلى واشنطن.

ومن المتوقع إجراء تعديل حكومي في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويعلم العديد من الوزراء الموالين لروسيا أن مواقفهم ستكون مهددة إذا أرادت بانغي إرسال رسالة تصالحية إلى الغرب.

ومع ذلك، لا يعترف المخضرمون في مجموعة فاغنر بالهزيمة، ويلعبون ببطاقة الحشود الشعبية، ولعدة أيام، كانت المنظمات التي تمولها فاغنر تنظم مظاهرات في بانغي أو في بقية المقاطعات، وهي تستهدف بشكل خاص الولايات المتحدة.

ومن بين المنظمين، ديداسيان كوسيماتشي وأولوج كوي دوكتروفري، اللذان دعيا في الماضي إلى حركات احتجاجية عنيفة، ووجّها انتقادات لاذعة ضد المعارضين والمنظمات الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الاتحاد الأوروبی أفریقیا الوسطى العدید من فی بانغی

إقرأ أيضاً:

سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي والناتو: قوتنا الناعمة رأس الحربة في الدبلوماسية

أكد السفير أحمد أبو زيد، سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورج وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أن القوة الناعمة المصرية تمثل رأس الحربة في الدبلوماسية المصرية، مشددًا على أنها ليست محل خلاف أو تفاوض، بل هناك إجماعا دوليا على تميز مصر في هذا المجال.

وأوضح "أبو زيد"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي من العاصمة البلجيكية بروكسل، في برنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء اليوم السبت، أن استثمار الدولة في قوتها الناعمة؛ هو استثمار في تجارة رابحة، تعود على مصر بدعم غير محدود في قدرتها على التأثير وبناء الجسور مع مختلف الشعوب والتوجهات.

أولويات العمل السياسي والدبلوماسي المصري

أشار السفير أحمد أبو زيد، إلى أن هناك منظومة متكاملة داخل الدولة مقتنعة بهذا الدور، وتعمل على وضعه ضمن أولويات العمل السياسي والدبلوماسي، مؤكدًا أن القوة الناعمة المصرية تفتح آفاقًا واسعة لبناء علاقات صداقة وثقة مع المجتمعات المختلفة حول العالم، لما تحمله من جاذبية ثقافية وتاريخية وإنسانية.

من حق مصر إدخال لواء مدرع.. رد ناري من سمير فرج على انتهاك إسرائيل لاتفاقية السلامإجماع أوروبي على رئاسة مصر للاتحاد من أجل المتوسط.. وأستاذ علوم سياسية: تتويج للدبلوماسية البرلمانيةمصر رئيسا للاتحاد من أجل المتوسط لأول مرة منذ 15 عاما .. وخبير سياسي: دليل على الثقة في القيادة السياسيةبالإجماع وبحضور 38 دولة .. مصر رئيسًا لبرلمان الاتحاد من أجل المتوسط

وفي هذا السياق، كشف السفير عن تفاصيل جلسة خاصة جمعته بالعاهل البلجيكي استغرقت أكثر من 25 دقيقة، لافتًا إلى أن العائلة المالكة البلجيكية تعشق الثقافة والحضارة المصرية القديمة، وقد كانت ملكة بلجيكا حاضرة في افتتاح مقبرة توت عنخ آمون، كما زار أفراد الأسرة المالكة عدداً من المتاحف المصرية.
وأضاف: "هذا يؤكد أن القوة الناعمة المصرية حاضرة وبقوة في الوعي الأوروبي، وخاصة داخل بلجيكا، وهو ما يشكّل رصيداً دبلوماسياً مهماً يمكن البناء عليه لتعزيز العلاقات الثنائية".

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بمفاوضات مع واشنطن حول الرسوم
  • جنوب أفريقيا: لا نخطط للرد على التعريفات التي فرضها ترامب
  • سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي والناتو: قوتنا الناعمة رأس الحربة في الدبلوماسية
  • مصر تدين الهجوم على بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى
  • الاتحاد الأوروبي: يجب أن تتوقف معاناة سكان غزة
  • الاتحاد الأوروبي يستثمر المليارات في آسيا الوسطى
  • أوروبا تعلن عن حقبة جديدة في العلاقات مع آسيا الوسطى
  • الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تعزيز العلاقات مع آسيا الوسطى
  • تدقيق المعلومات: هل رسوم دونالد ترامب الجمركية على الاتحاد الأوروبي متبادلة حقًا؟
  • هل تفادى قطاع الأدوية رسوم ترامب الجمركية؟ الاتحاد الأوروبي ليس متأكداً من ذلك